lunes, 29 de agosto de 2016

الرضا عن الله

0 comentarios
ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا :

-  روى مسلمٌ في “صحيحه” عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ – رضي الله.عنه -، أنه رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «يا أبا سعيد! من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا وجبَت له الجنة». فعجِبَ لها أبو سعيد، فقال: أعِدها عليَّ يا رسول الله، ففعَل .. الحديث.  

الرِّضا عملٌ قلبيٌّ يجمعُ القبول والانقِياد، والرِّضا أساسُ الإسلام وقاعدةُ الإيمان، وشرطُ شهادة التوحيد؛

-  قال الله – عز وجل -: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65].

فأقسمَ الحقُّ – سبحانه – أنهم لا يُؤمِنون حتى يُحكِّموا اللهَ ورسولَه، ويرتفِع الحرَجُ من نفوسِهم من حُكمه، ويُسلِّموا له تسليمًا، وهذه حقيقةُ الرِّضا بحُكمه وشرعِه.

 - وقد أسنَدَ الحرجَ والاستِسلامَ للنفس لا للقلبِ لحكمةٍ دقيقةٍ، وهي: أن النفسَ مكمَنُ الهوى والشهوات، والاحتِجاج والاعتِراض.

-  ومن هنا، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ذاقَ طعمَ الإيمان من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولاً»؛ رواه مسلم.

-  وقال أيضًا: «من قال حين يسمعُ المُؤذِّن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، رضِيتُ بالله ربًّا، وبمُحمدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا؛ غُفِر له ذنبُه»؛ رواه مسلم.

وهذان الحديثان – كما قال ابن القيم – رحمه الله – عليهما مدارُ مقامات الدين، وإليهما تنتهي. وقد تضمَّنا الرِّضا بربوبيَّته – سبحانه – وألوهيَّته، والرِّضا برسولِه والانقِياد له، والرِّضا بدينِه والتسليم له.


ومن اجتمَعَت له هذه الأربعة فهو الصدِّيقُ حقًّا

 وهي سهلةٌ بالدعوى واللسان، لكنها من أصعَب الأمور عند الحقيقة والامتِحان، ولاسيَّما إذا جاء ما يُخالِفُ هوَى النفسِ ومُرادَها.

ولذلك كان الرِّضا بابُ الله الأعظم، وجنَّةُ الدنيا، ومُستراحُ العارِفين، وحياةُ المُحبِّين، ونعيمُ العابِدين، وقُرَّة عيون المُشتاقين.

ويُنافِي الرِّضا ويُقابِلُه: الاعتِراضُ والكراهيةُ لما أنزل الله، لبعضِه أو كلِّه؛ فالرِّضا هو الاستِسلامُ والقبولُ والانقِياد، وضدُّه الردُّ والاعتِراضُ والإباء. وأصلُ هذا الاعتِراض هو اتِّباعُ الهوى، والاستِمدادُ من غير الوحي، والتلقِّي من غير الله ورسولِه.
الرضا بربوبية الله :
والرِّضا بربوبيَّته يتضمَّنُ: الرِّضا بتدبيره لعبده، والاعتِماد عليه، وأن يكون راضِيًا بكل ما يفعلُه به مولاه.

الرضا بالله ربا يعني تفويض الأمر إلى اختياره :

·        الرضا ثمرة تنبت على شجرة التفويض والتوكل :

   -  قال أبو الدَّرداء رضي الله عنه: "إنَّ الله إذا قضى قضاءً، أحبَّ أن يُرضَى به"

   -  وللنبي عليه الصلاة والسلام: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل: قد قدر الله وما شاء فعل"

  -  ورد في الأثر القدسي: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليلتمس رباً سوائي [1]


لذلك علمنا صلاة الاستخارة لعدم معرفة العبد بخبايا الأقدار :

- وروى مكحول أن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول: "إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيتسخّط على ربه، ولا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له".

لِننظر سويّاً إلى إيمان الأخيار بالقضاء والقدر كيف كان أثره على كلماتهم؟

وكيف عبّروا عنه بإشراقةِ لفظٍ وجمال عبارةٍ وعميق معنى، حتى صارت حِكَماً تدور على ألسنة الخلق، ويُهتدى بها إلى الحق.

يروي لنا زياد بن زاذان أن الإمام عمر بن عبد العزيز قال: "ما كنتُ على حال من حالات الدنيا فيسرنى أني على غيرها"، ومما حُفظ عنه قوله: "أصبحت وما لي سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر".

واشتُهرت عنه دعواتٍ كان يُكثر من تردادها: "اللهم رضّني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أُحب تعجيل شئ أخّرته، ولا تأخير شئ عجّلته".

ويقول خلف بن إسماعيل : "سمعتُ رجلاً مبتلى من هؤلاء الزمنى –أي من كان مرضهم مزمناً- يقول: وعزتك لو أمرت الهوام فقسمتني مُضَغاً ما ازددت لك بتوفيقك إلا صبراً، وعنك بمنّك ونعمتك إلا رضاً" وكان الجُذام قد قطّع يديه ورجليه وعامّة بدنه.

ويروي محمد بن أبى القاسم أن واعظاً أوذي في الله فقُطعت يداه ورجلاه، فكان يقول: " إلهي، أصبحت في منزلة الرغائب، أنظرُ إلى العجائب، إلهي، أنت تودّدُ بنعمتك إلى من يؤذيك، فكيف تودُّدك إلى من يؤذى فيك؟".

وفي قوله تعالى: { ومن يؤمن بالله يهد قلبه} (التغابن:11) يقول علقمة : "هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله، فيسلّم لها ويرضى".



·        كل شيءٍ وقع أراده الله، وكل شيءٍ أراده الله وقع:

وهو سبحانه عالم بالحكم والعلل والأسباب :

 وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق، هذا كلامٌ دقيق لو استوعبه الإنسان لرضي عن الله، كل شيء وقع أراده الله، الإله العظيم صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى سمح به، ولو لم يكن هناك حكمةٌ بالغةٌ بالغةٌ بالغة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها لم يسمح الله به، إذاً لكل واقعٍ حكمة، وقد يكون الموقِع مجرماً، معنى سمح به لا يعني أنه رضيه ولا أمر به، أراد ولم يأمر، أراد ولم يرضَ، لكن هكذا تقتضي الحكمة، فكل شيء وقع أراده الله، وكل شيءٍ أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق، هذه المقولة على إيجازها تملأ قلب المؤمن رضا عن الله.

   - وقال الحسن البصري - رحمه الله - : "لا تكرهوا البلايا الواقعة والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك" أي: هلاكك،
                                                                                                                                                                                                                                                                                                           
   -  وقال الفضل بن سهل: "إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة".

-  وقد فطن لهذا المعنى سيدي ابن عطاء الله السكندري، فقال في حكمه: "ربما أعطاك "الله" فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء."
ومعنى قول سيدي ابن عطاء الله أنه ربما يعطي الله عبدًا نعمًا كثيرًا تمناها فتكون هذه النعم سببًا في ميله إلى الشهوات أو الفتنة أو تكون سببًا في مرض أو ضياع دين أو بعد عن الله، وربما منع الله عن العبد ما يطلبه فيكون ذلك سببًا في منع بلاء أو توفيق لشئ آخر أفضل أو يكون ذلك سببًا في القرب من الله.
وأمر المؤمن كله خير سواء كان في ضيق أو في يسر، يقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: "عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له".

-  ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره".-

-  يُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً .وذات ليلة جاء ذئب فأكل ديكاً له , فقيل له به فقال : خيراً , ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف بالحراسة فمات . فقيل له , فقال : خيراً , ثم نهق حماره فمات , فقال : خيراً إن شاء الله . فضاق أهله بكلامه ذرعاً . ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغاروا عليهم فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ إلا هو وأهل بيته . فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير , وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه الأشياء خيراً وسبباً لنجاته من القتل فسبحاااااان المدبر الحكيم .

-  من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم الجامعة المانعة: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك  [2]


·        وهو متعلق بالعلم بالله تعالى والمعرفة به وبأسمائه وصفاته :


وبكونه الرحيم بعباده الرازق لهم والمعطي لهم والمانع لما يضرهم والعفو الغفور بسفاهاتهم والتواب لسقطاتهم والفتاح لخزائن الكون والعليم بما ينفعهم ويضرهم ... وكلما قلّ علمك بالله قلَّ رضاك.

-  كما جاء في الأثر : يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا وسلطاني لا ينفذ أبداً، يا بن آدم لا تخش من ضيق الرزق وخزائني ملآنة وخزائي لا تنفذ أبداً، يا بن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير كله ..[3]


  مثال : طفل صغير على كرسي طبيب الأسنان، حينما يتألم يضجر، ويبكي، ويضطرب، وقد يمسك يد الطبيب لأنه لا يعلم أن هذا الألم لابد منه ولصالحه، إنسان راشد يجلس، يقول له الطبيب: قلبك لا يحتمل المخدر، يجب أن تتحمل فيتألم أشد الألم وهو يتحمل.


الرضا من لوازم القرب من الله تعالى :
-   عنه أنس بن مالك - رضي الله عنه - : (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وحسنه.من الثابت.

 أن الإنسان بين حالين، بين حالة الرضا وبين حالة السخط، الرضا من لوازم الإيمان، والسخط من لوازم الكفران، الرضا من لوازم القرب من الله، والسخط من لوازم البعد عن الله، القرب يؤكد أنك راضٍ عن الله.

·        من منا اليوم يفرح إذا حلت به مصيبة أو بلية لأن الله أحبه دون غيره حينما ابتلاه!!

  -  يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة) رواه الترمذي وصححه.


من الثابت لو أن الإنسان في أعلى مستويات الحياة، له دخل فلكي، دخل غير محدود، بيت متميز، مركبة فارهة، أي كل شيء في أعلى مستوى، ولم يكن هذا الإنسان راضياً عن الله فهو أشقى الناس.

لذلك قالوا: أنت من خوف الفقر في فقر، ومن خوف المرض في مرض، وتوقع المصيبة مصيبةٌ أكبر منها، فالإنسان البعيد عن الله في خوفٍ من الفقر، دائماً فقير حقيقي لأنه يخاف الفقر، مريض حقيقي لأنه يخاف المرض، الآن بعض الأزمات القلبية سببها الخوف من أزمة قلبية، الناس يعيشون في قلق، أما المؤمن فالله عز وجل يلقي في قلبه الأمن.

   إن لم تقل أنا أسعد الناس ففي الإيمان خلل، تتعامل مع من؟ مع خالق السموات والأرض، مع القوي، مع الغني، مع الكريم، مع الرحيم، وكلما تعرفت إلى أسماء الله الحسنى ازددت قرباً منه، واطمئناناً، وثقةً، وتوكلاً.

-       هناك من لا يفترش الأرض ويلتحف السماء وهو يحمد الله
-       هناك من لا ياكل إلا وجبة واحدة في يومين وهو يحمد الله
-       هناك من لا ينام من صوت القنابل ورائحة الموت تخنقه في كل مكان وهو يحمد الله .

- واجتمع مالك بن دينار و محمد بن واسع فتذاكرا العيش، فقال مالك : "ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلّة –أي أرضٌ أو زراعة - يعيش فيها"، فقال محمد : "طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، ووجد عشاءً ولم يجد غداءً، وهو عن الله عز و جل راض".
ومما يروى عن الصالحين في حسن تعاملهم مع البلاء بالحمد والشكر والصبر

    - أصيب مطرف بن عبدالله في ابن له فأتاه قوم يعزونه فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا ثم قال : إني لأستحي من الله أن أتضعضع لمصيبة .

حدثت للشافعي رحمه الله عند موت ابنه , فقال : اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت وإن كنت أخذت فقد أبقيت , أخذت عضواً وأبقيت أعضاء , وأخذت ابناً وأبقيت أبناء .

    -  وهذه زوجة فتح الموصلي انقطعت إصبعها فضحكت فقال لها بعض من معها : أتضحكين . وقد انقطع إصبعك ؟ فقالت حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها.

    -  يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصم وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .

   -  قال المدائني : رأيت بالبادية امرأةً لم أر جِلداً ولا أنضر منها ولا أحسن وجهاً منها , فقلت : تالله إن فعل هذا بكِ من الاعتدال والسرور , فقالت : كلا والله إن لدي أحزاناً وخلفي همومُ , وسأخبرك :  كان لي زوج وكان لي منه ابنان فذبح أبوهما شاة في يوم عيد الأضحى والصبيان يلعبان فقال الأكبر للأصغر :
أَتريد أن أُريك كيف ذبح أبي الشاة . قال : نعم , فذبحه . فلما نظر الدم خاف ففزع نحو الجبل فأكله الذئب فخرج أبوه يبحث عنه فضاع فمات عطشاً فأفردني الدهر . فقلت لها وكيف أنتِ والصبر ؟؟؟ فقالت لو دام لي لَدُمتُ له ولكنه كاااان جرحاً فَشُفِي .
من رضي عن الله رضي الله عنه

  إنسان يطوف حول الكعبة يقول: يا ربي هل أنت راضٍ عني؟ قيل: إن وراءه الإمام الشافعي، فقال له: يا هذا هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك؟ قال له: يا سبحان الله! أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه ما هذا الكلام؟! فقال له الإمام الشافعي: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله، البطولة لا في الرخاء، أن تأتي الشدة وتقول: يا ربي لك الحمد.

 -  يقول ابن القيم رحمه الله: "رِضاه عن ربِّه سبحانه وتعالى في جميع الحالات يُثمر رِضا ربِّه عنه؛ فإذا رَضِي عنه بالقليل من الرِّزق، رضي ربُّه عنه بالقليلِ من العمَل، وإذا رضِي عنه في جميعِ الحالات واستوَت عنده، وجَدَه أَسرع شيء إلى رِضاه إذا ترضَّاه وتملَّقه"[8]، فهذهِ أعظم ثمرةٍ؛ أن يرضى الله تعالى عنه إن هو رَضِي عن الله.

الرضا بالقدر أعلى درجات اليقين :
هناك فرق بين أن ترضى قدراً وبين أن ترضى إيماناً، أن ترضى قدراً يقول لك: ليس بيدنا شيء، أما أن ترضى إيماناً تشكره على قضائه وقدره.
لذلك قال سيدنا علي رضي الله عنه: "الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين".
·        وهو ما اظهره النبي صلى الله عليه وسلم من مخالطة الصبر والرضا عند وفاته ابنه إبراهيم :
   عن أنس بن مالك  رضي الله عنه قال : دخلنا مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين ، وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام ، فأخذ رسول الله  صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن عوف  رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال :  صلى الله عليه و سلم  يا ابن عوف إنها رحمة )) ثم أتبعها بأخرى ، فقال  صلى الله عليه وسلم :  أن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) [1].

-   قال العقاد رحمه الله :  لقد كان حزنه لموته بمقدار فرحه بمولده ، وكان فرحه بمولده بمقدار أمله فيه واشتياقه إليه))[4]  

ولو أن الحزن من صفة البشر والتالم من طبيعتهم ولكن (إنهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لا يرجون )

إظاهر الشكوى علامة على السخط :

ايها المشتكي وما بك داء ** كيف تغدو اذا غدوت عليلا ؟
ان شر الجناة فى الارض نفس ** تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
·        بات الناس اليوم يخفون النعم خوفا من الحسد ويظهرون الشكوى دفعا للسائلين :
·        كما يقول الناس اليوم : الحمد لله او صافي

-  قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ [المعارج: 19 22].

-  قال الأحنف بن قيس : شكوت إلى عمي وجعاً في بطني فنهرني وقال : إذا نزل بك شيء فلا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه , ولكن اُشكُ لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عنك , يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أُبصرُ بها من أربعين سنة وما أخبرت امراتي بذلك ولا أحداً من أهلي .

الرضا بالله غاية الراحة والطمأنينة والسكون

 لأن الثقة بالله وحسن الظن في اختياره لهما أكبر الضمانات على استقرار العبد وراحة باله والسلوان الأعظم على الصبر والتحمل.

-       وروى السري بن حسّان عن عبد الواحد بن زيد قوله: " الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".

الراحة لا تظهر للراضي على قسمات وجهه فقط وإنما على سلوكياته وتصرفاته :
-       ولو أن إنسانا أعطيته الآن مالا كثيرا سوف تنقلب مباشرة أخلاقه إلى الأفضل وسوف يفيض على الناس بالخير فمتى يكون العبد بهذا العطاء وهذا الإحسان وهذه الراحة ولو كان مبتلا مفقرا ؟!! لا يفعل هذا إلا الإيمان وحده .

    ¡Hermanos!, Sabed que los pilares de la fe islámica son seis. Creer en Allah (swt), en Sus ángeles, en Sus Libros, Sus Mensajeros, el Día del Juicio Final y creer en el Destino sea favorable o adverso.   
Uno de los pilares que queremos tratar en esta jutba es: Creer en el Destino sea favorable o adverso, sea del agrado de uno o no. A través de este importante pilar de la fe, el creyente obtiene una seguridad completa y también encuentra la respuesta de muchas preguntas suyas.
 - Allah (swt) dice: “Lo hemos creado todo con un cálculo predeterminado”. ( La Luna: 49)
-   Y dijo: “Alaba el Nombre de Tu Señor. Quien creó todo a la perfección y quien decretó todo”. ( AL ALA: 1-3)
-  Y dijo: “Sepa que está en el conocimiento de Allah todo cuanto hay en los cielos y la tierra, todo está escrito en un Libro y es cosa fácil para Allah”. (70)

Cada musulmán debe creer en el Destino, en el conocimiento eterno de Allah (swt), creer en que Allah (swt), quiso que sucedieran todas las cosas y efectivamente sucedieron tal cual quiso Allah(swt), . El creyente debe tener claro que Allah (swt), tiene registrado todo lo que fue decretado en cuanto a lo que hay en Su reino
El creyente tiene fe certera en que lo que Allah (swt), ha querido que sucediese, ocurrió y lo que Él no ha querido que ocurriera no ha ocurrido y sabe también que si todo el mundo se uniese para ejecutar lo que Allah no ha querido que fuese ejecutado no lo lograría. Sabed que lo que queréis nunca se hará realidad sin el querer divino. Allah (swt), dijo: “Pero vosotros no lo queréis, a menos que Allah quiera”. (76:30)
Hay que saber  que el Destino es un secreto divino y que nadie puede dejar de obrar el bien por lo del destino, porque cada quien es libre para elegir su propio camino. “Le hemos demostrado los dos caminos”. Dice el Corán. Por ello uno puede elegir el camino del bien o del mal. El Corán dice: “Bienaventurado quien enaltece su alma gracias a sus buenas obras. Decepcionado, empero, quien la corrompa”.

Creer en el Destino tiene frutos, pues calma los corazones y hace que el creyente no se lamenta por lo que ha pasado ni se alegra demasiado por lo que le ha sido otorgado.

- El Corán dice: “No ocurre ninguna desgracia, ni a la tierra ni a vosotros mismos, que no esté en una Escritura antes de que la ocasionemos. Es cosa fácil para Allah. ..

 Por todo eso, uno no debe apenarse mucho por la muerte de nadie, por la pérdida de dinero, de estatus por nada porque todo es decretado por Allah (swt), . Si el creyente es agraciado por Allah pues que agradezca y si es azotado por algún mal, que tenga paciencia.


 ¡Siervos de Allah!, tal como hemos sido ordenados creer en el Destino, de igual modo hemos sido ordenados de actuar, hacer cosas.

 - El Profeta (sws) dijo: “Obrad, pues cada quien le es allanado el camino a lo que sabe hacer”. Meditad entorno a estas aleyas: “Aquel que dé y es de los que cuidan la ley de Allah, Allah le allanará el camino”. (92: 5-7)

. También de los frutos de la fe en el Destino está la convicción absoluta del ser. Esto implica que lo decretado por Allah (swt), sucederá aun cuando uno trata de impedirlo. El creyente debe buscar el equilibrio en todo y esto no contradice lo del Destino.
 Uno de nuestros antecesores dijo: “Muchos lloran por lo que les ha sido prescrito. El creyente llora por no saber lo que Allah le ha destinado. Acaso será de los bienaventurados o de los otros? Por eso llora y implora socorro divino, Ruega a Allah para afirmarlo en el Camino Recto y se esfuerza para lograrlo”.
 -  Otro dijo: “Los corazones de los virtuosos están asustados con lo decretado con anterioridad y repiten: ¿Qué es lo que nos ha sido decretado? y los corazones de los piadosos están en miedo por lo que vendrá y dicen: ¿Cómo vamos a concluir nuestra vida?” Tal es la situación del creyente.
   El se encuentra entre dos miedos; uno relacionado con el pasado que no sabemos cómo nos juzgará Allah por ello? El otro, sin embargo, se relaciona con el futura: Qué será de lo que queda de nuestra vida? Esto es uno de los secretos de la fe en el Destino: Siempre el corazón está relacionado con Allah (swt), .










[1]    أخرجه الطبراني عن أبي هند الداري ]
[2]   أخرجه أبو يعلى والطبراني والبزار والإمام أحمد وابن حبان عن عبد الله بن مسعود ]
[3]  في كتاب الفتوحات المكية لابن عربي، وكتاب المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي منسوباً إلى كعب الأحبار أنه وجد هذه الكلمات بطولها في التوراة. 
ولا يقطع بصحة نسبته إلى كعب أيضاً، لعدم وروده بالإسناد إليه..
[4]  عبقرية محمد ص 126










0 comentarios:

Publicar un comentario