lunes, 18 de septiembre de 2017

أهل العلم وحقوقهم

0 comentarios
أهل العلم :

لا شك أن علماء السوء بمخالفتهم ما يدعون الناس إليه يحملونهم على إساءة الظن بأهل العلم أو على الاقتداء بهم في الشر، ولا ينكر أن من المنسوبين إلى العلم دخلاء هم علماء سوء يقولون ما لا يفعلون.

 وقد وصف حال هؤلاء ابن القيم فقال رحمه الله: عُلَمَاء السوء جَلَسُوا على بَاب الْجنَّة يدعونَ إِلَيْهَا النَّاس بأقوالهم ويدعونهم إِلَى النَّار بأفعالهم، فَكلما قَالَت أَقْوَالهم للنَّاس هلمّوا قَالَت أفعالهم لَا تسمعوا مِنْهُم، فَلَو كَانَ مَا دعوا إِلَيْهِ حَقًا كَانُوا أول المستجيبين لَهُ، فهم فِي الصُّورَة أدلاء وَفِي الْحَقِيقَة قطّاع الطّرق. انتهى.
وهؤلاء لا غيبة لهم ولا حرمة ويجب على الأمة ان تلفظهم إلى مزبلة التاريخ لأنهم غراب شؤم على المصلحين الغيورين ، وثقل وعر جاثم على صدور العاملين الحقيقيين وعثرة في طريق أي تغيير وإصلاح وما الدين عندهم إلا مطية إلى المصلحة الشخصية وارتزاق إلى نيل المطالب الدنية .

الأصل في غير هؤلاء  هو العدالة والسلامة –وليست العصمة-

ومع وجود هذا الصنف من المنسوبين إلى العلم والدين فإن الأصل بحمد الله في أهل هذا الشأن هو العدالة والسلامة، فوجود خطأ من بعض المنسوبين إليهم لا يجوز بحال أن يتخذ تكأة للطعن عليهم جميعا والحط منهم والنيل من رتبتهم.    
·        بل هذه طريق أهل الزيغ والضلال ورثة أهل النفاق الذين قالوا بالأمس في علماء الأمة - محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه - : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا وأكذب ألسنة وأجبن عند اللقاء.

حقوق العلماء

الأخذ من علمهم والحاجة إليهم
ومن أعظم حقوق العالم أن تأخذ علمه ، أن تأتي لتسأله ، لتستفيد منه ، لألا يموت العالم وعلمه في صدره .
-  هكذا كان أسلافنا – رحمهم الله ورضي عنهم – وقال أبو الدرداء – رضي الله عنه وأرضاه – : من فقه الرجل ممشاه ومخرجه ومدخله مع أهل العلم .

هذا من فقه الشاب أن يكون دائما مع أهل العلم ، ذهابا وإيابا ، يرافقهم يلازمهم حتى يجعله الله – عز وجل – في يوم من الأيام من أهل العلم الذين يحملون هذا العلم العظيم

-  وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه "إعلام الموقعين عن رب العالمين": "العلماء هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء؛ بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجةُ الناس إليهم أعظمُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب".
-  حدثني عن مالك أنه بلغه " أن لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال : يا بني جالس العلماء ، وزاحمهم بركبتيك ، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة ، كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء " موطأ مالك
-  حدثنا عبدان بن أحمد ، ثنا قطن بن نسير الدارع ، ثنا يزيد أبو خالد البيسري ، أنا أبو مالك ، أخبرني سلمة بن كهيل ، عن أبي جحيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس العلماء ، وسائل الكبراء ، وخالط الحكماء المعجم الكبير للطبراني
-  وخرج رجل من أصحاب عبد الله بن منير إلى بخارى في حاجة له، فلما رجع قال له ابن منير: لقيت أبا عبد الله؟، قال: لا، فطرده، وقال: ما فيك بعد هذا خير؛ إذ قدمت بخارى ولم تصر إلى أبي عبد الله محمد بن إسماعيل، كيف تصل إلى بخارى ولا تقابل محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح -رحمه الله-؟.

 قال الشعبي«جالسوا العلماء فإنكم إن أحسنتم حمدوكم وإن أسأتم تأولوا لكم وعذروكم وإن أخطأتم لم يعنفوكم وإن شهدوا لكم نفعوكم»
آفة التلقي من الكتب دونما الرجوع الى العلماء

   والكتب لا تعطي عالماً و لا مفتياً و لا حاكماً شرعياً على الوصف السابق؛ فلا  يستطيع الكتاب أن يجمع ما يحتاجه تقرير الحكم الشرعي في القضية المعينة فتحتاج أن تطالع فيها أكثر من كتاب، وتحتاج الترجيح عند الاختلاف وتطبيق قواعد أهل العلم، وهذا لا يعطيكه كتاب، ولا يستطيع الكتاب أن ينزل حكم الشرع على واقع المستفتي، ولا يستطيع الكتاب أن ينفذ الحكم ويطبقه في الحكومة؛ فقبض العلم بموت العلماء، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
Ø     مجالس العلم وبركاتها لا توجد عبر التلفاز او السكايب لأن البركة تخوط المجموع لروح حاضرة بينهم تأحذ نصيبها من السمو والبركة لا توجد في غيرها.

Ø     الشيخ يوخذ من سلوكه وليس من علمه فقط ويأخذ من روحه وليس من كلامه فقط والأرواح جنود مجندة ..

Ø     التلقي عن الشيخ اختصار للطريق الطويل في العلم، فما تستطيع إدراكه في عام قد يعطيك الشيخ إياه في ساعة .

Ø     من شأن الشيخ أن يدلك على مفاتيح العلوم ويرشدك الى المقصود ويدلك على مكمن احتياجك . لأنه خبر الطريق وعرف منعرجاتها ومسالكها.

Ø     الشيخ علم حي متفاعل ينزل المسائل الشرعية منازلها في الواقع، والكتب لا تستطيع إلا أن تضللك في أحيان كثيرة .

حق التعظيم والإجلال
·        لقد أصبح اليوم العلم محتقرا لذلك فالعلماء لا قيمة لهم ولا شأن
·        والأولوية اليوم للمغنين والساقطين

تعظيم العلماء من تعظيم الله لهم وفضلهم من تفضيل الله لهم
وحق علينا أن نقدم ما قدم الله وأن نؤخر ما أخر الله
-   فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه -قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سَهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم؛ رضًا بما يصنع، وإن العالم لَيستغفرُ له مَن في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتانُ في الماء، وفضلُ العالم على العابد كفضلِ القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه، أخذ بحظٍّ وافر))؛ رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب".
-   وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم))، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله وملائكته وأهلَ السموات والأرضين، حتى النملةَ في جحرها، وحتى الحوت - لَيُصلُّون على معلِّم الناس الخيرَ))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
-  فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه))؛ رواه أحمد والترمذي.
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى : " ومن تعظيم العلم تعظيم من يتعلم منه ويؤخذ عنه العلم، ويجب على طالب العلم أن يستمع العلم والحكمة بالتعظيم والإجلال والحرمة" "مختصر نصيحة أهل الحديث" للخطيب البغدادي ص (162)

  وأخذ الصحابيُّ الجليل ترجمان القرآن عبدُالله بن عباس - رضي الله عنهما - بركاب أُبَيِّ بنِ كعب - رضي الله عنه - فقيل له: أنت ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأخذ بركاب رجل من الأنصار؟! فقال: إنه ينبغي للحبر أن يُعظَّم ويشرف.
وسلف هذه الأمة وخير قرونها تمثَّلوا هذا التوقيرَ والتعظيم في مواقفَ كثيرةٍ، امتلأتْ بها بطونُ كتب التراجم والتواريخ، وتناقلها العلماء؛ تذكيرًا بهذا الأدب، وتعميقًا لهذا الأصل في القلوب، وتنبيهًا على استعماله لكل سالك...

-  ويقول محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون: لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركباناً على الخيل، سوى من ركب بغلاً أو حماراً، وسوى الرجالة.

يقول طاوس بن كيسان – رحمه الله تعالى – وهو من التابعين ، من أكبر تلاميذ ابن عباس : من السنة أن يُوَقَّر أربعة : العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان ، والوالد ، هذا من سنة نبيكم – صلى الله عليه وسلم – .


- وجاء أن هشام بن عروة وهو أيضاً من التابعين، هشام بن عروة بن الزبير بن العوام أهوى إلى يد أبي جعفر ليقبلها، يد أبي جعفر المنصور، الخليفة العباسي، فمنعه وقال: يا ابن عروة إنا نكرمك عنها، ونكرمها عن غيرك.

  
لا يزال أهل العلم يوقرون بعضهم رغم الخلاف واختلاف الآراء بخلاف العامة :

-  قال الإمام أبو حنيفة في حق شيخه حماد ـ رحمهما الله ـ : ((ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي ، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علمًا أو علمته علمًا.)) ا.هـ تاريخ بغداد للحافظ الخطيب البغدادي

  -   قيل للإمام مالك بن أنس: هل رأيت أبي حنيفة؟ قال: نعم. رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته .

  -  وروى الخطيب عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الإمام الشافعي يقول الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه .

  -  قال الإمام أحمد بن حنبل: ما أحد من أصحاب الحديث حمل محبرة إلاّ وللشافعي عليه منه، وقال : ما صلّيت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو فيها للشافعي.

  - عبد الأعلى الصدفي المصري- أحد أصحاب الإمام الشافعي- أنه قال:  ما رأيت أحداً أعقل من الإمام الشافعي .. ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال : يا أبا موسى .. ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة أ هـ 

-  وكان الشافعي يقول عن لأحمد  : أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه، كوفياً كان أو مصرياً أو شامياً، ولقد روى المزني أن الشافعي قال: ثلاثة من عجائب الزمان:
- عربي لا يعرِبُ كلمه، وهو أبو ثور.
- وأعجمي لا يخطئ في كلمه، وهو الحسن الزعفراني.
- وصغير كلما قال شيئاً صدقه الكبار، وهو أحمد بن حنبل.

    -  ويقول عبد الله بن محمد الوراق: كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال: من أين أقبلتم؟، قلنا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه فإنه شيخ صالح، انظروا إلى التربية، فقلنا: إنه يطعن عليك، يعني يتكلم عليك، يذمك، فقال: فأيُّ شيء حياتي؟، من أنا؟، شيخ صالح بُلي بي، ما ذمه، وما تراجع عن قوله فيه، شيخ صالح بُلي بي
فما باب إثبات المناظرة وإقامة الحجة.. عن عبد العظيم العنبري قال: كنت عند أحمد بن حنبل ، وجاءه علي بن المديني راكباً على دابة قال: فتناظرا في الشهادة وارتفعت أصواتهما، حتى خفت أن يقع بينهما جفاء، وكان أحمد يرى الشهادة وعلي يأبى ويدفع، فلما أراد علي الانصراف قام أحمد فأخذ بركابه.

   -  وقال –يحيى بن معين -: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق بن راهويه -وهو صاحب الإمام أحمد- وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً، هذا عند العلماء، أما الناس الذين قل علمهم، أو قل دينهم، أو قل عقلهم فإنهم إذا اختلفوا في أدنى اجتهاد تحول هذا الاختلاف إلى شقاق ونزاع وعداوة، وتفرقوا وصارت حالهم إلى شيء يسر به الشيطان.

الأدب مع العلماء واحترامهم :

ومَن تأمَّل سيرة السلف الصالح، وما يقابِلون به العلماء من حفاوةٍ وتواضعٍ وأدب، وما يعاملونهم به من معاملة لائقة - أدرك ما للعلماء من منزلة رفيعة في الإسلام، وقد طبق ذلك السلف الأكرمون.

   ولما مات سعيد بن أحمد بن حنبل جاء إبراهيم الحربي وهو إمام كبير إلى عبد الله بن أحمد يعزيه، فقام إليه عبد الله، الحربي يقول لابن الإمام أحمد لعبد الله: تقوم إليّ؟ قال: والله لو رآك أبي لقام إليك، فقال إبراهيم: والله لو رأى ابن عيينة أباك لقام إليه، ابن عيينة من طبقة أعلى من طبقة الإمام أحمد، قبله.

     ولما قال له رجل: إن الناس يدعون لك حتى اليهود والنصارى، الرجل يقول: إنه أتى من الثغر مكان الرباط، يقول: فكان الناس يضربون بالمنجنيق، ويقولون: هذا عن الإمام أحمد.. حتى إنهم يقولون: علا رجل على بعض قلاع العدو، فضرب رجل بالمنجنيق وقال: هذا عن الإمام أحمد، فأطارت رأس ذلك الرجل، فقال الإمام أحمد: أسأل الله أن لا يكون ذلك استدراجاً .

-  يقول الحاكم النيسابوري: سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت أبي يقول: رأيت مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي تواضعاً وتأدباً.

-  وقال مسلم بن الحجاج لما جاء إلى البخاري، مسلم يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذِين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله .

ويقول ابن عباس – رضي الله عنه – : مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر عن حديث ما منعني منه إلا هيبته .

-       فأين هذا من طلاب العلم الذين يتجرءون على المشايخ، ويرفعون أصواتهم في وجوههم ، وربما آذوهم ، وربما وقفوا في طريقهم وهم يمشون ، وهذا ليس من الأدب مع أهل العلم .

  -  ولما أراد خلف بن الأحمر شيخ الإمام أحمد بن حنبل أن يجلس الإمام أحمد بجواره ، أبى الإمام أحمد وقال : لا أقعد إلا بين يديك ، أُمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه .

    * فما منع الإمام أحمد أنه كان معروفا ، أو أنه كان مشهورا في ذلك الوقت ، أن يجلس بين يدي من يريد أن يتعلم منه ، ولو مسألة واحدة ، أو حديثا واحدا ، وهو أحد شيوخه الذين أخذ عليهم العلم ..

  -  ولهذا كان ابن عباس – رحمه الله تعالى ورضي عنه – ربما جلس في الظهيرة في اليوم القائظ الشديد تُثير عليه الريح التراب عند باب أُبَيّ بن كعب ، فما يطرق عليه الباب ليخرجه وقت القائلة ، فيخرج إليه أبي بن كعب فيقول : يا ابن عم رسول الله هلا طرقت الباب ، وهلا أرسلت إلي ؟ فيقول – رضي الله عنه ورحمه – : هكذا أمرنا أن نفعل .

-       وكان يأخذ بخطام دابة أُبي بن كعب ، احتراما لأبي بن كعب – رضي الله عنهم – جميعا .

  - وقال الحسين بن علي رضي الله عنهما لابنه: ((يابني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت ولاتقطع على أحد حديثاً وإن طال حتى يمسك)).
               
وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه- أي كاف الخطاب- ولا يناديه من بُعد يقول ياسيدي وياأستاذي.

-  وقال الخطيب: يقول أيها العالم وأيها الحافظ ونحو ذلك وما تقولون في كذا وما رأيكم في كذا وشبه ذلك، ولا يسميه في غيبته أيضاً باسمه إلا مقروناً بما يشعر بتعظيمه كقول قال الشيخ أو الأستاذ.

  -   قال العلامة ابن جماعة الكناني – رحمه الله تعالى : "إن يجلس بين يدي الشيخ جلسة الأدب، كما يجلس الصبي بين يدي المقري أو متربعاً بتواضع وخضوع وسكون وخشوع، ويصغي إلى الشيخ ناظراً إليه، ويقبل بكليته عليه، متعقلاً لقوله، بحيث لا يحوجه إلى إعادة الكلام مرة ثانية، ولا يلتفت من غير ضرورة، ولا يسند بحضرة الشيخ إلى حائط أو مخدة أو درابزين- قوائم منتظمة يعلوها متكأ- أو يجعل يده عليها .
ولا يعطي الشيخ جنبه أو ظهره، ولا يعتمد على يده إلى ورائه أو جنبه، ولا يكثر كلامه من غير حاجة، ولا يحكي ما يضحك منه، أو ما فيه بذاءة، أو يتضمن سوء مخاطبة، أو سوء أدب"([2])... فإن أراد استفادته تلطف في الوصول إلى ذلك" "تذكرة السامع والمتكلم" لابن جماعة الكناني ص (151-152)

الادب قبل العلم :
   - وفيما تقدمقال الإمام ابن شهاب الزهري - رحمه الله تعالى : "إن هذا العلم أدب الله تعالى – تعالى - الذي أدّب به نبيه - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- وأدّب النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم- أمته، أمانة الله تعالى إلى رسوله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- ليؤديه على ما أدي إليه"الجامع" للخطيب (1/78
)
أجل .. كانوا يطلبون الأدب كما يطلبون العلم، بل كانوا يقدمونه على العلم – وبينهما تلازم :

- كان عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه- يقول : " تأدبوا ثم تعلموا "
-  وقال محمد بن سيرين - –رحمه الله تعالى : " كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم" "الجامع لأخلاق الراوي..."  (1/79)
-  وقال إبراهيم بن حبيب–- رحمه الله تعالى : " قال لي أبي : يا بني إئت الفقهاء والعلماء، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم" "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/80)
-  وقال الإمام مالك –- رحمه الله تعالى- عن نفسه : "وكانت أمي تعممني، وتقول لي : اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه([3])" "ترتيب المدارك بتقريب المسالك"  للقاضي عياض  (1/54)
-  قال أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري - رحمه الله تعالى : " كانوا لا يخرجون أبناءهم لطلب العلم حتى يتأدبوا ويتعبدوا عشرين سنة " "من هدي السلف في طلب العلم" للدكتور: محمد بن مطر الزهراني - ص (23) وقال  انظر"حلية الأولياء" (6/361)
-   وعن خالد بن نزار - –رحمه الله تعالى- قال : "سمعت مالكاً بن أنس يقول لفتى من قريش : يا ابن أخي، تعلم الأدب قبل أن تعلم العلم" "حلية الأولياء" للحافظ أبي نعيم (6/330)
-  وقال عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى : " طلبت الأدب ثلاثين سنة، وطلبت العلم عشرين سنة، وكانوا يطلبون الأدب ثم العلم""غاية النهاية في طبقات القراء" لابن الجزري (1/446)
-  وعن أبي جعفر – رحمه الله تعالى- قال : " كان أحمد من أحيى الناس، وأكرمهم، وأحسنهم عشرة، وأدباً، كثير الإطراق، لا يسمع منه إلا المذاكرة للحديث وذكر الصالحين، في وقار وسكينة ولفظ حسن، وإذا لقيه إنسان بشّ به، وأقبل عليه، وكان يتواضع للشيوخ كثيراً، وكانوا يعظمونه" "سير أعلام النبلاء" (11/317-318)
-  قال الإمام ابن المبارك – رحمه الله تعالى : " لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزين علمه بالأدبانظر"فتح المغيث" للسخاوي

-  وقال – رحمه الله تعالى : " كاد الأدب يكون ثلثي العلم" "صفة الصفوة" لابن الجوزي (4/120)

عدم التقدم بين أيدهم وتجاوزهم في مسائل اختصاصهم

  كما ان لكل اهل فن وعلم رجاله الذين يدافعون عنه ويحدثون به ويجادلون، فكذلك علوم الدنيا ونوازل القضايا والمسائل لماذا يتعين على كل أحد الخوض فيها والحديث . !!

   -  ذكر الغزالي في بعض كتبه : قرأت كتاباً لأحد المهندسين يفسِّر حقيقة الصلاة تفسيراً لم يعرفه المسلمون طوال أربعة عشر قرناً ، فعجبت لهذا الحمق في خرق الإجماع ، وقلت: أما يجد هذا المخترع مجالاً لذكائه في ميدان الهندسة ليتقدَّم فيه بدل أن يشغل نفسه ويشغلنا معه بهذه التوافه) [ليس من الإسلام ـللشيخ: محمد الغزالي/56]

   -  ورحم الله زمناً جاء فيه أنَّ الإمام مالك قال:(إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة ، فما اتَّفق لي فيها رأي إلى الآن)

   -  وقال: (ربما وردت علي المسألة فأفكر فيها ليالي)[ترتيب المدارك1/178].

وإنَّ العجب ليأخذني كلَّ مأخذ ، حين أرى هؤلاء المتقحِّمين باب العلم حين تُعرض أي مسألة من متعلقات الشريعة ، فيتحدثون عنها ، ولم يكلِّفوا أنفسهم البحث عن حكمها ودلائل حلِّها أو حرمتها، بل تجد المبادرة والمسارعة للإفتاء وإبداء الرأي بحجَّة أنَّها وجهة نظرهم ، ولا يعني أن تكون وجهة النظر صحيحة ، وكأنَّ علم الشريعة علم يُتناول على مائدة الحوار والكل يبدي رأيه متوقعاً ومخمِّناً أنَّ ذلك هو الحكم الشرعي!

Ø     فمن جهة لا علم للعامة بدقائق المسائل والخلاف فيها و ادوات الترجيح بين مختلف الأقوال، ومن جهة ثانية فقد كُفوا همَّ المتابعة والحساب فلماذا يجرون إليها ذاتهم جرا؟ّ!!

Ø     أوليست فتوى الشيخ أو فقه أو رأيه إلا نتيجة ونهاية ، خلفها بدايات وطريق شاق ابتداء من سبرالأدلة واعتماد ما صح عنده منها مما قد لا يصح عندغيره لتفاوت  النظر في الحكم على المتن والرجال ،  مما يعرفه أهل الجرح والتعديل ثم باختلاف طرق الاستدلال مما بين أهل الأصول من تفاوت ، ثم بالنظر إلى النازلة ووقتها وزمانها وبيئتها وهل خاصة بأفراد أو تشمل العموم ؟!!
ثم يأتيك أقوام ينقلون إليك فتوى أو رأيا دونما اعتبار لكل ماذكرنا مما قد يؤثر في الحكم أصلا وفصلا . فلذلك وجب الاعتبار والانتباه .

   -  وقد لاحظ تلك المشكلة الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ واشتكى منها قائلاً:( يالله العجب ! لو ادَّعى معرفة صناعة من  صنائع الدنيا ، ولم يعرفه الناس بها ، ولا شاهدوا عنده آلاتها لكذَّبوه في دعواه ، ولم يأمنوه على أموالهم ، ولم يمكِّنوه أن يعمل فيها ما يدَّعيه من تلك الصناعة ، فكيف بمن يدَّعي معرفة أمر الرسول وما شوهد قط يكتب علم الرسول ، ولا يجالس أهله ولا يدارسه) [الحكم الجديرة بالإذاعة]. 


   -  ولهذا كان أهل العلم ـ رحمهم الله جميعاً ـ إذا سئلوا عن مسألة ولم يعرفوا لها جواباً قالوا : الله أعلم ، ولم يفذلكوا أو يكذلكوا ، بل كانوا متَّسمين بالوضوح تجاه مستفتيهم ، إن علموا حكم المسألة قالوا بها ، وإن جهلوها قالوا لا نعرفها ، بل كانوا لا يجزمون في فتاويهم ـ في بعض الأحيان ـ إن شعروا أنَّ المسألة قد تحتمل أوجهاً متعدِّدة.


-  كما نقل عن الإمام مالك أنَّه في بعض الأحيان إن أفتى قال:(إن نظنُّ إلاَّ ظنَّاً وما نحن بمستيقنين) [جامع بيان العلم وفضله2/146]

وما نُقِلَ عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال:(وابردها على الكبد إذا سئل أحدكم عمَّا لا يعلم ، أن يقول : الله أعلم) [تعظيم الفتيا لابن الجوزي/81]. 
إكرام العلماء :

-  عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من إجلال الله إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحاملِ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرامَ ذي السلطان المقسط))؛ رواه أبو داود، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" 2195.
الفضول وحده قد يقود العالم إلى بذل الكثير من الجهد ولكن التكريم أيضا يعطيه طاقة معنوية تشعره أن العالَم من حوله يقدر ما يفعل

Ø     إكرام اليوم للمغنين والفساق وإعطاءهم الأوسمة .
Ø     أمة لا تكرم علماءها أمة ممسوخة
-       محنة العقاد وفقره وسجنه
-       محنة مصطفى محمود وعزلته في آخر حياته بدلا من تكريمه .


العلماء هم الذخيرة والكنز النادرالذي تزخر به أية أمة تبحث عن الريادة والمجد والسؤدد.
أي مكانة نبحث عنها عندما لا نعرف قيمة العالم الذي أفنى حياته وشبابه في إنارة الطريق وحماية الأمة من المسخ والتفسخ والضياع ..أي دور وأي مستقبل لنا ونحن نحسب مرتب العالم وكم يتقاضى بينما ندفع للتافهين نظير تفاهتهم الملايير والملايير ..ماذا ننتظر سوى السقوط حين نختار منحى إهانة العلماء وتمجيد الفارغين ..هل نجحت أمة من الأمم وقفت ضد العلم والعلماء ..وهل تُقاس الحضارات قديما وحديثا إلا بما حَفَلت به من علم وما برز عندها من علماء ورواد .
إنّ السلطة التي تهين أدمغتها وعباقرتها وروادها وأنفس ما عندها من رجال،  وتبسط البساط الأحمر للفارغين هي سلطة تسير نحو المجهول ولا حيلة لها إلا بالعودة عن غيّها ومراجعة أمورها،وتصحيح الخلل وإعطاء المكانة اللائقة لمن أحبهم الله ورسوله ..وخصهم بآياته في الذكر الحكيم “إنما يخشى اللَهَ من عباده العلماءُ”..صدق الله العظيم .

   لماذا لا يكرمون هؤلاء داخل وطنهم؟! ولماذا لا تمنح لهم الأوسمة المتميزة، ولماذا لا تخصص لهم الجوائز المتميزة ولا ترد أسمائهم ضمن المرشحين للجوائز الوطنية   ولماذا لا تتبناهم الدولة وتنشء لهم المعامل والمراكز المتخصصة في مجالات تميزهم  ؟!
أليسوا أولى بالتكريم والرعاية والاهتمام والدعم؟! وأليس وطنهم أولى بتكريمهم وحصد ثمرة نجاحهم؟! أليس هذا الاهتمام والدعم أول مؤشرات وعناصر التنمية البشرية المستدامة؟!

Ø     إن  الإمام وفقا للشروط التي تخوله لأن يكون كذلك لهو المقدم لقيادة الصلاة فمن نقدمه للدين وعظمته أفلا نقدمه في الدنيا وتفاهتها ؟!
أولم يقدم الصحابة أبا بكر للخلافة لأن النبي رضي لهم به إماما للصلاة ؟ أو كما استنبطوا هم .

من صور تكريم حامل القرآن
مـن صور إكرام حامـل القـران مـا يلـي:
   -    اشعاره بعظمة ما يحمله، واعتقاد فضله.
  -    تمييزه عن غيره، والإحسان اليه.
  -    تقديمه في الامامة للصلاة على غيره.
  -    مناداته بأحسن واحب الاسماء اليه.
  -    اشعاره بعلو منزلته، وفضل مكانته.

تحريم احتقار العلماء والحط من قدرهم

النيل من العلماء واحتقارهم هو غمز للدين والشرع


ألا فليعلم أن النيل من أهل العلم وتزهيد الناس فيهم بإشاعة ما قد يقع فيه بعض المنسوبين إليهم من خطأ حينا وبالكذب عليهم وإشاعة الباطل عنهم أحيانا كثيرة هو من أعظم سبل المبطلين وأهل الغواية في هدم هذا الدين والقضاء على تعظيم الشرع في نفوس الناس، إذ العلماء هم حملة هذا الشرع فهدمهم هدم لما يحملونه.
   قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله: وهذا مطمع مؤكد من خطط أعداء الملة لعدائها , والاستعداء عليها في منظومتهم الفَسْلَة لكيد المسلمين , ومنها : أن الكفار تكلموا طعنا في راوية الإسلام أبي هريرة -رضي الله عنه- دون غيره من الصحابة -رضي الله عنهم-؛ لأنه أكثرهم رواية, فإذا استسهل الطعن فيه, تبعه من دونه رواية. لهذا فقد أطبق أهل الملة الإسلامية , على أن الطعن في واحد من الصحابة - رضي الله عنهم - : زندقة مكشوفة . وقد أجرى العلماء هذا الحكم بمن قدح في أحد من حملة الشرع المطهر ، علماء الأمة العاملين ؛ لأن القدح بالحامل يفضي إلى القدح بما يحمله من رسالة البلاغ لدين الله وشرعه ؛ ولهذا أطبق العلماء - رحمهم الله تعالى - على أن من أسباب الإلحاد :" القدح بالعلماء ".
-       قال الدورقي - رحمه الله تعالى-: " من سمعته يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتهمه على الإسلام " .
  * وقالها أحمد - رحمه الله تعالى - في حق يحيى بن معين ، وقيلت في حق أبي زرعة ، وعكرمة - رحم الله الجميع. انتهى.
ومن المؤسف أن الأفكار الإلحادية التي غزتْ أوروبا، وسَرَت إلى بعض البلدان الإسلامية، قد عملتْ على إضعاف المكانة السامية التي يجب أن تكون للعلماء، وقلَّلتْ من أهميتهم في نظر الكثيرين؛ بما تبثه عنهم من أقاويل السوء، والافتراءات الباطلة، وتضخيم الزلات والهفوات، وذلك جزءٌ من خطة شيطانيةٍ هدفُها القضاء على الدين وحَمَلَتِه ودُعاته، وإن من واجب المثقفين المستنيرين وذوي الدين والعلم، أن يتنبهوا لهذه المخططات المدمِّرة، وأن يحذروا منها.

·        فاحترام العلماء عنوان لاحترام الدين، وتقديرهم رمزٌ لتعظيم الشريعة السمحاء؛ فهم كما قال الشاعر:
وَلَوْلاَ هُمُو كَادَتْ تَمِيدُ بِأَهْلِهَا     وَلَكِنْ رَوَاسِيهَا وَأَوْتَادُهَا هُمُو
 علماء الأمة هم النجوم الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل وحياة العَالِم حياة العالَم.

  وعلماء الأمة هم النجوم الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل، وترجم بهم شبهات البدع، وتزين بهم وبذكرهم المجالس، فإذا انتقصوا وذهبت حرمتهم فماذا يبقى للناس؟!
  -يروى عن علي بن أبي طالب قال: "إذا مات العالم انثلمت في الإسلام  ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة" أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي.

   -قال ابن القيم رحمه الله (في أعلام الموقعين1/8ـ10): "لما كان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء، وكان الناس كلهم لهم تبعا، كان صلاح العالم بصلاح هاتين الطائفتين وفساده بفسادهما، كما قال عبد الله بن المبارك وغيره من السلف: صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس. قيل: من هم؟ قال: الملوك والعلماء.

الوقوع في العلماء إسقاطٌ لهم، وحرمانٌ للناس من الإفادة من عِلمهم
 وما يوجد من بعض الناس في بعض المجالس أو المنتديات، أو بعض وسائل الإعلام من انتقاصٍ أو ازدراء لأهل العلم؛ بسبب خلافهم، أو قولهم الحق والصدع به - يجب إنكارُه والردُّ على قائله ونصحه؛ لأن الوقوع في العلماء إسقاطٌ لهم، وحرمانٌ للناس من الإفادة من عِلمهم، وحينئذٍ يتَّخذ الناسُ رؤوسًا جهالاً، فيفتون بغير علم فيضلون؛
-  فعن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد؛ ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا، اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئلوا فأفتَوْا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا)) رواه البخاري ومسلم.
وبوّب البخاري في صحيحه في كتاب العلم : "بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ
 وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْتُفْشُوا الْعِلْمَ وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا"اهـ.
    وقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا" أي خفية، أراد به كتمان العلم، وهذا من لوازم ضياع حق العلماء، فإذا ما ضُيّع حق العالم يُزهد في علمه، ويكتم فلا يعود يعرف إلا سراً، بسبب غلبة الجهل على الناس؛ فلا بد أن يعرف الناس العالم، ويجلس للناس يعلمهم، ويجلس الناس إليه لينتفعوا بعلمه: "وَلْتُفْشُوا الْعِلْمَ وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا".

هل يعني هذا أن العلماء معصومون ؟!
ثم لو قدر أن واحدا من العلماء أخطأ فإن هذا لا يقضي بحط رتبته، بل السعيد من ينظر إلى كثير حسناته فيغفر لأجلها قليل زلاته. وهل ثبتت العصمة لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ وليس أحد من الناس إلا وهو يخطئ، والسعيد من عدت سقطاته، فأولى الناس بأن تقال عثراتهم وتغفر زلاتهم هم أهل العلم لما لهم على الأمة من أثر حسن، ولما في حفظ هيبتهم ومكانتهم من حفظ لبيضة الدين. وأما تتبع الزلات والتشنيع بيسير الخطأ فشأن أهل الزيغ والضلال.
-  يقول العلامة بكر رحمه الله:  ومن مستندات (( المنشقين )) الجراحين : تتبع العثرات ، وتلمس الزلات ، والهفوات . فيجرح بالخطأ ، ويتبع العالم بالزلة ، ولا تغفر له هفوة . وهذا منهج مرد . فمن ذا الذي سلم من الخطأ - غير أنبياء الله ورسله - ، وكم لبعض المشاهير من العلماء من زلات ، لكنها مغتفرة بجانب ما هم عليه من الحق والهدى والخير الكثير                من الذي ما ساء قط**** ومن له الحسنى فقط
Ø     ولو أخذ كل إنسان بهذا لما بقي معنا أحد ، ولصرنا مثل دودة القز ، تطوي نفسها بنفسها حتى تموت  

إطلاق اللسان في العلماء عاقبته وخيمة
وليعلموا أن إطلاق اللسان في العلماء عاقبته وخيمة، وإذا كانت أعراض آحاد المسلمين محترمة لا يجوز التوثب عليها فكيف بخاصتهم وهم عدول كل خلف الذين ينفون عن العلم تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
 -  يقول الحافظ ابن عساكر رحمه الله: اعْلَم يَا أخي وفقنا الله وَإِيَّاك لمرضاته وَجَعَلنَا مِمَّن يخشاه ويتقيه حق تُقَاته أَن لُحُوم الْعلمَاء مَسْمُومَة، وَعَادَة الله فِي هتك أَسْتَار منتقصهم مَعْلُومَة وَأَن من أطلق لِسَانه فِي الْعلمَاء بالثلب بلاه الله قبل مَوته بِمَوْت الْقلب {فليحذر الَّذين يخالفون عَن أمره أَن تصيبهم فتْنَة أَو يصيبهم عَذَاب أَلِيم. انتهى.
الطاعنون في العلماء عرضةٌ لحرب الله - تعالى –
-       قال بعض العلماء: أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم.
  - وهو القائل في الحديث القدسي: ((مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب))؛ رواه البخاري، والعلماء هم من أولياء الله - تعالى - روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا: إن لم تكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله وليٌّ، قال الشافعي: الفقهاء العاملون، وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: مَن آذى فقيهًا، فقد آذى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ومَن آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد آذى اللهَ - عز وجل.
-   قال الإمام الحافظ أبو العباس الحسن بن سفيان لمن أثقل عليه: ما هذا؟! قد احتملتُك وأنا ابن تسعين سنة، فاتقِ اللَّه في المشايخ، فربما استُجيبت فيك دعوة.
-  ولما أنكر السلطان على الوزير نظام الملك صرْفَ الأموال الكثيرة في جهة طلبة العلم، أجابه: أقمتُ لك بها جندًا لا تُرَدُّ سهامُهم بالأسحار، فاستصوبَ فعله، وساعده عليه.
-  وذَكَر رجلٌ عالمًا بسوء عند الحسن بن ذكوان - رحمه الله تعالى - فقال: ((مَهْ، لا تذكر العلماء بشيء، فيميت الله - تعالى - قلبَك)).
يجب التروي قبل تخطئة أهل العلم

    من حقوق أهل العلم الحذر من تخطئتهم بغير علم ، فعلينا أن نتأكد من المسألة ، وينبغي عليك أن تتأدب مع العالم ، فلا  تعارض قوله الذي استند فيه على دليل شرعي برأيك فتهلك .

   وحين يتأمل المرء في بعض الكتب الصادرة ، وما يجد فيها من فهم خاطئ لبعض نصوص الكتاب والسنَّة ، وأقوال أهل العلم ، يتيقن بأنَّ الخطأ ليس في صياغة الشيخ في كتابه بدلالاته اللغوية ، ومعانيه الكلاميَّة ، وإنَّما من الفهم القاصر لقارئ الكتاب ، ممَّا يجعله ينزلق في الفهم القاصر ، كما قال ابن القيم:(ما أكثر ما ينقل الناس المذاهب الباطلة عن العلماء بالأفهام القاصرة) [مدارج السالكين2/431]. وصدق من قال:

وكم من عائب قولاً صحيحاً      وآفته من الفهم السقيم

ولا عجبَ أن ترى كثيراً من المسائل التي وقعت بها أخطاء علميَّة ، أدَّت فيما بعد لأن تكون أقوالاً تنسب لبعض المنتسبين للعلم ، لتكون خلافاً يحكى أمد الدهر 

التماس العذر لهم إذا زلت بهم القدم .

   -  يقول بعض السلف : إذا كان الرجل ثقة مشهودا له بالإيمان والاستقامة ، فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتاباته على غير ما تعود منه ومن أمثاله ، بل ينبغي التأويل الصالح ، فحسن الظن بهم واجب علينا .




Queridos en Allah, el ‘ilm o conocimiento es la herencia de los Profetas, es la
Misericordia de Allah con la que ha agraciado a sus siervos piadosos. El conocimiento
es la luz de los corazones, la tranquilidad de las almas y su cura. Dice Allah en el Corán (interpretación del significado): «Os ha venido, procedente de Dios, una luz y un Libro claro, con el cual Dios guía a quienes buscan Su complacencia por los caminos de la salvación, con Su permiso, y los saca de las tinieblas a la luz y los guía al camino recto » (Corán 5: 15-16)

Los sabios son las luces de la guía, gracias a ellos se aprendieron los preceptos
islámicos, gracias a ellos se esclareció para la gente común la verdad de los ritos de
adoración así como los pecados y errores, gracias a sus palabras, consejos,
advertencias, etc. se consiguió que la gente se acerque más a Allah y se evitó caer en lo dudoso y lo prohibido.

   Nuestro tema de hoy es sobre aquellos que Allah escogió de esta nación después de los Profetas, sobre estudiantes de conocimiento que temen a Allah, lo obedecen y son fieles a Él; aquellos que conocieron los derechos del conocimiento y de los sabios.
¡Oh Allah! ¡Qué gran Ummah aquella que protegió y cuidó el honor de sus sabios y fue bendecida por esa causa!

¡Qué gran alumno de conocimiento es aquel que conoce los derechos del conocimiento y de los sabios! ¡Qué honrado e inmenso! Ya que nadie conoce el
Valor del bien excepto su gente.

Deregirnos a ellos para aprender y educar y sobre todo acudimos a ellos en las fatwas,  Puesto que la Fatwa es una gran responsabilidad en esta vida y en la otra. De ahí que cuando tengamos que preguntar sobre un asunto, debemos hacerlo a quienes tienen ese derecho y son responsables de ello.

Por consiguiente, no es lícito que el musulmán ignore este derecho. Allah te ha
ordenado este asunto al decir en el Corán (interpretación del significado): “Y
preguntad a la gente de conocimiento si no sabéis.” (21:7 y 16:43)

Cuando acude a una clase de su sabio o profesor, acude con un sentimiento sincero de aprender,

Por ello, nuestros Salaf o predecesores piadosos solían honrar mucho las reuniones de conocimiento y a sus sabios.

Una vez el Imam Ahmad, que Allah le tenga Misericordia, necesitaba un Hadiz en un
asunto de jurisprudencia islámica, entonces tuvo que ir donde un Sheij que había sido alumno del Imam Ahmad. El Sheij al verle, quiso sentarle a su costado, pero el Imam Ahmad rechazó eso y se sentó en frente del Sheij, delante suyo; como si fuera un alumno que aprende el conocimiento; y dijo: “Así se nos ordenó comportarnos con nuestros sabios”.

De entre los derechos de los sabios hacia nosotros está honrarles, respetarles, tratarles de la mejor forma posible, hablar bien de ellos y amarles por Allah. Dicen algunos sabios sobre las palabras de Allah en el versículo coránico que dice: “Sabed que respetar los ritos de Allah dimana de la piedad de los corazones” (22:32) es decir, respetar todos los asuntos que Allah nos dijo, y entre ellos está respetar a los sabios.

De entre la fidelidad hacia los sabios, es suplicar el bien por ellos y no envidiarles por
ningún favor, sea mundano o espiritual. ¡Tal vez una súplica tuya sincera hacia ese
sabio, Allah la bendiga y tú te lleves la recompensa de todo aquél que siguió a ese
sabio! ¡Pide por ellos lo que amas para ti mismo!

Por tanto, ¿cuál será el destino de aquél que no respeta, ni honra e insulta a un sabio?

Dicen algunos sabios: Temo por aquél que no respeta al sabio o habla mal de él, que Allah convierta en vanas sus obras sin que se de cuenta.
Si hablar mal de un musulmán ausente se considera un gran pecado, ¿cómo será el
caso de quién habla mal de un sabio? Ciertamente el pecado es aún más grave, ya que cometió dos pecados graves: uno al hablar mal de ese sabio y otro por despreciar el conocimiento que tiene ese sabio en el corazón. ¡Qué Allah nos proteja!

Le pido a Allah que haga todas nuestras obras con el sincero sentimiento de agradarle a Él y buscar Su recompensa. ¡Amín!

Y que la paz y las bendiciones de Allah sean con el Profeta Muhammad.


0 comentarios:

Publicar un comentario