martes, 6 de septiembre de 2016

أحسن إلى الناس

0 comentarios
 
التدين الحقيقي اليوم هو الذي يصب في رحمة أفراد الامة
                                                                                                    
وليس تدين الطقوس من أجل منفعة الذات وتزكية النفس في الأخير هي من أجل أن تحسن العلاقة بالناس  :

   -  ورسول الله هو القائل : ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار)) رواه البخاري.

    -  عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .

 - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنْ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا وَكَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنْ الْمُعْسِرِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ تَجَاوَزُوا عَنْهُ".

 قيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل ؟ قال : إدخال السرور على المؤمن . قيل أي الدنيا أحب إليك ؟ قال الإفضال على الإخوان . أي التفضل عليهم والقيام بخدمتهم

يوم القيامة يأتي العالم بعلمه والمجاهد بجهاده والمصلي بصلاته والصائم بصيامه ويأتي المتصدق بالعلم والجهاد والصلاة والصيام

كان رسول  كالريح المرسلة:

كان صلى الله عليه وسلم لا يتأخر عن تفريج كربات أصحابه، فكم قضى لهم من ديون، وكم خفف عنهم من آلام، وكم واسى لهم من يتيم، وفوق ذلك مات ودرعه مرهونة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم .

    وعن أنس رضي الله عنه قال " كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس " ( رواه البخاري ومسلم )
وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر فآثر غيره على نفسه ، فلم يرد سائلا قط ، وبلغ به الأمر أن حرم نفسه وأعطى غيره ، وقد وصل به الكرم الحد الذي أعطى فيه ثوبه الذي يلبسه
     فقد روي أن امرأة جاءته وقالت : يا رسول الله أكسوك هذه فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فلبسها ، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال : يا رسول الله : ما أحسن هذه ، فاكسنيها فقال : نعم ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه فقالوا : ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها، ثم سألته إياها ، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه ، فقال : رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم ولعلي أكفن فيها . "(رواه البخاري ) .
-       ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يرد سائلا مهما كان طلبه ، فقد أتاه رجل فسأله فأعطاه غنما سدت ما بين جبلين ، فرجع إلى قومه ، وقال أسلموا ، فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر "
    وقد أتي بمال من البحرين فقال صلى الله عليه وسلم انثروه في المسجد، وكان أكثر مال أتي به ، فخرج إلى الصلاة ، ولم يلتفت إليه ، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه ، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه وما قام وثم منها درهم " .
    وجاء في مغازي الواقدي أنه صلى الله عليه وسلم أعطى صفوان واديا مملوءاً إبلا ونعما فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي "
    وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم أن الأعراب انتظروا مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين ليسألونه أن يقسم بينهم الغنائم فقال " لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا "
وقد دفع عطاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كثيرا من الكفار إلى الدخول في الإسلام ، فقد كان حبهم إلى المال شديدا لأنهم لم يكونوا يدينون بدين الحق ، ولكن نظرتهم إلى المال سرعان ما تتغير حين يدخلون في الإسلام .

   وقد قال أنس بن مالك ذلك فقال : " إن الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها "

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يرى الناس أغنياء ، لذلك كان يوزع كل مال يأتيه على المسلمين دون إبطاء أو تأخير فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " إني لألج هذه الـــغرفة إلا خشية أن يكون فيها مال فــأتوفى ولم أنفــــقه " ( رواه الطبراني ) .
  وكان جود رسول الله وعطاؤه كله في سبيل الله ، فهو إما لفقير أو مسكين أو محتاج وإما لداخلين جدد في الإسلام من الذين يتألف قلوبهم ومن أشهر هؤلاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، والعباس بن مرداس ، وسفيان بن حرب .
 وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحمل غلظة السائلين ويبتسم لهم ويجزل لهم العطاء مهما كانت طريقتهم في الطلب فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد – أي رداء نجراني غليظ الحاشية - فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال له : مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء " ( متفق عليه ) .
  -     وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء فاق عطاء الملوك والقياصرة فقد كانت عيشته عيشة الفقراء فيأتي عليه الشهر والشهران لاتوقد في بيته نار وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع .
 وكان صلى الله عليه وسلم شديد الإحساس بحاجة غيره من أصحابه ، وكان إذا نظر إلى الواحد منهم أدرك حاجته ، وعرفها في وجهه ، فيعطيه بطريقة لا تجرح مشاعره ، ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما قام به رسول الله نحو جابر بن عبد الله رضي الله عنه إذ كانا عائدين من السفر وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم بزواج جابر رضي الله عنه ، فعرض عليه أن يشتري منه بعيره بأربعة دنانير ، ولما قدم المدينة ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يعيد الدنانير إلى جابر ويزيده ، وأن يرد عليه بعيره " ( متفق عليه )
   -  ومرة رأى رسول الله الجوع في وجه أبي هريرة ، فتبسم ودعاه إلى إناء فيه لبن ثم أمره أن يشرب منه ، فشرب حتى ارتوى ، وظل النبي صلى الله عليه وسلم يعيد له الإناء حتى قال أبو هريرة : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا " (رواه البخاري)
فرسول الله كان أجود من الريح المرسلة ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، وكان رسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " ( متفق عليه ) .

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن عطاء رسول الله وكرمه كان كله في سبيل الله وشمل كل أنماط العطاء وأنواعه من الجود بالمال إلى الجود بالعلم والمعرفة إلى بذل النفس والوقت في سبيل انتصار الإسلام ورفعة شأن المسلمين فكان صلى الله عليه وسلم بحرا لا يحد في كرمه وعطائه
    -  وكما قال الشاعر :
هو البحر من أي النواحي أتيته    فلجته المعروف والجود ساحله
تراه إذا ما جئته متهللا     كأنك تعطيه الذي أنت سائله

 وهكذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنموذجا ولا يبارى في الكرم والجود ، والبذل والعطاء ، يحرم نفسه ويعطي غيره دون أن يخشى الفقر والحاجة وكان يتوخى في كل ذلك مرضاة الله ورفعة شأن هذا الدين . فصلاة الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله.

كان الصالحون إذا انفقو انفقو بسخاء :
·        لن تنالو البر تنفقو مما تحبون :

 -  قال أنس : فلما نزلت }لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ{([1]) قال أبو طلحة : يا رسول الله، إن الله يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، اللهم إن أحب أموالي إليَّ بير حاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وأدخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال النبي r «بخ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله، قال: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

-  وكان أحمد بن إبراهيم، كثير الصدقة، سأله سائل فأعطاه درهمين، فحمد الله فجعلها خمسة، فحمد الله فجعلها عشرة، ثم   ما زال يزيده ويحمد السائل الله حتى جعلها مائة فقال: جعل الله عليك واقية باقية. فقال للسائل: والله لو لزمت الحمد لأزيدنك ولو إلى عشرة آلاف درهم ([2]).

-  وعندما عوتب الحسن بن سهل وقد كثر عطاؤه على اختلال حاله فقيل له: ليس في السرف خير، قال: بل ليس في الخير سرف([3]).

-       قد اشترى خالد الطحان نفسه من الله أربع مرات، فتصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات.

  وإن من علائم الخير في الأمم أن ترى أبناءها في حياتهم الشخصية والعائلية لا ينفقون إلا بقدر معتدل، ولا يبذلون إلا ما هو في حدود الكفاية. ولكنهم في حياتهم الاجتماعية أسخياء كرماء لا يعرفون للكرم حدودا ولا غاية، هكذا يعيش أبناء العالم المتحضر اليوم، يقتصد أحدهم في الإنفاق على نفسه إلى درجة تُقَرِّبُ من البخل، فترى الغني يلبس الثوب البسيط، ولكنه ينفق الملايين على جامعة تؤسس، أو على ميتم ينشأ، أو على بحث من أبحاث العلم يحتاج إلى من يتفرغ له.

-       وكان أنس بن سيرين يُفَطِّر كل ليلة من رمضان خمسمائة إنسان ([4]).

وجاءت امرأة إلى الليث بن سعد فقالت : يا أبا الحارث! إن ابنا لي عليلًا واشتهى عسلاً فقال: يا غلام، أعطها مرطاً من عسل (والمرط عشرون ومائة رطل[5]).

-  ومنهم طلحة بن عبيد الله الذي باع أرضا له من عثمان بسبعمائة ألف، فحملها إليه، فلما جاء بها قال : إن رجلا تبيت عنده في بيته فلا يدري ما يطرقه من أمر الله لضرير بالله، فبات ورسله تختلف بها في سكك المدينة، حتى أسحر وما عنده منها درهم ([6]).

-  سأل أعرابي سعيد بن العاص فأمر له بخمسمائة، فقال الخادم : خمسمائة درهم أو دينار؟ فقال : إنما أمرتك بخمسمائة درهم، وإذ قد جاش في نفسك أنها دنانير، فادفع إليه خمسمائة دينار، فلما قبضها الأعرابي جلس يبكي، فقال له: مالك؟ ألم تقبض نوالك؟ قال : بلى والله، ولكن أبكي على الأرض كيف تأكل مثلك ([7]).

ولو بشق تمرة :

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (اتقوا النار ولو بشق تمرة) .


·        قصة صاحب الرغيف :

-  عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُدْخِلُ بِلُقْمَةِ الْخُبْزِ وَقَبْضَةِ التَّمْرِ ، وَمِثْلِهِ مِمَّا يَنْفَعُ الْمِسْكِينَ ثَلاثَةً الْجَنَّةَ : الآمِرُ بِهِ ، وَالزَّوْجَةُ الْمُصْلِحَةُ ، وَالْخَادِمُ الَّذِي يُنَاوِلُ الْمِسْكِينَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَنْسَ خَدَمَنَا " . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .

   - أما الثمرة في الآخرة ، فتأمل معي هذه القصة العجيبة ، فقد ثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ .

   -  وقد ثبت في الحديث أن شَربة ماء قدمتها امرأة بغي زانية ، لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض؛ لأن صاحب الثواب غَفور شكور ، غنيّ حميد ، جواد كريم، فلا تحتقر أخي المحسن إحسانك وجودك وعطاءك مهما قل .

·        إن الله لا يعاملنا بالكم ولا بالمقدار ولكن بالكيفية وقدر الحضور والإخلاص :


 - ومن عجائب أخبار السلف الصالح ما روى أهل السير عن أحمدَ بنِ مسكين أحدِ علماءِ القرن الثالث الهجري في البصرة، قال:"امتحِنت بالفقر سنة تسع عشرة ومائتين، فلم يكن عندنا شيء، ولي امرأة وطفلها، وقد طوينا على جوع يخسف بالجوف خسفا، فجمعت نيتي على بيع الدار والتحوّل عنها، فخرجت أتسبب لبيعها فلقيني أبو نصر، فأخبرته بنيتي لبيع الدار فدفع إلي رُقاقتين من الخبز بينهما حلوى، وقال أطعمها أهلك.
 ومضيت إلى داري فلما كنت في الطريق لقيتني امرأة معها صبي، فنظَرَت إلى الرقاقتين وقالت: يا سيدي، هذا طفل يتيم جائع، ولا صبر له على الجوع، فأطعمه شيئًا يرحمك الله، ونظر إليّ الطفل نظرة لا أنساها، وخيّل إليّ حينئذ أن الجنة نزلت إلى الأرض تعرض نفسها على من يشبِع هذا الطفل وأمه، فدفعت ما في يدي للمرأة، وقلت لها: خذي وأطعمي ابنك. والله ما أملك بيضاء ولا صفراء، وإن في داري لمن هو أحوج إلى هذا الطعام، فدمعت عيناها، وأشرق وجه الصبي، ومشيت وأنا مهموم، وجلست إلى حائط أفكر في بيع الدار وإذ أنا كذلك إذ مرّ أبو نصر وكأنه يطير فرحًا، فقال: يا أبا محمد، ما يجلسك ها هنا وفي دارك الخير والغنى؟! قلت: سبحان الله! ومن أين يا أبا نصر؟! قال: جاء رجل من خراسان يسأل الناس عن أبيك أو أحدٍ من أهله، ومعه أثقال وأحمال من الخير والأموال، فقلت: ما خبره؟ قال: إنه تاجر من البصرة، وقد كان أبوك أودَعه مالاً من ثلاثين سنة، فأفلس وانكسر المال، ثم ترك البصرة إلى خراسان، فصلح أمره على التجارة هناك، وأيسَر بعد المحنة، وأقبل بالثراء والغنى، فعاد إلى البصرة وأراد أن يتحلّل، فجاءك بالمال وعليه ما كان يربحه في ثلاثين سنة .
يقول أحمد بن مسكين: حمدت الله وشكرته، وبحثت عن المرأة المحتاجة وابنها، فكفيتهما وأجرَيت عليهما رزقا، ثم اتجرت في المال، وجعلت أربه بالمعروف والصنيعة والإحسان وهو مقبل يزداد ولا ينقص، وكأني قد أعجبني نفسي وسرني أني قد مُلِأَت سجلاتُ الملائكة بحسناتي، ورجوت أن أكون قد كُتبت عند الله في الصالحين، فنمت ليلة فرأيتُني في يوم القيامة، والخلق يموج بعضهم في بعض، ورأيت الناس وقد وُسِّعَتْ أبدانُهم، فهم يحملون أوزارهم على ظهورهم مخلوقة مجسّمة، حتى لكأن الفاسق على ظهره مدينة كلها مخزيات، ثم وضعت الموازين، وجيء بي لوزن أعمالي، فجعلت سيئاتي في كفة وألقيت سجلات حسناتي في الأخرى، فطاشت السجلات، ورجحت السيئات، ثم جعلوا يلقون الحسنة بعد الحسنة مما كنت أصنعه، فإذا تحت كل حسنةٍ شهوةٌ خفيةٌ من شهوات النفس، كالرياءِ والغرورِ وحبِ المحمدة عند الناس، فلم يسلمُ لي شيء، وهلكتُ عن حجتي وسمعتُ صوتًا: ألم يبق له شيء؟ فقيل: بقي هذا، وأنظر لأرى ما هذا الذي بقي، فإذا الرقاقتان اللتان أحسنت بهما على المرأة وابنها، فأيقنت أني هالك، فلقد كنت أُحسِنُ بمائةِ دينارٍ ضربةً واحدة فما أغنَت عني، فانخذلت انخذالاً شديدًا ، فوُضِعَت الرقاقتان في الميزان، فإذا بكفة الحسنات تنزل قليلاً ورجحت بعضَ الرجحان، ثم وُضعت دموع المرأة المسكينة التي بكت من أثر المعروف في نفسها، ومن إيثاري إياها وابنها على أهلي، وإذا بالكفة ترجُح، ولا تزال ترجُح حتى سمعت صوتًا يقول: قد نجا .

وتعلمنا القصة أن النية والاخلاص أساس في أعمال الخير :

كان علي بن الحسين - رحمه الله - يحمل الخبز إلى بيوت المساكين في الظلام فلما مات فقدوا ذلك ، كان ناس من أهل المدينة يعيشون ولا يدرون من أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كان يأتيهم بالليل .قال الحطيئة :

والحاجات لا تطلب إلا من أهل الإخلاص الذين يسعون لقضاء حوائج الناس طلباً لمرضاة الله تعالى وليس من أجل مصلحة أو وجاهة أو شهرة ..

 - عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقِفُ الْمَوْقِفَ أُرِيدُ وَجْهَ اللهِ، وَأُرِيدُ أَنْ يُرَى مَوْطِنِي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَتْ: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف: 110] \" الحاكم في المستدرك 2/112 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه. 
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان :

إن ما نرزقه من الخير هو نتيجة للخير الذي نقدمه لغيرنا :

  - يذكر أن رجلاً نزل هو وولده واديًا، انشغل الرجل بعمله ، وأخذ الولد الصغير يلهو بكلمات وأصوات، فوجئ الولد أن لهذه الأصوات صدًى يعود إليه، فظن أن هناك من يكلمه أو يرد عليه، فقال: من أنت؟ فعاد الصدى: من أنت؟ قال الولد: أفصح لي عن شخصك؟ فرد عليه: أفصح لي عن شخصك؟ فقال الولد غاضبًا: أنت رجل جبان وتخفي عني، فرجعت إليه العبارة نفسها، فقال الولد: إن صاحب الصوت يستهزئ به ويسخَر منه، فانفعل وخرج عن طوره، وبدأ يسبّ ويلعن، وكلّما سب أو لعن رجَعت عليه مثلها. جاء الوالد ووجد ولده منهارًا مضطربًا، فسأله عن السبب، فأخبره الخبر، فقال له: هوّن عليك يا بني، وأراد أن يعلّمه درسًا عمليًا، فصاح بأعلى صوته: أنت رجل طيّب، فرجع إليه الصوت: أنت رجل طيب، ثم قال: أحسن الله إليك، فكان الردّ: أحسن الله إليك، وكلّما قال كلامًا حسنًا كان الرد بمثله. سأل الولد والده بدهشة واستغراب: لماذا يتعامل معك بطريقة مؤدّبة ولا يسمعك إلا كلامًا حسنًا؟! فقال له الأب: يا بني، هذا الصوت الذي سمعته هو صدَى عملك، فلو أحسنتَ المنطِق لأحسن الردّ، ولكنك أسأت فكان الجزاء من جنس العمل .


    -  قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "من رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه" .

    -  ومن القصص العجيبة ما ذكره الشيخ عطية سالم رحمه الله المدرس بالحرم النبوي أن امرأة في المدينة كان لها جيران من النسوة العجائز، وكانت تعطيهم طاسة الحليب من غنمها ، وفي أحد الأيام وقع لها حادث حينما كانت تسير في ضواحي المدينة المنورة، فسقطت في حفرة متصلة بمجرى الماء، فسحبها الماء تحت الأرض، وقدر الله لها أن تمسك بحجر في هذا المجرى، ومكثت عالقة بهذا الحجر تحت الأرض أربعة أيام، وبعد هذه الأيام ، مرّ رجل بالمكان فسمع صوت استغاثة ضعيف، فلما عرف مصدر الصوت، نزل وأخرجها، وسألها عن حالها وكيف كانت تعيش؟! فقالت: إن طاسة الحليب التي كنت أعطيها للعجائز كانت تأتيني كلَّ يوم . والجزاء من جنس العمل.

عبد الله .. تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة .. واعلم أن الإحسان إلى الخلق سيعود إليك صداه ولو بعد حين ..  


-  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان ، فتنحّى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حَرّة ، فإذا شَرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبّع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ، فقال له : يا عبد الله ، ما اسمك ؟ ، قال : فلان ، للاسم الذي سمع في السحابة ، فقال له : يا عبد الله ، لم تسألني عن اسمي ؟ ، فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول : اسق حديقة فلان - لاسمك - ، فما تصنع فيها ؟ ، قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم.

الإحسان والاستقرار النفسي :
·        إن أول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يجنون ثمراتِه عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم؛ فيجدون الانشراح والسكينة والطمأنينة.
                               
جرب يا أخي .. إذا طاف بك طائف من هم أو ألمّ بك غم فامنح غيرك معروفًا وأسدِ له جميلاً تجِد السرور والراحة، أعط محرومًا، انصر مظلومًا، أنقذ مكروبًا، أعن منكوبًا، عد مريضًا، أطعم جائعًا؛ تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك .
أخي الحبيب، هل تريد أن تُنَفّس كربتُك ويزولَ همُك؟ فرج كربات للمساكين .. هل تريد التيسير على نفسك؟ يسر على المعسرين .. هل تريد أن يستر الله عليك؟ استر عباد الله . والجزاء من جنس العمل.

قال وهب بن منبه : إن أحسن الناس عيشاً من حسن عيش الناس في عيشه

    - ويقول فريق الباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا إن إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس.
                                                                                                                                                                                                                                                                                                   
- ويضيف في البحث الذي نشر في مجلة "العلوم أو سينس" إن الموظفين الذين ينفقون جزءا من الحوافز التي يحصلون عليها كانوا أسعد من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك .

مِن عجائبِ العلاجِ بالصَّدَقة

-  عن أبِي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال : قال النبي : ( دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقة ) حسنه الألباني في ( صحيح الجامع ، برقم : 3358 ) .

-  وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - عن النبي r أنه قال :  ( فتنة الرجل في أهله وماله ونفْسه وولده وجاره ، يُكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رواه البخاري ( 1435 ) ومسلم ( 144 ) .

-  قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ( الوابل الصيب ، ص 49 – 50 ) : ( فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِم ، بل من كافر ! ، فإنَّ الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض كلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه ) انتهى .

-  وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - في ( زاد المعاد ، 4 / 10 – 11 ) : ( ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتدِ إليها عقولُ أكابر الأطباء ، ولم تصِلْ إليها علومُهُم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية وقوة القلب واعتماده على الله والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ، والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلُّل له ، والصدقة ، والدعاء ، والتوبة والاستغفار ، والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب ؛ فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه ؛ وقد جَرَّبنا نحنُ وغيرنا من هذا أموراً كثيرة ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية ! ) انتهى .
إن الله يحب المحسنين :



    -   جاء في ( صحيح الترغيب والترهيب ، م 964 ) عن الإمام المحدث البيهقي - رحمه الله تعالى – أنه قال : ( في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله - ، فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب ، وبقي فيه قريباً مِن سنة ، فسأل الأستاذ الإمام " أبا عثمان الصابوني " أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة ، فدعا له وأكثَرَ الناس التأمين ، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة ، فرأت في منامها رسول الله r كأنه يقول لها : " قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين " ، فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأمر بسقاية بُنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب ، فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين ) .

    حَفر بئراً للناس فشفاه الله من مرض شديد :جاء في ( سير أعلام النبلاء ، 8 / 407 ) أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلم ينتفع ، فقال له ابن المبارك : ( اذهب واحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى .

   ابتليت امرأة بالعقم وقد أيسها الأطباء من إمكانية الحمل وأنه لا علاج لها ! ، فوفقها الله تعالى إلى أن تتصدق على امرأة فقيرة ، وبعدما تصدقت عليها طلبت منها أن تدعو لها بالولد الصالح ، وما مضت ثلاثة أشهر إلا وهي حامل بتوأم ولدين ! .

إن الله يحب المحسنين :

ولمزيد عناية الإسلام بالإحسان وعظيم منزلته ؛ نوه سبحانه بفضله, و أخبر في كتابه العزيز أنه يحب المحسنين,
وأنه معهم، وكفى بذلك فضلًا وشرفًا.

-  فقال سبحانه:{...وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[195]} [سورة البقرة].
-  وقال:{ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[148]} [سورة آل عمران].
-  وقال:{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ[128]} [سورة النحل].
-  وقال: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[69]} [سورة العنكبوت].

·        وحب الله للغير ليس عواطف ومشاعر وحاشاه وإنما هو تكرم وتفضل وإنعام :

-  وكان خال القسري يقول : على المنبر أيها الناس عليكم بالمعروف فإن فاعل المعروف لا يعدم جوازيه وما ضعف عن  أدائه الناس قوي الله على جوازيه .

الصدقة يوم القيامة  :


     -  في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) .

-   يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ». أَوْ قَالَ: «يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ»
      قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لاَ يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلاَّ تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَىْءٍ، وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً، أَوْ كَذَا.

  - كَانَ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لاَ يَجِيءُ إِلَى الْمَسْجِدِ إِلاَّ وَمَعَهُ شيء يَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ بَصَلٌ. فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا الْخَيْرِ مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يُنْتِنُ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ في مَنْزِلِي شيء أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرُهُ. إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ».
·        هي ودائع منا من يودعها في البنوك ومنا من يودعها عند ملك الملوك

- حدَّث محمد بن الفضل عن رجل من أهل البصرة قال: كان أعرابيًا صاحب ماشية، وكان قليل الصدقة، فتصدق بغريض من غنمه، (يعني بسخلة مهزولة) فرأى فيما يرى النائم كأنها أقبلت عليه غنمه كلها تنطحه، فجعل الغريض يحامي عنه، فلما انتبه قال: والله لئن استطعت لأجعلن أتباعك كثيرة. قال: وكان ذلك يعطي ويقسم([8]).

   Dice Allah: “Oh vosotros que creéis, inclinaos y postraos, adorad a Vuestro Señor y haced el bien para que así podáis tener éxito”. (Hayy, 75) 

Ciertamente el valor de la persona, el signo para determinar su honradez y valentía, es observar qué es lo que entrega a la gente, qué hace por los demás, ya que Allah subhanahu wa taala, es quien ha implantando la cualidad de hacer el bien y El ama que sus criaturas la pongan en práctica. 

 - Dijo el Mensajero, al que Allah colme de bendiciones: “Ciertamente hay gente que está abierta al bien y cerrados al mal. Pero existe otra categoría de gente que está abierta al mal y cerrada al bien. Bienaventurado aquel al que Allah le ha hecho ser abierto al bien, y perdición para el que ha puesto el mal entre sus manos”. 


Todo lo que hace la persona que beneficia a su hermano se encuentra dentro del bien, dentro de lo reconocido. Sus formas son numerosas, de entre ellas, aliviar la carga del que no la puede soportar, facilitar las cosas al que tiene dificultad, ayudar al necesitado, la propagación del saludo, responder diciendo yarhamuka Allah al que estornuda, visitar al enfermo, tranquilizar al angustiado, visitar a tu hermano por Allah, intercambiar consejo entre los musulmanes, guiar al que está extraviado, enseñar al que desconoce, indicar el camino, las buenas palabras, cubrir las faltas de los musulmanes, proteger el honor de tu hermano, mantener los vínculos familiares, arreglar las disputas entre los que están enfrentados, dirigirte a tu hermano con una sonrisa… Todas estas obras y otras de mayor o menor importancia se consideran obras de bien, se considera sadaqa. Dijo el Mensajero: “Todo acto de bien es sadaqa”. 

Hacer el bien no hay duda de que trae como recompensa frutos dulces, entre los cuales se encuentra no caer en las angustias de este mundo.


  -Dijo el Mensajero, al que Allah colme de bendiciones: “La sadaqa oculta apaga el enfado del Señor, el mantenimiento de los vínculos familiares prolonga la vida y hacer el bien es una protección ante la desgracia”. 
Otro de sus frutos, es que en el Ajira, los que hagan el bien entrarán en el Jardín. Dijo el Mensajero de Allah: “Ciertamente la gente de bien en dunia, será la gente de bien en Ajira y los primeros en entrar en el Jardín será la gente de bien”. 

Ciertamente no es posible poner en práctica lo reconocido, es imposible llevarlo a cabo si no están presentes estas tres cualidades. 

- Apresurarse en llevar el bien a la práctica, sin dejarlo para mañana ni para más tarde, en el momento en el que tienes oportunidad, lo haces. 

- Empequeñecer el valor de la acción de bien que has realizado. Aunque el bien haya sido enorme siempre debes pensar que ha sido de menor valor, ya que si no lo haces no será aceptado. 

  3- Ocultarlo en la medida de tus posibilidades, hacerlo en privado y no vanagloriarse ni ir pavoneando del bien que has realizado. 

Todo bien recibido ha de ser agradecido, del mismo modo que debemos agradecer a Allah todo el bien que nos ha entregado, todos los dones que nos han sido entregados, debemos también en la misma medida, ser agradecidos con quienes nos hacer algún bien, agradecerlo y no olvidarlo.


   - Dijo el Mensajero de Allah: “No agradece a Allah quien no agradece a la gente”. 

Musulmanes, ciertamente una intención verdadera y pura, engrandece la acción pequeña en valor y recompensa. Ciertamente la persona, alcanza mediante la intención la recompensa de haber realizado una acción, aunque no la haya hecho. 

El que no tenga posibilidades de hacer el bien, que haga que sea su intención la que haga el bien, ya que dijo el Mensajero de Allah: “Ciertamente la gente de dunia se divide en cuatro categorías: 

- Un siervo al que Allah ha entregado riqueza y conocimiento. Por ello tiene temor de Allah y mantiene sus vínculos familiares y sabe que Allah tiene derechos sobre el. Esta categoría es la mejor. 

- Un siervo al que Allah ha entregado conocimiento pero no le ha entregado riqueza. Pero su intención es verdadera y justa y dice: “Si tuviera dinero, actuaría como lo hace fulano”. El, estará junto a su intención, con lo que la recompensa de ambos es igual. 

- Un siervo al que Allah le ha entregado riqueza y no le ha dado conocimiento. Éste gasta su dinero sin conocimiento, no tiene temor de Su Señor al gastarlo, no mantienen sus vínculos familiares y desconoce que Allah tiene derechos sobre el. Esta es la peor categoría. 

- Un siervo al que Allah no ha entregado ni riqueza ni conocimiento. Y dice: “Si tuviera dinero actuaría como lo hace fulano (refiriéndose a la tercera categoría)”. Él, estará junto a su intención y el castigo de ambos será igual”. 

Oh Allah purifica nuestras intenciones y elévalas hasta el lugar más elevado. 

Wa salla Allahu ala Saydina Muhammad wa ‘ala alihi wa sahbihi wa sallam. Amín






([1]) سورة آل عمران، الآية: 92.
([2]) البداية والنهاية 11/131.
([3]) وفيات الأعيان 2/121.  
([4]) شذرات الذهب 157/1.
[5]  - يقدر الرطل ب 128 درهم وأربع أسباع (4/7) 0.496.أي 382.5 غرام.
([6]) صفة الصفوة 1/340.
([7]) البداية والنهاية 8/93.
([8]) تنبيه الغافلين ص 252.

0 comentarios:

Publicar un comentario