miércoles, 26 de agosto de 2015

حق المسلم على المسلم

0 comentarios

  حق المسلم على المسلم
  

     -  رواه مسلم  أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ) قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ.)

    -  قال الشوكاني رحمه الله : " وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ) أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي تَرْكُهُ وَيَكُونُ فِعْلُهُ إمَّا وَاجِبًا أَوْ مَنْدُوبًا نَدْبًا مُؤَكَّدًا شَبِيهًا بِالْوَاجِبِ الَّذِي لَا يَنْبَغِي تَرْكُهُ، وَيَكُونُ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْمَعْنَيَيْنِ مِنْ بَابِ اسْتِعْمَالِ الْمُشْتَرَكِ فِي مَعْنَيَيْهِ، فَإِنَّ الْحَقَّ يُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى الْوَاجِبِ، كَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، وَكَذَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى الثَّابِتِ وَمَعْنَى اللَّازِمِ وَمَعْنَى الصِّدْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: الْمُرَادُ بِالْحَقِّ هُنَا الْحُرْمَةُ وَالصُّحْبَةُ." انتهى من " نيل الأوطار" (4/21.)

·        أي حق الحرمة والصحبة، والحق يعم وجوب العين والكفاية والندب.

1.    إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ

- وقال عمار بن ياسر رضي الله عنهما :( ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسه ، وبذل السلام للعالم ، والإنفاق من الإقتار). 

  - ومما ورد في ذم من ترك التسليم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أبخل الناس من بخل بالسلام) (عزاه في غذاء الألباب 1/276 للطبراني في الأوسط

حكم السلام ورده :

  - ذهب جمهور العلماء إلى أن الابتداء بالسلام سنة مؤكدة, وهذا هو المشهور حتى لا يكاد يعرف الكثير من الناس غيره ...

   - ونقل ابن مفلح عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن ابتداء السلام واجب في أحد القولين في مذهب أحمد ، وهو ظاهر ما نقل عن الظاهرية .

·أما عند المالكية ( في غير المشهور ) أن الابتداء بالسلام من الواحد فرض 

            - وقال ابن العربي: السلام فرض مع المعرفة ، سنة مع الجهالة 

وعلى قول الجمهور هو سنة على الكفاية

أما ردّه فقد أجمع العلماء على وجوبه:

  - ويدل عليه قوله تعالى : { وإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} والأمر للوجوب فهو واجب عينًا على المسلَّم عليه إذا كان واحدًا
             *  وواجب على الكفاية إذا كانوا مجموعة، وإن ردوا جميعًا فهو أفضل.

     -  قال المناوي : فإن الرجل المسلم إذا مر عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام ، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب وهم الملائكة الكرام . [ فيض القدير ج: 4 ص: 151 ] .

كيفيته :

      - السلام أن يقول المسلِّم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهذا السلام الكامل, وأقلّه: السلام عليكم.

-  قوله تعالى : " فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة " [ النور61 ] ، وقوله تعالى : " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " [ النساء 86 ] .

وفي السلام أجر عظيم وخير كثير, فإذا أُلقي كاملًا كان لملقيه ثلاثون حسنة, وإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله؛ كان له عشرون حسنة, وإذا ألقي بالأقل كان له عشر حسنات..

 - روى أبو داود والترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم, فَرَدَّ عليه، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشر» ثم جاء رجل آخر, فقال: السلام عليكم ورحمة الله, فرد عليه, ثم جلس, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشرون» ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، وجلس، فقال: «ثلاثون»

ويدخل في السلام المصافحة فقد حبب إليها الرسول عليه الصلاة السلام.

-  فعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا) أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن انظر صحيح الجامع للألباني.

2.    وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ.

  -عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ, فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ وَإِنْ شَاءَ تَرَك) أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود في سننه(

 -عن عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عُمَرَ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ, وَمَنْ دَخَلَ عَلَى غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا

وقد قسم العلماء الدعوة التي أُمر المسلم بإجابتها إلى قسمين :

 -  الأول : الدعوة إلى وليمة العرس ، فجماهير العلماء على وجوب إجابتها إلا لعذر شرعي ، وسيأتي ذكر بعض هذه الأعذار ـ إن شاء الله ـ .والدليل على وجوب الإجابة ما رواه البخاري (4779) ومسلم (2585 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ "

  -  الثاني : الدعوة لغير وليمة العرس على اختلاف أنواعها ، فجماهير العلماء يرون أن إجابتها مستحبة ، ولم يخالف إلا بعض الشافعية والظاهرية ، فأوجبوها ، ولو قيل بتأكد استحباب الإجابة لكان قريبا .والله أعلم .

لكن العلماء اشترطوا شروطا لإجابة الدعوة

 فإذا لم تتحقق هذه الشروط لم يكن حضور الدعوة واجبا ولا مستحبا ، بل قد يحرم الحضور ، وقد لخص هذه الشروط الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فقال :

1-   ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة ، فإن كان هناك منكر وهو يستطيع إزالته وجب عليه الحضور لسببين : إجابة الدعوة ، وتغيير المنكر ، وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور .

2-   أن يكون الداعي للوليمة ممن لا يجب هجره أو يُسنّ . [ كأن يكون مجاهرا بفسق أو معصية ، وهجره قد ينفع في توبته من ذلك ]

3 -  أن يكون الداعي مسلما ، وإلا لم تجب إجابته لقوله صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم .. "

4-  أن يكون طعام الوليمة مباحا ، يجوز أكله .

5-  أن لا تتضمن إجابة الدعوة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها فإن تضمن ذلك حرمت الإجابة .

6-  أن لا تتضمن ضررا على المجيب مثل أن يحتاج إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم ، أو نحو ذلك من أنواع الضرر . ( القول المفيد 3 / 111 بتصرف ) .

·        وزاد بعض العلماء :

7-   أن يخص الداعي المدعو بالدعوة ، بخلاف ما لو دعا الحاضرين  في مجلس عام لحضور وليمته ، وهو أحد هؤلاء ، فلا يلزمه الحضور عند الأكثر .

وللإجابة خمسة آداب :[1]

الأول: أن لا يميز الغني بالإجابة عن الفقير فذلك هو التكبر المنهي عنه .

   * ولأجل ذلك امتنع بعضهم عن أصل الإجابة وقال انتظار المرقة ذل.

       -  وقال آخر إذا وضعت يدي في قصعة غيري فقد ذلت له رقبتي

وهذا يختلف باختلاف الحال فمن ظن به أنه يستثقل الإطعام وإنما يفعل ذلك مباهاة أو تكلفا فليس من السنة إجابته

     -  وللعقيلي في الضعفاء نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن طعام المتباهيين والمتباريان المتعارضان بفعلهما للمباهاة والرياء

     -  وقال بعضهم :  لا تجب إلا دعوة من يرى أنك أكلت رزقك وأنه سلم إليك وديعة كانت لك عنده ويرى لك الفضل عليه في قبول تلك الوديعة منه

** ومن المتكبرين من يجيب الأغنياء دون الفقراء وهو خلاف السنة **

     - كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجيب دعوة العبد ودعوة المسكين .

الثاني :  أنه لا ينبغي أن يمتنع عن الإجابة لبعد المسافة كما لا يمتنع لفقر الداعي وعدم جاهه بل كل مسافة يمكن احتمالها في العادة لا ينبغي أن يمتنع لآجل ذلك

   - يقال في التوراة أو بعض الكتب سر ميلا عد مريضا سر ميلين شيع جنازة سر ثلاثة أميال أجب دعوة سر أربعة أميال زر أخا في الله

الثالث :  أن لا يمتنع لكونه صائما بل يحضر فإن كان يسر أخاه إفطاره فليفطر وليحتسب في إفطاره بنية إدخال السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم وأفضل وذلك في صوم التطوع وإن لم يتحقق سرور قلبه فليصدقه بالظاهر وليفطر.

   -  وفي حديث أبي سعيد الخدري صنعت لرسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما وأتاني هو وأصحابه فلما وضع الطعام قال رجل من القوم إني صائم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعاكم أخوكم وتكلف لكم وتقول إني صائم ؟!

ومهما لم يفطر فضيافته الطيب والمجمرة والحديث الطيب وقد قيل الكحل والدهن أحد القراءين

الرابع : أن يمتنع من الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة أو الموضع أو البساط المفروش من غير حلال أو كان يقام في الموضع منكر من فرش ديباج أو إناء فضة أو تصوير حيوان على سقف أو حائط أو سماع شيء من المزامير والملاهي أو التشاغل بنوع من اللهو والعزف والهزل واللعب واستماع الغيبة والنميمة والزور والبهتان والكذب وشبه ذلك مما يمنع الإجابة واستحبابها ويوجب تحريمها أو كراهيتها وكذلك إذا كان الداعي ظالما أو مبتدعا أو فاسقا أو شريرا أو متكلفا طلبا للمباهاة والفخر ..

الخامس : أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن فيكون عاملا في أبواب الدنيا بل يحسن نيته ليصير بالإجابة عاملا للآخرة.  وذلك بأن تكون نيته الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله لو دعيت إلى كراع لأجبت وينوى الحذر من معصية الله تعالى لقوله صلى الله عليه و سلم من لم يجب الداعي فقد عصى الله ورسوله

أما الدعوة فينبغي للداعي أن يعمد بدعوته الأتقياء دون الفساق

  -   قال صلى الله عليه و سلم في دعائه لبعض من دعا له أكل طعامك الأبرار

   وقال صلى الله عليه و سلم لا تأكل إلا طعام تقي ولا يأكل طعامك إلا تقي

فإطعام التقي إعانة على الطاعة وإطعام الفاسق تقوية على الفسق


   -  قال رجل خياط لابن المبارك أنا أخيط ثياب السلاطين فهل تخاف أن أكون من أعوان الظلمة قال لا إنما أعوان الظلمة من يبيع منك الخيط والإبرة أما أنت فمن الظلمة نفسهم.

            -  وقال صلى الله عليه و سلم شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء دون الفقراء.

  *  وينبغي أن لا يهمل أقاربه في ضيافته فإن إهمالهم إيحاش وقطع رحم
  *  وكذلك يراعي الترتيب في أصدقائه ومعارفه فإن في تخصيص البعض إيحاشا لقلوب الباقين
  *  وينبغي أن لا يقصد بدعوته المباهاة والتفاخر بل استمالة قلوب الإخوان والتسنن بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم في إطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب المؤمنين
  *  وينبغي أن لا يدعو من يعلم أنه يشق عليه الإجابة وإذا حضر تأذى بالحاضرين بسبب من الأسباب .

3.    وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ

 أخاك المسلم له عليك حق النصيحة، وواجبٌ عليك أن تشير عليه ما أنت صانعٌ لنفسك في كل مجالات الحياة، وما لم تكن كذلك فلست مسلماً.
·        من استنصح أخاه فلا بد أن يجتهد في اختيار الأصلح والأنسب له كما يجتهد الإنسان في قضاء حوائجه ومصالحه لنفسه

النصح يشمل كل ما من شأنه أن يرفع من قدر أخيك المسلم سواء أكانت في الأمور الدنيوية أو الأمور الآخروية سواء أكانت في شخصه هو أو في تعامله مع الآخرين أو في المجتمع من حوله

أي: إذا استشارك في عمل من الأعمال: هل يعمله أم لا، فانصح له بما تحبُّه لنفسك. فإن كان العمل نافعًا من كلِّ وجه، فحثه على فعله، وإن كان مضرًّا، فحذره منه، وإن احتوى على نفع وضرر، فاشرح له ذلك، ووازن بين المصالح والمفاسد. وكذلك إذا شاورك على معاملة أحد من الناس، أو تزويجه، أو التزوج منه، فابذل له محض نصيحتك، وأعمل له من الرأي ما تعمله لنفسك، وإيَّاك أن تغشه في شيء من ذلك. فمن غشَّ المسلمين فليس منهم، وقد ترك واجب النَّصِيحَة. وهذه النَّصِيحَة واجبة مطلقًا، ولكنها تتأكد إذا استنصحك، وطلب منك الرأي النَّافع، ولهذا قيده في هذه الحالة التي تتأكد) 


·        المسلم عين المسلم ومرآته
لا يغدر به  ولا يخونه  ولا يسلمه


-   وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قا ل: المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه)

-  وفي بعض الأحاديث : (( إنَّ من حقِّ المسلم على المسلم أنْ ينصحَ له إذا غابَ )  أخرجه : أحمد 2/321 ، والترمذي ( 2737 ) ، والنسائي 4/53 وفي " الكبرى " ، له

ومعنى ذلك : أنَّه إذا ذكر في غيبه بالسوء أنْ ينصره ، ويرد عنه ، وإذا رأى من يريد أذاه في غيبه ، كفه عن ذلك ، فإنَّ النصح في الغيب يدلُّ على صدق النصح، فإنَّه قد يظهر النصحَ في حضوره تملقاً، ويغشه في غيبه .

·        وبين النصيحة والغيبة (فقط الجرأة)

والنصح دلالة على حبك لأخيك ودلالة الإخلاص له

 قال الفضيل رحمه الله: "الحبُّ أفضل من الخَوف، ألا ترى إذا كان لك عبدان مملوكان أحدُهما يحبّك والآخر يخافك، فالذي يحبّك منهما ينصحُك شاهدًا كنتَ أو غائبًا لحبِّه إياك، والذي يخافك عسَى أن ينصحَك إذا شهدتَ لِما يخافك، ويغشّك إذا غبتَ عنه ولا ينصحُك"[3].

فليس من الأخوة والمحبة أن أرى أخي في الله يفعل أمــور أنا اعلم أنها ليست في صالحــه..

لا أين ذهبت الأخوة إذاً ؟ وما نفع الأخ أن تعتبره أخاً لك وهو لا يعينك ولا يدفع عنك السوء أو المضار !

  قال أبي عمرو ابن الصلاح: النصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم، وستر عوراتهم وسد خلاتهم ونصرتهم على أعدائهم والذب عنهم، ومجانبة الفسق والحسد لهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وما شابه ذلك.

  -و يقول محمد بن نصر رحمه الله: أما النصيحة للمسلمين فأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم، ويحزن.
****

  -   قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصيام والصلاة، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة،

   -   وقال أبو بكر المزني: ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء  كان في قلبه، قال ابن علية: الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة لخلقه.
وقال معمر رحمه الله: كان يقال: أنصح الناس لك من خاف الله فيك.

   وقال الحسن: قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله: إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله ويسعون في الأرض بالنصيحة.

·        وقد بذل جميع الرسل النصح الصادق لأقوامهم من كل قلوبهم واجتهدوا في نفعهم وهدايتهم وإرشادهم

-         قال نوح لقومه: وأنصح لكم .
-         وقال هود لقومه: وأنا لكم ناصح أمين .
-         وقال صالح: ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين .
-         وقال شعيب لقومه بعدما هلكوا: لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين .

ولن يسأَمَ المحبون من طول اجتهادهم لله - عز وجل - ، يحبُّونه ويُحِبُّونَ ذكره ، ويُحبِّبونه إلى خلقه ، يمشون بَيْنَ عباده بالنصائح ، ويخافون عليهم من أعمالهم يومَ تبدو الفضائح ، أولئك أولياءُ الله وأحبَّاؤه وأهلُ((1)) صفوته ، أولئك الذين لا راحةَ لهم دونَ لقائه . ابن رجب في الجامع عن بعضهم


·        تاريخ المسلمين حافل بالنصائح المشرقة والصادقة حتى مع أشد الجهات خطرا وتقبلا للنصيحة. (وهم الحكام)

وقد كان لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم مواقف إيمانية عظيمة في نصح الحكام لا تأخذهم في الله لومة لائم وهذه نماذج منها:
-   دخل محمد بن سيرين على ابن هُبيرة أمير البصرة فقال لابن سيرين: ماذا رأيت مذ قربت من بابنا؟ قال: رأيت ظلماً فاشياً، فغمزه ابن أخيه، فقال: إنك لست تُسأل، ولكن أنا أُسأل، فلما انصرف أرسل إليه الأمير بثلاثة آلاف فلم يأخذها.
-   ودخل سفيان الثوري على الخليفة المهدي فنصحه وأغلظ له في القول فقال له وزير المهدي: تكلم أمير المؤمنين بمثل هذا؟ فقال له سفيان: اسكت ما أهلك فرعون إلا هامان، فلما ولّى سفيان قال الوزير للمهدي: أتأذن لي أن أضرب عنقه؟ فقال له: اسكت، ما بقي على وجه الأرض من يُستحيا منه غير هذا.

-   وكان الإمام النووي رحمه الله كثيراً ما ينصح الظاهر بيبرس وكان الظاهر يقول: إني أخاف من هذا الرجل، إذا رأيته كأني رأيت سَبُعاً.

-   وخرج السلطان أيوب في يوم عيد في عساكر وأبهة والأمراء يقبلون الأرض بين يديه فرآه العز بن عبد السلام فقال: يا أيوب ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك ملك مصر، ثم تبيح الخمور؟ فقال: هل جرى هذا، قال: نعم، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور فقال السلطان: يا سيدي هذا ما أنا عملته هذا من زمان أبي فقال العز: أنت من الذين يقولون:  إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون  [الزخرف]. فأمر السلطان بإبطال تلك الحانة، فقيل للعز بن عبد السلام: أما خفته؟ فقال: استحضرت هيبة الله تعالى، فكان السلطان في عيني كالقط.


    - اذكر الإمام الغزالي في الإحياء "أن هشام بن عبد الملك: قدم حاجا إلى مكة فلما دخلها قال: ائتوني برجل من الصحابة، فقيل: يا أمير المؤمنين قد تفانوا، فقال: من التابعين فأتي بطاوس اليماني، فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه، ولم يسلم عليه بإمرة المومنين، ولكن قال: السلام عليك يا هشام، ولم يكنه، وجلس بإزائه وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبا شديدا حتى هم بقتله، قيل له أنت في حرم الله وحرم رسوله ولا يمكن ذلك، فقال: يا طاوس ما الذي حملك على ما صنعت، قال: وما الذي صنعت؟ فازداد غضبا وغيظا. قال: خلعت نعليك بحاشية بساطي، ولم تسلم علي بإمرة المومنين، ولم تكنني، وجلست بإزائي بغير إذني، وقلت: كيف أنت يا هشام؟
ترى كيف سيكون هذا العالم التابعي الذي رفض بموقفه هذا التاريخي الأصيل أن ينساق مع تيار التمويه وثقافة التزييف وطقوس التضليل.
قال الإمام طاوس: "أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك، فإني أخلعهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات، ولا يعاقبني، ولا يغضب علي، وأما قولك لم تسلم عليَّ بإمرة المومنين، فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب، أما قولك لم تكنني، فإن الله سمى أنبياءه وأولياءه فقال: يا يحيى يا عيسى، وكنى أعداءه فقال تبت يدا أبي لهب، وأما قولك جلست بإزائي، فإني سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول: (إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار، فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام). فقال له هشام: عظني، فقال: سمعت من أمير المومنين علي رضي الله عنه يقول: إن في جهنم حيات كالقلال، وعقارب كالبغال، تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته، ثم قام وهرب"(3).


ورغم محاولة القتل وإظهار الغضب، جاءت أجوبة التابعي الرباني الناصح الأمين لتفحم الملك الغارق في أوهام العض وتثبت له زيف وكذب ما كان يظن أنه الحق وتؤكد للجميع أصالة موقف طاوس ومشروعيته.

-  ومع سفيان الثوري نموذجا  فيروي عن نفسه رضي الله عنه قال: "أدخلت على أبي جعفر المنصور بمنى، فقال لي: ارفع إلينا حاجتك، فقلت له: اتق الله فقد ملأت الأرض ظلما وجورا، قال فطأطأ رأسه، ثم رفعه، فقال: ارفع إلينا حاجتك، فقلت: إنما أنزلت هذه المنزلة بسيوف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعا، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم، فطأطأ رأسه، ثم رفعه فقال: ارفع إلينا حاجتك، فقلت: حج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لخازنه: كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر درهما وأرى ههنا أموالا لا تطيق الجمال حملها، وخرج"

-  قال الإمام الغزالي معلقا على هذه النماذج من العلماء الناصحين "فهكذا كانوا يدخلون على السلاطين إذا ألزموا، وكانوا يغررون بأرواحهم للانتقام لله من ظلمهم".

4.    اللَّهَ فَشِّمتْهُ

  -  وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ بِوُجُوبِهِ عَلَى الْكِفَايَةِ . وَنُقِلَ عَنِ الْبَيَانِ أَنَّ الأَشْهَرَ أَنَّهُ فَرْضُ عَيْنٍ ، لِحَدِيثِ " كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ " انتهى.

·        وأظهر الأقوال أنه واجب على من سمع حمد العاطس لله ؛

 -  لما رواه البخاري (6223) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ )

·        ومن آدابها :

   -   مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ أَبِي أَيُّوب . أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا عَطَسَ أَحَدكُمْ فَلْيَقُلْ : الْحَمْد لِلَّهِ , وَلْيَقُلْ : عَلَى كُلّ حَال , وَلْيَقُلْ الَّذِي يَرُدّ عَلَيْهِ يَرْحَمك اللَّه , وَلْيَقُلْ هُوَ : يَهْدِيكُمْ اللَّه وَيُصْلِح بَالكُمْ " . 

-       وإذا عطس فوق ثلاث فلا يشمته

-  لما روى مالك في الموطإ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن عطس فشمته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فشمته، ثم إن عطس فقل إنك مضنوك.(مزكوم) قال عبد الله بن أبي بكر: لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة .
-       ويكفي تشميت الواحد عن الجماعة كرد السلام ،
-       ويشمت قارئ القرآن ولا يجوز التشميت أثناء استماع خطبة الجمعة و كذلك إذا كان الإنسان مشغولا بالصلاة .
-  وقال النفراوي في الفواكه الدواني وهو مالكي: لأن من في صلاة لا يجوز له تشميت العاطس، بل لو قال المصلي للعاطس يرحمك الله عمداً أو جهلاً بطلت صلاته. انتهى.
-       ولا بأس بتشميت الرجل للمرأة والمرأة للرجل إذا أمنت الفتنة
-       وإذا عطس الطفل الصغير دعى له بالبركة والصلاح، ونحو ذلك. ولو لم يحمد الله مثل: بارك الله فيك.
-       ويشمت الكافر بالهداية والصلاح.
- فقد ثبت : أنه كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله، فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم (رواه أحمد)
-       والسنة أن يضع العاطس يده أو ثوبه أو نحوه على فمه وأن يخفض صوته

- لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته } رواه أبو داود والترمذي , وقال : حديث حسن صحيح .

·        الحكمة من هذا :

  - أما تخصيص العاطس بالحمد ، فقد قال العلامة الحليمي : الحكمة فيه أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ، الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس ، وبسلامته تسلم الأعضاء، فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة ، فناسب أن تقابل بالحمد لله ، لما فيه من الإقرار لله بالخلق والقدرة، وإضافة الخلق إليه لا إلى الطبائع " اهـ

 -  وأما قول السامع : يرحمك الله ، فقد أكد القاضي ابن العربي في ذلك: أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق ونحوه، فكأنه إذا قيل له : يرحمك الله ، كان معناه : أعطاك الله رحمة يرجع بها بدنك إلى حاله قبل العطاس ، ويقيم على حاله من غير تغيير .اهـ.

 -  وقال ابن أبي جمرة في شرح العطاس : وفيه إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطاس . ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه ، ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير ، وشرع هذه النعم المتواليات ، في زمن يسير فضلا منه وإحسانًا الخ ( انظر: فتح الباري " المذكور سابقًا". )


تخرج من فم الإنسان ما يقارب الـ 100 ألف جرثومة بسرعة 160 كم/الساعة، ما يعني أن العطسة تحتاج لطاقة ومساحة لإخراجها، وتخرج من الأنف لأنّ تجويفات الأنف ليست كبيرة بما يكفي.

أمّا محاولة السّيطرة على العُطاس ومنعه، فهذا يعني عرقلة العمل الدّفاعي لطرد الجُثيمات الغريبة، وبالتالي يتسبّب العُطاس بضغوطات عالية في الخطوط الجويّة الدّاخليّة للجسم والتي تؤدّي بدورها إلى مشاكل صحيّة كفقدان السّمع وإجبار دخول الهواء في العين والدّماغ وتمزّق الأوعية الدمويّة أو حتّى كسر ضلع لا قدر الله.

لذا فإن محاولة حبس العطاس و التحكّم، ليس صحياً أبداً، ويجب استبدال هذه العملية بتغطية الأنف والفم عند العطاس طرداً للإحراج ومنعاً للجراثيم من الإنتقال.


5.    وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ   . [2]

لذا كان من أدب السلف ـ رضوان الله عليهم ـ إذا فقدوا أحداً من إخوانهم سألوا عنه، فإن كان غائباً دعوا له، وخلفوه خيراً في أهله، وإن كان حاضراً زاروه، وإن كان مريضاً عادوه.

  -يقول الأعمش رحمه الله: كنا نقعد في المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضاً عدناه.

   -  فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عودوا المريض, وأطعموا الجائع, وفُكّوا العاني) البخاري عن أبي موسى .

   -  ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي: ( يابن آدم مرضتُ فلم تَعُدني! قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده! أما علمت أنك لو عُدتَه لوجدتني عنده؟.. الحديث) رواه مسلم عن أبي هريرة.

  وقد رغَّبّ صلى الله عليه وسلم في زيارة المريض لما يترتب عليه من أجر وفضيلة عظيمة.

    -  فعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع) قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال:(جناها) مسلم.

-     فعنْ أَبِي فَاخِتَةَ ، قَالَ : أَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِي ، قَالَ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ ، فَوَجَدْنَا عِنْدَهُ أَبَا مُوسَى ، فَقَالَ عَلِيٌّ ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَعَائِدًا جِئْتَ ، يَا أَبَا مُوسَى ، أَمْ زَائِرًا ؟ فَقَالَ : لاَ ، بَلْ عَائِدًا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:مَامِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً ، إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً ، إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ. أخرجه أحمد 1/91 (702) و"التِّرمِذي" 969.

     -  عَنْ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ الْمَكَانَ بَعِيدٌ ، وَنَحْنُ يُعْجِبُنَا أَنْ نَعُودَكَ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:أَيُّمَا رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا ، فَإِنَّمَا يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ ، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذَا لِلصَّحِيحِ الَّذِي يَعُودُ الْمَرِيضَ ، فَالْمَرِيضُ مَا لَهُ ؟ قَالَ : تُحَطُّ عَنْهُ ذُنُوبُهُ.أخرجه أحمد 3/174(12813)

    - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا . قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا . قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً . قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا . قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا . قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا . قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا . قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّة.


ما الحكمة من زيارة المريض :

وعيادة المريض يشعر المريض عند مرضه بروح الأخوة الإسلامية , فيكون ذلك سبباً في تخفيف آلامه وأحزانه ، وتعوضه بعض ما حرمه من القوة والصحة .

المقصود من العيادة حصول التسلي والاشتغال بالأصحاب والأحباب حالة التخلي ، فإن لقاء الخليل شفاء العليل ، مع ما فيه من التوجه إلى الجناب العلي ، والتضرع بالدعاء الجلي والخفي ، ولما كان ليل الشتاء ونهار الصيف طويلا ناسب أن يشغلوه عما فيه من الألم ، ويخففوا عنه حمل السقم بالحضور بين يديه والتأنس بالكلام والدعاء والتنفيس لديه . وهذا أمر مشاهد من ابتلي به ، لا يخفى عليه . [3]


معرفة نعمة الله عليك

-  روي أن رجلا جاء إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقال يا أم المؤمنين إن بي داء فهل عندك دواء قالت وما داؤك قال القسوة قالت بئس الداء داؤك عد المرضى واشهد الجنائز وتوقع الموت . ابن الجوزي : بستان الواعظين ورياض السامعين 146. 

-  وقال أحد العلماء : زر السجن مرة في العمر لتعرف فضل الله عليك في الحرية ،زر المحكمة مرة في العام لتعرف -فضل الله عليك في حسن الخُلق ، زر المستشفى مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والعافية ،زر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة ، زر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل ،زر ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة .

     -  المسلم يبقى متصلا بمختلف الظواهر التي تذكره بنعم الله عليه وبانتقاله الى الدار الآخرة ...بخلاف العقليات المادية فإنهم يتنافسون في إخفاء الموت عن الناس وأعراضه وينأى المادي بنفسه عن مواطن المرض حتى لا يتذكر الموت ومفارقة الدنيا.

     -   نحن المسلمون (دولا ومنظمات وأفراد أولى من أن نعود المرضى ونتفقد أحوالهم ونرعى حاجاتهم وعائلاتهم ) خاصة في المناسبات مثل الأعياد وغيرها ، ولقد بات غيرنا من الانجيليين والمنصرين ومؤسسات الصليب الاحمر تقوم بهذا الدور وترعاه أكثر من غيرنا ويستقطبون الناس الى دينهم .. ونحن نرى اللاجئين من دولنا الإسلامية يفرون الى دول أوروبا لطلب الأمان والدواء ولا يقبلون على دول الإسلام لأمها لا تفتح الباب لأحد.

آداب عيادة المريض

ولقد لخص ابن حجر آداب عيادة المريض فقال : فِي الْعِيَادَة أَنْ لَا يُطِيل الْعَائِد عِنْد الْمَرِيض حَتَّى يَضْجَرهُ ، وَأَنْ لَا يَتَكَلَّم عِنْده بِمَا يُزْعِجهُ . وَجُمْلَة آدَاب الْعِيَادَة عَشَرَة أَشْيَاء ، وَمِنْهَا مَا لَا يَخْتَصّ بِالْعِيَادَةِ : أَنْ لَا يُقَابِل الْبَاب عِنْد الِاسْتِئْذَان ، وَأَنْ يَدُقّ الْبَاب بِرِفْقٍ ، وَأَنْ لَا يُبْهِم نَفْسه كَأَنْ يَقُول أَنَا ، وَأَنْ لَا يَحْضُر فِي وَقْت يَكُون غَيْر لَائِق بِالْعِيَادَةِ كَوَقْتِ شُرْب الْمَرِيض الدَّوَاء ، وَأَنْ يُخَفِّف الْجُلُوس ، وَأَنْ يَغُضّ الْبَصَر ، وَيُقَلِّل السُّؤَال ، وَأَنْ يُظْهِر الرِّقَّة ، وَأَنْ يُخْلِص الدُّعَاء ، وَأَنْ يُوَسِّع لِلْمَرِيضِ فِي الْأَمَل ، وَيُشِير عَلَيْهِ بِالصَّبْرِ لِمَا فِيهِ مِنْ جَزِيل الْأَجْر ، وَيُحَذِّرهُ مِنْ الْجَزَع لِمَا فِيهِ مِنْ الْوِزْر . فتح الباري 16/170.

وأخيرا فإن على من يعود مريضاً أن يجعل زيارته له خالصة لوجه الله تعالى فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه سبحانه ؛ وذلك حتى يؤجر من الله على تلك الزيارة وحتى يقبل دعاءه لأخيه .

6.    وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ
وذلك للفضيلة العظيمة المترتبة على اتباع الجنازة.

-  فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان)) قيل: وما القيراطان؟ قال: (مثل الجبلين العظيمين) متفق عليه.

-         بيننا وبينهم الجنائز:

  -  قال الدارقطني : سمعت أبا سهل بن زياد سمعت عبد الله بن أحمد يقول : سمعت أبي يقول : قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز حين تمرّ. 
                                                                         
  وفي تاريخ دمشق أن الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بعث عشرين رجلا فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل ، فحزروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا ، سوى من كان في السفن في الماء .

     وقال ابن كثير أيضا : ولا شك أن جنازة أحمد بن حنبل كانت هائلة عظيمة بسبب كثرة أهل بلده واجتماعهم لذلك وتعظيمهم له ، وأن الدولة كانت تحبّه ، والشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله توفي ببلدة دمشق وأهلها لا يعشرون أهل بغداد حينئذ كثرة ، ولكنهم اجتمعوا لجنازته اجتماعا لو جمعهم سلطان قاهر وديوان حاصر لما بلغوا هذه الكثرة التي اجتمعوها في جنازته وانتهوا إليها ، هذا مع أن الرجل مات بالقلعة محبوسا من جهة السلطان ، وكثير من الفقهاء والفقراء يذكرون عنه للناس أشياء كثيرة مما ينفر منها طباع أهل الأديان فضلا عن أهل الإسلام وهذه كانت جنازته. اهـ

·        ولا شك أن جنائز أهل العِلم لـتُوحي بقدرهم في نفوس الناس . وتُشعر بقدر ما حملوه وما بذلوه .يتجمّع الناس وتزدحم الجموع غير رغبة في دنيا ولا رهبة من سلطان . يودّعون علما غزيراً وتواضعا جـمّـاً بل ويدفنون رجلاً طالما أحبّـته القلوب .

ومما يُستحب أيضاً تَكثير المسلمين على الجنازة لما يحصل للميت من شفاعة بكثرة عدد المصلين.

-  فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ميت يصلي عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مئة كلُهم يشفعون له إلا شُفِّعوا فيه) مسلم.

-  وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفَّعهم الله فيه) مسلم.



Los derechos del musulmán para con su hermano
"Los derechos del musulmán para con su hermano son seis”. Le fue preguntado, "¿Cuáles son éstos?". El Profeta  respondió: "Cuando lo encontréis, saludadlo con el salâm; cuando os invite, aceptad su invitación; cuando busque vuestro consejo, aconsejadlo; cuando estornude y diga Al Hamdulillah, invocad la misericordia de Allah sobre él (diciendo: Yarhamuka Allâh); cuando esté enfermo, visitadlo; y cuando muera, acompañadlo a su tumba".[2]
                                                                                                                   
       I.            Cuando lo encontréis, saludadlo con el salâm
Al-lah ha establecido para nosotros aquello que afirmará nuestra unión y aumentará nuestro amor, y aquello que alejará la enemistad y la división; ¿Cómo es posible que un musulmán se encuentre con su hermano y lo ignore sin saludarlo, sabiendo el gran mérito y recompensa que tiene saludar? Saludar elimina la enemistad y el odio, y genera amor, cariño y hermandad. Respondan al saludo diciendo: “Wa ‘Alaikumu As Salam”, y si agregan: “Wa Rahmatu Lahi Wa Barakatuh” es mucho mejor; y no se limiten solamente a decir: “Ahlan wa Sahlan” (o en español: Hola, ¿qué tal?, saludos, buenas…).


     II.            cuando os invite, aceptad su invitación
Esto significa que cuando te invite con una invitación para alguna comida y bebida, entonces cumple la petición de tu hermano que se ha acercado a tí y te ha honrado con la invitación. Responde a esta invitación (es decir, acéptala), a menos que tengas una excusa. 



-  Abdullah ibn Umar (ra) narra que el Profeta (sws) dijo: ". Quien de vosotros es invitado por su hermano debe aceptar la invitación si se trata de una invitación de boda o algo parecido a ella" [ Muslim].

    III.          Cuando busque vuestro consejo, aconsejadlo
Otro derecho que tiene el musulmán sobre otro musulmán es que cuando pida un consejo se le aconseje, aconsejarle aquello que desearías para ti mismo, pues quien nos engaña no es de los nuestros; si, por ejemplo te 11 pregunta sobre un hombre con el que quiere iniciar una relación comercial o para casarlo con su hija, aconséjale con lo mejor que sabes sobre ese hombre; es decir, si sabes de él lo bueno entonces guíalo hacia él, pero si sabes lo contrario, entonces adviértele, y si no sabes nada sobre él, di: no sé.

   IV.          cuando estornude ...
Otro asunto que conlleva a la unión y al amor es que el Profeta, que la paz y las bendiciones de Al-lah sean con él, legisló que cuando escuchemos a un musulmán estornudar y diga: “Al Hamdulil-lah (Alabado sea Al-lah)”, le digamos: “Iarhamuka Al-lah (que Al-lah sea Misericordioso contigo)”, y que él responda diciendo: “Iahdikumu Lahu wa Iuslihu Balakum (que Al-lah te guíe y resuelva tus asuntos)”.

           V.     cuando esté enfermo, visitadlo

    Cuando la musulmana visita al enfermo no siente simplemente que le está haciendo un favor o que está tratando de ser amable; ella, siente más bien que está cumpliendo con un deber islámico exigido por el Profeta a los musulmanes: "Alimentad al hambriento, visitad al enfermo, y liberad a los prisioneros de guerra".[3]

-  Dijo el Profeta, la paz y las bendiciones de Al-lah sean con él: “Quien visita a su hermano musulmán está recogiendo la cosecha del Paraíso hasta que regrese”; s

- "Allâh  dirá el Día de la Resurrección: '¡Oh, hijo de Âdam! Caí enfermo y no me visitaste'. Él dirá: '¡Oh mi Señor! ¿Cómo podría visitarte si Tú eres el Señor del Universo?'. Él dirá: '¿Acaso no sabías que Mi siervo, fulano de tal, ha caído enfermo y tú no lo visitaste? ¿Acaso no sabías que si lo hubieras visitado, me hubieras encontrado junto a él? ¡

   VI.     cuando muera, acompañadlo a su tumba
"y cuando muere, síguelo (su funeral)." Ya que verdaderamente quienquiera que siga el funeral hasta que la oración sobre el cuerpo del fallecido es realizada, entonces él recibirá un Qiraat de recompensa. (Nota del traductor al inglés: Un Qiraat es una cantidad equivalente al tamaño de la Montaña de Uhud en Madina.) Y si él sigue el cortejo fúnebre hasta que el cuerpo es enterrado, entonces recibirá dos Qiraats de recompensa. Y seguir el cortejo fúnebre contiene (el cumplimiento de) un derecho para Allah, un derecho para el fallecido, y un derecho para los parientes vivos del fallecido. 











[1]  -  إحياء علوم الدين
[2] http://www.nurelislam.com/La-Verdadera-Musulmana-Visita-Al-Enfermo
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=792

    

0 comentarios:

Publicar un comentario