sábado, 25 de abril de 2015

خصلة العلم - قيمة العلم في الإسلام

0 comentarios

إقرأ كانت البداية :

أول مرَّة عمل على رسول الله   على إظهار أن هذا الدين الجديد (الإسلام) دينٌ يقوم على العلم ويرفض الضلالات والأوهام جملةً وتفصيلاً؛ حيث نزل الوحي أوَّل ما نزل بخمس آيات تتحدَّث حول قضية واحدة تقريبًا، وهي قضية العلم،

  - قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ  [العلق: 1-5


 إن هذا النزول الأوَّل بهذه الكيفيَّة ليُعَدُّ عجيبًا؛ وذلك من عِدَّة وجوه:

          *  فهو عجيب لأن الله   قد اختار موضوعًا معيَّنًا من آلاف المواضيع التي يتضمَّنها القرآن الكريم وبدأ به، مع أن الرسول   الذي يتنزل عليه القرآن أُمِّيٌ لا يقرأ ولا يكتب، فكان واضحًا أن هذا الموضوع الأوَّل هو مِفتاح فَهْمِ هذا الدِّين، ومفتاح فهم هذه الدنيا، بل وفهم الآخرة التي سيئول إليها الناس كلهم.

       *  ثم هو عجيب كذلك لأنه نزل يتحدَّث عن قضية ما اهتم بها العرب كثيرًا في تلك الآونة، بل كانت الخرافات والأباطيل هي التي تحكم حياتهم من أوَّلها إلى آخرها، فكانوا يفتقرون إلى العلم في كل المجالات، اللهم إلا في مجال البلاغة والشعر، فكان هذا هو الميدان الذي تفوَّق فيه العرب وبرعوا، ولذلك نزل القرآن -وهو الأعجب- يتحدَّاهم في هذا الذي برعوا فيه، معلنًا لهم أنه ينادي بالعلم والتفوُّق فيه في كل الجوانب، بما فيها تلك التي يجيدونها.

يعد ظهور الإسلام بمنزلة ثورة علميَّة حقيقيَّة في بيئة ما أَلِفَتْ رُوح العلم وما تعوَّدت عليه، لدرجة أن المرحلة السابقة لنزول أولى كلمات القرآن صارت تُعْرَف باسم (الجاهلية)

                  فقال تعالى:  أَفَحُكْمَ الْـجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
·        فليس هناك مكانٌ في هذا الدين للجهل أو الظنِّ أو الشكِّ أو الرِّيبَة.
و المفاجأة الكبرى عند بإحصاء عدد المرات التي جاءت فيها كلمة (العلم) بمشتقاتها المختلفة في كتاب الله  ؛ تجد-بلا مبالغة- قد بلغت 779 مرَّة، أي بمعدَّل سبع مرَّاتٍ -تقريبًا- في كل سورة!
وهذا عن كلمة (العلم) بمادَّتها الثلاثية (ع ل م)، إلا أن هناك كلمات أخرى كثيرة تشير إلى معنى العلم ولكن لم تُذكر بلفظه؛ وذلك مثل: اليقين، والهدى، والعقل، والفكر، والنظر، والحكمة، والفقه، والبرهان، والدليل، والحجة، والآية، والبينة، وغير ذلك من معانٍ تندرج تحت معنى العلم وتحثُّ عليه.

·          أمّا السُّنَّة النبويَّة فإحصاء هذه الكلمة فيها يكاد يكون مستحيلاً.

     - ومن هنا لم يكن الأمر من باب المبالغة حين أشار الرسول   في حديثه إلى أن الدنيا بكاملها لا قيمة لها -بل هي ملعونة- إلا إذا ازدانت بالعلم وذِكْر الله  ، فقد قال رسول الله   : "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ: ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاَهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا[1].

بل إن الملاحظ أن اهتمام القرآن بقضيَّة العلم لم يتبدَّ في أولى لحظات نزوله فقط، وإنما كان ذلك منذ بداية خلق الإنسان نفسه ..
   - حينما قال عز من قائل :  وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْـمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْـمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْـمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْـحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَـمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْـمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 30-34].

طلب العلم فضل عظيم ومكانة رفيعة :
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        
·        آيات :

     -  قوله سبحانه في سورة آل عمران:  (شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم).

     -  وقوله عز وجل : (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

     -  وقوله عزّ من قائل:  ( يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ).

ففي الآيات إشارة واضحة بأنّ الذين يشهدون بالوحدانية المطلقة هو الله عز وجل وملائكته وأولو العلم وفيها دلالة بأنَّ العلماء يتميّزون بعلومهم ومعارفهم ، وبإدراكهم عن الذين لا يعلمون.

·        أحاديث :

      -  ويقول صلى الله عليه وسلم:  من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة[2] .

      -  ويقول الرسول صلى الله عليه وسلمإنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر يصلون على معلم الناس الخير)[3]

     -  وقد أمر الإسلام أتباعه في ذلك بأن يجعلوا قضية العلم قضية أساسيَّة في حياتهم، وأمرهم أن يرفعوا من قدر العلماء، إلى الدرجة التي قال فيها رسول الله  : "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْـمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْـجَنَّةِ، وَإِنَّ الْـمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْـمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالْـحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْـمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وَرَّثُوا الْعِلْـمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ".[4]


·        كلام الأدباء في العلم :

    -   وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ : تَعَلَّمْ الْعِلْمَ فَإِنْ يَكُنْ لَك مَالٌ كَانَ لَك جَمَالًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَك مَالٌ كَانَ لَك مَالًا .[5]
                                                                                                                                                                                                      
    -   وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : تَعَلَّمْ الْعِلْمَ فَإِنَّهُ يُقَوِّمُك وَيُسَدِّدُك صَغِيرًا ، وَيُقَدِّمُك وَيُسَوِّدُك كَبِيرًا ، وَيُصْلِحُ زَيْفَك وَفَاسِدَك ، وَيُرْغِمُ عَدُوَّك وَحَاسِدَك ، وَيُقَوِّمُ عِوَجَك وَمَيْلَك ، وَيُصَحِّحُ هِمَّتَك ، وَأَمَلَك .[6]

العلم نور والجهل عار :

   -  الإمام الحسن رضي الله عنه يقول: " لولا العلم لصار الناس مثل البهائـم "..

  -  كما قال الرصافي رحمه الله :
إذا ما الجهل خيّم في بلاد ... رأيت أسودها مُسِخت قرودا


   -  أَنْشَدْت لِبَعْضِ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ :

وَفِي الْجَهْلِ قَبْلَ الْمَوْتِ مَوْتٌ لِأَهْلِهِ         فَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُورِ قُبُورُ
     وَإِنْ امْرَأً لَمْ يَحْيَ بِالْعِلْمِ مَيِّتٌ        فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى النُّشُورِ[7]

لماذا ينصرف الناس عن العلم : [8]

   -  فَلَمَّا عَدِمَ الْجُهَّالُ الْعِلْمَ الَّذِي بِهِ يَتَوَصَّلُونَ إلَى فَضْلِ الْعِلْمِ جَهِلُوا فَضْلَهُ ، وَاسْتَرْذَلُوا أَهْلَهُ ، وَتَوَهَّمُوا أَنَّ مَا تَمِيلُ إلَيْهِ نُفُوسُهُمْ مِنْ الْأَمْوَالِ الْمُقْتَنَاةِ ، وَالطُّرَفِ الْمُشْتَهَاةِ ، أَوْلَى أَنْ يَكُونَ إقْبَالُهُمْ عَلَيْهَا ، وَأَحْرَى أَنْ يَكُونَ اشْتِغَالُهُمْ بِهَا .

    - وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ : الْعَالِمُ يَعْرِفُ الْجَاهِلَ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ جَاهِلًا ، وَالْجَاهِلُ لَا يَعْرِفُ الْعَالِمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا .
وَهَذَا صَحِيحٌ ، وَلِأَجْلِهِ انْصَرَفُوا عَنْ الْعِلْمِ ، وَأَهْلِهِ انْصِرَافَ الزَّاهِدِينَ ، وَانْحَرَفُوا عَنْهُ وَعَنْهُمْ انْحِرَافَ الْمُعَانِدِينَ ؛ لِأَنَّ مَنْ جَهِلَ شَيْئًا عَادَاهُ.
العلم هو أساس العمل :

 -  وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِمَجْلِسَيْنِ ، أَحَدُهُمَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى ، وَالْآخَرُ يَتَفَقَّهُونَ .فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ عَلَى خَيْرٍ ، وَأَحَدُهُمَا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ صَاحِبِهِ .
أَمَّا هَؤُلَاءِ فَيَسْأَلُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَيَذْكُرُونَهُ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ .
وَأَمَّا الْمَجْلِسُ الْآخَرُ فَيَتَعَلَّمُونَ الْفِقْهَ وَيُعَلِّمُونَ الْجَاهِلَ . وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا وَجَلَسَ إلَى أَهْلِ الْفِقْهِ } .

 -  وَرَوَى مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ } .

 -  وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { عَلَيَّ بِخُلَفَائِي . قَالُوا : وَمَنْ خُلَفَاؤُك ؟ قَالَ : الَّذِينَ يُحْيُونَ سُنَّتِي وَيُعَلِّمُونَهَا عِبَادَ اللَّهِ } .

وَرَوَى حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَلَا فَتَعَلَّمُوا وَعَلِّمُوا وَتَفَقَّهُوا وَلَا تَمُوتُوا جُهَّالًا } .

فضل العالم على العابد

وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي الدِّينِ ، وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ وَعِمَادُ الدِّينِ الْفِقْهُ } .[9]

    -  وَلِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ { فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ } .[10]

·        إقرا قصة الرجل الذي قتل مئة نفس و سيتبين لك الفرق بين العالم و العابد.

   -  وفي الحديث (فضل العالم على العابد كفضل الشمس و القمر على سائر النجوم )

·        وايضا العالم ينفع بعلمه نفسه و جميع الناس بينما العابد فتقتصر منفعته على نفسه فقط

·        ولهذا كان الامام احمد رحمه الله يفضل طلب العلم و دراسة الحديث ليلا على قيام الليل والله اعلم.

* قصة :

   -  قال حكيم مرة لتلاميذه : هل تعرفون ما الفرق بين العالِم والعابد
قالوا: ما هو؟؟
فقال تعالوا لأريكم:
تنكروا وساروا بين الخلق... حتى رأوا عابداًٍ يصلي فسأله الحكيم 
أخبرني أيها العابد عن سؤالٍ يحيرني ... هل الله قادرٌ على أن يخلقَ مثله...؟
فكر العابد واحتار ولم يدر ما يقول... فقال له إرجع غداً لأعطيك الجواب 
ولكن الحكيم ابتسم وقال لأبنائه لقد فقد عقيدته من سؤالٍ واحدْ 
.
فلو قال لا فكأنه يقول إن الله غير قادر...! ولو قال نعم ...فكأنه يشرك 
والآن تعالوا لأريكم العابدَ العالمْ...
فتوجه الى العالِم من الخلق وسأله: أخبرني أيها العالِم: هل الله قادرٌ على أن يخلق مثله..؟
فقال له العالِم: انتبه يا بني لسؤالك، فقد يكون جوابك في قلب السؤال!!...
فقال له الحكيم وكيف هذا؟
فأجابه العالِم: إذا قرأت سؤالك في جزأين فستعرف ذلك 
فإن قلت: هل الله قادرٌ على أن يخلقَ... فالجواب نعم إنه قادرٌ
ولكن الجزء الآخر مثله... فهنا سيكون الذي سيخلقه مخلوقاً وليس بخالقٍ، فقد خُلِق بعده... أي أن له بداية... وكل من له بداية... له نهاية. وكل من له بداية ونهاية هو مخلوقٌ وليس بخالقْ
فليس كل عابدٍ بعالم...
طلب العلم فريضة :

    -  فقد جاء رسول الله   ليقول بالحرف الواحد: "طَلَبُ الْعِلْـمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ".[11].
لتصبح القضية واجبًا دينيًّا، وقضيَّة شعبيَّة مفروضة على الجميع؛ إذ يجب أن يطلب الجميعُ العلمَ، ليصبحوا جميعًا متعلِّمين، لم يُستثنَ من ذلك رجل أو امرأة.

وقد اختلف العلماء في المقصود بهذا العلم المفروض

    - فقال المناوي رحمة الله عليه: ( قد ‏تباينت الأقوال وتناقضت الآراء في هذا المفروض في نحو عشرين قولاً، وكل فرقة تقيم ‏الأدلة على علمها، وكل لكلٍ معارض، وبعض لبعض مناقض..

وأجود ما قيل قول ‏القاضي: ما لا مندوحة عن تعلمه كمعرفة الصانع (الله عز وجل) ونبوة رسله، وكيفية ‏الصلاة ونحوها، فإن تعلمه فرض عين أهـ

     وهناك أقوال أخرى كثيرة قريبة من هذا، ‏وحاصل الأقوال الصحيحة في معنى الحديث هي أن العلم المفروض تعلمه على كل مسلم ‏هو علم فروض الأعيان، كمعرفة الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه ‏وصفاته إجمالاً، ومعرفة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ووجوب اتباعه في كل ما أمر ‏واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن شريعته ناسخة لغيرها، وتعلم الوضوء والغسل والصلاة ‏وغير ذلك.

·        وأما فروض الكفايات كتغسيل الميت والصلاة عليه وغير ذلك فلا يجب على ‏كل مسلم.
·        وكذا من استقل بشيء كالتجارة فرض عليه دون غيره تعلم أحكام البيع، لئلا ‏يبيع الحرام، أو يتعامل بالربا.‏
·        وكذا علوم الطب والاقتصاد والهندسة لا يجب تعلمها على كل مسلم، بل يكفي تعلم ‏البعض لها.‏[12]

     -  وذكر الماوردي : أنَ فِيهِ تَأْوِيلَانِ :[13]
 أَحَدُهُمَا : عِلْمُ مَا لَا يَسَعُ جَهْلُهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ .
وَالثَّانِي : جُمْلَةُ الْعِلْمِ إذَا لَمْ يَقُمْ بِطَلَبِهِ مَنْ فِيهِ كِفَايَةٌ .
وَإِذَا كَانَ عِلْمُ الدِّينِ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ تَعَالَى فَرْضَ بَعْضِهِ عَلَى الْأَعْيَانِ ، وَفَرْضَ جَمِيعِهِ عَلَى الْكَافَّةِ كَانَ أَوْلَى مِمَّا لَمْ يَجِبْ فَرْضُهُ عَلَى الْأَعْيَانِ وَلَا عَلَى الْكَافَّةِ .

  - قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.
                                                      العلم لا حد له فابدأ فيه بالمهم : [14]

   -  قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَنْ يَعْرِفُ كُلَّ الْعُلُومِ ؟ فَقَالَ : كُلُّ النَّاسِ .

   -  وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ ظَنَّ أَنَّ لِلْعِلْمِ غَايَةً فَقَدْ بَخَسَهُ حَقَّهُ ، وَوَضَعَهُ فِي غَيْرِ مَنْزِلَتِهِ الَّتِي وَصَفَهُ اللَّهُ بِهَا حَيْثُ يَقُولُ : { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إلَّا قَلِيلًا } .

   -  وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : لَوْ كُنَّا نَطْلُبُ الْعِلْمَ لِنَبْلُغَ غَايَتَهُ كُنَّا قَدْ بَدَأْنَا الْعِلْمَ بِالنَّقِيصَةِ ، وَلَكِنَّا نَطْلُبُهُ لِنَنْقُصَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ الْجَهْلِ وَنَزْدَادَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ الْعِلْمِ .

  -  وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : الْمُتَعَمِّقُ فِي الْعِلْمِ كَالسَّابِحِ فِي الْبَحْرِ لَيْسَ يَرَى أَرْضًا ، وَلَا يَعْرِف طُولًا وَلَا عَرْضًا .

إذا ما هو أهمها :


                                                                                                                                                                                                                                          
وَإِذَا لَمْ يَكُنْ إلَى مَعْرِفَةِ جَمِيعِ الْعُلُومِ سَبِيلٌ وَجَبَ صَرْفُ الِاهْتِمَامِ إلَى مَعْرِفَةِ أَهَمِّهَا وَالْعِنَايَةِ بِأَوْلَاهَا ، وَأَفْضَلِهَا .
وَأَوْلَى الْعُلُومِ ، وَأَفْضَلُهَا عِلْمُ الدِّينِ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ بِمَعْرِفَتِهِ يَرْشُدُونَ ، وَبِجَهْلِهِ يَضِلُّونَ .
   * إذْ لَا يَصِحُّ أَدَاءُ عِبَادَةٍ جَهِلَ فَاعِلُهَا صِفَاتِ أَدَائِهَا ، وَلَمْ يَعْلَمْ شُرُوطَ إجْزَائِهَا .[15]

     -   وَقِيلَ لِحَمَّادٍ الرَّاوِيَةِ : أَمَا تَشْبَعُ مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ ؟ فَقَالَ : اسْتَفْرَغْنَا فِيهَا الْمَجْهُودَ ، فَلَمْ نَبْلُغْ مِنْهَا الْمَحْدُودَ ، فَنَحْنُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ : إذَا قَطَعْنَا عِلْمًا بَدَا عِلْمُ.

     -   وَأَنْشَدَ الرَّشِيدُ عَنْ الْمَهْدِيِّ بَيْتَيْنِ وَقَالَ أَظُنُّهُمَا لَهُ :

يَا نَفْسُ خُوضِي بِحَارَ الْعِلْمِ أَوْ غُوصِي       فَالنَّاسُ مَا بَيْنَ مَعْمُومٍ وَمَخْصُوصِ
لَا شَيْءَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا نُحِيطُ بِهِ      إلَّا إحَاطَةَ مَنْقُوصٍ بِمَنْقُوصِ

·        وَأَفْضَلُهَا عِلْمُ الدِّينِ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ بِمَعْرِفَتِهِ يَرْشُدُونَ ، وَبِجَهْلِهِ يَضِلُّونَ.[16]

يقول عليه الصلاة والسلام : من يرد الله به خيراً يفقّه في الدين)[17]

أي يجعله فقيهاً في دين الله عز وجل والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط ولكن المقصود به هو: علم التوحيد وأصول الدين وما يتعلق بشريعة الله عز وجل ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملاً في الحثِّ على طلب علم الشريعة والفقه فيها. 


-  واجب على كل مؤمن أن يأخذ من العلم بقدر ما يقيم به فرضه وسنته. ويتوسع في فقه الشريعة ما أمكنه. 
فمن العلوم العينية كتاب الله عز وجل تلاوة حفظا وفهما، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دراسة واتباعا، وإتقان لغة القرآن لمحاربة الهيمنة الثقافية الأجنبية واحتلالها عقول أبنائنا وميادين حياتنا. في أول عهد الوارد علينا نوجهه لكتب الفقه المبسطة حتى يأخذ منها نصيبه. وفي نفس الوقت نحضره ونحضر معه حلقات في المسجد لدرس القرآن والحديث والسيرة، وتنظم هذه الدروس بحيث يستفيد منها العامة على مستواهم، ويجد فيها جند الله مزيدا من العلم كل على درجته. القرآن بتفسير أو تفسيرين، ويتوسع العالم. البخاري ومسلم مباشرة بالشروح المعتبرة. وأثناء ذلك يتعلم جيل التجديد لغة القرآن ولغة السنة. فاللغة العربية، تلك الصافية المتينة لا لغة الجرائد، هي الآلة والوسيلة لفهم ما أنزل علينا بلسان عربي مبين. فلا بيان إلا بها، أي لا وضوح.  [18]


أمور لا يعذر المرء بجهلها

    منه جهل بالمعلوم من الدين بالضرورة، كالجهل بأركان الإيمان وأركان الإسلام وبالأمور المحرمة الكبرى، كالجهل بحرمة الزنا أو شرب الخمر أو نحو ذلك، فهذا لا يُعذر به أحد، لأن الإسلام لا يعرف إلا بهذه الأمور، إنسانٌ يقول إنه مسلم وهو لا يعلم بوجوب الصلاة، هل هو مسلم؟ إنسانٌ لا يعلم بوجوب  الزكاة، أو لا يعلم بحرمة الزنا، أو لا يعلم بحرمة النفس التي حرم الله إلا بالحق حرمة القتل، هذا لا يعرف الإسلام أصلاً، فهذا النوع من الأمور الكبرى في الإسلام لا يُعذر الإنسان بجهله.
أما ما سوى ذلك من الأمور التفصيلية فهي مما يُعذر بجهله، كما يتعلق بتفصيلات العقائد والأحكام، ففروعها وتفصيلاتها هي من هذا القبيل يعذر فيها الإنسان بجهله...

     -  وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل عليَّ عجوزان من اليهود، فذكرتا عذاب القبر، فكذَّبتُهما ولم أنعم أن أصدقهما، فلما خرجتا دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن عذاب القبر، فقال: "عائذاً بالله من عذاب القبر"، ثم لم أزل بعد أسمعه يستعيذ بالله من عذاب القبر"، فهذا الحديث صريح في أن عائشة لم تكن تعلم عقيدة عذاب القبر، وهي من تفصيلات العقيدة، من الإيمان باليوم الآخر وهي  القيامة الصغرى، ومع ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرها بتجديد الإيمان ولم يجدد نكاحها وعذرها بجهلها في ذلك.
    - ومثل هذا حديث ذات أنواط، وهو ما أخرجه أصحاب السنن وأحمد في المسند عن أبي واقد الليثي قال: مررنا بشجرة كانت  تدعى في الجاهلية ذات أنواط[19]، فقلنا يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال: "الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفس محمد بيده ما قال أصحاب موسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}"، فجعل هذا كفراً، ولكن لم يكفرهم به معذرة لهم بالجهل لأنه من الأمور التفصيلية، فهم يرون أن هذه الشجرة تعظم تعظيماً أقل من تعظيم الإلهية، فلم يروا ذلك شركاً، وهو شرك في الواقع، لكن لأنهم جهلوا وكانوا حدثاء عهد بالإسلام عذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك..[20]


هل هته الفضائل مختصة فقط في طلب العلم الشرعي ؟

وهذه الفضيلة لا تختص بطلب العلم الشرعي - لمكانة هذا العلم وكونه أول العلوم التي يجب أن يعرفها المسلم لمناطه بأمر دينه- فحسب، بل إنَّ هذه الفضيلة تمتدُّ إلى كل علم يكون للمسلم ولغيره فيه نفع في معيشته وحياته اليومية ما لم يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية ...

وعمار الأرض لا يكون إلاَّ عن علمٍ راسخ بمعرفة علوم الصناعة والزراعة وعلم راسخ في الاقتصاد والتجارة وطرق تنميتها واستثمار الوسائل العصرية الحديثة في خدمة الإسلام والدفاع عن حياض الأمة.

وبعد فرض العين هذا الذي يكون الحد الأدنى المشترك بين جند الله، ويدرس جماعة وبالتدريج، يتعين على ذوي الكفاءات والاستعداد التفرغ لكسب العلوم التخصصية. والقيام بها في حق الكفء فرض ثابت. فهذه العلوم التخصصية، ما كان منها تعمقا في علم الحق، وما كان منها مهارة وخبرة عمليين في شؤون الصناعة والتكنولوجيا، أو نظريا من علوم العصر، ضرورية لحياة الأمة، مفروض عليها أن تتخذها. [21]

المشقة والتضحية في تحصيل العلم
                                                                                                                   
    -  وصدق حوط بن رئاب الأسدي حين قال:
                             
    لا تحسب المجد تمرًا أنت آكله       لن تبلُغ المجد حتى تلعق الصبرَا

    -  ويقول الإمام النووي رحمه الله في وصفه لطالب العلم: "ينبغي أن يكون حريصًا على التعلم، مواظبًا عليه في جميع أوقاته، ليلاً ونهارًا، وسفرًا وحضرًا، ولا يُذهب من أوقاته شيئًا في غير العلم إلا بقدر الضرورة، لأكل ونوم قدرًا لابد له منه ونحوهما، كاستراحة يسيرة لإزالة الملل، وشبه ذلك من الضروريات، وليس بعاقل من أمكنه درجة ورثة الأنبياء ثمَّ فوتها!!" .[22]

 -  ويؤكد على ذلك ابن الجوزي رحمه الله فيقول: "تأملت عجبًا، وهو أن كل شيءٍ نفيسٍ خطيرٍ يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله، فإنَّ العلم لما كان أشرف الأشياء لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار، وهجر اللذات والراحة ..."
وهو الذي قال أيضًا: "قال بعض الفقهاء: بقيت سنين أشتهي الهريسة ولا أقدر على شرائها؛ لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس!!" .[23]

-  وهذا عبيد الله بن كثير يروي عن أبيه أنه قال: " ميراث العلم خير من ميراث الذهب والفضة والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ ولا يستطاع العلم براحة الجسم ". 

نموذج من جهاد العلماء في الطلب والتحصيل :

-  فهذا أبو هريرة رضي الله عنه من فقراء الصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمي عليه

-  ولما رأى أحد أصحاب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله جهده ومثابرته سأله قائلاً: إلى متى تستمر في طلب العلم، وقد أصبحت إمامًا للمسلمين وعالمًا كبيرًا؟! فقال له: "مع المحبرة إلى المقبرة" [6]!!

 -  وهو الذي قال عنه ابن رافع: رأيت أحمد بن حنبل بمكة بعد رجوعه من اليمن وقد تشقَّقت رجلاه وأبلغ إليه التعب، فقال لي: يا أبا عبد الله، ما أخلقني أن لا أرحل بعدها في حديث. قال: ثم بلغني أنه صار إلى أبي اليمان بعد اليمن، أي إلى حمص !![24]

     -  وقد خرج الإمام أحمد إلى طرسوس ماشيًا على قدميه لعجزه عن النفقة في السفر!! .[25].

     -  وهو الذي قال: "لو كان عندي خمسون درهمًا لخرجت إلى جرير بن عبد الحميد إلى الري (كان إمامًا في الرواية)، فخرج بعض أصحابنا ولم يمكني الخروج لأنه لم يكن عندي!!" [26].

         -   وجاء في ((تذكرة الحفاظ)) أيضاً 3: 858 , في ترجمة الإمام محدث الشام (أبى الحسن خيثمة ين سليمان بن حيدرة القرشي الطرابلسى) المولود سنة 250 , والمتوفى سنة 343 ,: ((قال ابن أبى كامل: سمعت خيثمة يقول: ركبت البحر , وقصدت جبلة , لأسمع من يوسف بن بجر , ثم خرجت إلى أنطاكية , فلقينا مركب فقاتلناهم , ثم تسلم مركبنا قوم من مقدمه , فأخذوني ثم ضربوني , وكتبوا أسماءنا , فقالوا: ما اسمك؟ فلت خيثمة , فقال: اكتب حمار ابن حمار!
ولما ضربت سكرت ـــ يعنى أصابته غشية ـــ ونمت , فرأيت كأنى أنظر إلى الجنة , وعلى بابها جماعة من الحور العين , فقالت إحداهن: يا شقى أيش فاتك؟ ! قالت أخرى: أيش فاته؟ قالت: لو قتل كان في الجنة مع الحور العين , فقالت لها: لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل من الشرك خير له , ثم انتبهت.
قال: ورأيت كأن من يقول لي: اقرأ (سورة براءة) , فقرأت إلى قوله تعالى: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) .
قال: فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر , ففك الله أسري)) .

    -  قال محمد بن طاهر: بلت الدم فى طلب الحديث مرتين: مرة ببغداد، ومرة بمكة، وذلك انى كنت امشى حافيا فى حر الهواجر بهما فلحقنى ذلك!

وما ركبت دابة قط فى طلب الحديث الا مرة، وكنت احمل كتبى على ظهرى، الى ان استوطنت البلاد، وما سألت فى حال طلبى احدا، وكنت اعيش على ما يأتينى من غير سؤال.


لا وقت لطلب العلم : (طلب العلم على الكبر)

صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم الذين كان كثيرٌ منهم قد ذهب شبابُهُ في الجاهليّة ثمّ صار عَالِماً فقيهاً كبيراً

منهم شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله.[27]
طلب العلم وعمره 26 سنة ، وله قصة طريفة ذكرها لنا أحد الدكاترة ، وهي أنه لما كان يمشي في يوم من الأيام في الأسواق رأى محل لبيع العبايا ( المشلح أو البشوت ) ، فدخل المحل فأعجبته إحدى العبايا ، فلبسها فأتاه صاحب المحل و هو غضبان ويأمره بخلعها بسرعة لأنها خاصة بشيخ الإسلام في وقتهم(ولا أذكرمن قال ) ، فكان هذا القول سبب إصراره لكي يكون شيخ الإسلام في زمانه ، فكان رحمه الله .ولعل القصة حدثت في مصر إن لم تخن الذاكرة.

   -  وهذا ابن عقيل رحمه الله يقول إني لأجد من لذة الطلب وأنا ابن ثمانين أشد مما أجد وأنا ابن أربعين .

   -  حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ , عَنْ زِرٍّ , قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " اغْدُ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا وَلا تَغْدُ إِمَّعَةً بَيْنَ ذَلِكَ

    -  الإمام الكسائي - وهذه مما تشحذ الهمم حقا - بدأ بطلب العلم وهو في الأربعين من عمره وكان يحفظ في كل يوم خمس مسائل فقط.

    -   قاضي القضاة بمصر الحارث بن مسكين ولد سنة 154 هـ  قال الذهبي : وإنما طلب العلم على كبر توفي سنة 250 هـ

     -   ومنهم الشيخ العلامة الاصولي الفقيه النحوي محمد الشنقيطي المعروف بشيخ السوق ـ من علماء موريتانيا المعاصرين ـ ويعرف بشيخ السوق لانه امام ومعلم مسجد السوق, بوسط العاصمة نواقشوط  له قصة طريفة محفزة جدا لطلب العلم
ذلكم انه تزوج من امراة ذات علم فلما دخل عليها وجد انها تفوقه بمراحل فخرج من عندها على استحياء وغاص في محاضر العلم بصحراء موريتانيا وافتقده اهله ولم يجدوه بعد طول بحث ولم يرجع اليهم الا بعمامة العلماء!![28]

·        العز بن عبد السلام :

   و يحكى ابن السبكي رحمه الله : ' أن الشيخ كان أول أمره فقيرا جدا و لم يشتغل – بالعلم – إلا على كبر، و سبب ذلك أنه كان يبيت في الكلاسة في جامع دمشق . فبات بها ليلة ذات برد شديد فاحتلم فقام مسرعا و نل في بركة الكلاسة ، فحصل له ألم شديد من البرد و عاد فنام فاحتلم ثانية، فعاد إلى البركة ، لأن أبواب الجامع مغلقة و هو لا يمكنه الخروج ، فطلع فأغمي عليه من شدة البرد .... ثم سمع النداء في المرة الأخيرة : " –بن عبد السلام ، أتريد العلم أم العمل ؟ " فقال العز : " العلم ، لأنه يهدي إلى العمل ' فأصبح فأخذ "التنبيه"[29] فحفظه في مدة يسيرة و أقبل على العلم .
و يقال إنه صرف همه إلى ما يقوله الشيخ في حلقات الدروس و كان يتناهى إلى سمعه ، و هو على باب المسجد يحرس النعال ، كلام يثير خياله و يحرك فيه الشوق إلى أخرى لا يجوع فيها و لا يعرى و تسلل يوما إلى إحدى حلقات العلم و جلس بين الطلبة الكبار ، و لكن شيخ الحلقة نهره و سأله كيف يسمح لنفسه أن يجلس بثوب ممزق في مجلس للعلم ينبغي على الطالب فيه أن يأخذ زينته ؟ .

·        ومنهُ : ( مَن بَرّز في عِلمٍ غيرِ الحديثِ والفقهِ زَمَناً ثمّ انصرفَ إلى الحديث) كالحافظ ابنِ حَجَر فقد طَلَبَ الأدبَ أوّلاً حتّى كادَ أن يكون أديبَ زمانِهِ ، ولَهُ في ذلك دَواوينُ شِعرٍ مطبوعة

 - وكان ابن الجوزى رحمه الله تعالى يطلب علم القرآت على بعض المشايخ وهو يناهز السبعين وكان زميله فى الطلب ابنه يوسف وكان غلامًا صغيرًا


[1]  الترمذي
[2]  مسلم
[3]  الترمذي
[4]  أبو داود: كتاب العلم
[5] أدب الدنيا والدين/ المواردي
[6] أدب الدنيا والدين/ المواردي
[7] أدب الدنيا والدين / المواردي
[8] أدب الدنيا والدين / المواردي
[9] أدب الدنيا والدين / الماوردي
[10] أدب الدنيا والدين / المواردي
[11]  ابن ماجه
[12]  مركز الفتوى / http://fatwa.islamweb.net/
[13]  أدب الدنيا والدين / المواردي
[14] أدب الدنيا والدين / المواردي 
[15] أدب الدنيا والدين / المواردي 
[16]  أدب الدنيا والدين / المواردي
[17]  البخاري
[18]  المنهاج النبوي / الشيخ عبد السلام ياسين رحمه الله
[19]   وذات أنواط شجرة كان أهل الجاهلية ينوطون فيها أسلحتهم، أي كانوا يشدون فيها أسلحتهم يعلقونها فيها تعظيماً لها وتبركاً بها، ولهذا قال كثير من أهل العلم: ما كان من عمل الجاهلية من التعوذ بالحجارة والأشجار والتبرك بها هو من الشرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قلتم والذي نفس محمد بيده ما قال أصحاب موسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}".
[20] من موقع ولد الددو / الشنقيطي حفظه الله
[21]  المنهاج النبوي / الشيخ عبد السلام ياسين رحمه الله
[22] النووي: التبيان في آداب حملة القرآن 1/13.
[23]  ابن الجوزي: صيد الخاطر ص266.
[24]  ابن عساكر: تاريخ دمشق 5/267.
[25]  أبو الحجاج المزي: تهذيب الكمال 1/447.
[26]  أبو الحجاج المزي: تهذيب الكمال 1/447.
[27] زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السُنَيْكي هو قاضٍ، محدث، فقيه، ومفسر شافعي. ولد سنة 1420م/823هـ في بلدة سُنَيْكة شرقي مصر
[28]   حدثني بذلك بعض تلامذته هناك.قاله : (أحد المشاركين في موقع اهل الحديث)
[29]   التنبيه في فقه الإمام الشافعي

0 comentarios:

Publicar un comentario