lunes, 4 de mayo de 2015

الاسلام والعيش الكريم

0 comentarios

الإسلام جاء لتحرير الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له

  حق الحياة من فروعه حق تأمين الأرزاق، وأي دعوة إلى الله ينبغي أن ترافقها دعوة إلى العمل دعوة إلى كسب الرزق، دعوة إلى الكفاية، لأن الإنسان كما قال سيدنا علي: كاد الفقر أن يكون كفراً، وطلب الحلال فريضة بعد الفريضة.
وإني أرى الرجل ليس له عمل يسقط من عيني.

-  سيدنا عمر قال لأحد ولاته: ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب، قال الوالي: أقطع يده، فقال عمر: إذاً إذا جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك، إن الله قد استخلفنا على خلقه لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم، فإن وفرنا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك في المعصية.

هل يقدس الإسلام الفقر؟
                                                                                                       
الفقر أيها الأخوة من أقدم المشكلات الإنسانية، والإسلام ينكر أشدّ الإنكار النظرة التقديسية للفقر، بل يجعل الغنى نعمة يمتن الله بها على عباده، ويطالب بشكرها، ويجعل الفقر مشكلة يُستعاذ بالله منها، وهو الذي يقول في القرآن الكريم:

ولذلك جاءت أحاديث بالاقتران بينهما في الاستعاذة، كقوله عليه الصلاة والسلام: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر. [1]

   * الذين يدعون إلى ترك الدّنيا والزهد فيها ليس أقل من أنّهم يخالفون قوله تعالى "وَلَا تَنْسَنَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا" 

    - وقوله تعالى:  قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" .

  والشيطان هو من يدعو الى الفقر !!  قال تعالى فيه: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ".  

هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم فقيرا :

وأذكر هنا قول  الحليمي في المناهي اللفظية: "من تعظيمه  -  صلى الله عليه وسلّم -   أن لا يوصف بما هو عند الله من أوصاف الضعة، فلا يقال كان فقيرا، وأنكر بعضهم إطلاق الزهد عليه".

     *  والله من عليه بأنه قد أغناه :  قال تعالى : ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى﴾ سورة الضحى

     هل توجد آية في القرآن الكريم "ووجدك عائلا فأفقر"؟

ولعل الغنى الذي تعنيه كلمة الغنى في القرآن الكريم أن يكون مستغنياً عن الناس، أن يجد حاجته، أما المفهوم الآخر الذي يُستنبط من الممارسات الخاطئة- وهي الإسراف، والتبذير، والترف، والاستعلاء- فهذه المعاني كلها ليست لها علاقة بموضوع خطبتنا، الغنى أن تكون مستغنياً عن الناس: "اللهم من أحبني فاجعل رزقه كفافاً".

   * النبي صلى الله عليه وآله وسلّم  - لم يكن يعيش عائلا على أحد بل أرسله الله فأغناه ولا هو مدّ يده إلى مال أصحابه أو أمّالمؤمنين خديجة.

-  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:  تَعَوَّذُوا مِنَ الْفَقْرِ ، وَالْقِلَّةِ ، وَالذِّلَّةِ ، وَأَنْ تَظْلِمَ ، أَوْ تُظْلَمَ.[2].
كاد الفقر أن يكون كفرا

الفقر المدقع خطر على العقيدة، ولاسيما إذا كان هذا الفقر المدقع بجانبه ثراء فاحش، وبخاصة إذا كان الفقير هو الساعي والكادح، والمترف هو المتبطل القاعد.


   - ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يقولون: إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكفر: خذني معك.

      *  لكن جاء في أحاديث ضعيفة : كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يسبق القدر.[3]

      *  وفي معجم الطبراني: كاد الحسد أن يسبق القدر، وكادت الحاجة أن تكون كفرا.

-  قال المناوي في فيض القدير: (كاد الفقر) أي الفقر مع الاضطرار إلى ما لا بد منه كما ذكره الغزالي -أن يكون كفرا- أي: قارب أن يوقع في الكفر؛ لأنه يحمل على حسد الأغنياء، والحسد يأكل الحسنات، وعلى التذلل لهم بما يدنس به عرضه ويثلم به دينه، وعلى عدم الرضا بالقضاء وتسخط الرزق، وذلك إن لم يكن كفرا فهو جار إليه، ولذلك استعاذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من الفقر. وقال سفيان الثوري: لأن أجمع عندي أربعين ألف دينار حتى أموت عنها أحب إلي من فقر يوم وذلي في سؤال الناس. قال : ووالله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت ببلية من فقر أو مرض فلعلي أكفر ولا أشعر. فلذلك قال: كاد الفقر أن يكون كفرا؛ لأنه يحمل المرء على ركوب كل صعب وذلول وربما يؤديه إلى الاعتراض على الله والتصرف في ملكه...إلخ.

-          فقد قال لقمان الحكيم لابنه يا بني استغن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال رقة في دينه وضعف في عقله وذهاب مروءته وأعظم من هذه الثلاث استخفاف الناس به .

الفقر مذلة لصاحبه :

     -  شيء آخر: الفقر أيها الأخوة خطر على الأخلاق والسلوك...

      -   وقال أبو الوفا العبدلي :  
يمشي الفقير وكل شيء ضده * * * والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتا وليس بمذنب * * * يرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة * * * خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا عابرا * * * نبحت عليه وكشرت أنيابها

لذلك كان النبي يتعوذ بالله من الدين :

    -   فعنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ:  اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ؟ فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ)[4]
                                     
    -  في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : ( يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ) ، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : ( أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا ، إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ : أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ ) ، قال قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ( قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ ) ، قال ففعلت ذلك ، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني " . [5]

مما يحقق الكرامة والعيش الكريم :

الإكتفاء والاستغناء عن البشر :

    -  وقال الهيثم ربما يبلغني عن الرجل يقع في فأذكر استغنائي عنه فيهون ذلك علي.

                 -  وفى رواية : من جلس إلى غنى فتضعضع له ٬ لدنيا تصيبه ٬ ذهب ثلثا دينه ٬ و دخل النار . (

    -  و فى الحديث عنه صلى الله عليه و سلم : من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا .

  لا تخضعن لمخلوق على طمع       فإن ذلك نقص منك في الدين
لن يقدر العبد أن يعطيك  خردله     إلا بإذن الذي سواك من طين
        فلا تصاحب غنياً تستعن به      وكن عفيفاً وعظم حرمه الدين 
           
   واستغني بالله عن دنيا  الملوك      كما استغني الملوك بدنياهم عن الدين ..
     -  كما قال الشاعر :
    عليه ثياب لو تقاس جميعها *** بفلسٍ لكان الفلس منهن اكثرا
     وفيهن نفس لو تقاس ببعضها *** نفوس الورى كانت أجل وأكبرا

 -   أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام قال: "سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "يا حكيم، هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى". فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبله، فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبي حتى توفي .

حث الاسلام على السعي في  الحلال ولقمة العيال :

فالأنبياء الذين هم أفضل خلق الله قد عملوا فقد عمل ادم بالزراعة, ونوح بالنجارة، وموسى بالرعي، وداود بالحدادة, ومحمد صلى الله عليه وسلم برعي الغنم والتجارة.

    - عن المقدام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)). أخرجه البخاري.

    -   قال تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.

    -   قال الله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(الجمعة).

    -   وقال صلى الله عليه و سلم من طلب الدنيا حلالا وتعففا عن المسئلة وسعيا على عياله وتعطفا على جاره لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر.
                                                                                                                                         
    -  وقال عمر رضي الله عنه لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق يقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة

    -   عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه)). متفق عليه.

    -   فعَنْ كَعْبِ ابْنِ عُجْرَةَ قَالَ : مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ ، فَرَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَلَدِهِ ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :« إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ »

  -  قال محمد بن ثور: كان سفيان الثوري يمر بنا ونحن جلوس في المسجد الحرام فيقول: ما يجلسكم ، فنقول : ماذا نصنع؟ فكان يقول: اطلبوا من فضل الله ولا تكونوا عيالاً على المسلمين.
                                                                                                                                                                   
 -  وكان سفيان رحمه الله يعتني بماله, جاءه يوماً طالب علم يسأله عن مسألة وهو يبيع ويشتري، وألح في المسألة ، فقال له سفيان: يا هذا اسكت فإن قلبي عند دراهمي

    -  وروي أن الأوزاعي لقي إبراهيم بن أدهم رحمهم الله وعلى عنقه حزمة حطب فقال له يا أبا إسحق إلى متى هذا إخوانك يكفونك فقال دعني عن هذا يا أبا عمرو فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة .

   -  وكان أيوب السختياني يقول: الزم سوقك فإنك لا تزال كريماً مالم تحتج إلى أحد.

·        التعفف من المسألة :
                                                                                     
هناك الكثيرُ مِمَّن لا يحفظون ماء وجوههم عن السؤال بدَعْوى الاحتياج، مع أنَّهم ليسوا بتلك الدرجة من الاحتياج، التي تجعلهم يقفون صُفُوفًا ولساعات طوال أمام أبواب مَن يتَسَوَّلُون رضاه وماله، يتمَلَّقون ويتَصَنَّعون، ويتَحَمَّلون ما لا يُحتمل منَ المهانة والإذلال؛ طمعًا فيما يستزيدون به مِن مباهج الدنيا ولذائذها، ولو بهدر الكرامة.

    -  وروي أن عيسى عليه السلام رأى رجلا فقال ما تصنع قال أتعبد قال من يعولك قال أخي  قال أخوك أعبد منك.
                                                                                                                                                                                    
           *  وقال من فتح على نفسه بابا من السؤال فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر.

     -  وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ينادي مناد يوم القيامة أين بغضاء الله في أرضه فيقوم سؤال المساجد

فهذه مذمة الشرع للسؤال والاتكال على كفاية الأغيار...

  - مع أن الله تعالى امْتَدَح مَن يتعَفَّفُون عن السؤال رغم الحاجة؛ فقال: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273].
   - وفي نكتة : ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله، فقال الأعرابيّ: والله ليس عندي ما أعطيه للغير.. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ! فقال السائل: أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة؟ فقال الأعرابيّ: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا.
فكيف بِمَنْ يسأل لغير حاجة، ودون أسباب، ويقف على موصد الأبواب، ويبيت على الأعتاب؛ انتظارًا للجواب؟! أو يجول في الطرُقات يسأل كلَّ مَن مرَّ به، ويمد يده التي لَم يعد يمنعها الحياءُ منَ الانبساط لكل مارٍّ؛ فمن معطٍ، ومن مانع، ومن متفضلٍ، ومن مُذِلٍّ؟! وقد شغلتْه الحياة، يجوبها طولاً وعرْضًا؛ بحثًا فيها عما يرفعه، فشغلتْه عن الآخرة، فلم يرتفعْ لا في الأولى، ولا في الأخرى.
 
محاربة الظواهر التي تخلق الفوارق وتستعبد البشر :

·        تحريم المعاملات الربوية :

   وقد جاء وقلوب الناس فارغة من معاني الرحمة والتعاون؛ يأكل قويُّهم ضعيفَهم، ويستغل غنيُّهم فقيرهم، ولا فضل للغني سوى أنه ذو مالٍ، ولا ذنب للفقير سوى أن ظروف حياته لم تهيِّئ له مواد الغنى وسُبل الكسْب، وفي هذا الجو المُظلم تفتَّق جَشَعُ الأغنياء عن هذه المعاملة، وتقاضَوا ممن يُداينونهم بقرضٍ أو ثمنٍ - في مقابلة تأجيل القضاء - زيادةً عن رؤوس أموالهم، واتَّخذوا ذلك سبيلاً لجمْع الأموال وتكديسها من دماء المحتاجين، وبذلك نشأت الرأسمالية الطاغية، فمزَّقت الإنسانية، وجعَلت أفرادها أشبه بحيوان الغاب؛ الغني يَطمع، فيَفترس الفقير، والفقير يَحقد، فيَفترس الغني، ولكلٍّ سلاحه الذي يَقتل به أخاه.

·        تحريم الإسلام للاستغلال و اللاحتكار :

وليس للمسلم أن يحتكر الطعام ونحوه مما يحتاج إليه الناس رغبة في أن يبيعه بأضعاف ثمنه.
                                                                                                                                                                
   -   وفي الحديث الصحيح: "لا يحتكر إلا خاطئ" أي آثم. كما قال تعالى: (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين).

  *     ومن المعلوم أن التعامل مع المال تشمله خمس قواعد هي أصول التعامل معه: وقد بينها الله في قصة قارون. فإن أصحابه عند ما خرج عليهم في زينته قالوا له: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}، وهذه القاعدة الأولى.
ثم قالوا: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} وهذه القاعدة الثانية.
ثم قالوا: {ولا تنسَ نصيبك من الدنيا} وهذه الثالثة.
ثم قالوا: {وأحسن كما أحسن الله إليك} وهذه الرابعة.
ثم قالوا: {ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين} وهذه القاعدة الخامسة.
·        التحذير من أكل حقوق العمال:  

  -  قال الله:  ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: (( رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره)) .

El derecho del trabajador en el islam:

1.- Quien medita las aleyas del Noble Qur´an, se dará cuenta de que el Islam incita e impulsa a sus seguidores a trabajar, ya que el  trabajo es la vida y es la dignidad del cada ser humano.
                                                                                                                                      
El Libro Sagrado relaciona en muchísimas aleyas la creencia con el obrar bien . Es indudable que el obrar bien abarca todo trabajo, religioso o profano, que se hace en pro de la humanidad.

-   Es una cuestión que se manifiesta claramente en el Qur´an .Y diles, !OH Profeta!: -“¡Obrad!” Y Dios contemplará vuestras obras, como [lo hará] Su Enviado, y los creyentes.

Incita a los musulmanes a trabajar si quieren hasta en los viernes, día de descanso para ello, y facilidad para ello:
-Una vez concluido el azalat (del viernes) repartíos por la tierra y buscad el favor de Dios.
(Qur´an 62:10) .

       Por su parte, el Profeta incita al hombre que trabaje hasta el último momento de su vida:

     -   Si llega la Resurrección teniendo alguien de vosotros un vástago de palmera, que la plante si puede
.(Ahmad T.3 184) 

Ha rechazado que algunos permanezcan en la mezquita, sin trabajo, adorando a Dios y que los mantengan otros; ha y ha afirmado que la mano que trabaja es más amada por Dios y Su Mensajero.

     3-  Según el Qur´an, el Profeta era un ejemplo en confiarse en Dios (Sura 33, vers. 21), pero antes, trabajaba ,planteaba, meditaba y seguía los motivos.

    Confiarse en Dios, pues, no significa dejar de trabajar y de no tomar las medidas, sino es un impulso espiritual que da al hombre más capacidad de enfrentarse con los problemas y pasar las dificultades, es decir es una fuerza positiva y no negativa.

    Todos los profetas de Dios han trabajado en el Pastoreo, unos de la Pesca, otros eran costureros y carpinteros
                                                                                                                                                                                                                   
El derecho del trabajador en el islam:

Sin embargo, hay derechos para el trabajador. Los más importantes son:

        1.- Pagarle su sueldo correspondiente al trabajo realizado por él justamente sin demora ninguna; dijo el Profeta, la paz sea con él:  
«Dad al trabajador su merecido antes de que se le seque el sudor de su frente. »  

       2.- Asegurarle vida digna, que corresponda al esfuerzo realizado.  

       3.- Otorgarle la categoría merecida en la sociedad.  

       4.- Protegerle de cualquier fraude o despotismo.
-   Dice un hadiz qudsí que Dios Altísimo dijo:   «Tres personas soy su enemigo el día de la resurrección: un hombre dio en Nombre Mío y traiciona; un hombre vendió a un hombre libre y cobró su precio, y el tercer hace trabajar a otro, éste cumple su trabajo y el primero no le paga su merecido.»17







[1]   رواه أبو داود وأحمد
[2]   أخرجه أحمد و/ النَّسائي.
[3]   ضعفه الألباني.
[4]   متفق عليه
[5]   رواه أبو داود (1555)، وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح وضعيف سنن أبي داود"

[6]  وفي رواية لمسلمٍ رضي اللَّه عنه
[7]  دِيثُ جَابِرٍ هَذَا ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، لَكِنَّ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَصَحَّحَهُ .
[8]   رواه مسلم .                                                               
[9] - المتوفى سنة: 456هـ - في موسوعته الفقهية "المحلى"

0 comentarios:

Publicar un comentario