lunes, 29 de agosto de 2016

ومن يهن الله فما له من مكرم

0 comentarios
بين الذل والتواضع :
·        الذل مذكور في القرآن لجهتين فقط، للمومنين والوالدين فقط :

    -  قال ابن القيم :  لما كان الذُّل منهم ذلَّ رحمة وعطف وشفقة وإخبات عدَّاه بأداة على تضمينًا لمعاني هذه الأفعال. فإنَّه لم يرد به ذلَّ الهوان الذي صاحبه ذليل. وإنما هو ذلُّ اللين والانقياد الذي صاحبه ذلول، فالمؤمن ذلول) [مدارج السالكين .  

فهو من الذلّ: الّذي هو اللين, لا من الذلّ الّذي هو الهوان.
   -قال ابن عبّاس: "تراهم للمؤمنين كالولد لوالده, وكالعبد لسيّده, وهم في الغلظة على الكافرين كالسبع على فريسته".[1]

  -قال القرطبيّ: أي يرأفون بالمؤمنين ويرحمونهم ويلينون لهم, من قولهم: دابّة ذلول أي تنقاد سهلة, وليس من الذلّ في شيء. ويغلظون على الكافرين ويعادونه  .
أما الذل والضعة :

-  قال ابن عاشور: (الذلة: خضوع في النفس، واستكانة من جراء العجز عن الدفع.
-  وقال العسكري: (الذلة الضعف عن المقاومة)
-  الذُّل: بسبب خارجي عن الإنسان بأن يقهره غيره .         
-  الضعة: إنما هي بفعل المرء بنفسه، وقد يسمَّى ذليلًا؛ لأنه يستحق الذُّل.

-  تقول العرب : كان ان جملًا فاستنوقظ، أي صار ناقة.

- وتقول في الأمثال: ذُلٌّ؛ لو أجد ناصرًا: أصله أن الحارث بن أبي شمر الغساني، سأل أنس بن أبي الحجير عن بعض الأمر، فأخبره؛ فلطمه الحارث، فقال أنس: ذل لو أجد ناصرًا. فلطمه ثانية، فقال: لو نهيت الأولى لم تلطم الثانية  .

  - عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول : ((اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أَظْلِم أو أُظْلَم)) [صححه الألبانى فى صحيح سنن أبى داود] .
   * قال الطِّيبي : -  قوله -  والذلة أي من أن أكون ذليلًا في أعين الناس؛ بحيث يستخفونه ويحقرون شأنه، والأظهر أن المراد بها الذلة الحاصلة من المعصية، أو التذلل للأغنياء على وجه المسكنة، والمراد بهذه الأدعية تعليم الأمة) [عون المعبود ،للعظيم آبادى ...
الأصل في الإنسان أنه كريم عند الله، عزيز عليه ، ولا ينبغي إذلاله ولا إهانته
بعض مظاهر تكريم الإنسان :

  -  خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وحباه بالتكريم «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى‏ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً» الإسراء 70.
   - وعندما خلق الله سبحانه وتعالى آدم أمر الملائكة أن تسجد له «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوْا لآِدَمَ» البقرة 34.
  - وقد جعل الله الإنسان بمثابة خليفة له على الأرض «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة» البقرة 30.
  - وقد منح الله سبحانه الإنسان العديد من المواهب فوهبه العقل الذي يميز به بين الصحيح والخطأ والمفيد والضار، والخير والشر.
   - وقد أعطى للإنسان حرية الاختيار في الكثير من الأشياء فالإنسان قادر على اختيار ما يريد اتباعه أو ما يريد القيام به، ولهذا صار مسؤولاً ومحاسباً «وَقُلِ الْحَقُّ  مِن رَبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُوْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكُفُرْ» الكهف 29.
   ووهبه القدرة على التعلم والرغبة في التعلم والتعليم «الرَّحْمنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ» الرحمن1ـ 4،  «اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» العلق3ـ 5 .
وزوّده بقوة الإرادة ليحقق وينفذ ما يختاره: «قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا» الشمس: 9 ـ10.
كل ذلك كان مظاهر تكريم الله للإنسان، واحترامه له وتفضيله على كل المخلوقات التي تشاركه العيش على سطح هذه الأرض ولكي تصان هذه الكرامة وتحفظ هذه المنزلة، 

فقد شرع الله سبحانه للإنسان العديد من التشريعات نذكر منها:

1ـ أمره بالعدل ومنعه عن الظلم، لقد أمر الله الإنسان أن يكون عادلاً مع نفسه، مع الآخرين من بني جنسه (أي البشر) ومع باقي المخلوقات التي تشاركه العيش، فالظلم في نظر الإسلام انتهاكات لكرامة الإنسان فالظالم يفقد إنسانيته بالظلم، والمظلوم يفقد كرامته بالتعرض للظلم.
2ـ نهاه عن إيذاء نفسه أو تعريضها للخطر بدون سبب مشروع فكل الأعمال التي تضر ضرراً بالغاً بصورة كلية أو جزئية جسم الإنسان أو روحه أو عقله بصورة مباشرة أو غير مباشرة هي أعمال ممنوعة ومحرّمة، فقطع الأعضاء، أو الانتحار، أو التشويه، أو تناول المخدرات، والقيام بأي عمل يضعف عقل الإنسان أو يوقعه في الأمراض النفسية، كلها ممنوعة ومحرمة، كما أن عمليات الإضرار بالبيئة بما يؤثر على وجود الإنسان على سطح الأرض، أو هدر الثروات أو الإسراف في استخدامها بدون ضرورة كل ذلك مما لا يرضاه الله وتمنع عنه شريعته «وَإِذَا تَوَلَّى‏ سَعَى‏ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ» البقرة 205.
3ـ لقد بين سبحانه وتعالى بما لا يقبل الشك والتأويل على وحدة الجنس البشري، مؤكداً على أن البشر كلهم أخوة ونظراء في الخلق، وكلهم لأب واحد ولأم واحدة يتساوون في الحقوق والواجبات العامة، لا فرق بينهم في اللون أو الدم، أو الذكورة والأنوثة، وإنهم خلقوا ليتقاربوا وليتعارفوا ويتعاونوا على الخير ولما فيه مصلحة الإنسان «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى‏ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ » الحجرات 13.
4ـ محاربة الجهل، فقد مدح سبحانه وتعالى العلم والعلماء، وحث على طلب العلم، ورفع منزلة أهله، كما حث سبحانه وتعالى الإنسان على التفكير واستخدام العقل، لأن الإنسان إذا لم يستخدم عقله، ولم يكتسب المعرفة، يكون قد أضرّ بكرامته الإنسانية، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بطلب الحكمة فقال: «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً» البقرة 269.
5ـ منع الإنسان من التقليد الأعمى، والسير على أي طريق وهو مغمض العينين، فالمطلوب من الإنسان أن ينتخب وعن وعي كامل طريقه، وإن يخضع الأفكار والعادات والتقاليد الاجتماعية للتقويم المنطقي، وبما يتفق مع العقل والشرع، لأن التقليد الأعمى والإنسان وراء كل صيحة ونداء، تخِل بكرامة الإنسان «وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ الْسَّمْعَ وَالْبَصَرَ كُلُّ أُوْلئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً» الإسراء  36.
6ـ كما منح الإنسان الحرية الشخصية، فالبشر يولدون أحراراً، ومنحه حرية التعبير وغيرها من أنواع الحريات كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً».
فلم يسمح للإنسان بأن يتنازل عن حريته مهما كانت الأسباب، ولا أن يصادر حريات الآخرين.
7ـ رسم للإنسان طريق الفضيلة وأمره بها وحثه عليها ومنعه من الرذيلة، لأن في الفضيلة صيانة لكرامة الإنسان، بينما في الرذيلة هدرها وضياعها.
8 ـ حثه على تأمين كل ما يحفظ كرامته من صيانة للنظافة والهندام الحسن والمظهر الجيد، ورائحة الطيب المنبعثة منه والتصرف اللائق في قوله وفعله، كل ذلك إعزازاً له وإكراماً لإنسانيته.
وما على الإنسان بعد كل ذلك إلا أن يعرف قدر نفسه والمنزلة التي وضعه الله سبحانه وتعالى فيها، فيعمل جاهداً على حفظ كرامته وصيانة عزته ليسعد في الدنيا والآخرة.
9-  منع الإنسان من تعريض نفسه لمظاهر الإذلال والهوان والاحتقار :
-       من ذل السؤال والتضعضع للأغنياء...
واقع الإنسان اليوم بين الذل والاستعباد وخدمة الأسياد[2]
    كتبت هذا المقال بعد أن سمعت قبل أيام (في محطة الCNN) عن ظهور قائمة جديدة للدول الأكثر استعباداً للبشر..
لم يصدق من حولي بوجود هذه الظاهرة حتى الآن؛ ولكن الحقيقة هي أنها ليست فقط موجودة (بشكلها القديم) بل وتملك وجوهاً وأقنعة كثيرة ترفع ضحاياها إلى الملايين..
فالعمل القسري، وحجز الأجور، واستغلال الفقراء، وتشغيل الأطفال، والمتاجرة بالنساء، وشراء القاصرات من العائلات الفقيرة.. جميعها أشكال جديدة من الاستعباد والعبودية المقنعة..
   في الماضي كان الإنسان يُستعبد عن طريق الوراثة أو الأسر أو السبي، ولكن الوضع هذه الأيام يتخذ أشكالاً عديدة قد تختلف من دولة لأخرى (ولكنها تشترك في النهاية في استغلال إنسان ضعيف ومغلوب على أمره)..
 - ففي موريتانيا مثلا ماتزال العبودية موجودة بشكلها التقليدي والوراثي، ولكنها في روسيا ومولدوفيا تتخذ شكل الاستغلال الجنسي لنساء مهاجرات أو مغلوبات على أمرهن..
 أما العبودية في تايلند والفيليبين فتعتمد على بيع القاصرات على تجار الجنس أو إجبار الفتاة على العمل لهذا الغرض في المدن الكبرى.. أما في الباكستان فتتخذ العبودية شكلاً يتم فيه استغلال الأطفال للعمل دون أجر لتسديد ديون عائلاتهم.. أما في الهند فما تزال طبقة المنبوذين تعاني من الاحتقار وهضم الحقوق - ويتم استغلالها أحيانا مقابل الطعام أو العيش في الحقل أو احتجاز أحد أفراد العائلة !!
  -  وحسب تقرير العبودية الجديد(الذي بدأت به المقال وصدر من جمعية ووك فري الحقوقية في أستراليا) يعيش أكثر من 30 مليون إنسان في عبودية حقيقية أو مقنعة.. ونصف هؤلاء يوجدون في الهند حيث يوجد 13,9 مليون إنسان يعيشون كعبيد بسبب طبقتهم الاجتماعية أو ظروفهم الاقتصادية - أو ببساطة كونهم مجرد أطفال أيتام أو نساء أرامل.. وبعد الهند تأتي الصين (2,9 مليون) ثم باكستان (2,1 مليون) ثم نيجيريا (701 ألف) ثم أثيوبيا وروسيا وتايلند والكونغو وبورما وبنغلاديش..
 -  أما من حيث نسبة العبيد الى عدد الشعب؛ فتأتي موريتانيا في المركز الأول (بنسبة 4%) ثم هاييتي (بنسبة 2%) ثم باكستان (1,2%) ثم الهند (1,1%) ثم نيبال فملدوفيا فبينين فساحل العاج فغامبيا فالغابون..
والغريب فعلاً أن أكبر عدد من الدول المستعبدة للبشر تأتي من أفريقيا (المُصدر الأكبر للعبيد في القرون الماضية) في حين لا تلاحظ هذه الظاهرة في دول مثل كندا واليابان وأستراليا والبلدان الإسكندنافية!!
..   أما حسب مصادر الأمم المتحدة فيتم الإتجار سنوياً ب120 ألف فتاة في أوربا وأمريكا لأغراض الجنس يتم استقدامهن بوعود عمل مخادعة من أوربا الشرقية وجنوب آسيا والمغرب العربي(ويرتفع العدد على مستوى العالم إلى 800 ألف فتاة يتم تداولهن سنوياً ضمن مايعرف بتجارة الرقيق الأبيض)..
-  أما في الهند فيوجد 44 مليون طفل يعملون بنظام السخرة وتسديد ديون العائلة - وهذا النظام شائع أيضاً في باكستان وبنغلاديش وأفغانستان حين تربط أقدام الأطفال بالسلاسل خشية هربهم.. وفي جنوب شرق آسيا يوجد أكثر من مليوني طفل يتم الإتجار بهم لأغراض الجنس والدعارة - تتجاهلهم الحكومات المعنية خشية التأثير على تدفق السياحة الجنسية.. وفي دول عربية كثيرة يتم استقطاب العمال بأوراق رسمية أو النساء لأغراض الخدمة المنزلية فينتهي بهن الأمر في ظروف احتجاز سيئة أو استغلال جنسي صامت (!!)
قد تكون العبودية انتهت بشكلها التقليدي عام 1948(حين أعلنت الأمم المتحدة حظر تجارة الرقيق ومعاقبة أي دولة تجيزها أو تمارسها) ولكن ظاهرة الاستعباد ذاتها لن تنهي دون وعي ثقافي ورفض اجتماعي وجود أنظمة عمل عادلة وشفافة تسري على الجميع!!
الأمة الإسلامية وأبناؤها أكثر الشعوب حظا من هذا الذل والمهانة

   من ذا الذي يجرؤ على القول بأن الألوف من العجزة المتسولين، الباحثين عن الفتات من صناديق القمامة، العراة الجسد، الحفاة القدم، المعفري الوجوه، الزائغي النظرات .. ناس لهم كرامة الانسان وحقوق الانسان؟ وهم لا يجدون ما تجده كلاب السادة في بيوت السراة!
وأن تتبّع عورات الناس وتكميم أفواههم وكبت حُرّياتهم ومراقبة كل تصرّفاتهم .. تؤدِّي إلى إفساد الناس .. مِن حيث أراد الحاكم الاحتياط والإصلاح !
-  قال معاوية رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنك إن اتّبعت عورات الناس أفْسَدتهم ، أو كِدْت أن تُفْسِدهم . فقال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَعَه الله تعالى بها . رواه أبو داود بإسناد صحيح .

أسباب ذل الأمة وهوانها :

العبودية لغير الله مذلة :
  -  قال عمر :   (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ).
والذُّل لله عنوان العز والشرف والنصر في الدنيا والآخرة .

- قال عمر بن عبد العزيز : (لا يتقي الله عبد حتى يجد طعم الذل) [روضة العقلاء،لابن حبان البستى] .

- وقال الذهبي : (من خصائص الإلهية العبودية التي قامت على ساقين لا قوام لها بدونهما : غاية الحب مع غاية الذُّل هذا  تمام العبودية، وتفاوت منازل الخلق فيها بحسب تفاوتهم في هذين الأصلين، فمن أعطى حبه وذله وخضوعه لغير الله فقد شبهه في خالص حقه) [العرش] .

-  قال ابن القيم – رحمه الله - : فإن تمام العبودية هو : بتكميل مقام الذل والانقياد ، وأكمل الخلق عبودية : أكملهم ذلاًّ لله ، وانقياداً ، وطاعة ، والعبد ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل ، فهو ذليل لعزِّه ، وذليل لقهره ، وذليل لربوبيته فيه وتصرفه ، وذليل لإحسانه إليه ، وإنعامه عليه ؛ فإن مَن أحسن إليك : فقد استعبدك ، وصار قلبُك معبَّداً له ، وذليلاً ، تعبَّدَ له لحاجته إليه على مدى الأنفاس ، في جلب كل ما ينفعه ، ودفع كل ما يضره . مفتاح دار السعادة " ( 1 / 289 ) .

-  قال ابن القيم رحمه الله : سئل محمد بن عبد الله الفرغاني عن الافتقار إلى الله سبحانه ، والاستغناء به ، فقال : " إذا صح الافتقار إلى الله تعالى : صحَّ الاستغناء به ، وإذا صح الاستغناء به : صحَّ الافتقار إليه ، فلا يقال أيهما أكمل : لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر " .

سبب ذل الإنسان اليوم هو ابتعاده عن العبودية الحقة إلى عبدودية الآلهة المزيفة :

-  قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ " [الأعراف: 152] .

  * وقال الشاطبي : (كلُّ من ابتدع في دين الله، فهو ذليل حقير بسبب بدعته، وإن ظهر لبادي الرأي عزُّه وجبروته، فهم في أنفسهم أذلاء، وأيضًا فإنَّ الذلة الحاضرة بين أيدينا موجودة في غالب الأحوال، ألا ترى أحوال المبتدعة في زمان التابعين، وفيما بعد ذلك ؟ حتى تلبسوا بالسلاطين، ولاذوا بأهل الدنيا، ومن لم يقدر على ذلك، استخفى ببدعته، وهرب بها عن مخالطة الجمهور، وعمل بأعمالها على التقية) [الاعتصام] .

-  قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ " [المجادلة: 20.
  * قال ابن كثير : (يقول تعالى مخبرًا عن الكفار المعاندين المحادين لله ورسوله يعني : الذين هم في حدٍّ والشرع في حدٍّ، أي : مجانبون للحق مشاقون له، هم في ناحية والهدى في ناحية " أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ " أي : في الأشقياء المبعدين المطرودين عن الصواب، الأذلين في الدنيا والآخرة) [تفسير القرآن العظيم]
 .
من لم يكن لله عبدا كان لغير عبدا وعبد الله عزيز وعبد غيره ذليل :

بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة، لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة، رخيصة، مفزعة، قلقة، تخاف من ظلها، وتَفْرَقُ من صداها، « يحسبون كل صيحة عليهم » ، « ولتجدنهم أحرص الناس على حياة 

هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة، إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة، يؤدونها من نفوسهم، ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيراً ما يؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون.

وإنهم ليحسبون أنهم ينالون في مقابل الكرامة التي يبذلونها قربى ذوي الجاه والسلطان حين يؤدون إليهم ضريبة الذل وهم صاغرون، ولكن كم من تجربة انكشفت عن نبذ الأذلاء نبذ النواة، بأيدي سادتهم الذين عبدوهم من دون الله، كم من رجل باع رجولته، ومرغ خديه في الثرى تحت أقدام السادة، وخنع، وخضع، وضحى بكل مقومات الحياة الإنسانية، وبكل المقدسات التي عرفتها البشرية، وبكل الأمانات التي ناطها الله به، أو ناطها الناس … ثم في النهاية إذا هو رخيص رخيص، هَيِّنٌ هَيِّن، حتى على السادة الذين استخدموه كالكلب الذليل، السادة الذين لهث في إثرهم، ووَصْوَصَ بذنبه لهم، ومرغ نفسه في الوحل ليحوز منهم الرضاء !

كم من رجل كان يملك أن يكون شريفاً، وأن يكون كريماً، وأن يصون أمانة الله بين يديه، ويحافظ على كرامة الحق، وكرامة الإنسانية، وكان في موقفه هذا مرهوب الجانب، لا يملك له أحد شيئاً، حتى الذين لا يريدون له أن يرعى الأمانة، وأن يحرس الحق، وأن يستعز بالكرامة، فلما أن خان الأمانة التي بين يديه، وضعف عن تكاليف الكرامة، وتجرد من عزة الحق، هان على الذين كانوا يهابونه، وذل عند من كانوا يرهبون الحق الذي هو حارسه، ورخص عند من كانوا يحاولون شراءه، رخص حتى أعرضوا عن شرائه، ثم نُبِذَ كما تُنْبَذُ الجيفة، وركلته الأقدام، أقدام الذين كانوا يَعِدُونه ويمنونه يوم كان له من الحق جاه، ومن الكرامة هيبة، ومن الأمانة ملاذ.

كثير هم الذين يَهْوُونَ من القمة إلى السَّفْح، لا يرحمهم أحد، ولا يترحم عليهم أحد، ولا يسير في جنازتهم أحد، حتى السادة الذين في سبيلهم هَوَوْا من قمة الكرامة إلى سفوح الذل، ومن عزة الحق إلى مَهَاوي الضلال، ومع تكاثر العظات والتجارب فإننا ما نزال نشهد في كل يوم ضحية، ضحية تؤدي ضريبة الذل كاملة، ضحية تخون الله والناس، وتضحي بالأمانة وبالكرامة، ضحية تلهث في إثر السادة، وتلهث في إثر المطمع والمطمح، وتلهث وراء الوعود والسراب ….. ثم تَهْوِي وتَنْزَوِي هنالك في السفح خَانِعَةً مَهِينَة، ينظر إليها الناس في شماتة، وينظر إليها السادة في احتقار.

لقد شاهدتُ في عمري المحدود – ومازلت أشاهد – عشرات من الرجال الكبار يحنون الرؤوس لغير الواحد القهار، ويتقدمون خاشعين، يحملون ضرائب الذل، تثقل كواهلهم، وتحني هاماتهم، وتلوي أعناقهم، وتُنَكِّس رؤوسهم …. ثم يُطْرَدُون كالكلاب، بعد أن يضعوا أحمالهم، ويسلموا بضاعتهم، ويتجردوا من الحُسنَيَيْن في الدنيا والآخرة، ويَمضون بعد ذلك في قافلة الرقيق، لا يَحُسُّ بهم أحد حتى الجلاد.

لقد شاهدتهم وفي وسعهم أن يكونوا أحراراً، ولكنهم يختارون العبودية، وفي طاقتهم أن يكونوا أقوياء، ولكنهم يختارون التخاذل، وفي إمكانهم أن يكونوا مرهوبي الجانب، ولكنهم يختارون الجبن والمهانة …. شاهدتهم يهربون من العزة كي لا تكلفهم درهماً، وهم يؤدون للذل ديناراً أو قنطاراً

الأمثلة المتكررة التي تشهد بأن ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة، وأن تكاليف الحرية أقل من تكاليف العبودية، وأن الذين يستعدون للموت توهب لهم الحياة، وأن الذين لا يخشون الفقر يرزقون الكفاية، وأن الذين لا يَرْهَبُون الجاه والسلطان يَرْهَبُهم الجاه والسلطان.

ولدينا أمثلة كثيرة وقريبة على الأذلاء الذين باعوا الضمائر، وخانوا الأمانات، وخذلوا الحق، وتمرغوا في التراب ثم ذهبوا غير مأسوف عليهم من أحد، ملعونين من الله، ملعونين من الناس، وأمثلة كذلك ولو أنها قليلة على الذين يأبون أن يذلوا، ويأبون أن يخونوا، ويأبون أن يبيعوا رجولتهم، وقد عاش من عاش منهم كريماً، ومات من مات منهم كريما[3]
ولا يكون العز إلا بالله تعالى :
-  وقال الحكيم: (من اعتزَّ بمخلوق ذلَّ)  (3) . 
قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء


  -  قال المفسرون: من شأنه أن يحيى ويميت، يغني فقيرا ، ويجبر كسيرا ، ويعز قومًا، ويذل قومًا، ويشفي مريضًا، ويفك عانيًا ويفرج مكروبًا، ويجيب داعيًا، ويعطي سائلا ويغفر ذنبًا إلى ما لا يحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه ما يشاء .

-  قالت هند بنت الملك النُّعمان ابن المنذر: لقد رأيتُنا ونحن مِن أعزِّ الناس وأشدِّهم مُلكاً ، ثم لم تَغِبِ الشمسُ حتى رأيتُنا ونحن أقلُّ الناس ، وأنه حقٌ على الله ألا يملأ داراً خَيْرة إلا ملأها عَبرة .

 -  وسألها رجلٌ أن تُحَدِّثه عن أمرها ، فقالت : أصبحنا ذا صباح ، وما فى العرب أحدٌ إلا يرجونا ، ثم أمسينا وما فى العرب أحد إلا يرحمُنا . وبكت أختها حُرقَةُ بنت النُّعمان يوماً ، وهى فى عِزِّها ، فقيل لها : ما يُبكيكِ ، لعل أحداً آذاك ؟
قالت : لا ، ولكن رأيتُ غَضارة فى أهلى ، وقلَّما امتلأت دارٌ سروراً إلا امتلأت حُزناً .

 -  قال إسحاق بنُ طلحة : دخلتُ عليها يوماً ، فقلتُ لها : كيف رأيتِ عبراتِ الملوك ؟
فقالت : ما نحنُ فيه اليومَ خيرٌ مما كنا فيه الأمس ، إنَّا نجِدُ فى الكتب أنه ليس مِن أهل بيت يعيشون فى خيْرة إلا سيُعقَبون بعدها عَبرة ، وأنَّ الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بَطَن لهم بيوم يكرهونه ، ثم قالت :
فَأُفٍّ لِدُنْيَا لاَ يَدُومُ نَعِيمُهَا *** تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ

-  المعتمد بن عباد ملك أشبيلية - قبض عليه وعلى ولده وأخذت أمواله وأودع السجن، وسبيت زوجاته وبناته ثم أخرج من ولايته مهاناً ذليلاً، ويقضي حياته في "أغمات في بلاد المغرب" أسيراً حسيراً كسيراً، وأصبحن بناته المترفات اللائي كن يخلط لهن التراب بالمسك ليمشين عليه؛ حسيرات يغزلن للناس الصوف ما عندهن ما يسترن به سوآتهن، ويأتين أباهن يوم العيد في السجن يزرنه، فيتأوه ويبكي وينشد وكان شاعراً:

فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً*** فساءك العيد في أغمات مأسوراً
ترى بناتك في الأطمار جائعة*** يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة *** أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية *** كأنها لم تطأ مسكا وكافورا
من بات بعدك في ملك يسر به *** فإنما بات بالأحلام مغرورا


·        واعتزت أُمَم بِقُوّتَها فأذَلَّها الله ، وأتَى الله بُنْيَانهن مِن القواعد فَخَرَّ عليهم السقف ..

قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) ..

وتلك مصارِع الأُمم شاهدة على أن مَن يُغالِب اله يُغلَب ، وأن مَن اعتَزّ بغير الله ذلّ ...

  -  وانظر فعل الله تعالى بقوم : عاد وثمود وفرعون وقريش حيث (قالو نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين )
جعل الله عزة الانسان بروحه وإيمانه ومبادئه وليس بالحيثيات والاشياء :
- في المثل : لا تجعل ثيابك أغلى شيءٍ فيك حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص ممّا ترتدي
جعل الله طاعته عنوان العزة ومعصيته طريق الهوان والذل
-   وكان أحمد يدعو: (اللهم أعزَّنا بالطاعة، ولا تذلَّنا بالمعصية

-  وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}!وإنْ عَظّمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم، أو خوفاً من شرهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه...

-  روى الإمام أحمد في " الزهد " من طريق عن جبير بن نفير قال : لَمَّا فُتحت قبرص وفُرِّق بين أهلها ، فبكى بعضهم إلى بعض ، رأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي فقلت : يا أبا الدرداء ما يُبكيك في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله ؟ قال : ويحك يا جبير ! ما أهون الخلق على الله إذا هُم تركوا أمره ، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمْر الله عز وجل فصاروا إلى ما ترى .

-  وقال جعفر بن محمد : مَن أخْرَجَه الله مِن ذُلّ الْمَعْصِية إلى عِزّ التَّقْوى أغْنَاه الله بِلا مَال ، وأعَزّه بلا عَشِيرَة ، وآنَسَه بلا أنِيس .

-  وقال يحيى بن أبي كَثير : كَان يُقَال : مَا أكْرَم العِبَاد أنْفُسَهم بِمِثْل طَاعَة الله ، ولا أهَانَ العِبَاد أنْفُسَهم بِمِثْل مَعْصِيَة الله .

  إلى أن قال: وهو يتحدث عن بعض عقوبات المعاصي: "إن العاصي يرفع الله عز وجل مهابته من قلوب الخلق، ويهون عليهم، ويستخفون به، كما هان عليه أمر الله، واستخف به، فعلى قدر محبة العبد لله يحبه الناس، وعلى قدر خوفه من الله يخافه الناس، وعلى قدر تعظيمه الله وحرماته يعظم الناس حرماته! وكيف ينتهك عبدٌ حرمات الله ويطمع أن لا ينهك الناس حرماته؟! أم كيف يهون عليه حق الله ولا يهونه الله على الناس؟! أم كيف يستخف بمعاصي الله ولا يستخف به الخلق؟

وقد ذَكَرَ قَومًا طَلَبُوا العِزَّة عند مَن سِواه ، فقال : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
وقال الحسن البصري : (أما والله، لئن تدقدقت بهم الهماليج ووطئت الرحال أعقابهم، إنَّ ذل المعاصي لفي قلوبهم، ولقد أبى الله أن يعصيه عبد إلا أذله) [حلية الأولياء].
- قال تعالى : " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ " [الجاثية: 23] .
    *  قال ابن تيمية : من قهره هواه ذلَّ وهان، وهلك وباد) [غذاء الألباب،للسفارينى]
    * وقال ابن القيم : (لكلِّ عبد بداية ونهاية، فمن كانت بدايته اتباع الهوى كانت نهايته الذُّل والصغار والحرمان والبلاء المتبوع بحسب ما اتبع من هواه، بل يصير له ذلك في نهايته عذابًا يعذب به في قلبه) [روضة المحبين] .
   -  قال الله تعالى : " لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [يونس: 26] .
   * قال ابن كثير :  يخبر تعالى أنَّ لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح أبدله الحسنى في الدار الآخرة.. " وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ" أي : قتام وسواد في عرصات المحشر، كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة، " وَلاَ ذِلَّةٌ " أي : هوان وصغار، أي: لا يحصل لهم إهانة في الباطن ولا في الظاهر، بل هم كما قال تعالى في حقهم : " فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا " [الإنسان: 11أي : نضرة في وجوههم، وسرورًا في قلوبهم) [تفسير القرآن العظيم] .
الركون إلى الدنيا وكراهية الموت حيث لم يعد للآخرة في حياتنا حساب :

  - رَوَى أبو داود في سننه عن ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :” يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَتَدَاعَى عَلَيْكُمْ؛ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: ومِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ، ولَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهَنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ”.

حب الدنيا رأس كل أخيرة :
 ** فعن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه : أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عبيدة بنَ الجَرَّاح رضي الله عنه إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأتِي بِجِزْيَتِهَا ، فَقَدِمَ بمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بقُدُومِ أَبي عُبيْدَةَ ، فَوَافَوْا صَلاَةَ الفَجْرِ مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، انْصَرفَ ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حِيْنَ رَآهُمْ ، ثُمَّ قَالَ: (( أظُنُّكُمْ سَمعتُمْ أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ ؟ )) فقالوا : أجل ، يَا رسول الله، فقال : (( أبْشِرُوا وَأَمِّلْوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوالله مَا الفَقْرَ أخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أهْلَكَتْهُمْ ))  
** وعن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ : جلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ، فقال : (( إنَّ ممَّا أخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ))

·        كيف كان الصالحون مرتبطون بالآخرة متذكرون للموت :

-  قال الحسن : اجتمع ثلاثةٌ من العلماء ، فقالوا لأحدهم : ما أَمَلُكَ ؟ قال : ما أتى عليَّ شهرٌ إلا ظننتُ أنِّي سأموتُ فيه ، قال : فقال صاحباه : إنَّ هذا لأمل ، فقالا لأحدهم : فما أَمَلُكَ ؟ قال : ما أتت عليَّ جمعة إلا ظننتُ أنِّي سأموتُ فيها ، قال : فقال صاحباه : إنَّ هذا لأمل ، فقالا للآخر : فما أملُك ؟ قال : ما أَمَلُ من نفسُه في يد غيره ؟

-  قال داود الطائي : سألتُ عطوان بنَ عمر التميمي ، قلتُ : ما قِصَرُ الأمل ؟ قال : ما بين تردُّدِ النَّفَسِ ، فحدِّث بذلك الفضيل بن عياض ، فبكى ، وقال : يقول : يتنفس فيخاف أنْ يموتَ قبل أنْ ينقطعِ نفسُه ، لقد كان عطوان مِنَ الموت على حذرٍ .

-  وقال بعضُ السَّلف : ما نمتُ نوماً قط ، فحدثتُ نفسي أنِّي أستيقظ منه .

وكان حبيبٌ أبو محمد يُوصي كُلَّ يومٍ بما يوصي به المحتضِرُ عند موته من تغسيله ونحوه ، وكان يبكي كلَّما أصبح أو أمسى ، فسُئِلَت امرأته عن بكائه ، فقالت : يخاف والله إذا أمسى أنْ لا يُصبح ، وإذا أصبح أنْ لا يُمسي .
وكان محمد بن واسع إذا أراد أنْ ينام قال لأهله : أستودعكم الله ، فلعلَّها أنْ تكون منيتي التي لا أقوم منها فكان هذا دأبه إذا أراد النوم .

-  وقال بكر المزني : إنِ استطاع أحدُكم أن لا يبيت إلا وعهدُه عند رأسه مكتوبٌ ، فليفعل ، فإنَّه لا يدري لعله أنْ يبيتَ في أهلِ الدُّنيا ، ويُصبح في أهلِ الآخرة .

-  وكان أويسٌ إذا قيل له : كيف الزمانُ عليك ؟ قال : كيف الزمانُ على رجل إنْ أمسى ظنَّ أنَّه لا يُصبحُ ، وإنْ أصبح ظنَّ أنَّه لا يمسي فيبشر بالجنة أو النار ؟ 

-  وقال عونُ بنُ عبد الله : ما أنزل الموتَ كُنْهَ منْزلته مَنْ عدَّ غداً من أجله . كم من مستقبل يوماً لا يستكمِلُه ، وكم من مؤمِّل لغدٍ لا يُدرِكُه ، إنَّكم لو رأيتم الأجلَ ومسيرَه ، لأبْغَضتُم الأمل وغُرورَه ، وكان يقولُ : إنَّ من أنفع أيام المؤمن له في الدنيا ما ظن أنَّه لا يدرك آخره .

-  وكانت امرأةٌ متعبدة بمكة إذا أمست قالت : يا نفسُ ، الليلةُ ليلتُك ، لا ليلةَ لكِ غيرها ، فاجتهدت ، فإذا أصبحت ، قالت : يا نفس اليومُ يومك ، لا يومَ لك يره فاجتهدت .

-  وقال بكرٌ المزنيُّ : إذا أردت أنْ تنفعَك صلاتُك فقل : لعلِّي لا أُصلِّي غيرها ، وهذا مأخوذٌ مما رُوي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : (( صلِّ صلاة مودِّع )) [24]
وأقام معروفٌ الكرخيّ الصّلاةَ ، ثم قال لرجل : تقدَّم فصلِّ بنا ، فقال الرجل : إنِّي إنْ صليتُ بكم هذه الصلاة ، لم أُصلِّ بكم غيرَها ، فقال معروف : وأنتَ تحدِّث نفسك أنّك تُصلِّي صلاةً أخرى ؟ نعوذُ بالله من طولِ الأمل ، فإنَّه يمنع خيرَ العمل .

- وطرق بعضُهم بابَ أخٍ له ، فسأل عنه ، فقيل له : ليس هو في البيت ، فقال : متى يرجع ؟ فقالت له جارية من البيت : من كانت نفسُه في يد غيره ، من يعلم متى يرجِعُ .

  -  عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .[4]
 (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ) العينة : حيلة يحتال بها بعض الناس على التعامل بالربا ، فالعقد في صورته : بيع ، وفي حقيقته : ربا .
وبيع العينة : أن يبيع الشيء بالآجل ، ثم يشتريه نقداً بثمن أقل ، كما لو باعه سيارة بعشرة آلاف مؤجلة إلى سنة ، ثم اشتراها منه بتسعة آلاف فقط نقدا .
 (وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ) يعني : للحرث عليها . لأن من يحرث الأرض يكون خلف البقرة ليسوقها .
 (وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ) ليس المراد بهذه الجملة والتي قبلها ذم من اشتغل بالحرث واهتم بالزرع .
وإنما المراد ذم من اشتغل بالحرث ورضي بالزرع حتى صار ذلك أكبر همه ، وقدم هذا الانشغال بالدنيا على الآخرة ، وعلى مرضاة الله تعالى ، لا سيما الجهاد في سبيل الله .
   وهذا كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) أي : تكاسلتم وملتم إلى الأرض والسكون فيها . (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ) أي : إن فعلتم ذلك ، فحالكم حال من رضي بالدنيا وقدمها على الآخرة ، وسعى لها ، ولم يبال في الآخرة . (فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) التوبة/38 .
فمهما تمتع الإنسان في الدنيا ، وفعل ما فعل في عمره ، فهذا قليل إذا ما قورن بالآخرة ، بل الدنيا كلها من أولها إلى آخرها لا نسبة لها في الآخرة .
* (وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ) يعني تركتم ما يكون به إعزاز الدين ، فلم تجاهدوا في سبيل الله بأموالكم ، ولا بأنفسكم ، ولا بألسنتكم
   - قال يحيى بن أبي كثير : أمَرَ رَجُل بِالْمَعْرُوف ونَهَى عن الْمُنْكَر . فَقَال له رَجُل : عليك بِنَفْسِك ، فإنَّ الظَّالِم لا يَضُرّ إلاَّ نَفْسَه . فقال أبو هريرة : كَذَبْت والله الذي لا إله إلاَّ هو ! ثم قال : والذي نفسي بِيَدِه إنَّ الْحُبَارَى لَتَمُوت هَزْلاً في وَكْرِها بِظُلْم الظَّالِم . 
الناس من خوف الذل، في ذل!.

أن الناس في خوفهم من الذل وهربهم منه، يفعلون كل ما من شأنه أن يجعلهم أذلا، خائفين، مرتبكين.

يطأطئ المرء منا رأسه، ويخفت صوته، ويهرب من معارك الشرف والكرامة، بغية العيش في هدوء وراحة وسلامة، فلا يجد إلا المزيد من الخنوع، والذل، والمهانة.

والخائف شخص مهزوم، لكنه للأسف يُهزم في غير معركة، ودون أن يشهر سيفاً، وكلما اشتدت المأساة من حولة، وطاله دنس الذل، كلما بالغ في التذلل والمهادنة.

 والحياة لا تتسامح أبداً مع الخائف، إنها تقتله كل يوم وساعة، تقتله مع كل صيحة يحسبها عليه، مع كل حركة يراها تربص به، مع كل بارقة أمل يظنها فخاً أُعد له .. إنها تعذبه عله يفيق، لكنه يزداد رعباً وهلعاً، ويبذل جهداً مضاعفاً في الاستسلام عله ينجو من ضرباتها!.
أما الخوف من أن نقتحم، ونتقدم، ونعمل، ونجرب ..
الخوف من أن نُعَبِر عن أنفسنا .. وذاتنا .. ونكون ما نود أن نكونه..
الخوف من المطالبة بالحق .. والدفاع عن أحلامنا وحقوقنا..
فهذا هو الخوف المذموم الذي يكسرنا ويمنعنا من مواصلة الرحلة ..
الخوف الذي أقصده هو خيانتك لقيمك ومبادئك وقناعاتك ومهاراتك ومواهبك وحكمتك !.
الخوف هو ذلك السور العالي الذي ما إن تصل إليه حتى تنسى ما كنت تردده من أناشيد حماسية، وأحلام، وتطلعات نبيلة
هو المسافة الفاصلة بين جهرك بالحق وأنت آمن .. وصمتك عنه عند الخطر، بين حديثك الجهوري وأنت بين عشيرتك رافعاً جبهتك، والدوران حوله وأنت وحدك تستثقل رأسك .
الخوف ليس ما يجري بداخلك من مشاعر وأحاسيس، وإنما ما تقوم به من أفعال ومواقف.

فللأسف، نحن جيل تربى على الخوف، رضعناه من ثدي واقعنا الذي ولد مطأطئ الرأس، تعلمناه ضمن أبجديات الحياة ومفردات العيش، حتى صار جزءًا منا وصرنا جزءًا منه .

إلى أن قرأت خاطرة للشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِين تَوَفَّاهُم الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِم قَالُوا فِيم كُنْتُم قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِين فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَة فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُم جَهَنَّم وَسَاءَت مَصِيرًا).

ذكر الشيخ رحمه الله أن هناك صنفاً من الناس سماهم الله ‹‹ظالمين›› بالرغم من كونهم مضطهدين ومظلومين، والسبب هو أنهم رضوا بالاستضعاف، واستكانوا أمام ظلم الآخرين لهم، تعاتبهم الملائكة أن هاجروا إذا ما انعدمت سبل الحياة الكريمة. وفي النهاية، كان مأوى من قَبِل الظلم هو هو ذات مأوى الظالمين، كلاهما في جهنم .. وساءت مصيرا .

إن هذه الآيه تُعد تحذيراً خطيراً، وترهيباً مريعاً لحاملي مبدأ ‹‹السلامة››، والمُنظرين لوجهة النظر القائلة: ‹‹إن طأطأة الرأس شيء لا مناص منه أمام الظالم›› .. إنها صاعقة تضرب رأس الخوف .

هذا فوق الأزمة التي يعيشها الخائف في الدنيا، حيث لا طريق أمامه إلا أن يعيش حياة ‹‹التصنع››، أن يرتدي قناعاً من الافتعال، أن يصرف جهداً كبيراً في إقناع  نفسه بأنه على حق، وأن ليس ثمة طريق آخر. وهذا – تالله- عذاب ما بعده عذاب، دعك من أن ‹‹من خاف من العفريت يخرج له››، وأن الناس من خوف الذل في ذل كما أخبرنا أبو الحسن - رضي الله عنه 

* (سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا) أي : عاقبكم الله تعالى بالذلة والمهانة ، جزاءً لكم على ما فعلتم ، من التحايل على التعامل بالربا ، وانشغالكم بالدنيا وتقديمها على الآخرة ، وترككم الجهاد في سبيل الله ، فتصيرون أذلة أمام الناس .
  قال الشوكاني رحمه الله : "وسبب هذا الذل ـ والله أعلم ـ أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله ، الذي فيه عز الإسلام وإظهاره على كل دين عاملهم الله بنقيضه ، وهو إنزال الذلة بهم" انتهى .
* (حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) أي : يستمر هذا الذل عليكم ، حتى تعودوا إلى إقامة الدين كما أراد الله عز وجل ، فتطيعوا الله في أوامره ، وتجتنبوا ما نهاكم الله عنه ، وتقدموا الآخرة على الدنيا ، وتجاهدوا في سبيل الله .


Allah swt a creado el ser humano de la tierra, y  ha sido elegido con su espíritu encima de cualquier otro ser creado. y ordeno a sus ángeles que hagan assujud a Adam porque sabía  que ellos no pueden saber de lo que allah enseño a Adam.  
El ser humano ha sido elegido como califa  por su espíritu , por su sabiduría y conocimiento por su poder de descifrar los secretos  de la vida y la existencia de poder llegar al nivel mas elevado de la adoración y perfección .
y bajo cualquier circunstancia Este ser, nunca debe de ser humillado ni esclavizado ni torturado. Debe de ser libre y digno (allah le dio esta libertad de expresión de elegir a su destino y su fe ...)
Pero lo que vemos hoy en día como tratan al ser humano nos quedamos totalmente decepcionados y paralizados .
en muchas partes del mundo los animales tienen más y mejores derechos que los humanos … se respetan y se tratan cariñosamente mientras que los seres humanos viven aislados de los minimos derechos de la vida digna.
sobre todo en el mundo árabe y islámico que tienen la mayor parte de esta humillación .
en un mundo donde hablar sobre los derechos es un crimen y pedir dignidad es igual que rebeldía y encontrar trabajo digno es igual que ir en busca de tesoro desconocido.
* pero la mayor parte de la culpa de nuestra humillación la tenemos nosotros mismos igual lo que lo explica el profeta sws en un hadiz dijo (en significado)
-  esta pronto de que las naciones se reúnen en contra de vosotros igual que un grupo se reúne para comer de un plato , cada uno está llevando su parte .dijeron ; a lo mejor  profeta seremos pocos ... sois muchos pero igual que la espuma del mar sin ningún valor y merito y eso porque os habéis dejado de llevar por la Addunya y odiáis la muerte .
 -  todo nuestro tiempo pensando en las ganancias en el trabajo en las ayudas en los negocios como se no hubiéramos existido salvo para pensar en eso . sin recordar de que allah sw ha garantizado nuestro riz9 .
   El creyente que se siente orgulloso de su religión no se entristece por las cosas mundanales que no obtuvo, ni siente temor de nadie salvo de Allah (swt), nada de este mundo le impide obedecer a su Señor por tentador que fuese. Todos los musulmanes que hayan descuidado la religión, y la gente en general, deben saber que la felicidad eterna se obtiene refugiándose en la obediencia de Allah (swt), bastándole con las cosas buenas y puras que Él ha dispuesto como lícitas. Dicho placer y sosiego que siente el creyente es generado por el orgullo de su religión.
´Umar ibn Al Jattab (ra) dijo: “Nosotros somos un pueblo al que Allah ennobleció con el Islam. Si buscamos la dignidad fuera de él, Allah nos humillará”.
*  y odiamos la muerte porque odiamos estar en la otra vida , no estamos preparados para habitar un lugar destrozado .
No hemos trabajado suficientemente para aquel lugar, todo nuestro pensamiento y preocupación han sido en la dunya . tenemos miedo de decir la verdad, de cambiar nuestra realidad de perder algo de nuestros bienes, porque queremos quedarnos aquí en esta vida .
 por esto estamos tan humillados y sometidos a la voluntad de los gobernantes de los ricos de los dominantes de dunya .. esclavizados por nosotros mismos  y vamos a seguir así  hasta cuando nos liberamos de nuestro ego de nuestros deseos ilícitos de nuestro miedo de perder el trabajo de perder el dinero de perder la casa sin pensar que vendrá una día no vamos encontrar absolutamente nada salvo allh swt y nuestros hechos

























 [1]   تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي، ج3، ص357.
[2]  http://www.alriyadh.com/878848
  [3]  سيد قطب رحمه الله تعالى .
[4]  رواه أحمد (4987) وأبو داود (3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

0 comentarios:

Publicar un comentario