miércoles, 23 de septiembre de 2015

خطبة عيد الأضحى 2015

0 comentarios

    الله أكبر، الله أكبر ما لبس الحَجِيج ملابسَ الإحرام، الله أكبر ما رأوا الكعبة فبدَؤُوها بالتحيَّة والسلام، الله أكبر ما استلَمُوا الحجر، وطافُوا بالبيت، وصلُّوا عند المقام، الله أكبر ما اهتدوا بنور القرآن، وفرحوا بهدي الإسلام، الله أكبر ما وقَف الحجيج في صَعِيد عرفات، الله أكبر ما تضرَّعوا في الصفا والمروة بخالص الدعوات، الله أكبر ما غفَر لهم ربهم، وتحمَّل عنهم التَّبعات، الله أكبر ما رموا وحلَقُوا وتحلَّلوا ونحَرُوا، فتمَّت بذلك حجَّة الإسلام، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

الحمدُ لله الذي جعَل الأعياد في الإسلام مَصدرًا للهناء والسُّرور، الحمد لله الذي تفضَّل في هذه الأيَّام العشر على كلِّ عبدٍ شَكُور، سبحانه غافِر الذنب وقابِل التَّوب شديد العِقاب.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.

·        العيد والحجيج

اشكروا الله ، جلا وعلا على جزيل نعمائه ، وعلى ترادف فضله و آلائه ، ومن ذلك ما من الله به عليكم من بلوغ هذا اليوم العظيم،  ومن حلول هذا الموسم الكريم.  ثم اعلموا رحمكم الله أن يومكم هذا مبارك ، رفع الله قدره وأعلى شأنه  ، وأظهر فضله وسماه يوم الحج الأكبر ، وجعله عيداً للمسلمين حجاجاً ومقيمين .فيه ينتظم عقد الحجيج على صعيد منى ، بعد أن وقفوا بعرفة ، وباتوا بمزدلفة ، وشرعوا في رمي جمرة العقبة .

            وتشهد الدنيا أن تلك الملايين ما ذهبت الا لتجيب داعي الله وتلبي نداء الايمان ، وتكمل شعار الاسلام .
لإعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله،  وتوصيل صوت الاسلام الى مشارق الأرض ومغاربها .
          مهرجان ليست تعرف مثله الدنيا في نظام عجيب وتآلفٍ غريب، ومحبةٍ راسخة وتضامن ليس له مثال، وصبر وتضحية تحير الألباب ، فأَظْهَرُوا للعالم أن الأمة الاسلامية يجمعا رباط شديد  وعرى وثيقة وأخوة متينة 
 هناك تُنَوَّرُ القلوب بنور السماء ، وتعمر الأنفس بالخير والصفاء، وتشحن الأجسام بالقوة والعطاء.

 هناك فقط  تلين أصحاب القلوب القاسية ، وتسمو هِمَم الأرواح الدانية ، وترجع الى الله النفوس النائية .


فما أحوجنا الى تلك المعاني العظيمة ونحن نرقب بلهفة تلك الأفواج المدوية بالتكبير، وذلك العرس القائم بفرحة الغفران .
ما أحوجنا  الى صدق مع الله تصفوا معه الأعمال ، وما أحوجنا الى أخوة صادقة صافية ما بين الاخوان ، والتفاف على الله ثابت كالبنيان ، وتحاب وتضامن قائم الأركان .

·        العيد والتكبير :

أيُّها المسلمون، عبادَ الله، الأعياد في الإسلام تبدأ بالتكبير، وتُعلن للفرحة النفير؛ ليعيشها الرجل والمرأة، ويَحياها الكبير والصغير، أعيادنا تهليلٌ وتكبيرٌ.

إذا أذنا كبَّرنا الله، وإذا أقَمنا كبَّرنا الله، وإذا دخَلنا في الصلاة كبَّرنا الله، وإذا ذبَحنا كبَّرنا الله، وإذا وُلِد المولود كبَّرنا الله، وإذا خُضنا المعارِك كبَّرنا الله، وإذا جاء العيدُ بالتكبير استَقبَلناه وقلنا: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

  -    إنَّه تنفيذٌ لتَوجِيهات الله؛ ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة: 185].

    كان لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبَّة في منى، فإذا جاء العيد كبَّر عمر فكبَّرت منى، فكبَّرت الأرضُ، وكأنَّك أمامَ أمَّة تُعلِن أنَّ الخنوع والخضوع لا يكونان إلاَّ لله، وأنَّ الذلَّة والانكِسار لا يكونان إلاَّ لذات الله، وأنَّ الاستِمدَاد والاستِلهَام لا يكونان إلاَّ من الله، وأنَّ العَوْن والتوكُّل لا يكونان إلاَّ على الله، وأنَّ الحفظَ والاستِعانة لا يكونان إلاَّ بالله - سبحانه وتعالى.

·        العيد والوحدة وجمع الشمل :

إن الأمة الاسلامية تحمل رسالة عظيمة مفادها الخير للبشرية  ، واقامة العدل في الأرض، والصبر والمصابرة على كيد الأعداء وغدر الزمان ، وتأسيس قيم العزة والكرامة والحرية  ومعاني التعارف والتعايش ما بين الجامعة البشرية بمختلف أجناسها وأعراقها وأنسابها : قال تعالى ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير) 
فكلكم لآدم وآدم من تراب ، ولا فرق لعربي ولا عجمي ولا أبيض على أسود الا بالتقوى ..
      -   وفي الحديث : (ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى أموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم .)

       - قال عليه الصلاة والسلام في في خطبة الوداع : (( أيها الناس: اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.أيها الناس: إن دماء كم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلَّغتُ؟ اللَّهم اشهد ... وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون.. ..

      ان حرمة المسلم عند الله أشد من حرمة الكعبة وان ]سباب المسلم فسوق وقتاله كفر [ .

  -  و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق

  -  وروي بلفظ : لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون من قتل مسلم

فأين هذا اليوم مما يقع للمسلمين في بلاد المسلمين ، من تقتيل وتذبيح وتشريد وتجويع . دماء تسال وأرواح تزهق ونساء ترمل وأطفال ييتمون من أجل ماذا ؟
   من أجل مجموعة من اللصوص سرقوا أموال الأمة ونهبوا مقدراتها وتجبروا في أرضها وعتوا عتوا كبيرا ، ولكن الله بالغ في حكمته وعليم بأسبابه يختبر الصادقين من هته الامة علهم ينتفضون لدينهم ويحرروا رقابهم ويميطو الذل عن حماهم ، وينتصروا على الظالمين  المعتدين ...

·        العيد والتضحية :

عيد الأضحى يوم التضحية والفِداء، يوم الفرَح والصَّفاء، يوم المكافأة من ربِّ السماء للنبيَّيْن الكريمَيْن إبراهيم وإسماعيل صاحبي الفضل والعَطاء..

إبراهيم عليه السلام رمز عظيم من رموز التضحية في تاريخ الدين وفي تاريخ البشر فحياته تضحياة متصلة

1.  مذ كان فتى يحطم الأصنام ، لا من أجل تحطيمها ولكن من أجل تحريك العقول وتفهيمها.. .و ألقي في نار هائلة ﴿ قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم ﴾ ...

2.  وتستمر التضحية بهجرة الوطن في سبيل العقيدة والدين ، وهي تضحية من أجلّ التضحيات ولا يعلم قيمتها إلا من ذاق مثل مرارتها ﴿وقال إني مهاجر إلى ربــي سيهدين﴾ ..

3. ثم كانت تضحية جليلة أخرى : أن يهاجر بامرأته ورضيعها ليسكنهما ﴿ بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ﴾ ، وما كان ثمة بيت ولا ساكن ولا زرع ولا زاد ولا أنيس ولا صاحب .. إن الوحشة كفيلة لقتل تلك المرأة ووليدها لولا أن أنها عناية الله تدرك عباده المختارين.

4.   ثم جاءت التي من أجلها كان أضحانا ، وعلى سنتها نحن اليوم مجتمعون ، ذلك أن هذا النبي الكريم إسماعيل على حين يأس من الذرية ، وعلى كبر وشيخوخة فكان التعلق به عظيماً ؛ وهذه خبرة إنسانية بديهية معروفة ، فلما بلغ الولد مبلغ النفع والاعتماد عليه ، وصار التعلق به أشد ، حصل ما لا يخطر في بالي ولا بالك ، واستمع واقرأ:

   -  قال تعالى ﴿ فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى . قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين . فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم . وتركنا عليه في الآخرين . سلام على إبراهيم . كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين ﴾ [ الصافات ] .

إن التضحية أيها المسلم هي أساس عزة الأمة، ولذلك سلفنا الصالح ضحوا بالغالي والرخيص والدم والنفيس لوجه الله جل وعلا، تحمَّلوا الجوع والعطش والبرد والأذى لخدمة هذا الدين، صبروا على الامتحان، وآثروا العقيدة على نعيم الدنيا، تركوا أموالهم وعشيرتهم وأوطانهم، ضحوا بالمصالح، وأواصر القربى والعلاقات والروابط، ضحوا بعلاقاتهم مع آبائهم وأبنائهم، وإخوانهم وأخواتهم وعشيرتهم في سبيل مرضاة الله جل وعلا، وفي سبيل إعلاء دينه، ورفعة كلمته.

ان الأمة اليوم تحتاج الكثير من التضحيات لنهضتها تحتاج الى فداء النفس والمال والاهل في سبيل تحقيق عزتها ووحدتها . حتى يتحقق النصر المنشود والأمل المفقود  ، فهل نحن عند مستوى الامتحان،  فإما العزة واما الذل والهوان.                              

·        الخطبة الثانية :


-  وقال عليه السلام ( ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وأشعارها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض)  ، فطيبوا بها نفساً، وقروا بها عينا

وقدموا لله من بهيمة الأنعام ما تحبونه لأنفسكم ولا تجعلوا لله ما تكرهون ، وقدموا لله خيرا يؤتكم يوم القيامة خيرا وأجرا عظيما ، واعلموا أن ) الله كتب الإحسان على كل شيء ؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته (.

و{لن ينال اللهَ لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}

·        يا فقراء المسلمين :

      لا تحزنوا على ما فاتكم من ذلك فلله دركم فعيدكم عند رسول الله قد ذبحه عنكم .
وانتم أيها المضحون لا تنسوا اخوانكم من أضاحيكم واحرصوا على بعث البسمة على شفاه العابسين والفرحة في أنفس البائسين وعون الفقراء والمحتاجين ، واعلموا انه لا خير في سعادة حولها تعساء ولا في غِنىً حوله فقراء ولا شِبَعٍ حوله الناس جَوْعى .

ولم يعلمنا الإسلام قط الطمع والجشع وإنما من السنة أكل ثلث الأضحية والتصدق بثلثها وإهداء الثلث ، ووسعو على عيالكم وذويكم حتى يحبوا شعائر الله فيكبرون على تعظيمها وإجلالها ...


الدعاء



0 comentarios:

Publicar un comentario