martes, 6 de septiembre de 2016

فضائل الصيام وفلسفته

0 comentarios
 فضائل الصيام :

فالصوم يُباعد الله النار عن وجه صاحبه: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"

 فإذا كان صوم يوم واحد بهذه الأفضلية والمنزلة فما بالك بصيام شهر كامل أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر نافلة أو غير ذلك من الصيام المشروع.

   والصوم وقاية من الشَّهوات: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"

  والصوم لا مثل له ولا عدل فقد أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به، قال: "عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له" وفي لفظ: "فإنه لا عِدلَ له"

  والصوم يُدخل الجنة من باب الريان؛ لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد"

  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبدالله هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة. قال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دٌعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم"

  والصيام كفَّارة للذنوب، فعن حذيفة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فتنة الرجل في أهله، وماله، وجاره تٌكِّفرها: الصلاة، والصيام والصدقة"

  والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فعن عبدالله بن عمرو يرفعه: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه" قال: "فيشفعان"

-  ويُوفَّى الصائمون أجرهم بغير حساب.

-  والصوم سبب للسعادة في الدنيا والآخرة؛ فإن الصائم له فرحتان.

-   وخَلوف فَمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك،

  - وقد دلَّ على هذه المسائل الثلاث حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: "كل عمل ابن آدم يضاعف له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته، وطعامه [وشرابه] من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"

-  والصائم دعوته لا تُرد؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة لا تردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم".

-  وتفطير الصائمين فيه الأجر العظيم؛ لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا"

خطبة في فلسفة الصوم :
لم يشرع الله سبحانه وتعالى لخلقه عبادة قط إلا ويجد المتأمل في هذه العبادة أن لها فلسفة وغاية وحكمة من ورائها، ولم تشرع عبثاً وإنما لتحقق لهذا الإنسان مصالح في آخرته ودنياه، فجميع العبادات بلا استثناء تعطي ثمارها على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة.
الصوم عبادة وفيه تحقيق العبودية لله

بكمال التسليم والخضوع ولو على ما تشتهيه الأنفس من المباحات العاديات السهلة :
فالصوم فيه طاعة لله واستجابة لأمره، وهي تذكر الإنسان دائما بأن الله قادر مسيطر عليه موجه له.

إن الصوم كغيره من العبادات ينمي عند المؤمن الشعور بالعبودية المطلقة لله والتي مؤداها بأن تكون مطيعاً لربك طاعةً عمياء و إلا فإن الله لا حاجة له في صومك و جوعك وعطشك أصلاً فضلاً عن الالتزام بترك هذا الصغائر كما في الأمثلة السابقة.

1 ـ عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال: (( الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أو شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إني صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ - تعالى- من رِيحِ الْمِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ من أَجْلِي الصِّيَامُ لي وأنا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)).

·        فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه، ثم تركته لله - عز وجل- في موضع لا يطلع عليه إلا الله، كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان، فإن الصائم يعلم أن له رباً يطلع عليه في خلوته وقد حرم عليه أن يتناول شهواته المجبول على الميل إليها في الخلوة فأطاع ربه وامتثل أمره واجتنب نهيه خوفا من عقابه ورغبة في ثوابه، فشكر الله - تعالى- له ذلك واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر الأعمال ولهذا قال بعد ذلك: (( إنه إنما ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي))

الصوم تربية النفس على التقوى  :

·        قال تعالى: (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
                                                                                                                                               
في الحقيقة إن الصوم هو محطة أساسية للتزود بالتقوى فإذا أراد أي شخص معرفة أنه صام صوماَ حقيقياً فلينظر إلى درجة التقوى عنده بعد الصوم فإن كانت عالية فسيعلم أنه صام الصيام المطلوب إلا فليعلم أنه امتنع عن الأكل والشرب في زمان ما فحسب.

     إن المؤمن عندما يصوم شهر رمضان المبارك فإنه يشعر نفسه أن طاعة الله وامتثال أمره يلزم فيها الاستمرار لا أن تكون محدودة بزمان ما، فإن جزاء المطيع الجنة وجزاء العاصي النار فلو فرضنا أن شخصاً صام شهر رمضان بدقة متناهية وترك جميع المفطرات، حتى أنه لم يأكل أو يشرب نسياناً بنية التقرب إلى الله، ثم بعد انقضاء هذا الشهر الكريم انغمس في المعاصي والذنوب كترك الصلاة كما يفعل بعضهم أو قطيعة الرحم أو الغيبة أو شرب الخمر أو سماع الأغاني...إلخ، إن بعض الناس لا يكتفي في شهر رمضان بترك المفطرات بل إنه يتحول في الشهر إلى راهب من كثرة الطاعات لكن بمجرد انقضاء الشهر يعود إلى أحضان الرذيلة والفساد، هنا يتبين لنا حقيقة الصوم فإن الصوم عبارة عن وقفة مع النفس في زمن معين لتربيتها على التقوى لباقي أيام السنة إن شهر رمضان ورجب وشعبان في الحقيقة هي شهور التزود الروحي، نعم هناك أناس ينحون منحىً أسوء من أولئك فإنهم لا يتركون المعاصي في شهر رمضان فهم يتعاملون معه كغيره من شهور السنة بل أسوء من ذلك فمنهم تزداد المعاصي عندهم في هذا الشهر العظيم (المستجار بالله)! ولا شك أن السيئات فيه تضاعف كما الحسنات.

إذاً على المؤمنين جميعاً أن يتزودوا التقوى في هذا الشهر فيكون شهر رمضان بالنسبة لهم بمثابة محطة الوقود، لا أن يكون هذا الشهر مجرد شهر للجوع والعطش، بل علينا في كل لحظة من لحظاته أن نستثمرها لصالح دنيانا وآخرتنا حاضرنا ومستقبلنا حتى نكون ممن ينسلخ عنهم الشهر وقد انسلخت عنهم ذنوبهم.

·        ذلك لأن الذي صام لله طائعا , وتهيأ لرمضان بعزيمته , وأصر على الامتناع, وصبر على ذلك بأخلاق الصبر والثبات , كان يسيرا عليه أن يتعود الطاعة بقية أيام العام

·        من هنا تأتي فداحة الاستمرار على المعاصي بعد ثلاثين يوم من هذا النظام النفسي الاجتماعي الروحاني التطهيري العالي , فذلك الذي لم يأخذ من رمضان إلا كما يأخذ العبيد من الامتناع عن الطعام والشهوات لفترة من الزمن, وهو يترقب متى ينتهي رمضان ليعود إلى المعاصي , كأن الذي صفد في رمضان هو لا الشيطان . 
والتقوى لا تحصل إلا بمجموع حفظ الجوارح كلها وهو صوم المتقين :

إن الصوم عند عامة الصائمين هو صوم الجسد فأما صوم الخصوص من الموقنين فإن الصوم عندهم هو صوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية ثم صوم السمع والبصر واللسان عن تعدي الحدود، وصوم اليد والرجل عن البطش والسعي في أسباب النهي، فمن صام بهذا الوصف فقد أدرك وقته في جملة يومه وصار له في كل ساعة من نهاره وقت وقد عمر يومه كله بالذكر..

   - ولمثل هذا قيل: نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح .

يقول أبو طالب المكي في قوت القلوب : فالعبد الحافظ لحدود اللَّه عزّ وجلّ إن أفطر بالأكل والجماع فهو صائم عند اللَّه في الفضل للإتباع ومن صام عن الأكل والجماع وتعدى الحدود وأضاع فهو مفطر عند اللَّه عزّ وجلّ صائم عند نفسه، لأن ما أضاع أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ وأكثر ممَّا حفظ..

-       وقد  ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر)

-  وجاء في الخبر " أن امرأتين صامتا على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأجهدهما الجوع والعطش في آخر النهار حتى كادتا أن تتلفا فبعثتا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يستأذناه في الإفطار فأرسل إليهما قدحاً وقال: قل لهما قيئا فيه ما أكلتما قال:
فقاءت إحداهما نصفه دماً عبيطاً ولحماً عريضاً وقاءت الأخرى مثل ذلك حتى ملأتاه،فعجب الناس من ذلك فَقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: هاتان صامتا عما أحل اللَّه عزَّ وجلَّ لهما وأفطرتا على ما حرم اللَّه عزّ وجلَّ عليهما قعدت إحداهما الى الأخرى فجعلا يغتابان الناس فهذا ما أكلا من لحومهم"..

  - وكان أبو الدرداء يقول: يا حبذا نوم الأكياس وفطرهم يعيبون صوم الحمقى وسهرهم ولذرة من ذي يقين وتقوى أفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغترين...

-  وأمره في قوله عليه السلام: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايجهل وان امرؤ شاتمه فليقل: إني صائم، وفي لفظ آخر لايجعل يوم صومه ويوم فطره سواء".

وهو شهر التقوى الجماعية ودليل وحدة الامة  :

حيث يشترك المجتمع كله في تحقيق معالم الطهر والتقوى وتوفير الأجواء الإيمانية لذلك لم يأمر الشارع كل أحد أن يختار الشهر الذي يصومه لوحد، وفيه إشارة على ان العبادة الجماعية أكثر بركة وفضلا وتأثيرا .

إن من كرم الله سبحانه وتفضله على عباده أن جعل الصيام في هذا الشهر لهم جميعاً ليشملهم جميعاً برحمته وعطفه، وليصبح هذا الشهر مظهراً من مظاهر ووحدتهم وقوتهم ومنعتهم.

فلو أن المسلمين استثمروا هذه الشعائر الربانية لتسنموا ذرى المجد ولتزعموا هذا العالم، لكن للأسف الشديد أعداء الإسلام ومن يتربصون به الدوائر يسعون سعياً حثيثاً لإفراغ هذه الشعائر الدينية من محتواها، وجعل الأمة الإسلامية تتمسك بالقشور.
الصيام مدرسة في تربية النفس :

الصيام عبادة مستغربة أو منكورة في جوِّ الحضارة المادية التي تسود العالم :
                                              
إنَّها حضارة تؤمن بالجسد، ولا تؤمن بالروح، وتؤمن بالحياة العاجلة، ولا تكترث باليوم الآخر! ومن ثمَّ فهي تكره عبادةً تُقيِّد الشهوات ولو إلى حين، وتؤدِّب هذا البدن المدلَّل، وتلزمه مثلاً أعلى.

إنَّ الأفراد والجماعات في العالم المعاصر تسعى راغبة لتكثير الدخل، ورفع مستوى المعيشة، ولا يعنيها أن تجعل من ذلك وسيلة لحياة أزكى!
الصوم بين الحقيقة المادية والروحية :

لم أقرأ[1] لأحد قولاً شافياً في فلسفة الصوم وحكمته؛ أما منفعته للجسم وأنه نوعٌ من الطب له، وباب من السياسة في تدبيره، فقد فرغ الأطباء من تحقيق القول في ذلك؛ وكأن أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبَّة تؤخذ في كل سنة لتقوية المعدة وتصفية الدم وحياطة أنسجة الجسم.
·         هل الصوم يضعف الانتاج والمردودية الاقتصادية .

الصوم محاولة لانعتاق الروح من استحكام المادة :

وإذا كان الجسم يحتاج إلى نظام الصحة، في تحقيق سعادته، فكذلك الروح، تحتاج إلى نظام الدين، في تحقيق نموها الطبيعي، ورشدها المأمول، والظفر بالأماني التي تتطلع إليها...

    والصيام من سنن الدين، التي تعمل لتكييف الروح... وهو للروح كالرياضة السنوية للجسم، فكما أنَّ قانون الصحة، يُحتّم على كل عامل ـ يريد حفظ صحته ـ أن يروض نفسه شهراً كاملاً في السنة، يقلل فيه من غذاء النفس، كذلك نظام الصحة الروحية، يفرض على كل إنسان، أن يقلل شهراً في السنة من غذاء جسده...

   ولما كانت بينة أطباء الأجسام، في ضرورة الإقلال من تغذية النفس، شهراً كل عام، هي لزوم تعويض ما فقده الجسم، من القوة، مدى الأحد عشر شهراً، نتيجة الانهماك الفكري... كذلك حجة أطباء الأرواح، في التقيل من الطعام مدى شهر كل سنة، هي تعويض ما فقدته الروح الإنسانية من جراء تفرغ الإنسان، للماديات طوال العام...

وليس الهدف من هذه التحديدات، إلاّ حصول الموازنة، بين الروح والجسد، وعدم غمط حقوق تلك، للتوفير على هذا، أو إهمال هذا لتشجيع تلك... كيما يعيش الإنسان كاملاً معتدلاً، في جو طبيعي، يسنح لروحه وجسمه معاً، أنْ يُعبّرا عن طبيعتهما، ويبلغا أقصى مدى إمكانات النبوغ والرشد فيهما...

أنه معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية التي تقضي أن يُحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوماً في كل سنة، ليحل في محله تاريخ النفس[2]


فهو ثورة على عادات النفس ومألوفاتها :

العادات التي تستعبد الإنسان وتستبد به، فالإنسان قبل الصوم يأكل و يشرب كما يشاء، فإذا جاء الصوم منعه من الشهوات والأهواء من مطلع الفجر إلى مغرب الشمس، وهذا المنع يجعل الإنسان يعيش حرا من سيطرة العادة عليه، سواء أكانت هذه العادة ضارة أو غير ضارة.


أما والله لو عم هذا الصوم الإسلامي أهل الأرض جميعاً لآل معناه أن يكون إجماعاً من الإنسانية كلها على إعلان الثورة شهراً كاملاً في السنة، لتطهير العالم من رذائله وفساده، ومحق الأثرة والبخل فيه، وطرح المسألة النفسية ليتدارسها أهل الأرض دراسة عملية مدة هذا الشهر بطوله، فيهبط كل رجل وكل امرأة إلى أعماق نفسه ومكامنها ليختبر في مصنع فكره معنى الحاجة ومعنى الفقر، وليفهم في طبيعة جسمه- لا في الكتب- معاني الصبر والثبات والإرادة، وليبلغ من ذلك وذلك درجات الإنسانية والمواساة والإحسان؛ فيحقق بهذه وتلك معاني الإخاء والحرية والمساواة.

لعلكم تتقون- الاتقاء -
كل ما ذكرته في هذا المقال من فلسفة الصوم فإنما استخرجته من هذه الآية الكريمة:"كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم، لعلكم تتقون"وقد فهمها العلماء جميعاً على أنها معنى"التقوى"أما أنا فأولتها من"الاتقاء"فبالصوم يتقي المرء على نفسه أن يكون كالحيوان الذي شريعته معدته وألا يعامل الدنيا إلا بمواد هذه الشريعة؛ ويتقي المجتمع على إنسانيته وطبيعته مثل ذلك، فلا يكون إنسان مع إنسان كحمار مع إنسان يبيعه القوة كلها بالقليل من العلف.
الصوم يخرج الطاقة الكامنة في الإنسان :

تعلم الصبر وتقوية الإرادة، فالصائم قد يرى ألوان الطعام ويستطيع أن يمد يده ليأكل، ولكنه يمنع نفسه باختيار وإرادة، طاعة لربه، ومراقبة له، وهذا مما يعود الإنسان على قوة الإرادة ومضاء العزيمة.
فالقيود المؤقتة تمنحه القدرة وقوة الارادة وعزيمة الكفاح كمثل الاشجار التي تنبت بين الصخور وفي الصحاري وتتعرض منذ اوائل انباتها الى الرياح العاتية والشمس المحرقة وحينا اخر برودة الجو القارصة وتواجه انواع التحديات وهي اشجار صلبة وقوية بينما الاشجار التي تعيش الى جوار نهر وفير ما ان ينقطع عنها الماء حتى تصفر وتذبل
لعلَّ أهم ثمرات الصوم إيتاء القدرة على الحياة مع الحرمان في صورة ما.
كنت أرمق النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسأل أهل بيته في الصباح، أثمَّ ما يفطر به؟ فيقال: لا! فينوي الصيام، ويستقبل يومه كأنَّ شيئًا لم يحدث...

 *   ويذهب فيلقى الوفود ببشاشة، ويبتُّ في القضايا، وليس في صفاء نفسه غيمة واحدة، وينتظر بثقة تامة رزق ربه دونما ريبة، ولسان حاله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح : 5 ، 6].

إنها لعظمة نفسية جديرة بالإكبار أن يواجه المرء البأساء والضراء مكتمل الرشد، باسم الثغر. والأفراد والجماعات تقدر على ذلك لو شاءت!

  - وأعتقد أن من أسباب غلب العرب في الفتوح الأولى قلة الشهوات التي يخضعون لها، أو قلة العادات التي تعجز عن العمل إن لم تتوافر.
يضع الواحد منهم تمرات في جيبه، وينطلق إلى الميدان، أما جنود فارس والروم فإنَّ العربات المشحونة بالأطعمة كانت وراءهم، وإلَّا توقَّفوا.

  وتجتاح الناس بين الحين والحين أزمات حادة، تقشعرُّ منها البلاد، ويجفُّ الزرع والضرع، ما عساهم يفعلون؟ إنهم يصبرون مرغمين، أو يصومون كارهين، وملء أفئدتهم السخط والضيق. وشريعة الصوم شيء فوق هذا، إنها حرمان الواجد، ابتغاء ما عند الله! إنها تحملٌ للمرء منه مندوحة- لو شاء- ولكنه يُخرس صياح بطنه، ويُرجئ إجابة رغبته، مدَّخِراً أجر صبره عند ربه، كيما يلقاه راحة ورضا في يوم عصيب... {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } [هود : 103] .
فالصوم مدرسة للصبر والتحمل والمجاهدة في قمع الشهوة واللذة  :

الإنسان كائن عجيب، يتطلَّع أبداً إلى أكثر مما يكفي، وقد يقاتل من أجل هذه الزيادة الضارة، ولا يرى حرجاً أن تكون بدانة في جسمه، فذاك عنده أفضل من أن تكون نماء في جسد طفل فقير، أو وقوداً في جسد عامل يجب أن يتحرك ويعرق!!

كان لي صديق يكثر من التدخين، نظرت له يوماً في أسف، ثم سمعني وأنا أدعو الله له أن يعافيه من هذا البلاء، فقال- رحمه الله، فقد أدركته الوفاة – (اللهم لا تستجب ولا تحرمني من لذة "السيجارة").
ولم أكن أعرف أن للتدخين عند أصحابه هذه اللذة، فسكتُّ، وقد عقدت لساني دهشة.
إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يعرف ما يضرُّه، ويقبل عليه برغبة... إنها الرغبة القاتلة!!

على أن النفس التي تشتهي ما يؤذى يمكن أن تتأدَّب، وتقف عند حدود معقولة،

  - كما قال الشاعر قديماً:
والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبتها      وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقنعُ

الصيام تدريب على نوائب الدهر وغدر الزمان :

   في فلسفة الصيام هو أن يشعر الإنسان بلذعة الجوع ومرارة الحرمان، فإذا صادف في حياته من دارت عليه نوائب الزمان، وأصيب بفقر أو حاجة، كان قادرا على تفهم شعوره، فيدفعه هذا إلى إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ورعاية من يحتاج الرعاية في هذه الحياة.
   إن من يجوع ويعطش ويترك النعم باختياره فإنه تتولد لديه القدرة على الصبر ومواجهة المصائب عندما تحل لا سمح الله، فإن كل إنسان معرض لهذه المصائب كم يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ (155) سورة البقرة، فإن الإنسان لا يأمن المصائب ومنها الفقر كما يروى (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم)


الصوم أعظم طريقة لفرض المساواة الاجتماعية وتقليص الفوارق :
يتساوى الناس بالفقر الإجباري وليس بمجرد النصائح النظرية :

   يضطرب الاشتراكيون في أوروبا وقد عجزوا عجز من يحاول تغيير الإنسان بزيادة ونقص في أعصابه؛ ولا يزال مذهبهم في الدنيا مذهب كتب ورسائل، ولو أنهم تدبروا حكمة الصوم في الإسلام، لرأوا هذا الشهر نظاماً عملياً من أقوى وأبدع الأنظمة الاشتراكية الصحيحة؛ فهذا الصوم فقر إجباري تفرضه الشريعة على الناس فرضاً؛ ليتساوى الجميع في بواطنهم، سواء منهم من ملك المليون من الدنانير، ومن ملك القرش الواحد، ومن لم يملك شيئاً؛ كما يتساوى الناس جميعاً في ذهاب كبريائهم الإنسانية بالصلاة التي يفرضها الإسلام على كل مسلم؛ وفي ذهاب تفاوتهم الاجتماعي بالحج الذي يفرضه على من استطاع.
   فقر إجباري يراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنها إنما تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، حين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.
ولو حققت رأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بمقولهم، ولا بأنسابهم، ولا بمراتبهم ولا بما ملكوا؛ وإنما يختلفون ببطونهم وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة؛ فمن البطن نكبة الإنسانية، وهو العقل العملي على الأرض.

لن يحس الأغنياء بالفقراء إلا إذا جاعو جوعهم :
من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم، إذ يبالغ أشد المبالغة، ويدقق كل التدقيق في منع الغذاء وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة، فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث، فهما طريقتان كما ترى مبصرة وعمياء، وخاصة وعامة، وعلى نظام وعلى فجأة.
ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير، أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي على المادة؛ فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول:"أعطني"ثم لا يسمع منه طلباً من الرجاء، بل طلباً من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعانيه كما يواسي المبتلى من كان في مثل بلائه.

تذكر الجوع والعطش يوم القيامة والمصير الابدي :

"جاء عن ابي ذر رضي الله عنه : حجوا حجة لعظائم الأمور، وصوموا يومًا شديد الحر لطول يوم النشور، وصلوا ركعتين في سوداء الليل لوحشة القبور

-       كما ذكر ذلك في خطبة نبينا الأعظم محمد   (واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه)

الجوع يعلم الإنسان الإنكسار والتذلل

فيرجع الإنسان غلى حقيقته الضعيفة وقوة مولاه


الصوم والجوع يذكران الإنسان بعم الله عليه الظاهرة

التي قد نسيها مع التعود عليها وكأنها صارت من حقه ! ولن يعرف الإنسان قدر النعمة حتى يحرمها.وغن الشبع لينسي الانسان نعم الله عليه .

-       فتصبح كسرة الخبز نعمة وشربة الماء نعمة .



el ayuno de ramadán
El Islam contiene muchos actos de adoración con diferentes propósitos. Debemos conocerlos para que el acto sea cumplido como Allah quiere. El ayuno forma parte de estos actos,incluso el ayuno es como dijo el Profeta ,que la paz y las bendiciones de Allah sean con él:“El ayuno es la mitad de la paciencia.”“El ayuno es la mitad del imán.”
·        El ayuno es exactamente la cuarta parte del imán
. Entonces ¿Qué es el ayuno? ¿Por qué nos ha sido ordenado ayunar? Allah,Todo glorioso, es más grande que el mero hecho de ordenarnos un acto que empieza con dejar de comer y acaba con comer .El ayuno tiene un propósito mayor que esto y deberíamos saber cual es este propósito.
 - Allah nos lo señaló en su noble Corán y dijo: (¡Creyentes!Se os ha prescrito el ayuno al igual que se les prescribió a los que os precedieron. ¡Quizá así tengáis temor (de Allah)!).
  ¿Tener temor de qué? Temor de caer en el pecado, a causar el enfado de Allah. Temor a las maldades de la vida, a sus tentaciones, a ser alejados de Allah.
  Queridos hermanos,existen dos tipos de personas: una feliz y otra desgraciada.La persona desgraciada es la que está desconectada de Allah, ya que se ha desviado de su camino y perjudica a la gente .La persona feliz es la que está conectada con Allah, aplica sus mandamientos y es bueno con sus creaciones.

  El ayuno es para temer a Allah, para evitar caer en el pecado ,para no agredir a nadie, para no coger lo que no es tuyo, para evitar el enfado de Allah, para no ser miserable en esta vida y en la del más allá.

  Y sólo temeréis a Allah si vuestro corazón se ilumina con su luz.

,ningún acto es recompensado como el ayuno y no es como ningún otro acto de adoración.
 El profeta, la paz y los rezos de Allah sean con él dice “El ayuno no es sólo dejar de comer y beber sino dejar de decir obscenidades y abstenerse de las relaciones sexuales y si alguien te insulta o te provoca dile: “Estoy ayunando, estoy ayunando”.
 -   El Profeta ,la paz y las bendiciones de Allah sean con él dice también:
“Puede que una persona que ayune no obtenga nada de su ayuno excepto hambre. Del mismo modo, puede que una persona que rece toda la noche no obtenga nada de su salat excepto el hecho de madrugar”.
  En este hadiz, el Profeta, la paz y las bendiciones de Allah sean con él se refiere también a las personas que tienen malos hábitos, ...Viven el mes de Ramadán como los otros meses sin ningún cambio ni alteración en sus modales, viven Ramadán como una tradición nada más.
·        “Todo aquel que no deje de hablar falsedades y de actuar acorde a ellas,pues Allah está en necesidad de que deje de comer y beber”.
  Primer nivel: Ayuno de la mayoría. Aquéllos que guardan en el mes de Ramadán las mismas costumbres que tenían antes del mismo,los mismos errores,los mismos pecados y las mismas irregularidades.Cuando viene Ramadán ayunan,dejan de beber y de comer y tras romper el ayuno vuelven a sus pasiones y a sus vicios como si nada.Éstos no obtienen del ayuno nada excepto hambre y sed.

    En Ramadán, el musulmán trata de poner orden a su espiritual, centrándose en todas aquellas cosas que había prometido durante el año anterior, haciendo esfuerzos suplementarios para ser un buen musulmán
El ayuno del musulmán no es para perder peso o para hacer penitencia, sino que se realiza sólo por Al·lâh. Al∙lâh ha prescrito el ayuno. El musulmán responde prontamente a este mandato.
     El objetivo del ayuno durante Ramadán es mucho más importante que conseguir la complacencia de otro ser humano, por muy querido que sea para nosotros.
   Mucha gente en este mundo morirá de hambre por no tener alimento ni agua que beber. Para los musulmanes, el mes de Ramadán es una época de agradecimiento a Al∙lâh por todas las bendiciones que Él les da cada día – no sólo el alimento y la bebida, sino también ropa, buena salud, trabajo, familia, amigos… Esto les ayuda igualmente a pensar en aquellos, sobre todo otros musulmanes, que necesitan la ayuda de los demás simplemente para sobrevivir.
El profeta Muhammad aconsejó que, durante el mes de Ramadán, los musulmanes fuesen aún más pacientes y humildes que en cualquier otra época, que tuvieran mucho cuidado con lo que unos decían de otros, y que debían intentar evitar los cotilleos y recelos. Además, debían ir a visitarse unos a otros y aumentar las buenas acciones.




[1]  الرافعي       
 [2] الرافعي 



















0 comentarios:

Publicar un comentario