domingo, 4 de septiembre de 2016

الطريق إلى إصلاح القلوب

0 comentarios
 الموضوع متعلق بالقلب، وما سمي القلب قلباً إلا لكثرة تقلبه، فقلبك الآن على حال، وإن خرجت وجلست أمام التلفاز يتغير حال قلبك حتماً عن حاله الذي أنت عليه الآن، لذا كان حبيب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم يتضرع إلى الله عز وجل بهذا الدعاء (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) .

وفي مسند أحمد بسند حسن، قالت أم سلمة : (يا رسول الله! أوإن القلوب لتتقلب؟ قال: ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، إن شاء الله أزاغه، وإن شاء الله أقامه) رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.

    -  وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد. ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك) .

    -  موقوفاً على حذيفة رضي الله عنه، قال: (القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي، فذلك قلب المنافق، وقلب تمده مادتان مادة إيمان ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه منهما)

     -  والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا). والفتن تنقسم إلى قسمين: فتن الشهوات، وفتن الشبهات، وأنا لا أعلم زماناً أيها الأفاضل قد انتشرت فيه فتن الشهوات والشبهات كهذا الزمان.

    فالقلوب هي الميزان عند الله عز وجل، حتى ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جلد شارب الخمر الذي عصى الله ورسوله فطفق الصحابة يسبونه، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم إنه يحب الله ورسوله) إنه يحب الله ورسوله، فظاهره الفسوق، وباطنه المحبة لله عز وجل، فكم من ظواهر تبطنت جواهر لا يعلمها إلا الله عز وجل، ورب أشعث أغبر ذي طمرين، إذا رأيته احتقرته في ملبسه، واحتقرته في منظره وهيئته، تبطن قلباً وأي قلب! له عند الله مكان وجلال وهيبة، لو أقسم على الله لأبره، ولو كاده أهل السماوات والأرض لأعزه الله وما أذله.

    إنها القلوب التي اختارها الله عز وجل لكي تكون معادن الإيمان والإخلاص للرحمن، لذلك كم تنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من آيات، وكم حذرت في الكتاب والسنة وعلى المنابر من عظات باللغات، تقود هذه القلوب إلى الله وتدلها على رحمة الله، وتريد منها استكانة وخشوعاً وخضوعاً وذلة لله عز وجل.

    بالقلب يعرف العبد ربه، فيتعرف على أسمائه وصفاته، وبالقلب يعلم العبد أمر الله ونهيه، وبالقلب يحب العبد ربه ويخافه ويرجوه، وبالقلب يفلح العبد وينجو يوم القيامة، قال الله تعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ  إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88، 89]، أي: أتى الله بقلب سليم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره ونبأه.
القلوب المقفلة :

ولكن بعض القلوب يكون عليها أقفال ، بعض القلوب لا تفتح أبداً مغلقة على ما فيها ، لا تبوح بأسرارها ، ولا تستقبل المعارف ، كأنها قلوب غريقة فى بحور الظلمات ، لم تعرف للنور شكلاً ، ولم تتذوق للجمال والأمل طعماً أبداً فى حياتها ، فجاء علاج الجميل لهذه القلوب من علام الغيوب ، جاء الوحي من السماء الذى يحب الخير لكل القلوب ، جاء الصدق ، وجاء النور لهذه القلوب يمحوا عنها الظلمة وخوفها ، ويزيل عنها القلق والإضطراب ،

-  جاء القرآن الكريم بآياته وقال لنا رب العزة سبحانه وتعالى { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } سورة محمد الآية 24

      -  قال تعالى : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا    

فالقلوب هي التي تعمى وليست الأبصار :

-  قال تعالى:  فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .

   هناك موعظة تطرق الأسماع فيسمعها جميع الناس ولكنها تكون متفاوتة بينهم غاية التفاوت, كالمطر التي تنزل على الأرض, فينبت بها الزرع وتنزل على أرض أخرى فلا تنبت الكلأ, وقد لا تمسك الماء, نسأل الله العافية. توجد نفوس لا تمسك الموعظة نهائياً, ومنها من تمسك الموعظة ولكنها لا تنتفع بها إنما ينتفع بها غيرها.

هكذا الناس يسمعون كلام الله سبحانه وتعالى ويسمعون المواعظ, فمنهم من يتأثر فيظهر ذلك على أخلاقه وهديه وسائر أعماله, فيحدث ذلك في قلبه خشوعاً وخضوعاً والواناً من العبودية, كما يثمر صلاحاً فتصلح الأمة بصلاحه.
أما الشخص الآخر فلا يظهر عليه أي أثر من التأثر, لا بحفظ من الموعظة, ولا في نقلها, ولا في الأثر على عبادته, ولكن ربما زاد انتكاسة نسأل الله السلامة.
فهذا يتحول إلى عبد صالح وهذا يبقى على حاله

  وإن هناك أقواماً وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعوه وهو يدعوهم إلى الإيمان ويدعوهم إلى التوحيد, إلا إن الله كبهم على وجوههم في نار جهنم.
وكم من أقوام سمعوا كلمة واحدة فقلبت حياتهم رأسا على عقب, فتحولت أحوالهم وتبدلت شؤون حياتهم وتركوا الملذات, فسيان بين هذا وهذا.
فهذا كبه الله على رأسه فألقي في نار جهنم, وهذا أراد الله له الهداية

عبدالله بي أبي بن سلول كان يسجد ويصلي مع رسول الله صلى الله وعليه وسلم ويخرج معه في الغزوات وربما قدم شيء من أمواله ليدفع التهمة أو حياءً من الناس عنه ولكنه يحشر مع المنافقين, لأنها لم تزكى نفوسهم ولم تصلح قلوبهم ولا أعمالهم لأن قلوبهم انطوت على شيء فاسد.
                                    النجاسة الكبرى لاتطهرها مياه البحار, وهي الشرك بالله والنفاق.

   وبالقلب يقطع سفر الآخرة، فإن السير إلى الله تعالى سيرُ القلوب لا سيرُ الأبدان.

قطع المسافة بالقلوب إليه لا      بالسير فوق مقاعد الركبان

-  قال ابن رجب رحمه الله: "فأفضل الناس من سلك طريق النبي  وخواص أصحابه في الاجتهاد في الأحوال القلبية، فإن سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان".

  -   حتى ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أبي بكر الصديق ، الإمام الجليل، والصحابي الكريم، أفضل الصحابة وأعلاهم عند الله عز وجل مكاناً وشأناً، فدى رسول الله بروحه وماله، رضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعالي الفردوس مثواه، هذا الصحابي الجليل نال هذه المرتبة العظيمة بفضل الله، ثم بشيء وقر في صدره، وبإيمان ثبت في قلبه، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (أما إنه لم يسبقكم بكثير صلاة ولا صيام، ولكن بشيء وقر في القلب) وما هو ذاك الشيء سوى اليقين والتعلق بالله رب العالمين، والاستكانة والذلة والإخلاص في العبودية لله إله الأولين والآخرين.
 -  قيل أن لقمان دفع إليه سيده بشاة وقال اذبحها وائتني بأطيب ما فيها ، فأتاه بالقلب واللسان ، ثم بعد أيام أتاه بشاة أخرى وقال له اذبحها وائتني بأخبث ما فيها ، فأتاه بالقلب واللسان ، فسأله سيده عن ذلك ، فقال : ما أطيبهما إذا طابا ، وما أخبثهما إذا خبثا . 
الصلاح أمنية الأنبياء والمرسلين، إي والله إن الصلاح أمنية الأنبياء والمرسلين

- يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، يتضرع إلى الله جل وعلا ويقول: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.

- خليل الله إبراهيم؛ يتضرع إلى الله جل وعلا بهذا الدعاء: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.

قلوب الصالحين قلوب مَنَّ الله جل وعلا عليها بصفات جليلة

·        سلامة قلوب الصالحين من الأمراض   

لا نجاة لك في الدنيا والآخرة إلا بقلب سليم، قال تعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ *إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89]
·        ذوق القلوب الصالحة لطعم الإيمان     
قلوب الصالحين قلوب ذاقت طعم الإيمان، قال جل وعلا: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]
·        قلوب الصالحين خاشعة
  قلوب الصالحين قلوب وجلة خاشعة، اللهم ارزق قلوبنا الخشوع وعيوننا الدموع. قلوب الصالحين قلوب وجلة خائفة خاشعة: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60] قالت عائشة رضوان الله عليها: (يا رسول الله! أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ قال: لا يا ابنة الصديق ، ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخشى ألا يتقبل الله منه)، فالصالح وجل يخشى من مكر الله، ويخشى من سوء الخاتمة، وتراه خاشعاً دائماً بين يدي ربه جل وعلا.
السبيل إلى إصلاح القلوب :

     علو الهمة وصدق العزيمة على تزكية النفس وإصلاح القلب (وصاحب الهمة العالية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان  والعمل الذي يقربه إلى الله ويدينه من جواره) (تهذيب مدارج السالكين  (.

-          يقول بن القيم : ومثل القلب مثل الطائر، كلما علا، بعد عن الآفات، وكلما نزل، احتوشته الآفات)(الجواب الكافي  

     يحتاج الإنسان إلى مجاهدة مستمرة وإلى مكابدة وتعب وعناء حتى يصل, لا تقولي أنا تعبت وسمعت محاضرة مرتين أو عشر ولم يصلح قلبي, لا, لابد أن يكون لك هدف أسمى, ابحثي عن صلاح قلبك حتى تنقطع أنفاسك, المكابدة حتى نهاية الأنفاس.

-   قال تعالى : * وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)

  -   يقول ابن المنكدر رحمة الله عليه: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت لي 
  -   يقول أبو الحفص النيسابوري رحمة الله عليه: حرست قلبي عشرين سنة ثم حرسني عشرين سنة.

  إعلاء القدوة بصحبة أهل القلوب الربانية، وحضور مجالسهم، فإن عز وجودهم، فليصحبهم في كتب السير، ففي سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وصالحيها عبرة، لكل مدكر، ومنارًا لكل طالب أسوة .
-  فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فىّ والمتجالسين فىّ والمتزاورين فىّ والمتباذلين فىّ»(رواه أحمد وصححه الألباني في مشكاة المصابيح)

ومن الناس من إذا نظرت إلى وجهه انشرح صدرك, وذهب عنك كثير من الهم والخوف.

-   قال الإمام بن القيم وهو من تلاميذ ابن تيمية: إذا أرجف الناس واعترتنا المخاوف سواء بالفتنة أو غيرها أتينا إلى ابن تيمية ( وكان يسكن بغرفة ملحقة بمسجد لم يتزوج فهو مكرس وقته للأمة الإسلامية ) فيقول والله ما إن نرى وجهه حتى يذهب عنا جميع ما بنا, لماذا؟ لأنهم يرون في وجهه نور ولأن قلبه أشبع بطاعة الله وبحب الأمة, قلب تقي ملئ بالخوف والرجاء من الله سبحانه وتعالى, ولأن الوجه مرآة للقلب وما أسر أحد من سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه أو فلتات لسانه, ولابد للسريرة أن تظهر باللسان أو الوجه سواء نور أو كدرة في هذا الوجه.

    توطين النفس على الخروج عن العوائد الصادة عن سبيل الهدي، وذلك أن الإنسان قد يكون اعتاد في يومه وليلته على أعمال ومخالطات وقضاء أوقات فيما لا ينفع، أو فيما يصد عما هو أنفع، ومفارقة المألوف من أشق الأشياء على النفس ،
   -   يقول ابن القيم بعد أن ذكر أسباب الفلاح : (لا يغتر العبد بأن مجرد علمه بما ذكر كاف في حصول المقصود، بل لا بد أن يضيف إليه بذل الجهد في العمل، واستفراغ الوسع والطاقة في ذلك، وملاك ذلك الخروج عن العوائد؛ فإنها أعداء الكمال والفلاح، ويستعين على ذلك بالهروب من مظان الفتنة، والبعد عنها ما أمكنه) (عدة الصابرين).

  
   الاستعانة بالله جل وعلا تحقيقًا لقوله سبحانه : " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "  
وقوله تعالى : " فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ " وعملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبيبه معاذ (فعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : «يا معاذ والله إني لأحبك » فقال : «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»(أخرجه أبو داوود ، النسائي ، وصحح إسناده النووي في الأذكار)
وكذلك الإكثار من الدعاء :
وإليك يا أخي طائفة من الأدعية الواردة في الكتاب والسنة مما يتعلق بصلاح القلب لتعرف من خلالها عظم اهتمام الشريعة بهذا الأمر
 (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة... وأسألك الرضا بعد القضاء. وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين) (لابن رجب رسالة في شرح هذا الدعاء مطبوعة) .
- اللهم جدد الإيمان في قلوبنا .
- " رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ " .
- " رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا " .
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
- اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا .
- اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك .
- يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
- " وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا " [الحشر: 10] .
- ربي اجعلني لك ذكارًا، لك شكارًا، لك رهابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري .
- اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك .
- اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك .
    دوام ذكر الله عز وجل على كل حال، باللسان والقلب، فنصيب المؤمن من حياة القلب وطمأنينته ومحبته لربه على قدر نصيبه من الذكر .
    -  يقول تعالى : " أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "ويقول صلى الله عليه وسلم : «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت» (رواه البخاري) .

    -  ويقول صلى الله عليه وسلم : «إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة» (رواه مسلم) .

ويقول :  (   إذا حملت القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته، كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها، فما أسرع أن تقف به.(الفوائد) .
 -  وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن الذى يذكر الله والذى لايذكر الله كالحى والميت"رواه البخارى. 

    أكل الحلال :  قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" .

   -  وورد فى السنة أن العبد إذا أذنب نكت فى قلبه نكته سوداء حتى يسودّ قلبه.

إذا أردت الإيمان أن يكمل في قلبك، وأن تكون ممن ذاق حلاوته ووجدت أثره في فؤادك فكن أبعد الناس عن الحرام.
  -   إياك أن ينظر الله إليك يوماً من الأيام وقد نظرت ومتعت النظر في حد من حدوده أو عورة من العورات التي لا يجوز لك النظر إليها.
  -   إياك إياك أن ينظر الله إليك يوماً من الأيام وقد أصغيت بسمعك إلى أمر لا يأذن الله لك أن تصغي إليه.
  -   إياك أن ينظر الله إليك يوماً من الأيام وقد خبطت قدمك على الأرض إلى حد من حدوده أو حرمة من محارمه.
  -   إياك أن ينظر الله إليك يوماً من الأيام وقد امتدت يدك بمال لا يحل لك تمدها به، أو قبضتها على مال لا يحل لك أن تقبضها عليه.
   -   إياك إذا أردت حلاوة الإيمان تكون على عفة عن الآثام والحرام، فما أطفأ الإيمان شيء مثل المعصية، ولا أظلم الإيمان في القلوب مثل المعصية، ولا تزال المعصية تلو المعصية حتى يستدرج العبد فيسلب الإيمان كله -والعياذ بالله-.

 توطين النفس على الطاعة :

هذا وقد تقدم أن الشريعة جاءت لإحياء القلوب وتطهيرها من الآفات، فكل ما شرعته يحقق هذا المقصد ، ولكن هناك أسباب خاصة لها تأثير خاص في إصلاح القلب لعل من أبرزها الأسباب التالية :
    ومنه المحافظة على الفرائض وأداؤها بالصفة التي شرعها الله تعالى، والإكثار من النوافل التي ينال بها المؤمن ولاية الله تعالى وحبه وتوفيقه وإصلاحه لجوارحه كلها، التي لا صلاح لها إلا بصلاح قلبه،

    -  كما في حديث أبي هريرة القدسي الذي رواه عنه رسوله الله صلّى الله عليه وسلم، قال: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه.. ). متفق عليه

فإذا صلح القلب فتصلح الأعمال معه تصلح اليد فلا تسرق ولا تبطش، ولا تزني باللمس، وصلحت الرجل فلا تمشي إلى محرّم، واستقامت الأذن فلا تسمع ما حرم الله من الغيبة أو النميمة، واستقام اللسان فلا ينطق إلا خيرا.

   تعلق القلوب بالله :

تَعَلُّقُ القُلُوبِ بِاللهِ غَنَاءٌ وَصَفَاءٌ وَضِيَاءٌ، وَصَبرٌ وَنَصرٌ وَقُوَّةٌ، وَأَمنٌ وَطُمَأنِينَةٌ وَرَاحَةٌ، وَتَعَلُّقُهَا بِغَيرِ اللهِ فَقرٌ وَكَدَرٌ وَظَلامٌ، وَجَزَعٌ وَخُذﻻنٌ وَضَعفٌ، وَخَوفٌ وَقَلَقٌ وَتَشَتُّتٌ، مَن كَانَ مَعَ اللهِ كَانَ اللهُ مَعَهُ، وَمَنِ التَفَتَ عَن رَبِّهِ قَلبُهُ وَانقَطَعَت بِخَالِقِهِ صِلَتُهُ، سَقَطَ مِن عَينِ مَولاهُ وَلم يَحظَ بِعِنَايَتِهِ، وَإِنَّ أُمَّةً تُعَلِّقُ قُلُوبَهَا بِغَيرِ رَبِّهَا وَخَالِقِهَا، جَدِيرَةٌ بِأَلاَّ تَنَالَ مَا تَرجُو، وَأَن تَتعَبَ وَتَتَعَنىَّ ثم ﻻ تُحَصِّلَ مَا تَتَمَنىَّ.

أعمال الخير تصلح القلوب :

  - عن  أبي هريرة “ أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه , فقال له: إن أردت تليين قلبك , فأطعم المسكين و امسح رأس اليتيم “ .

عقد مجالس إيمانية للحديث في الرقائق واختيار المواضيع التي ترقق القلوب وتلينها والابتعاد عن مجالس الجدل والنقاشات الفقهية السطحية بعيدا عن روحها التربوية القلبية :

  -  لقد كان الحسن البصري رحمه الله يجلس في مجلس خاص في منزله, لا يتكلم فيه عن شيء من أمور الدنيا إلا عن الرقائق وعن الزهد وعن قضايا متعلقة بالقلب, فإن سؤل سؤالاً يتعلق بغيرها في هذا المجلس سواءً فتوى أو أي علم آخر من أمور الدنيا فإنه يغضب لذلك ويقول لهم إنما خلونا مع أخواننا نتذاكر ونصلح قلوبنا.

وهذا يدل على أن الإنسان ينبغي علي ألا يغفل نهائياً حتى لو كان شارداً في زحمة الأعمال ولو كان مشغولاً بأمور دعوية, فيجب أن يكون لك مجلس مع اخوانك تتذاكر وترقق قلبك, ولا يمكن أن تصلح لك محاضرة أو دورة تدريبية, ولا يمكن أن يصلح لك كلمة حتى يصلح هذا القلب.

                                            يصلح هذا القلب ذكر الموت والقبر وما إلى ذلك.

   -   السعيد بن الجبير وهو من العباد والعلماء التابعين كان يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لخشيت أن يفسد علي  قلبي.

-   كان أحد التابعين من أهل المدينة واسمه صفوان بن سليم يأتي البقيع فيجلس على أحد القبور فيبكي حتى ينبلج الصباح ويقول ابن التمار وهو أحد أصدقائه تبعته أحد الليالي فوجده على هذا الحال فسأله هل انت تزور بعض أقربائك قال لا والذي نفسي بيده إن جميع من في القبر هم أهلي وأنا أتي لزيارتهم ليس لتذكر حبيب فأبكي عليه وإنما كي يرق قلبي







0 comentarios:

Publicar un comentario