viernes, 13 de noviembre de 2015

الصلاة وفلسفتها في الاسلام

0 comentarios


الصلاة حاجة جميع الأمم والشعوب :

ويكشف كون تشريع - الصلاة -  ثابتاً في كل المراحل عن أنّه من الاحتياجات الإنسانيّة الأساسية الدائمة في كل الظروف والأجيال، كما هو الأمر في فريضة الصلاة.
بل من غير المُستبعد ثبات تشريع فريضة الصلاة عبر مراحل الدين في مضمونها وفي أكثر شكلها أيضاً، وأنّ التغيير الذي حدث على شكلها وتوقيتها في الشرائع اللاّحقة قليل، ففي سورة مريم يستعرض عزّ وجلّ عدداً من الأنبياء، والأُمم المؤمنة في أوليّات التاريخ، ثمّ يذكر انحراف ذرّياتهم من بعدهم وتضييعهم للصلاة.

فيقول عزّ وجلّ: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً * فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ) ٥٨ - ٥٩ مريم.

-  وإبراهيم أبو النبوّات (صلّى الله عليه وآله)، كان يؤدّي الصلاة ويحرص عليها ويدعوا ربّه: ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ، ٤٠ - إبراهيم.


-  وإسماعيل (عليه السلام)، كان على رسالة أبيه: ( وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ ) ، ٥٥ - مريم.

-  وشعيب (عليه السلام)، كان يُعيّره قومه بصلاته: ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) ٨٧ - هود.

-  وموسى وهارون: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ )٨٧ - يونس.

-  ولقمان الحكيم رضي الله عنه، كان يَعي أهميّة الصلاة، ويوصي ابنه: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) ١٧ - لقمان.

-  وبنو إسرائيل تكفّل الله لهم بالْعَون، بشرط أن يُقيموا الصلاة: ( وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي ) ١٢ - المائدة.

-  وعيسى (عليه السلام)، حينما كلّم الناس في المَهد قال: ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ  وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ) ٣٠ - مريم.

...هذا الموكب الإنساني الواعي مُنذ أقدم التاريخ، وفي أمكنة مُختلفة من الأرض، وفي بيئات وظروف اجتماعيّة وحضاريّة متنوّعة... كان مكلّفاً بالصلاة، وكان لالتزامه بهذه الفريضة المهمّة في آفاقه الفكريّة والنفسيّة، وفي انجازاته الضخمة في حياة البشريّة... أكبر التأثير.
متى فرضت الصلاة على نبينا عليه الصلاة والسلام :
    أن الصلاة فرضت -على نبينا- ليلة الإسراء قبل الهجرة بنحو خمس سنين، وقيل: ست، وقيل: بعد البعثة بنحو سنة، قاله المرداوي في الإنصاف.

    -    و ذهب جماعة إلى أنه لم يكن قبل الإسراء صلاة مفروضة، إلا ما وقع الأمر به من صلاة الليل من غير تحديد،   

    -    وذهب الحربي إلى أن الصلاة كانت مفروضة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، وذكر الشافعي عن بعض أهل العلم أن صلاة الليل كانت مفروضة ثم نسخت بقوله تعالى: فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ {المزمل:20}، فصار الفرض قيام بعض الليل، ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس. قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري 554/1.

تعظيم الإسلام لشأن الصلاة :

الصلاة عمود الدين وعماده :


   -   فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي r قال: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت))([1]).

    -   ففي حديث معاذ t أن النبي r قال: ((رأس الأمر الإسلام، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ))([2]). وإذا سقط العمود سقط ما بني عليه.

إنّ الإيمان الذي لا يثير الضمير ولا يدفع إلى العمل بموجبه أشبه بالمصباح المحجور في صندوق، أو بالجسد المحنّط عن الحياة، أو بالمحرّك المفصول عن عجلات السيارة، أو بشجرة الورد البلاستيكيّة الممنوعة من النموّ والعطاء...
كيف يؤمن الإنسان بوجود الله تعالى، ويصدّق ما بَلّغ عنه رسله الكرام، ثمّ لا يتدفّق حياة بهذه الحياة، ولا ينبعث إلى العمل لخير وجوده كما بعثه وأرشده الله تعالى؟.

كيف يؤمن أحدنا بأعماقه أنّه كادح إلى ربّه كدحاً فملاقيه، وساعٍ إليه فموافيه، ثمّ لا يتوقّد أملاً وعملاً وإشفاقاً؟.
إنّ الإيمان الحيّ لا بدّ أن يدفع إلى العمل به، وهي حقيقة يقرّرها القرآن الكريم، ويَزن الإيمان على أساسها، ولذا تجد الإيمان أكثر ما تجده في القرآن مقروناً بالعمل الصالح، ومشروطاً بالعمل الصالح، وكأنّهما إلْفان لا يفترقان.

وهي آخر ما يُفْقَد من الدين،

فإذا ذهب آخر الدين لم يبق شيء منه

      -   فعن أبي أمامة مرفوعًا: ((لتُنقضن عُرَى الإسلام عُروة عُروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضًا الحكم، وآخرهن الصلاة))([3]).

·     و كانت آخر وصية للنبي عليه الصلاة والسلام :

     -  فعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: كان من آخر وصية رسول الله r: ((الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم))، حتى جعل نبي الله r يجلجلها في صدره وما يفيض بها لسانه))([4]).

وهي أوَّل ما يُحاسب عليه المسلِم يوم القيامة:



    -  قول رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - : ((أوَّل ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصَّلاة ، فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله)).[5]

    -    وعن تميم الداري t مرفوعًا: ((أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله U لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تُؤخذ الأعمال على حسب ذلك))([6]).


 يقول الإنسان يومئذ: يا ربّ، قد تصدَّقت وزكَّيت، فيُقال له: هل صلَّيت؟ يا ربّ، قد شيَّدت المساجد وبنيْت المدارس، فيُقال له: هل صلَّيت؟ يا ربّ، كنتُ طيِّبًا مع النَّاس، أحمل أخلاقًا فاضلة، أفعل الخير، فيُقال له: هل صليت؟

   يَقُولُ رَبُّنا - عزَّ وجلَّ - لِمَلائِكَتِهِ - وهُوَ أعْلَمُ -: انْظُرُوا في صلاةِ عَبْدي، فإن لم يجدوا صلاة وقالت الملائكة: يا ربّ لا صلاة له، يلتفت الكافر والعاصي فيرى هولاً قادمًا إلى أرض المحشَر.

   - يوم يسأل أهلُ النَّعيم في جنَّات النَّعيم، يَسألون أهلَ الجحيم في سواء الجحيم: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}؟ فتكون أوَّل إجابة لهم: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 43]، فالصَّلاة عماد الدين، ولا حظَّ في الإسلام لِمَن ترك الصَّلاة، ولا سعادةَ في الدنيا لمن ترك الصلاة، ولا نَعيم في القبر لمن ترك الصلاة، ولا أمانَ يوم الحشْر لمن ترك الصلاة، والمآل في نار سقر لِمَن ترك الصلاة.

       وكان من آخر وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعالج سكراتِ الموت ((الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكتْ أيمانُكم))[7]

والصلاة مغسلة للذنوب :

تغسل النفس يوميّاً من أدران الذنوب وتَحلّ عُقد النفس الحاصلة من الذنوب...

- قال - تعالى -: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

  -      عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدِكم يغتسلُ منه كلَّ يوم خمسَ مرات، هل يبقى مِن درنه شيءٌ؟))، قالوا: "لا يبقى من درنه شيء"، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس، يَمْحُو اللهُ بهن الخطايا))[8]

أنّ الصلاة توجب الالتزام بالتطهّر اليومي، تطهير الثياب والبدن من النجاسات، ومن حدث الجنابة، وشعور الإنسان بالتزامه في حياته بالتطهّر، مفهوم ينمّي فيه ضمير النزاهة، والترفع عن كثير من أمور الحياة.

-   لحديث أبي هريرة t أن رسول الله r قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر))([9]).

-  قال: سمعت رسول الله r يقول: ((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يأتِ كبيرة، وذلك الدهر كلّه))([10]).

      - وهي نور لصاحبها في الدنيا والآخرة؛ لحديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: ((من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبيّ بن خلف))([11]).

والصلاة هي التي لا عذر في تركها مهما اختلفت الظروف والأحوال :

وفي إسلامِنا العظيم يُمكن أن يعفى المؤمن من الفرائض، كما يمكن لها أن تؤجَّل؛ فلا زكاة لِمَن لم يبلغ مالُه النِّصاب، ولا صومَ على المريض والمسافر، ولا حجَّ إلاَّ على المستطيع، أمَّا الصَّلاة فإن لم يستطِع المسلم القيام جلس، وإن لَم يستطع الجلوس فمِن رقود؛

 - ولذلك وصف الله أولي الألباب بقولِه - جلَّ وعلا -: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191]،

والصَّلاة واجبة في السَّفر والحضر، وفي السِّلْم والحرب، فهي أمانةُ الله عند كلِّ مسلم، أمانة في وقتِها؛

   - يقولُ الله - جلَّ وعلا -: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} [النساء: 103]

الصبر والمصابرة على أداء الصلاة:

    - أمر الله نبيه r أن يصطبر عليها، فقال: ] وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ [([12])


   والصبر على الصلاة من أوّل الصبر على الطاعات، وهو يتألّف من لونين من الصبر: صبرٌ على أدائها، وصبرٌ على الاستفادة منها.

   فما دمتُ أفهم طبيعة هذه الطاعة وأؤمن بضرورتها لوجودي، فلماذا لا أُصبّر نفسي على أدائها في مختلف الظروف؟ لم لا أحرص عليها كما أحرص على غذائي؟

   إنّي أعجب للمصلّي الذي (يتنازل!) عن صلاته في بعض الحالات، بحجّة ظروف السفر أو المشاكل أو المرض أو المعارضة والاستهزاء من أغبياء حوله...

كيف لا يدرَك إنّ الصلاة في هذه الحالات تتأكّد ضرورتها للشخصيّة؛ لأنّها تتعاظم فائدتها للنفس وراحتها لضمير.

هل ظروف السفر والحضر، والشدّة والرخاء، والصحة والمرض، والتأييد والمعارضة مانعة لي من طلب الغذاء؟ فكيف تكون مانعة لي عن أداء الصلاة؟

بل إنّ من يصبّر نفسه على أداء الصلاة في مختلف الظروف التي يلاقيها من داخل نفسه ومن خارجها، سيجد لصلاته طعوماً جديدة.

فهي في السفر: تشعره بالمواطنة من أرض الله...
وفي الشدّة هي: المنفذ للفرج والصِلة بمن يملك الأسباب،
وفي المرض: هي الدعاء العميق وصحة النفس التي تنعكس على الجسد،
وفي حالات المعارضة والاستهزاء: هي الثقة بالشخصيّة والإشفاق على المستهزئين الخاسرين.
وفي كلّ ذلك هي: الثبات على خطّ الرسالة، والاعتزاز بالعقائدية في السلوك، والإصرار على الظروف كي تخضع هي لإرادة الإيمان، ويستعلي الإيمان على ضغوطها.

                               هاهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من مشاهد الإيمان .
المكان: مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الزمان: السنة الثالثة والعشرون من الهجرة .. الإمام: عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
يخرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من بيته ليصلي بالناس صلاة الفجر .. يدخل عمر المسجد .. تقام الصلاة .. يتقدم المصلين .. و يسوي الصفوف .. استووا ، استووا .. يكبر عمر ويصلي .. وبينما هو يصلي يتقدم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسي فيطعنه عدة طعنات بسكين ذات حدين .
أما الصحابة الذين خلف عمر فسقط في أيديهم أمام هذا المنظر المؤلم .
وأما من كان في خلف الصفوف في آخر المسجد فلم يدروا ما الخبر .. فما إن فقدوا صوت عمر رفعوا أصواتهم : سبحان الله .. سبحان الله . ولكن لا مجيب .
يتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فيقدمه فيصلي بالناس.
يحمل الفاروق إلى بيته .. فيغشى عليه حتى يسفر الصبح .. اجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته . نظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة . فقال بعضهم : إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة . فصاحوا عند رأسه : الصلاة يا أمير المؤمنين ، الصلاة . فانتبه من غشيته وقال : الصلاة والله . ثم قال لا بن عباس: أصلى الناس . قال: نعم . قال عمر: لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . ثم دعا بالماء فتوضأ و صلى وإن جرحه لينزف دماً .

تارك الصلاة مشكوك في إسلامه وملته :
                                                                                
- قول الإمام أحمد رحمه الله في كتاب ( الصلاة ) : جاء في الحديث : لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة[13]

-   وقد كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الآفاق : إنَّ أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيَع ، ولا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، قال : فكل مستخِفٍّ بالصلاة مستهين بها فهو مستخِفٌّ بالإسلام مستهين به ، وإنما حظّهم في الإسلام على قدر حظهم من الصلاة ، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة ؛ فاعرف نفسك يا عبد الله واحذر أن تلقى الله ولا قدر للإسلام عندك ، فإنَّ قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((الصلاة عمود الدين))[14]

-  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ عليها - أي الصلاة كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ، ولا نجاة ، وكان يوم القيامه مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ) 

-  وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)) .[15]

-  وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ))[16].

-  وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )) [17]

-  وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ((مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَصَلَّى صَلَاتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَهُوَ الْمُسْلِمُ ؛ لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ))  [18]

-  وعن محجن الأسلمي رضي الله عنه : أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُذِّنَ بِالصَّلَاةِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِحْجَنٌ فِي مَجْلِسِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ أَلَسْتَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ )) قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَكِنِّي كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي ، فَقَالَ لَهُ : (( إِذَا جِئْتَ فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ )) [19]

·        وقد جاء عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا المعنى آثار كثيرة منها :

-  ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة "

-  وقال : " لا إسلام لمن ترك الصلاة " ...
 
   قاله بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه ، بل قال مثل قوله هذا غير واحد من الصحابة منهم : معاذ بن جبل ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن مسعود وغيرهم .

ومما يقع في بعض البيوت ، أن بعض الناس يتعمد ضبط المنبه على وقت العمل ولو كان وقت العمل في السابعة أو الثامنة ولا يصلي الفجر إلا في هذا الوقت،

 -  وقد سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن ذلك فقال: من يتعمد تركيب الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها هذا قد تعمد تركها وهو كافر بهذا عند جمع من أهل العلم لتعمده ترك الصلاة .!!!

بيان حول الأحاديث القاضية بحكم كفر تارك الصلاة  :
·        يذكر القرضاوي في بعض فتاويه ما يلي :[20]
التفرقة بين من يتركها تهاونا وجحودا :
 ما الرأي في إنسان عينته هيئة أو مؤسسة لأداء وظيفة محددة، يتقاضى منها راتبه، ويكون مسئولا عنها، ولكنه لم يؤد حق الوظيفة عليه، فتخلف عن العمل أياما كاملة أو ساعات من أيام، وهو قادر مختار ليس بمريض ولا مقهور؟
قد يختلف أعضاء لجنة الرأي في مثل هذا الموظف: فيرى بعضهم أنه أخل بالتزاماته الجوهرية نحو عمله، فلا عقوبة له إلا فصله وحرمانه من الوظيفة، ويرى آخرون أن يجازى بعقوبة أخرى غير الفصل مادام غير مستخف بالعمل ولا مستهزئ به.
    وهذا المثل يوضح لنا موقف أئمة الإسلام في المسلم الذي ترك العبادات عمدا وبخاصة الصلوات المفروضة اليومي فيرى بعضهم أن الوظيفة الأولى للمسلم، بل للإنسان في الحياة، هي عبادة الله وحده، وتركها يعد إخلالا بعمل المسلم الجوهري، فلهذا لا يستحق هذا اسم الإسلام، ولا الانضواء تحت لوائه. ويؤيد هذا الرأي ما جاء في الاحاديث التي ذكرنا .
ويرى آخرون أنه إذا لم يكن منكرا ولا مستخفا بفرائض الإسلام، وكان مقرا بتقصيره، نادما عليه، تواقا إلى التوبة، فهذا يظل في زمرة المسلمين محكوما له بالإسلام.
   -  روى الترمذي -وصححه- عن عبد الله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) وعبارة الراوي تشعر أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا متفقين على هذا الرأي. ولهذا لم ينسبه إلى واحد معين منهم. وهذا ما رواه أهل العلم وأصحاب الأثر عن الصحابة والتابعين وفقهاء الحديث.
المقاطعة لتارك الصلاة : !
-  كما يجب على المتدينين أن يقاطعوا كل تارك للصلاة، مصر على تركها، بعد أن يسدوا إليه النصيحة، ويأمروه بالمعروف، وينهوه عن المنكر.
-   قال الإمام ابن تيمية في تارك الصلاة: لا ينبغي السلام عليه، ولا إجابة دعوته.
-  وكذلك لا يجوز للأب أن يزوج ابنته من تارك للصلاة لأنه في الحقيقة ليس بمسلم وليس أهلا لها. ولا أمينا عليها، ولا على أولادها.
-  ولا يجوز لصاحب المؤسسة أن يوظف تارك الصلاة لأنه يعينه برزق الله على معصية الله، ومن ضيع حق الله الذي خلقه وسواه فهو لحقوق عباده أكثر تضييعا وإهمالا.
  * ومن هنا تتضح مسئولية المجتمع عن هذه الفريضة التي هي عماد الدين، والتي لم يجعل الله لأحد عذرا في تركها، إلا أن يكون مريضا مرضا أفقده وعيه بحيث لا يفهم الخطاب وما دون ذلك من الأمراض لا تسقط به الصلاة ولو كان قعيدا، أو مشلولا، أو مثخنا بالجراح.
·        ويذكر الشيخ سلمان العودة عن حكم تارك الصلاة : [21]
   سألني بحيرة عن حاله .. وهل هو داخل في عداد المسلمين؟ أم منتظم في سلك الكفار والمشركين؟ فقد مرت به حالة نفسية وترك الصلاة شهورا، وتكرر ذلك منه مرات، ثم سأل المفتين في بلدنا، فمنهم من قال: إنك كافر مرتد، وزعم أنه أوجب عليه تجديد العقد، وتجديد الإيمان، والنطق بالشهادتين... إلخ.
        
       ومنهم من قال بخلاف ذلك، ودعا إلى المحافظة وقضاء ما فات، والتوبة إلى الله.. ومنهم من اكتفى بدعوته إلى الاستقامة وكثرة النوافل دون أمره بالقضاء.
    
       وذكرني سؤال أخي بكلام كنت أسمعه من بعض فضلاء الشيوخ بأن من ترك صلاة واحدة حتى يخرج وقتها كافر خارج من الملة لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، بل يرمى كالجيفة في فلاة من الأرض، وربما أمر بوضع التراب عليه حتى لا تأكله الكلاب!
وتنزيل حكم كهذا على شخص بعينه والحكم بكفره، وسياق لوازم الكفر هو قول مركب من مجموعة اختيارات، ولا أظنك ستجد هذا القول بهذه الصيغة منسوبا لصحابي جليل ولا لإمام من الأئمة السابقين، ولا أن أحدا من المسلمين عمل به، ممن يؤخذ بقوله أو يقتدى بفعله، فهذا القول أخذ (أولا) بالقول الأشد، وهو أن تارك الصلاة كافر، وهو أحد قولي العلماء في المسألة.


  -  ومذهب جمهور العلماء أن تارك الصلاة مرتكب كبيرة من الكبائر وآت إثما عظيما وليس بكافر كفرا يخرج من الملة، وهذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة، ورواية عن الإمام أحمد، وذكر النووي أن هذا مذهب الأكثرين من السلف والخلف...

 -  وله أدلة منها أحاديث الرجاء «من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة»، وهي في الصحاح والمسانيد مشهورة متداولة.

 -  ومنها قوله عليه السلام عن عبدالله بن جدعان أنه لا يقبل عمله «إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين»، ولم يذكر غير ذلك.

ويعتضد ذلك بأن الأصل بقاء المرء على ما هو عليه ولا يخرج منه إلا بيقين لا شك فيه.

ولا شك في أن تاركي الصلاة غير مؤتمنين على الأمة ولا على مصيرها :  

  -   بتاريخ 19/1/1923 وجه الأستاذ ( سعيد النورسي ) بياناً الى مجلس الأمة التركي ، تضمن عشر مواد بين فيه أهمية الصلاة ، لأنه لاحظ بأسف بالغ أن معظم نواب مجلس الأمة آنذاك لا يؤدون الصلاة . واستهل الأستاذ النورسي بيانه  بـ :
(يا أيها المبعوثون .. إنكم لمبعوثون ليوم عظيم )

       ومما قاله الأستاذ النورسي  : " إن الأمة الإسلامية مع أن قسما منهم لا يؤدون الصلاة الا أنهم يتطلعون أن يكون رؤساؤهم صالحين أتقياء حتى لو كانوا هم فسقة ، بل أن أول ما يبادر أهل الولايات الشرقية مسؤوليهم هو سؤالهم عن صلاتهم ، فأن كانوا مقيمين لها ، فبها ونعمت ويثقون بهم ، والا فسيظل الموظف المسؤول موضع شك وارتياب رغم كونه مقتدراً في أداء واجباته " ...[22]

 و ما أن  رأى (مصطفى كمال ) رئيس الدولة آنذاك هذا المشهد حتى أمتعض ، ولم يرضَ عن هذا البيان  وهو الذي كرر دعوة الأستاذ النورسي الى أنقرة مراراً لاستشهاره بعدائه للمحتلين الانكليز ولكون (أنقرة ) مركز حركة المقامة  فأستدعى (النورسي ) وجرت بينهما مشادة عنيفة ، وكان مما قاله (مصطفى كمال ) : لا ريب اننا بحاجة الى أستاذ قدير مثلك ، لقد دعوناك الى هنا للاستفادة من ارائك المهمة ، ولكن أول عمل قمت به لنا هو الحديث عن الصلاة ، لقد كان أول جهودك هنا هو بث الفرقة بين أهل هذا المجلس فأجابه ( النورسي ) مشيراً اليه بأصبعه في حدة :

         -   باشا .. باشا .. أن أعظم حقيقة تتجلى بعد الإيمان هي الصلاة ، وأن الذي لا يصلي خائن ، وحكم الخائن مردود ..[23]


المسلمون اليوم و الصلاة :
والمسلمون في هذا العصر أمام الصلاة طرائق قددا وطوائف بددا:

1.  فمنهم قوم أضاعوها وأهملوها وتركوها وجهلوها، وإذا ذكرتهم بأمرها أو خضت معهم في شأنها لوّوا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم.
2.  وإن منهم من ينهي عنها ويحقر من أدّاها ويصفه بالرجعية والتأخر والجمود والتقهقر، وإنك لتسمع من هؤلاء وأشباههم أذى كثيراً ومزاعم غريبة وكلامًا تعجب منه وتندهش له وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ , الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:4-5).
  *  وإنه ليزداد عجبك ويتضاعف اندهاشك حين تعلم أن من الذين يعملون لدعوة الإسلام، ويتصدرون كراسي الدفاع في القضية الإسلامية، من يهمل أمر الصلاة ويصغر من شأنها كأن النبي لم يصرح بأنها عماد الدين وفريضة المؤمنين...
3. والغالبية العظمى من المسلمين" يؤدون صلاة ميكانيكية ورثوها عن آبائهم، واعتادوها بمرور الأيام، وكرِّ الأعوام، لا يتعرفون أسرارها، ولا يستشعرون آثارها، وحسب أحدهم أن يلفظ الكلمات، ويأتي بالحركات، ويسرد الهيئات، ثم ينصرف معتقداً أنه أدى الفريضة، وأقام الصلاة، وخلص من العقوبة، ونال الثواب، فهذا وَهْمٌ لا حقيقة له"...     

              فليست هذه الأقوال والأفعال من الصلاة إلا جسماً روحه الفهم، وقوامه الخشوع، وعماده التأثير"[24]


4. وصنف نادر من الناس، فهم هذه المعاني من أسرار الصلاة فهو جاد في تحقيقها عامل على استكمالها، يصلي بخشوع وتدبر واطمئنان وتفكر، ويخرج من صلاته وقد تذوق حلاوة العبادة وتأثر بمشاعر الطاعة واستنار بنور الله الذي يتجلى به علي من وصلوا نفوسهم بجلال معرفته.
   - وفي الحديث : (من صلى صلاة لوقتها وأسبغ وضوءها وأتم ركوعها وسجودها وخشوعها عرجت وهي بيضاء مصفرة تقول حفظك الله كما حفظتني ومن صلاها لغير وقتها ولم يسبغ وضوءها ولم يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها عرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني، حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه).[25]

لماذا نصلي ؟

هل الصلاة مضيعة للأوقات ؟
إنّ الصلاة الإسلامية مع ما يلزمها من تطهّر تستغرق من وقت الإنسان يوميّاً مدّة ساعةٍ تقريباً، وبما أنّ أوقاتها موزّعة على اليوم، تُصبح الساعة ساعتين، هذا سوى العناء النفسي الحاصل من هذا الالتزام الدائم، أمّا إذا أضفنا إليها الصلوات المستحبة - النوافل - فقد استهلكنا من وقت الإنسان ثلاث أو أربع ساعات كل يوم.

وإذا أخذنا هذا الرقم بذهنيّة الصين المشبّعة بتعاليم الثورة الثقافيّة، فستكون النتيجة خسارة ملايين ومليارات من ساعات الإنتاج والدخل القومي!

قد نُقنع أصحاب الاتجاه الكمّي الاقتصادي بخطأ النظرة الميكانيكيّة الكميّة لعلم الإنسان وإنتاجه، وصحّة النظرة الإنسانية للإنسان، والنظرة النوعيّة لإنتاجه قبل النظرة الكميّة أو معها... وبأنّ ملايين الساعات التي يصرفها المجتمع المصلّي يوفّرها بالإقلاع عن الخمور والمخدّرات والإسراف في الجنس واللهو...

قد نُقنع هؤلاء بعدم وجود كارثة على الدخل القومي من الصلاة... ولكنّ السؤال يبقى: هل من ضرورة لإنفاق هذا الوقت، وتحمّل هذا العناء اليومي من أجل الصلاة؟!.

·        إنّ الإجابة على سؤال (لماذا الصلاة)، يصعُب أن تكون مُقنعة لغير المسلم، كما يصعب أن تكون مقنعة للمسلم البعيد عن أجواء الإسلام وعن المسلمين المصلّين، فالاقتناع الكامل بالإجابة يتوقّف على فهم النظرة الإسلامية للكون والإنسان، وعلى لمس تأثير الصلاة في النفس والناس.


نصلي حتى تبقى الصلة قائمة بالله تعالى

* إنّ الصلاة: ارتباط يومي ضروري للإنسان الكائن المحدود بالله الخالق المطلق.
·        و أعظم مصيبة علي السائرين في طريق الحق ان ينسوا الهدف من ايجادهم و خلقهم و يغرقوا في الحياة المادية و لذائذها العابرة!

     فهي الصِّلة التي بها يتَّصل المخلوق بخالقه، وقد وهبنا الله في ديننا القيِّم الوقوف أمامه خَمس مرَّات في كلِّ يوم، فهي إجْلال لذي الجلال، وتكبير للكبير المتعال

    فمن خلال الصلاة  يستشعر الفرد مدى حاجته إلى المطلق ويدرك أيضاً نقصه الذاتي وعدم قدرته على مقاومة الشيطان والأهواء الا بالإلتجاء إلى حصن الله الحصين بمعنى ان تتحول الصلاة من مجرد طقوس وحركات جوفاء لا فائدة منها إلى عملية تطهير وغسل للقلب الداخلي من الخطايا والذنوب المتراكمة


     وأنظروا إلى قولهِ تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}؛ هنالكَ غاية.. عندما يذهب الإنسان للحمام، إذا ما دخل تحت الماء واستعمل الصابون، هو ما دخل الحمام.. إذن، الحكمة من دخول الحمام؛ الاستحمام.. {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}؛ إذا لم يتحقق الذكر؛ ما تحققت الصلاة، أنتَ تشبهتَ بالمصلين، ولكن ما صليت.. مثل إنسان يذهب إلى ساحل البحر، يصل ويرجع، دون أن يضع رجله بالماء؛ هذا الإنسان هل اغتسل؟.. 
إن القضية في منتهى العظمة!.. ولهذا أحد العلماء الكبار، لهُ كلمة جميلة في هذا المجال، معنى كلامه: بني آدم غير منصف، ربُ العالمين يناديه كذا مرة: عجّل، عجّل!.. وهو لا يبالي.. ولكن إذا سقطَ في فراش المرض، يقول: ربي، عجّل في شفائي!.. ربُ العالمين لعلهُ يقول: هذهِ بتلك!.. الآن وقعتَ في أزمة، وتُريد أن نعجل في قضاء حاجتك؛ بينما نحنُ في كل يوم نناديك: أقبل وعجّل!.. وأنتَ لا تبالي.. أينَ الإنصاف؟..
الصلاة انسحاب من الدنيا الى عالم الله :

      إنَّ الصَّلاة في ديننا الحنيف هي العبادة الوحيدة التي يؤدِّيها المسلم بِجميع جوارِحه، بِروحه وبدنه...

  - في حين يصوم المسلم وأثْناء صومه يقوم بأعمالِه المتعلِّقة بالدنيا، ويزكِّي وهو يجد ويكدّ في مشاغل الحياة، ويحجّ وفي الحج، تختلط المناسك بأفعال الدُّنيا وأحاديثها، لكن في الصَّلاة كلّ شيء للصَّلاة: الفِكْر في الصَّلاة، القلب في الصلاة، اللِّسان في الصلاة، السَّمع في الصلاة، العَين في الصَّلاة، اليدانِ في الصلاة، الرِّجْلان في الصلاة.

·        وبعض الناس لكثرة التصاقهم بالدنيا لا يستطيعون حتى التركيز في صلاتهم دونما الجمع والطرح والحساب في صلاتهم . فأذهانهم مشوشة وقلوبهم مفتونة.

الصلاة وقود لانعراج الروح إلى سماء الصفاء وقرة عين المحبين إلى حضرة ذي الجلال :

لذلك فرضت في السماء :

   إن العبد ليعرج بصلاته إلى العالم الأعلى إذا هو رفع يديه إشارة إلى توديع الدنيا واستقبال الآخرة، وليوجِّه قلبه وروحه وسره إلى الله، فيتدبر معنى ما يقرأ، ويشهد بعين قلبه أنه بين يدي ربه يناجيه ويكبِّره، ويحمده ويثني عليه، وهذا هو المعراج الروحاني في الصلاة.

      ذلك المعراج يتحقق حينما نتخلص أخي المسلم من ركام الطينية، ونسمو إلى آفاق الروحانية، ونتخلص من أوثاق المادية لنحلِّق في ملكوت رب البريَّة، فنسعد بالوقوف بين يديه، نناجيه بكلامه، ونتزلف إليه بقرآنه، ونتحبب إليه بالثناء عليه، والإنابة إليه، والتضرع بين يديه.

  -      يقول ابن عطاء الله في حِكَمِهِ: "الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب، واستفتاح لباب الغيوب، وهي محل المناجاة، ومعدن المصافاة، تتسع فيها ميادين الأسرار، وتُشرق فيها شوارق الأنوار".


   * و الصلاة: شُحنة يوميّة للشخصيّة، كشحنة الوقود للسيّارة.

  -  قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:"حبب إِلَيّ من دنياكم النِّسَاء وَالطّيب وَجعلت قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة". فَأخْبر أَنه حبب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا شَيْئَانِ النِّسَاء وَالطّيب ثمَّ قَالَ وَجعلت قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة.



  - قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى : "وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا نعيم يشبه نعيم أهل الْجنَّة إِلَّا هَذَا وَلِهَذَا


وقرة الْعين فَوق الْمحبَّة فَإِنَّهُ لَيْسَ كل مَحْبُوب تقر بِهِ الْعين وَإِنَّمَا تقر الْعين بِأَعْلَى المحبوبات الَّذِي يحب لذاته وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ.
 
قرة العين، وراحة الضمير، وأُنس النفس، وبهجة القلب، والصلة بين العبد والرب.

    وَالْمَقْصُود أَن مَا تقر بِهِ الْعين أَعلَى من مُجَرّد مَا يُحِبهُ فَالصَّلَاة قُرَّة عُيُون المحبين فِي هَذِه الدُّنْيَا لما فِيهَا من مُنَاجَاة من لَا تقر الْعُيُون وَلَا تطمئِن الْقُلُوب وَلَا تسكن النُّفُوس إِلَّا إِلَيْهِ والتنعم بِذكرِهِ والتذلل والخضوع لَهُ والقرب مِنْهُ

  - وَلَا سِيمَا فِي حَال السُّجُود وَتلك الْحَال أقرب مَا يكون العَبْد من ربه فِيهَا .

      - قال ابن حجر: (ومن كانت قرة عينه في شيء، فإنه يود أن لا يفارقه ولا يخرج منه؛ لأن فيه نعيمه، وبه تطيب حياته، وإنما يحصل ذلك للعابد بالمصابرة على النصب، فإن السالك غرض الآفات والفتور)


       ** والغافل المعرض ليس له نصيب من ذلك: بل الصلاة كبيرة شاقة عليه، إذا قام فيها كأنه على الجمر حتى يتخلص منها، وأحب الصلاة إليه أعجلها وأسرعها، فإنه ليس له قرة عين فيها ولا لقلبه راحة بها.


-  وَمن هَذَا قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" يَا بِلَال أَرحْنَا بِالصَّلَاةِ".

 فَأعْلم بذلك أَن رَاحَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة كَمَا أخبر أَن قُرَّة عينه فِيهَا فَأَيْنَ هَذَا من قَول الْقَائِل نصلي ونستريح من الصَّلَاة.

وللعبادةِ لذَّةٌ وحلاوةٌ، ونعيمٌ وطلاوةٌ، فمن طَعِمَ حلاوتَها وذاق لذَّتَها تعلَّق بها وعشِقها، فهو لا ينفكُّ عنها أبداً؛ لأنَّها تصيرُ رَوحَهُ ورَيحَانهُ. وإنَّ أعظمَ ذائقٍ ذاقَ حلاوتها ،وأكثرَ مَن نَعِمَ بها وشهدَ أسرارها وأنوارها هو سيِّدُنا محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم إمامُ العِبادِ وسَيِّدُ الصَّالحين.

   هل رأيت بربك أعزب وأحلى وأروع وأجلى من مظهر ذلك الخاشع العابد الراكع الساجد القانت آناء الليل يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه وقد نامت العيون وهدأت الجفون واطمأنت الجنوب في المضاجع وخلا كل حبيب بحبيبه[26]

بيان قرة عين النبي بالصلاة من خصوصياته:

فقد نبَّه ابنُ عطاءِ الله رحمه الله تعالى في هذا الجواب على أمرين:

  الأمر الأوَّل: بيان أنَّ قُـرَّةَ العينِ للمُصلِّي في الصَّلاةِ مُتفاوتةٌ وتابِعةٌ لمقدارِ معرفةِ المصلِّي لإلهه الَّذي يتوجَّه إليه ويشهدُه في صلاته، والمعرفةُ على قدرِ التَّخليةِ و التَّحليةِ، ونظراً إلى أنَّ سيِّدَنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أكثرُ النَّاسِ كلِّهم معرِفةً لله عز وجل، وذلك لأنَّ أوَّلَ قدمِه في مقامِ الإحسانِ؛ إذ لا مُجاهدةَ له ولا سَيرَ؛ لأنَّه واصلٌ من أوَّلِ قدمٍ، "فنهايةُ الأولياءِ بدايةُ الأنبياءِ، ونهايةُ الأنبياءِ بدايةُ الرُّسُلِ" وبدايتُه عليه السلام من نهايةِ الرُّسلِ، وعليه: فلا سَيرَ له؛ لأنَّ السَّير في مجاهدةِ الأوصافِ المذمومةِ وهو مطهَّرٌ منها.

خُلِقتَ مُبَرَّأً من كُلِّ عــيبٍ     كأنَّك قد خُلِقتَ كما تشاءُ

  - قال الشَّيخُ العارف أبو محمَّد عبدُ العزيزِ المهدَويُّ رضي الله عنه: (وقُرَّةُ العينِ لا تكونُ لمجاهد، ولا لمن يدفعُ الشَّيطان عنه، بل هي لمنِ استراح من المجاهدةِ والدَّفعِ) .

  - الأمر الثَّاني: نبَّه ابنُ عطاءِ الله من أنَّ المصطفى صلى الله عليه وسلم إنَّما قال: «وجعلت قُرَّةُ عيني في الصَّلاةِ» ولم يقل: "بالصَّلاة"، وذلك دليلٌ على أنَّ مصدر قُرَّةَ عينه في الصَّلاة إنَّما هو شهودُه جلالَ مولاه الَّذي يقفُ في صلاته بين يديه؛ إذ هو صلى الله عليه وسلم إنَّما تقَّر عيناه بشهودِ ربِّه لا بشهودِ صلاتِه الَّتي هي مدخلٌ و سبيلٌ لشهودِ المولى عز وجل. ولو قال: "جعلت قُرَّةُ عيني بالصَّلاة" لكانت الصَّلاة إذن شاغلةٌ له عن الله، وحاشاهُ أن يُشغل بوسيلةِ شهودِ الله عن شهوده.

الصلاة: إعادة توازن يوميّة لنفس الإنسان ممّا يطرأ عليها من اختلال...

إنّ أكثر ما يُقنعنا بضرورة الصلاة شخصيّة غير المصلّين الجانحة، وحالتهم الخطيرة اللامعقولة.

الأكثر إقناعاً لمن يُناقش في ضرورة الصلاة هو: حقيقة الهَلع والهوائيّة في الشخصيّة، وحالة الفُحش والمنكر، وحالة اتباع الشهوات... حالة تارك الصلاة البئيسة المفصومة عن ربّها، والمستغرقة في ظُلمات طينها وحيوانيّتها.

إنّ دراسة الدور السلبي لترك الصلاة في الشخصية والمجتمع، تبقى أشدّ في الإقناع، خاصّة لتاركي الصلاة، وإن كانت صورها قاتمة غير محبّبة... وإنّ الحقائق التي قدّمها لنا الإسلام عنها كثيرة وحيويّة.

 قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَلا يَزَالُ الشَّيْطَانُ ذَعِرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ مَا حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِذَا ضَيَّعَهُنَّ تَجَرَّأَ عَلَيْهِ وَأَوْقَعَهُ فِي الْعَظَائِمِ .[27]


   ولعلّ هذه الحقيقة هي السبب في أنّ نصوص الإسلام التي تحذّر من سلبيّة وخطورة ترك الصلاة وتاركي الصلاة، أكثر من تلك التي تبيّن إيجابيّة الصلاة وتأثيرها.


هنالك آثار نفسية عظيمة للصلاة، فعندما يتم المؤمن خشوع الصلاة فإن ذلك يساعده على التأمل والتركيز والذي هو أهم طريقة لمعالجة التوتر والإرهاق العصبي. كذلك الصلاة علاج ناجع للغضب والتسرع والتهور فهي تعلم الإنسان كيف يكون هادئاً وخاشعاً وخاضعاً لله عز وجل وتعلمه الصبر والتواضع. هذه الأشياء تؤثر بشكل جيد على الجملة العصبية وعلى عمل القلب وتنظيم ضرباته وتدفق الدم خلاله.
                                                                                       
و( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )

وقبل أن نتعرّف كيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر، نجيب على سؤال يوجّهه بعض الناس حول الآية، ومفاده:
أنّا نرى بعض المصلّين يرتكبون من الفواحش والمنكرات ما لا يرتكبه بعض تاركي الصلاة! فكيف لا تنهاهم الصلاة عن الفحشاء والمنكر؟!

ومنشأ هذا السؤال تصوّر أنّ الصلاة كجرعة (الأسبرين) المضادّة للصداع، فكما إنّ تناول الأسبرين يزيل الصداع من الرأس، فكذلك أداء الصلاة يزيل الفحشاء والمنكر من السلوك...

   غير إنّه من الخطأ إغفال الفارق ما بين العلاجات السلوكيّة، والعلاجات الفسيولوجيّة مثلاً، فإنّ العلاجات الفسيولوجيّة تقوم بتفاعلاتها وتؤدّي دورها في حقل لا يقع تحت إرادة الإنسان، أمّا العلاجات السلوكيّة فإنّ دورها: أن تقدّم للإنسان دوافع معيّنة تجعله يرجح - بإرادته - لوناً من السلوك ويستبعد لوناً آخر.

   إنّ الصلاة لا تجعل الإنسان مسلوب الإرادة، مجبراً على ترك الفحشاء والمنكر، وإلاّ لما استحق الثواب، بل تهيئ في نفسه الدوافع الصالحة التي تدفعه
         لترك الفحشاء والمنكر، ولنلتفت إلى أنّ الله تعالى عبّر بـ - تنهى - ولم يعبّر بـ - تمنع - أو تُزيل.
فما تختصّ به الصلاة إذاً هو غناها بـ (الدوافع النفسيّة الصالحة لإبعاد الإنسان عن الفواحش والمنكر)

   - قال أحدهم بصورة عفويّة: (قبل أن التزم بالصلاة، كنت أنظر إلى كلّ شيءٍ باستهتار وبدون تفكير، أمّا بعد التزامي بالصلاة، فقد أصبحت أفكّر في الأمور وأتعجّب كيف كنت أعيش فيما مضى؟)، ثم أخذ يتحدّث عن تغيّر وضعه النفسي، وسلوكه الجنسي.
الصلاة راحة للبال وطمأنينة للنفس :

ملجأ من النوائب والأزمات :

والصلاة هي الملجأ الوحيد ، والحصن المنيع الذي يجب على المسليمن أن يلجؤوا اليه ، ويعتصموا به عندما تنتابهم شدة من شدائد الحياة ، أو كارثة من كوارثها .
تتجلى هذه الحقيقة في ايجاب الإسلام : للصلاة على المسلمين عند الحوادث الكونية المخفية ، كالكسوف والخسوف ، والزلزال ، والصواعق ، والظلمة الشديدة ، وهبوب الرياح العاتية

  - وإن القرآن الكريم يخاطب المؤمنين بقوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين »  

الصلاة راحة لأنها اتصال بمصدر القوة والأمان :

 إن الصلاة هي صلة العبد بربه، فعندما يقف المؤمن بين يدي الله تعالى يحس بعظمة الخالق تعالى ويحسُّ بصغر حجمه وقوته أمام هذا الإله العظيم. هذا الإحساس يساعد المؤمن على إزالة كل ما ترسب في باطنه من اكتئاب وقلق ومخاوف وانفعالات نفسية لأنها تزول جميعاً بمجرد أن يتذكر المؤمن أنه يقف بين يدي الله وأن الله معه ولن يتركه أبداً ما دام مخلصاً في عبادته لله عز وجل.

بعد جهد جهيد وتعب كبير، يحتاج الانسان إلى الراحة، فيبحث عنها في الصلاة، أرحنا بالصلاة، إنه يجد فيها راحة وطمأنينة وسكوناً.
يدخل في الصلاة فينسى هموم الدنيا، وينشغل عن متاعبها، إنه يفرغ قلبه لمناجاة ربه، فلا يبقى فيه مكان لهموم الدنيا ومشاغلها.
إنه يجد فيها راحة لأن قلبه قد امتلأ محبة وتعظيماً وإجلالاً، لذا فإنه يحب مناجاته، ويجد فيها راحة للنفس، وقوة للقلب، وانشراحاً للصدر، وتفريجاً للهم، وكشفاً للغم.

·        أيضاً تعتبر الصلاة من وسائل الضبط النفسي فربّما هو جائع ولكنه يؤجل حاجته لما بعد الصلاة، وربّما هو متوتر ويريد الدخول في عراك وخصام ولكن وقت الصلاة حان فيصلي فتكون الصلاة بمثابة عملية إسترخاء تساهم في تخفيف حدة الضغط النفسي. وأيضاً لتواترها مرّات في اليوم فهي محطات إستراحة لنفس في آفاق هادئة آمنة، وادعة بعيدة كل البعد عن الوضع المتأزم الذي ينذر بالإختناق.

·        وتارك الصلاة يبحث عن السعادة والراحة النفسية فلا يجدها لأنه لم يذق طعم الراحة النفسية والنفس المطمئنة التي يجدها المصلي .
ان الصلاة تحطم الانانية و الكبر

لان الانسان في كل يوم و ليلة يصلي سبع عشرة ركعة ، و في كل ركعة يضع جبهته علي التراب تواضعا لله و يري نفسه ذرة صغيرة امام عظمة الخالق ، بل يري نفسه صغيرا بالنسبه الي ما لا نهاية له!

خاصة عند صلاة الجماعة :
فإنّ قيام الفرد للصلاة بين يدي خالقه يساهم في توفير الإشباع الذاتي لحاجة الإنتماء الإجتماعي من خلال إحساسه بالإنتماء إلى العقيدة الدينية ومشاركته ملايين المسلمين في أداء الفريضة.

وهذا مما يساعد في زوال أمراض الشعور بالحقارة والنقص والتي قد تتولد لدى الفرد نتيجة مهنة حقيرة أو طبقة متدنية وغيرها، وهذا يساهم في رفد الشعور بالمساواة لدى الفرد الأمر الذي يزيد من تقبله لذاته ورضاه عن واقعه ويشجعه على البحث عن أسلوب التفاضل الواضح بين الناس ألا وهو التقوى.

فهنا الإنتماء الإلهي من خلال فريضة الصلاة وخاصة في صلاة الجماعة حيث يقف المسلمون سواسية كأسنان المشط دون فضل لعربي على أعجمي ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى وهذا ساهم في تعزيز المعنويات ودفع الفرد نحو إستحصال مراتب إيمانية واضحة.

لماذا الصلاة في وقتها وخمس مرات في اليوم ؟ :

لأن أداء الصلاة في وقتها من أحبِّ الأعمال إلى الله؛

عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قال: ثم أي؟ قال: ((ثم بر الوالدين))، قال: ثم أي؟ قال: ((الجهادُ في سبيلِ الله)).

 -  ومما جاء في التَّرْهِيبِ من تأخير الصلاة عن وقتها، حديثُ رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - الطويلُ، وجاء فيه: ((أتاني الليلةَ آتيانِ، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقتُ معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به في المرة الأولى، ثم قالا له: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن، فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة)) .

ومثل ما يحتاج ان الإنسان الطعام كلّ يوم بوجبات مختلفة وأوقات مختلفة كذلك غذاء الروح .

  * فكما إنّ الطعام ضرورة دائمة للجسم، فالصلاة ضرورة دائمة للعقل والنفس، أو كما يقال: غذاء للروح.


ومن الناس من يؤخرون الصلاة عن وقتها، ويؤدونها حسب أهوائهم وتبعًا لأمزجتهم ووفقًا لظروفهم، فإذا كانوا نائمين أدّوها عند الاستيقاظ، وإذا كانوا مشغولين أدّوها عند الفراغ، فالصلاةُ أمرٌ ثانويٌ في حياتهم، .
   -  وما يدرى هؤلاء أنهم المعنيون بقوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ..
                      - قال مسروق رحمه الله: "أي: لا يفعلون الصلاة في وقتها المشروع" .

    - وعند البخاري عن الزهري قال: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال: لا أعرفُ شيئًا مما أدركتُ إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيّعت. يعني: أُخّرت عن وقتها.

      تأمل مشهد صاحب رسول الله وعيناه تذرفان ألمًا وحسرة حين أخذ بنو أمية يؤخّرون الصلاة عن وقتها، مما أدمى قلبه، وأجرى دموعه رضي الله عنه .

     بعض الناس إذا قيل له : لماذا تؤخر الصلاة؟ قال:أنا مشغول وأنسى أصلي .يبخل الانسان على نفسك بهذه الدقائق ، وهو يضيع الساعات في الزيارات والسهرات!!

    لو كان بين الإنسان وبين أحد الأمراء أو الأغنياء موعد ، لزاد اهتمامك ، وحرصت على الحضور في الوقت المحدد ؛ فكيف بالموعد الذي وقته الله ليكون موعد لقائه بعباده . (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) .


-  يقول الرافعي رحمه الله :  "ويا لها من حكمة أنْ فَرَضَ الله علينا هذه الصلوات بين ساعات وساعات لتبقى الروح أبداً متصلة بالله، أو مهيأة للاتصال به، حتى إذا فكر ضعيف النفس بمعصية الله حدثته نفسه أنه سيقف بين يدي الله بعد قليل، فيخاف أن يقف بين يديه مخطئاً أو آثماً"[29]

·        وهذا من  معنى من معاني أن الصلاة كانت على المومنين كتابا موقوتا

ومثل الذي يجمع الصوات ويعتبر ذلك أداء كمن : قد يعطيه الطبيب جرعات متفرقة عبر اليوم لضرورة العلاج ولكي يعطي الدواء مفعوله وهو يتجرعه كله ضربة واحدة . !! إن هذا انتحار بعينه

la oración en el islam
¡Hermanos! El Islam otorgó al Salat un grado de importancia muy elevado, pues es el pilar más importante del Islam después de los dos testimonios de fe (Ash Shahâdatân). Abdullah Ibn Umar (ra)
   relató que el Mensajero de Allah (sws) dijo: “El Islam se levanta sobre cinco pilares: el testimonio de que no hay más dios que Allah y que Muhammad es Su siervo y Mensajero, la práctica del Salat, el pago del Zakat, el peregrinaje a la Casa Sagrada y el ayuno de Ramadan”.
  *  El Salat es lo primero por lo que se le preguntará al siervo el Día del Juicio.
   - Abû Hurairah (ra) relató que el Profeta (sws) dijo: “Por lo primero que se le pedirá cuentas al hombre en el Día de la Resurrección será por su Salat. Si cumplió con él todas sus demás obras serán aceptadas, pero si lo descuidó sus buenas acciones habrán sido en vano”.
   -  El Salat es lo que diferencia al musulmán del incrédulo.
 -  Allah (swt) dice:Mas si se arrepienten de su idolatría y aceptan la fe, cumplen con la oración prescrita y pagan el Zakat entonces perdonadles y sabed que ahora son vuestros hermanos en la religión.” (9:11)
 - Y Yâbir (ra) dijo: Oí al Profeta (sws) decir: “Ciertamente entre el hombre y el Shirk y elKufr está el abandono del Salat.”
·        Es una obligación cumplir con cada uno de los cinco Salat diarios en su horario establecido. Allah (swt) dice: “La oración ha sido prescrita a los creyentes para realizarla en horarios determinados.” (4:103)
Realizar el Salat en su horario es la obra que más complace a Allah. Abdullah Ibn Masud (ra) relató: Le pregunté al Mensajero de Allah (sws) ¿Cuál es la obra más querida por Allah? Respondió: “La oración en su tiempo”. Pregunté: ¿Luego cuál? Y respondió: “El buen trato con los padres”. Finalmente p regunté: ¿Luego cuál? Y respondió: “La lucha por la causa de Allah”.
La oración es el medio básico y más importante para la comunicación del hombre con Dios y su acercamiento a Él. Su importancia no puede describirse con palabras. El concepto islámico de adoración es la entrega del alma suplicante ante la divina Majestad. No existe ninguna necesidad, ni el Islam lo permite, de intermediarios entre Dios y el hombre. La oración depara consuelo y confort, elevando al ser humano de un estado inferior a cimas insuperables. El Islam asegura al creyente que sus plegarias con escuchadas.
La oración ayuda a la persona a librarse del pecado, aumenta su inclinación a Dios y hacia las buenas obras, y le purifica gradualmente. La oración, además, acerca al hombre a su Creador. El orante intenta imitar a Dios en Sus más excelentes atributos transformando sus bajas pasiones en sublimes cualidades, para convertirse en un noble y excelso siervo de Dios.
  - Y Abû Hurairah ( r a) relató que oyó al Mensajero de Allah (sws) decir: “Imaginaos si un río pasara frente a la puerta de vuestras casas, y os lavarais en él todos los días cinco veces. ¿Acaso os quedaría alguna suciedad?” Respondieron (los Sahabah): ¡Claro que no! Y el Profeta (sws) dijo: “Pues así es cómo Allah borra con los cinco rezos las faltas.











([1])متفق عليه:
 ([2]) الترمذي، كتاب الإيمان. وحسنه الألباني
([3]) أحمد
([4]) أحمد
[5] أوْرد الشيخ الألباني في "السلْسلة الصَّحيحة"
 ([6]) أبو داود... صححه الألباني في صحيح الجامع ،2/
 [7]سنن ابن ماجه" (2/900)، برقم: (2697).
 [8]  صحيح البخاري" (1/184)، برقم: (528)، و"صحيح مسلم" (1/463)، برقم: (667).
([9])مسلم، كتاب الطهارة، باب الصلوات.
([10]) مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء والصلاة عقبه،
([11]) أخرجه الإمام أحمد في المسند،
([12]) سورة طه، الآية: 132.
[13] رواه مالك في ( الموطأ ) رقم (79) – رواية يحي الليثي – عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله .
[14] أورده السيوطي في (الجامع الصغير) (5186) ، وقال : رواه أبو نعيم الفضل بن دكين في (الصلاة) عن عمر . وضعَّفه الألباني رحمه الله في (ضعيف الجامع
[15] رواه مسلم (82 .
[16] رواه أحمد  وغيره... وصححه الألباني
[17] رواه أحمد  (5/238) ، وحسنه لغيره الألباني ر
[18]  رواه البخاري (391).
[19] أخرجها البخاري (393).
[20] الموقع الرسمي للشيخ القرضاوي
[21] http://www.hawamer.com/vb/showthread.php?t=973789   
 [22]المثنوي العربي النوري - ص 197- النورسي - تحقيق احسان قاسم الصالحي .
[23] بديع الزمان سعيد النورسي ( حياته واثاره ) ص53- تأليف احسان الصالحي .
 [24] مجموعة الرسائل.. هل نحن قوم عمليون؟. حسن البنا رحمه الله تعالى (.               
[25]  ضعفه الألباني في الترغيب والترهيب
[26]  مجموعة الرسائل. هل نحن قوم عمليون؟. حسن البنا رحمه الله تعالى (.   
[27]  التدوين في أخبار قزوين للرافعي
[28] عويمر بن مالك في سنن بن ماجة
 [29] (وحي القلم للرافعي. (

0 comentarios:

Publicar un comentario