lunes, 29 de agosto de 2016

اتقو الشح

0 comentarios

حقيقة البخل:
    -  سئل الحسن رضي الله عنه عن البخل، فقال: هو أن يرى الرجل ما أنفقه سرفا وما أمسكه شرفا.

  -  يقول بعضهم : ما ضرورة دفع مبلغ - أي مبلغ - لا ضرورة لدفعه.. فما ضرورة أن يدفع المرء مثلًا قرشًا؛ ثمنًا لتذكرة الأوتوبيس حتى ينتقل من مكان لآخر بينما خلق الله له قدمين عليهما ينتقل! وما ضرورة أن يأكل الإنسان ثلاث مرات في اليوم إذا كان يستطيع أن يظل على قيد الحياة بأكلة واحدة فقط في اليوم.. وما لزوم المأكولات الدسمة إذا كان الأكل هو عملية ملء للبطن والإنسان يستطيع أن يملأ بطنه بأي شيء حتى ولو كان عدة أرغفة من الخبز وقليلًا جدًا من الجبن.
الشح هو البخل بالمال وعدم بذله، وهذا من ناحية العرف، وأما من ناحية الشرع فهو: البخل بكل بر ومعروف مالاً أو غيره في يده أو في يد غيره. 

وقد تتسع دائرة البخل حتى تشمل امتناع المرء عن أداء ما أوجب الله تعالى عليه فترى البعض يبخل بنفسه وماله ووقته، وقد يمتنع عن تأدية حقوق الله أو النفس أو الخلق.


ويقترن البخل عادة بالمال لحرص الإنسان عليه وحبه له وشحه به :
-       قال تعالى في طبيعة الإنسان، وإذا مسه الخير منوعا  أي : إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره ، ومنع حق الله فيها
لكأنما كل كلمة لمسة من ريشة مبدعة تضع خطا في ملامح هذا الإنسان . حتى إذا اكتملت الآيات الثلاث القصار المعدودة الكلمات نطقت الصورة ونبضت بالحياة . وانتفض من خلالها الإنسان بسماته وملامحه الثابتة . هلوعا . . جزوعا عند مس الشر , يتألم للذعته , ويجزع لوقعه , ويحسب أنه دائم لا كاشف له . ويظن اللحظة الحاضرة سرمدا مضروبا عليه ; ويحبس نفسه بأوهامه في قمقم من هذه اللحظة وما فيها من الشر الواقع به . فلا يتصور أن هناك فرجا ; ولا يتوقع من الله تغييرا . ومن ثم يأكله الجزع , ويمزقه الهلع . ذلك أنه لا يأوي إلى ركن ركين يشد من عزمه , ويعلق به رجاءه وأمله . . منوعا للخير إذا قدر عليه . يحسب أنه من كده وكسبه فيضن به على غيره , ويحتجنه لشخصه , ويصبح أسير ما ملك منه , مستعبدا للحرص عليه ! ذلك أنه لا يدرك حقيقة الرزق ودوره هو فيه . ولا يتطلع إلى خير منه عند ربه وهو منقطع عنه خاوي القلب من الشعور به . . فهو هلوع في الحالتين . . هلوع من الشر . هلوع على الخير . . وهي صورة بائسة للإنسان , حين يخلو قلبه من الإيمان .

    والبخل هو بلا شك صفة من الصفات البشرية يحملها بعض الناس، لكن هناك اتفاق على أنها صفة ذميمة لا يُحب حتى أشد الناس بخلًا أن يوصفوا بها.  
الفرق بين الشح والبخل :

الشح هو المادة الأولى للبخل :
اختلف أهل العلم في البخل والشح، هل هما مترادفان أم لكلِّ واحد منهما معنى غير معنى الآخر، وقد بين الطِّيبي أن الفرق بينهما عسير جدًّا [1] وسنعرض هنا بعضًا من أقوال العلماء في الفرق بينهما:

-   ففرَّق ابن عمر بين الشحِّ والبخل، فقال: (ليس الشحيح أن يمنع الرجل ماله، ولكنه البخل، وإنه لشرٌّ، إنما الشحُّ أن تطمح عين الرجل إلى ما ليس له[2]

- وقيل: البخل: الامتناع من إخراج ما حصل عندك، والشحُّ: الحرص على تحصيل ما ليس عندك) (5) .
  قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : " الفرق بين الشح والبخل أن الشح هو شدة حرص على الشيء ، والإحفاء في طلبه ، والاستقصاء في تحصيله ، وجَشَع النفس عليه .
والبخل : مَنْع إنفاقه بعد حصوله .. فهو شحيح قبل حصوله ، بخيل بعد حصوله ، فالبخل ثمرة الشح ، والشح يدعو إلى البخل ، والشح كامن في النفس ، فمن بخل فقد أطاع شحه ، ومَنْ لم يبخل فقد عصى شحه ووُقِيَ شرَّه ، وذلك هو المفلح ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(الحشر:9) .
  -  وفي هذا المعنى - لذلك روي أن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أن البخل هو البخل بما في اليد من مال، أما الشح فهو أن يأكل المرء مال الآخرين بغير حقٍّ، فقد (قال له رجل: إني أخاف أن أكون قد هلكت قال: وما ذاك قال: إني سمعت الله يقول: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9]. وأنا رجل شحيح، لا يكاد يخرج مني شيء، فقال له ابن مسعود رضي الله عنه: ليس ذاك بالشحِّ، ولكنه البخل، ولا خير في البخل، وإنَّ الشحَّ الذي ذكره الله في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلمًا)[3]

  -  وقد فسره ابن رجب - رحمه الله - بأنه : تشوق النفس إلى ما حرم الله ومَنَعَ مِنْه، وعدم قناعة الإنسان بما أحله الله له من مالٍ أو مزج أو غيرهما .
  -  وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : الشح أشد من البخل ؛ لأن الشحيح يشحّ على ما في يديه فيحبسه ، ويشح على ما في أيدي الناس حتى يأخذه ، وإن البخيل إنما يبخل على ما في يديه .

الشح المهلك يبدأ من ترك الواجبات والحقوق :
   في ( شرح بلوغ المرام للصنعاني ) .ما من أحد إلا وهو يرى نفسه أنه غير بخيل ويرى غيره بخيلاً، وربما صدر فعل من إنسان فاختلف فيه الناس فيقول جماعة: إنه بخيل ويقول آخرون: ليس بخيلاً فماذا حدّ البخل الذي يوجب الهلاك وما حدّ البذل يستحق العبد به صفة السخاوة وثوابها؟.

   فالسخاء: هو أن يؤدي ما أوجب عليه، والواجب واجبان: واجب الشرع: وهو ما فرضه الله تعالى من الزكاة والنفقات لمن يجب عليه إنفاقه وغير ذلك، وواجب المروءة والعادة. والسخي هو الذي لا يمنع واجب الشرع ولا واجب المروءة، فإن منع واحداً منهما فهو بخيل، لكن الذي يمنع واجب الشرع أبخل، فمن أعطى زكاة ماله مثلاً ونفقة عياله بطيبة نفسه ولا يتيمم الخبيث من ماله في حق الله فهو سخيّ.
والسخاء في المروءة أن يترك المضايقة والاستقصاء في المحقرات فإن ذلك مستقبح، ويختلف استقباحه باختلاف الأحوال والأشخاص، وتفصيله يطول . 

-  قال علي رضي الله عنه : من أدى زكاة ماله فقد وقي شح نفسه .
-  وقال ابن عمر رضي الله عنهما وقد عيّره الحجاج بالبخل ! فقال : من أدى زكاته فليس ببخيل .
   -  وكان ابن منبه يقول: «أجود الناس في الدنيا من جاد بحقوق الله، وإن رآه الناس بخيلاً بما سوى ذلك، وإن أبخل الناس في الدنيا من بخل بحقوق الله، وإن رآه الناس كريماً جواداً بما سوى ذلك».
من أراد أن يكون شحيحا فليكن بوقته :

       -  وقال ابن القيم عند قوله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9].
  «وهذا إنما هو فضول الدنيا، لا الأوقات المصروفة في الطاعات؛ فإن الفلاح كل الفلاح في الشح بها، فمن لم يكن شحيحاً بوقته، تركه الناس على الأرض عياناً مفلساً، فالشح بالوقت هو عمارة القلب وحفظ رأس ماله، ومما يدل على هذا أنه سبحانه أمر بالمسابقة في أعمال البر والتنافس فيها والمبادرة إليها، وهذا من الإيثار بها».



من آثار الشح والبخل والعياذ بالله :
البخل عيب ونقصان يرفضه كل أحد :

- قيل: إن البخل ينقص قدر الإنسان ولا يزيد في رزقه

- وقال أبو محمد اسحاق الموصلي:
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى    بخيلا له في العالمين خليل
وإني رأيت البخل يزري بأهله    فأكرمت نفسي أن يقال بخيل.

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شَرُّ ما في الرجل: شُحٌّ هالعٌ، وجُبْنٌ خالع" [رواه أحمد وابن حبان وصحح أحمد شاكر إسناده].

-  وقالت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز - رحمها الله تعالى - : "أفٍّ للبخيل، لو كان البُخل قميصًا ما لَبِسْتُهُ، ولو كان طريقًا ما سلكتُهُ" .

-  قال الجاحظ: البخل خُلقٌ مكروه من جميع الناس إلاّ أنه من النساء أقل كراهية، بل قد يستحب من النساء البخل (بمال أزواجهن إلاّ أن يؤذن بالجود) فأما سائر الناس فإن البخل يشينهم وخاصة الملوك والعظماء، فإن البخل أبغض منهم أكثر مما هو أبغض من الرعية والعوام ويقدح في ملكهم؛ لأنه يقطع الأطماع منهم، ويبغضهم إلى رعيتهم".

وليس من أحد يُحب أن يُمدح بالبخل بل هو مذموم على كل لسان شأنه شأن صنوه الجهل ! وليس من أحد إلا ويُحب أن يُمدح بالكرم

-  ولما جاء وفد بني سلمة قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سيدكم يا بني سلمة ؟ قالوا : الجد بن قيس إلا أن فيه بخلا ! قال : وأي داء أدوى من البخل ؟ رواه عبد الرزاق والحاكم وصححه .

-  وقد جاءت هند بنت عتبة تشكو زوجها وتصف بذلك فقالت : أن أبا سفيان رجل شحيح ، فهل علي جناح أن آخذ من ماله سراً ؟ قال عليه الصلاة والسلام : خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف . رواه البخاري ومسلم
-   وقال ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: إن الجميع يتمادحون بالشجاعة والكرم، حتى إن ذلك عامة ما تمدح به الشعراء ممدوحيهم في شعرهم، وكذلك يتذامون بالبخل والجبن.
ثم قال: ولما كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم، بين الله سبحانه أنه من تولى عنه بترك الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك، ومن تولى عنه بإنفاق ماله أبدل الله به من يقوم بذلك.
فقال: ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم (محمد/ 38) «1» .
وقيل لبخيل .. من أشجع الناس ؟؟؟ فقال من سمع وقع أضراس الناس على طعامه .. ولم تنشق مرارته 
وهو مُنافٍ لكمال الإيمان :
  - بل إن هناك أقواماً لم يكتفوا بأن بخلوا بل أمروا غيرهم به : ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا )

    ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : ((لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدًا ، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا))[4]
والشُّح يُهلك صاحبه ، وإذا شاع في المجتمعات مزقها وأهلكها ، قال - صلى الله عليه وسلم- : ((... وأما الملهكات : فشحٌ مطاع ، وهوىً متبع ، وإعجاب المرء بنفسه )) (ذكره الألباني في صحيح الجامع ، وقال : حسن من حديث ابن عمر).
·        لذلك كانر رسول الله يستعيذ بالله من البخل :

-  وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لا أقول لكم إلاّ كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها" [رواه مسلم].

- ومُدحت امرأة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: صوّامة قوّامة، إلاّ أن فيها بخلاً. قال: "فما خيرها إذًا" .
-  قيل لإبليس: من أحب الناس إليك؟ فقال: عابد بخيل. قيل: فمن أبغض الناس إليك، قال فاسق سخيّ فينجيه سخاؤه.


     -  قال تبارك وتعالى : ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

     -  كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يطوف بالبيت يقول: اللهم قني شح نفسي .

     ولذا سبق هذا البيان بيان حال أهل الإيمان والإيثار في أول ألاية : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )

- وقال بشر الحافي: "البخيل لا غيبة له".
- وقال الضحاك - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: {إنَّا جَعَلْنَا في أعناقهم أغلالاً} [يس: 8]، قال: البخل، أمسك الله تعالى أيديهم عن النّفقة في سبيل الله فهم لا يُبصرون الهدى.

  -وقال أيضا: «النظر إلى البخيل يقسي القلب، ولقاء البخلاء كرب على قلوب المؤمنين» ).
-قال حبيش بن مبشر الثقفي الفقيه:«قعدت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والناس متوافرون فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلا صالحا بخيلا» ).

·        وكان البخل مؤثرا على الإيمان لأن البخيل قليل الرجاء عديم اليقين ساخط على الأقدار عديم حسن الظن بالله

وقال بشر بن مروان: لو أن أهل البخل لم ينلهم من بخلهم إلا سوء ظنهم بربهم في الخلف لكان عجيبا.

·        ومن ذا يحصل له اليقين بالتعويض والأجر على العطاء وادخار الفضل في الآخرة إلا إذا كان كامل الإيمان واليقين في الله تعالى .
والشح والبخل من علامات المنافقين :

-  قال عليه الصلاة والسلام : وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق . رواه البيهقي في شعب الإيمان..

وفي معرض ذم المنافقين قال سبحانه: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقنَّ وَلَنكونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهم من فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وتَوَلّوا وّهُم مُّعْرِضونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَه بما أَخْلَفوا اللهَ مَا وَعدُوهُ وبِما كانوا يَكْذِبُونَ} [التوبة: 75 - 77].
     -  عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن لفلان في حائطي عذقا «من النخل» وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «بعني عذقك الذي في حائط فلان» قال: لا. قال: «فهبه لي» قال: لا. قال: فبعنيه بعذق في الجنة» قال: لا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام»
·     ولقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الشح من الموبقات : - فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (اجتنبوا السبع الموبقات) قيل: يا رسول الله ما هي؟ قال: (الشرك بالله، والشح، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

·        ويجني البخيل على نفسه في الآخرة : ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
وقيل أيضا: يعيش البخيل في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء.
- عن جرير بن عبد الله البجلي- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له يوم القيامة من جهنم حية يقال لها:شجاع، فيطوق بها» )
    -  عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، قال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل» 
يؤدي إلى شيوع الظلم ، وقطيعة الرحم ، وسفك الدماء ، وأكل الأموال
 فعن عبد اله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا ..))[5]

- و قال عليه الصلاة والسلام : اتقوا الشح ، فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم . [6]


-  وقال محمد بن المنكدر - رحمه الله تعالى -: كان يُقال: إذا أراد الله بقوم شرًّا أمَّرَ عليهم شرارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي بخلائهم.
أكبر المتضررين من البخل والشح هو البخيل نفسه :
الشحيح يعيش الفقر وإن كان من أغنى الناس

وقد يصل البخل بصاحبه إلى أن يبخل على نفسه، بحيث يمرض فلا يتداوى، وفي المقابل فأرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه.

  - قال تعالى : ( هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )
إذ يبخل حتى على نفسه ، وهو يجمع لغيره ، وهذا واقع مشاهد في حياة الناس ..
-  مما يروى في هذا (أن الحسن البصري - رحمه الله - دخل على عبد الله بن الأهتم يعوده في مرضه ، فرآه ينظر إلى صندوق في بيته ، ثم قال : يا أبا سعيد ، ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق لم أؤد منها زكاةً ، ولم أصِلْ منها رحمـًا ؟ قال الحسن : ثكلتك أمك ، ولم كَنْتَ تجمعها ؟ قال : لروعة الزمان ، وجَفوة السلطان ، ومكاثرة العشيرة . ثم مات ، فلما فرغوا من دفنه قال الحسن - رحمه الله - : انظروا إلى هذا المسكين ، أتاه شيطانه فخدره روعة زمانه ، وجفوة سلطانه ، ومكاثرة عشيرته ، عما رزقه الله إياه وغمره فيه .
انظروا كيف خرج منها مسلوبـًا محرومـًا ، ثم التفت إلى الوارث فقال : أيها الوارث ، لا تُخدعن كما خُدع صويحبك بالأمس ، أتاك هذا المال حلالاً فلا يكونن عليك وبالاً ،أتاك عفوًا صفوًا ممن كان له جموعـًا منوعـًا ، من باطل جمعه ، ومن حق منعه . إن يوم القيامة يوم ذو حسرات ، وإن من أعظم الحسرات غدًا أن ترى مالك في ميزان غيرك فيا لها عثرة ، لا تُقال ، وتوبة لا تُنال .

·        وقال محمود الورَّاق - رحمه الله تعالى - :
تمتع بمالك قبل الممـاتِ     وإلا فلا مـال إن أنت مُتَّا
شَقِيتَ به ثـم خَلَّفْتَـهُ         لِغيرك بُعدًا وسُحـقًا ومقْتا
فجاد عليك بِزُورِ البُـكَا      وَجُدْتَ له بالذي قـد جمعتا
وأعطيتَه كُلَّ ما في يديك      فخلاّك رهنـًا بما قد كسبتا

-  قال ابن قدامة المقدسي- رحمه الله تعالى-: اعلم أن السخاء والبخل درجات: فأرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه وأشد درجات البخل: أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة إليه، فكم من بخيل يمسك المال ويمرض فلا يتداوى، ويشتهي الشهوة فيمنعه منها البخل، فكم بين من بخل على نفسه مع الحاجة، وبين من يؤثر على نفسه مع الحاجة.
البخيل منبوذ مبغوض بين الناس :

  -  قال الأصمعي أن كسرى قال: أي شيء أضر؟ فأجمعوا على الفقر. فقال كسرى: البخل أضر منه لأن الفقير يجد الفرجة فيتسع.


 -  قال الامام الشافعي:

ولا ترج السماحة من بخيل     فما في النار للظمآن ماء.

-  دعا أحدهم رجلاً إلى الطعام وأخَّرَه إلى المساء فقال:

يا ذاهباً في داره جائياً     بغير معنى وبلا فائدة
قد جنَّ أضيافك من جوعهم    فأقرأ عليهم سورة المائدة.

-  نزل ضيف على بخيل فأخلى البخيل له المنزل ثم هرب مخافة أن يلزمه بشيء في هذه الليلة، فخرج الضيف واشترى ما احتاج إليه ثم رجع وكتب إليه:
يا أيها الخارج من بيتهِ    وهارباً من شدةِ الخوفِ
         ضيفك قد جاء بزادٍ له   فأرجع وكن ضيفاً على الضيفِ.

من الطرائف أن بخيل يتناول طعام الغداء مع زوجته فقال لها: لولا هذا الازدحام لكان الأكل أطيب، قالت وأي ازدحام أنا وأنت فقط، قال لها لو كنت أنا والأكل فقط لكان أطيب.

- قال بشر بن الحارث الحافي- رحمه الله تعالى-: «لا تزوج البخيل ولا تعامله، ما أقبح القاريء أن يكون بخيلا» )

من أسباب الشح والبخل :
1 - حب الدنيا مع توهم الفقر.
2 - إهمال النفس من المجاهدة.
3 - الاستعلاء والتكبر في الأرض بغير الحق.
4 - عدم اليقين بما عند الله -تعالى-.
5 - الغفلة عن العواقب المترتبة على الشح والبخل.
6 - الوسط الذي يعيش فيه المسلم:
فقد يعيش المسلم في وسط معروف بالشح، ونعني بالوسط هنا - القريب وهو البيت، والبعيد وهو المجتمع- فتنتقل عدواه إليه، فيبخل بكل بر أو معروف: مالاً أو غيره، في يده أو في يد غيره.

البخل عند بعض القبائل :

 -  يقول الجاحظ في كتابه البخلاء: كنت عند شخص من أهل مرو وهي في خراسان، وصبي له صغير يلعب بين يديه، فقلت له، أطعمني من خبزكم، قال لا تريده هو مر، فقلت: فأسقني من مائكم، قال: لا تريده هو مالح، قلت: هات لي من كذا وكذا، قال: لا تريده، هو كذا وكذا، إلى أن أعددت أصنافاً كثيرة، كل ذلك يمنعني ويبغّضه إليَّ، فضحك أبوه، وقال: ما ذنبنا، هذا من علمه ما تسمع.

   -  وقال الجاحظ في رواية أخرى: ومن أعاجيب أهل مرو ما سمعناه على وجه الدهر.
وذلك أن رجلاً من أهل مرو كان لا يزال يحج ويتاجر وينزل على رجل من أهل العراق فيكرمه ويكفيه مؤونته، ثم كان كثيراً ما يقول لذلك العراقي ليت أني قد رأيتك بمرو، حتى أكافئك لقديم إحسانك وما تجدد لي من البر في كل ما قدمته لي، فأما هاهنا فقد أغناك الله عني. عرَضَت لذلك العراقي بعد دهر حاجة في تلك الناحية، فكان مما هون عليه مكابدة السفر ووحشة الاغتراب مكان صديقه هناك. فلما قدم مضى نحوه في ثياب سفره وعمامته وقلنسوته وكسائه ليحط رحله عنده.
كما يصنع الرجل بثقته وموضع أنسه، فلما وجده قاعداً مع أصحابه، اكب عليه وعانقه؛ فلم يره اهتم ولا سأل به سؤال من رآه قط. قال العراقي في نفسه: لعل إنكاره إياي لمكان القناع فرمى قناعه، وابتدأ مساءلته، فكان له أن انكر. فقال: لعله أن يكون إنما أتى من قِبل العمامة فنزعها ثم انتسب وجدد مساءلته، فوجده أشد ما كان إنكاراً. قال: فلعله إنما أتى من قبل القلنسوة، عندها علم المروزي أنه لم يبق شيء يتعلق به المتغافل والمتجاهل فقال له: والله لو خلعت جميع ملابسك وخرجت من جلدك لم أعرفك.
عالمنا اليوم مطبوع بالشح والبخل وقلة البركة :
 فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتقارب الزمان، وينقص العمل ويُلقى الشُّحُّ، ويكثر الهرجُ" قالوا: وما الهرجُ؟ قال: "القتلُ القتلُ" [رواه البخاري ومسلم].
 -  قال عليّ رضي الله عنه: إنه سيأتي على النّاس زمانٌ عَضوض، يَعَضُّ الموسرُ على ما في يده ولم يُؤْمر بذلك. قال الله تعالى: {ولا تَنْسَوُا الفَضْلَ بيْنَكُم} [البقرة:237].
قصة في البخل عند الأوروبيين :
وأخيرًا.. أذكر صديقا أمريكيا دعوته للغداء في منزلي، خلال دراستي هناك، وجهزت له ولزوجته ما لذ وطاب من الأكلات السعودية، وأكل حتى كاد ينفجر.. هذا الصديق دعاني لاحقًا إلي بيته فذهبت مع زوجتي وابنتاي الصغيرتان فلما فتح الباب ورأيت المفاجأة على وجهه عندما رآهما، اعتذرت له بأننا لم نجد مربية (بيبي ستر) تجلس معهما فاضطررنا لإحضارهما.. وبأنهما قد تعشّيا. وقد كان العشاء، الذي قال أنه مفاجأة سارة لنا، هو مشاركته في شواء قطعة لحم (استيك) صغيرة، وبطاطس بوريه (مسحوقة)، وبعض السلطة. وقد انتهى العشاء وانصرفنا لنتعشى في مطعم مع البنتين اللتين لم يتناولا ولا حتى قطعة حلوى صغيرة. وأعتقد أن الأمر كان عاديًا بالنسبة لصاحبنا الأمريكي.. لكنه كان مفاجئًا لنا، خاصة بعد أن تناول وجبة كلّفتنا مصروف الشهر كله. وإذا اعتبرناه كرما.. فربما كان يعتبر ما فعلناه معه سفها وغفلة.. وإسرافا.
·        الأولاد من أسباب البخل

  -  فقد جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه ، وقال : (إن الولد مبخلة مجبنة . ) رواه الإمام أحمد وابن ماجه. أي لأجلهما يبخل ، وعليهما يحزن .

·        ربما ينشا البخل عن الفقر وقصر ذات اليد
قد لا يكون مظهرا للجشع والانانية وحب الذات , ربما ينشا البخل عن الفقر وقصر ذات اليد , الكثير من الاسر والعوائل لدينا تخفى عدم القدرة المادية والمالية , وتاتى مواسم الزيارات والاعياد لتكشف الكثير من المستور , احدهم لم يرى اخوة منذ سنوات واستغل فرصة اجتماع الاسرة والاخوة لرؤية ومقابلة اخوة الشقيق وابنائة وقد اجتمعالشمل فى احدى الاستراحات وفوجىء بان وجبة واكلة الاسماك لا تكفى لزيادة فردين عن العدد المرسوم حتى لو كان الزائر هو الاخ الشقيق ,التفسير لهذا الوضع المحرج هو الا نغتر بدعوات الزيارة والغداء والعشاء لان الامر قد يحمل الحرج للاقارب لضيق الحال وقلة المال , ولعل من يمتنع عن استقبال اقاربة حتى فى ايام الاعياد ربما كان لانة لا مورد مالى لة من 9 شهور , وعندما يتحرج من استقبال ابناء الاخوة فلان لا يستطيع الوفاء بالعيدية والعادات الاجتماعية التى يتطلب الوفاء بها سعة ذات اليد , وبالمقابل يجب الا يتوقع من وقع فى ضائقة مالية انة سيكون محط الانظار والاهتمام لانة عاجز عن مجاراة الاخرين اسلوب حياتهم ونعيمهم وليت الامر يكون بعكس ما ورد للوقوف بجانب من دارت بة الايام وحاصرتة الهموم والاحزان
إذا البخل صفة منبوذة تجلب العار للإنسان، كما يجلب العار للكتاب الذي يتناول قصص البخلاء أيضا، لكننا لاحظنا الجاحظ المعتزلي الذي يمتلك عقل باحث عالم يتناول مفهوم البخل برؤية علمية، فيرفض التعميم أي إطلاق صفة البخل على أي إنسان دون النظر إلى ظروفه المعيشية، فـ"أهل المازح (قرية قرب الرقة) لا يعرفون بالبخل، ولكنهم أسوأ الناس حالا فتقديرهم على قدر عيشهم، وإنما نحكي عن البخلاء الذين جمعوا بين البخل واليسر، وبين خصيب البلاد وعيش أهل الجدب، أما من يضيق على نفسه لأنه لا يعرف إلا الضيق، فليس سبيله سبيل القوم".
إذا مفهوم البخل لدى الجاحظ مفهوم موضوعي، فهو يخص الأغنياء بالبخل دون الفقراء، ويخص سكان الأراضي الخصبة لا سكان الأراضي المجدبة، لأن الإنسان محكوم بعطاء البيئة التي يعيش فيها أو بخلها، لهذا لا عذر لبخيل يعيش في أرض معطاءة، في حين يجد العذر لإنسان يعيش في بيئة فقيرة.

دواء البخل والشح :
1.     المجاهدة :
-            فقد أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الصدقة أعظم ؟ فقال : أن تصّدّق وأنت صحيح شحيح ، تخشى الفقر وتأمل الغنى ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا ، ألا وقد كان لفلان .

- وقال طلحة بين عبيد الله رضي الله عنه: إنّا لَنَجِدُ بأمْوالنا ما يجدُ البخلاء لكننا نتصبّرُ .

في ( شرح بلوغ المرام للصنعاني )   إن الدنانير مثلاً رسول تنال به الحاجات والشهوات فهو محبوب لذلك ثم صار محبوباً لنفسه، لأن الموصل إلى اللذات لذيذ، فقد ينسى الحاجات والشهوات وتصير الدنانير عنده هي المحبوبة، وهذا غاية الضلال؛ فإنه لا فرق بين الحجر وبين الذهب إلا من حيث إنه تقضى به الحاجات، فهذا سبب حب المال، ويتفرع منه الشح.
وعلاجه بضده، فعلاج الشهوات القناعة باليسير وبالصبر، وعلاج طول الأمل الإكثار من ذكر الموت وذكر موت الأقران والنظر في ذكر طول تعيهم في جمع المال ثم ضياعه بعدهم وعدم نفعه لهم. وقد يشح بالمال شفقة على من بعده من الأولاد، وعلاجه أن يعلم أن الله هو الذي خلقهم فهو يرزقهم وينظر في نفسه فإنه ربما لم يخلف أبوه له فلساً، ثم ينظر ما أعدّ الله عزّ وجلّ لمن ترك الشحّ وبذل من ماله في مرضاة الله، وينظر في الآيات القرآنية الحاثة على الجود المانعة عن البخل، ثم ينظر في عواقب البخل في الدنيا، فإنه لا بدّ لجامع المال من آفات تخرجه على رغم أنفه، فالسخاء خير كله ما لم يخرج إلى حدّ الإسراف المنهي عنه.
 وقد أدّب الله عباده أحسن الآداب فقال: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً} فخيار الأمرو أوسطها وخلاصته أنه إذا وجد العبد المال أنفقه في وجوه المعروف بالتي هي أحسن ويكون بما عند الله أوثق منه بما هو لديه، وإن لم يكن لديه مال لزم القناعة والتكفف وعدم الطمع.

la tacañería

uno de los aspectos más importantes del Islam es la adherencia a altos estándares morales y buenos modales.
La generosidad estaba entre las incontables buenas cualidades del Profeta Muhammad. Él era el más generoso de las personas y solía ser aún más generoso en Ramadán
Cuando el Profeta Muhammad encontraba a una persona tacaña, le aconsejaba ser más generoso y caritativo.
-  Ibn `Abbas dijo que él oyó al Profeta Muhammad decir: “El creyente no es aquel que come cuando su vecino está hambriento”. Otro compañero oyó al Profeta decir: “El creyente es simple y generoso, pero la persona malvada es engañosa e innoble”.
·        La generosidad bendice el dinero que uno posea, dice el
-   Profeta sala Allah alaihi wasalam: “Cada día que amanece descienden dos ángeles sobre los siervos. Y dice uno: ¡Oh Allah, da al generoso una gran recompensa por lo que gasta! Y dice el otro: ¡Oh Allah, arruina al tacaño!”.
    El generoso es querido por su familia, sus vecinos, sus parientes y por el resto de la gente. Por todo ello, el musulmán debería ser generoso.
    El musulmán se educa en la generosidad desde su infancia, sabe que el dinero es de Allah y que el mismo pertenece a Él, confía en Allah y en que su recompensa es grande, no teme nada si gasta su dinero en el bien, su ejemplo a seguir es el Profeta, sala Allah alaihi wasalam y sus compañeros y es generoso durante todo el año y sobre todo en el sagrado mes de Ramadán y en las festividades.
El musulmán no debería ser avaro, es una mala característica. La avaricia es detestable para Allah y odiosa para las personas.
El castigo de la avaricia:
Allah censura la avaricia en Su Libro y nos previene acerca de ella, dice (interpretación del significado): “Que aquellos que retienen con avaricia el favor que Allah les ha concedido no piensen que eso es bueno para ellos, porque por el contrario es un mal. Todo lo que escatimaron lo tendrán alrededor del cuello el Día del Levantamiento, y la herencia de los cielos y la tierra pertenece a Allah,
 y Allah conoce lo más recóndito de vuestras acciones”. (Al Imran, 180).
El mal de la avaricia se vuelve contra el que la practica.
 Dice Allah: “De entre vosotros los hay que resisten pero el que es avaro no lo es sino para sí mismo, Allah es rico y vosotros sois los necesitados” (Muhammad, 38).
El Profeta, sala Allah alaihi wasalam pedía el refugio de Allah frente a la avaricia, y decía: “¡Oh Allah! En verdad me refugio en Ti de la tacañería, me refugio en Ti de la cobardía, me refugio en Ti de llegar a una edad en la que esté decrépito, me refugio en Ti de la fitna de este mundo, y me refugio en Ti del castigo de la tumba” (Bujari).
Y dijo el Profeta, sala Allah alaihi wasalam: “Temed la avaricia, pues ciertamente la avaricia fue la causa de la perdición de los que os precedieron, les llevó a derramar sangre y a hacer permisible para ellos por medio de la fuerza a sus maharim” (Esposas, hijas, madre…).
Dijo un hombre de conocimiento: “El avaro no tiene amigo íntimo”.
 Dijo otro: “El generoso es digno de admiración, y el tacaño es digno de censura”.
Dijo otro: “La comida del generoso es medicina, y la comida del tacaño es enfermedad”.
Es pues obligatorio para el musulmán hacer de la generosidad una cualidad permanente, y es en consecuencia también obligatorio que se aleje de la tacañería y de la avaricia, hasta que por fin obtenga la complacencia de Allah y Su inmenso regalo del Jardín.




[1]  التحليل والتنوير – بن عاشور
[2]  ذكره البغوي في ((تفسيره)) (8/78)، والسيوطي في ((الدر المنثور)) (8/107-108) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه
[3]  صحيح على شرط الشيخين
[4]  (رواه النسائي وصححه الألباني ، وأحمد ، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح) .
[5]  (رواه أبو داود وأحمد وللفظ وصححه الشيخ أحمد شاكر) .
[6] رواه مسلم .

0 comentarios:

Publicar un comentario