sábado, 25 de abril de 2015

من خصال التربية - البذل-

0 comentarios

      البذل هو التبرع بالشـيء دون مقابل ، كالتضحية بالنفس أو المال أو العمـل أو الـوقت أو الجاه أو الـعلم أو المنصب... أو غير ذلك، حتى يظن الإنسان أن لا حق له فيما زاد على حاجته الـضـروريـــة، فيبذل جهده في تقويم ذلك دون مقابل مادي يناله مكافأة على تبرعه، وإنما يرجو بذلك كله وجه الله ـ تعالى ـ، ونصرة دينه.

                     بين التضحية والبذل :

   يستعمل الآخر للدلالة على عظم ما أعطى وقدم متباهيا بذلك ومفتخرا، كلمة التضحية، بينما نجد في التصور المنهاجي كلمة هي أولى ما يجب على المؤمن أن يستعمله عندما يقدم شيئا كبيرا أو صغيرا، كثيرا أو قليلا في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وهي كلمة البذل بدل التضحية. يستعمل المؤمن هذه الكلمة للدلالة على احتقار الشيء واستصغاره. فيقول الآخر: ضحيت بكذا وكذا.. ويقول المؤمن: بذلت كذا وكذا طلبا من الله القبول.

البذل خصلة من خصال المنهاج النبوي

فالبذل خصلة من خصال المنهاج النبوي العشرة، وهي الرابعة بعد شروط التربية. وتحت خصلة البذل تنضوي شعب إيمانية خمسة وهي: الزكاة والصدقة، الكرم والنفقة في سبيل الله، إيتاء ذي القربى واليتامى والمساكين، إطعام الطعام، وقسمة المال.

   وتشكل هذه الشعب الخمسة نظاما إسلاميا لحل المشكل الاجتماعي السياسي: مشكل الظلم الاجتماعي والفقر وسوء القسمة.[1]  فما حقيقة البذل؟ وما أنواعه؟



    أنواع البذل ومجالاته
   البذل كلمة جامعة لكل معاني العطاء والإنفاق والإيثار بدءا ببذل النفس والمال والعلم والجهد والوقت، ومانعة لكل معاني الشح والبخل والمنّ والقعود والدّعة والتواكل.

ما يمكن للإنسان المؤمن أن يبذله في سبيل الله وابتغاء مرضاته أرزاقا وعطاءات معنوية وأخرى مادية، واجبة وأخرى نافلة، منها ما يستدعيه الزمان والمكان ومنها دون ذلك. ونجد منها على سبيل المشهور والمذكور في القرآن والسنة والسيرة والتاريخ:
-  بذل المال:
                       
    وأغلب إطلاق الجود على إنفاق المال الكثير، بسهولة من النفس، في الأمور الجليلة القدر الكثيرة النفع كما ينبغي، وهو لا شك من أعظم أبوابه، والمال عماد لكثير من أعمال الخير المتعدية التي لا تقوم إلا به.

-  يقول الله تعالىوابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ، عند بعض المفسرين: ولا تنسى نصيبك من الدنيا أن تجعله أيضا للآخرة.

·        وللمال في الإسلام استعمالان:

   - أحدهما استعمال فردي وما أكثره بأن يبذل المؤمن ماله وينفقه على نفسه وعياله عونا على أمور الحياة وقضاء الحاجات، وعلى الأقارب والأصدقاء عطاء في المناسبات، وعلى المساكين مَدّا للعون بالصدقات.

   - وثانيهما استعمال جماعي بأن يبذل المؤمن ماله اقتحاما لعقبة الشح المتأصل في النفوس، وهو له طهارة للنفس، وبرهان على صدق الانتماء، ومادة تعاون وبناء، ونصرة للدين والدعوة والأمة والمستضعفين في الأرض على حدّ سواء.

      وحياة الصحابة رضي الله عنهم مرآة تعكس البيان القرآني والبلاغ النبوي في استعمال المال وبذله :

   -  فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنَّ الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله. فبكى أبو بكر رضي الله عنه، فقلت في نفسي: ما يُبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خيَّر عبدًا بين الدُّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. قال: يا أبا بكر لا تبك، إنَّ أمَنَّ النَّاس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متَّخذًا خليلًا من أمتي، لاتَّخذت أبا بكر، ولكن أخوَّة الإسلام ومودَّته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدَّ، إلا باب أبي بكر...[2]

  -  وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا.[3]


  والأدلة في مدح هذه الخصلة متكاثرة، لكن أبرزها في الدلالة على المقصود تلك الآيات التي تصف الـمـؤمنين بالإنفاق في حالات تعكس قوة يقينهم، واستقرار هذه الصفة في نفوسهم.

  -   يقول الله تعالى فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة (البلد: 12-16). فدلّت الآية على أن من شروط اقتحام العقبة إلى الله تعالى بعد تحرير الإنسان رقبته من الهوى والنفس والشيطان والسلطان، البذل بإطعام الطعام.

  -   ومن تلك الأدلة: قولـه ـ تعالى ـ: (ّيٍطًعٌمٍونّ بطَّعّامّ عّلّى" حٍبٌهٌ) [الإنسان: 8] أي: وهم في حال يحبون فيها المال والطـعـــــام؛ ولكنهم قدموا محبة الله على محبة نفوسهم.
              
 -   ومثله قوله: (وآتى المال على حبه) [البقرة: 177.

  -  قوله ـ عــز وجـــل ـ في وصف المتقين المسارعين إلى الخيرات: (الذين ينفقون في السراء والضراء) [آل عمران: 134] أي: فـي عسرهم ويسرهم، إن أيسروا أكثروا من النفقة، وإن أعسروا لم يحتقروا من المعروف شيئاً.

ومن اعتاد الإنفاق في الشدة هان عليه في حال الرخاء والسعة. فالإنفاق حال العسر تدريب للنفس على البذل وحب الآخرين، وتحرير لها من سلطان الشح. والمشاهد أن من يـشـــح بالقليل حال فقره يشح بالكثير حال غناه . 
 - 
والإيثار: أكمل أنواع الجود، ولا يكون إلا من خلق زكي ومحبة لله ـ تعالى ـ مقدمـــة على شهوات النفس ولذاتها.
وفي مقابل الحث على البذل فقد عظم الله ـ عز وجل ـ قبح الشح وشناعته في قوله: (ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) الحشر: 9

ويتاح للفقير أن يضحي بجوانب أخرى تكون الدعوة - في بعض الأحايين - أشد احتياجــــاً إليها من المال، وهذا مما لا يتاح للغني ذي الوفرة من المال الذي تشغله تنمية ماله؛ فإذا تـصـــــدق بشيء منه اكتفى به عن الجود بغيره. ثم للفقير أن ينال مثل أجره بحسن نيته، وصدقه فيها مع الله ـ تعالى ـ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الغني الجواد والفقير المتمني للغنى ليعمل مثل عمله فقال: "فهما في الأجر سواء"  وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. 
         والنية أمر يعلمه الله من القلوب، ولكن من أدلتها الظاهرة الحرص على إنفاق القليل حال الضراء

-  بذل النفس: وهو أعظم البذل، يقول الله تعالىإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة . شيء خلقه الله واشتراه: النفس. وبذلها في سبيل الله وبيعها له نوعان: أحدهما بذل للنفس في ساحة الوغى دفعة واحدة فينال المؤمن بذلك عند الله درجة المجاهد الحائز على الشهادة. وهي بلا شك درجة عظيمة عند الله تعالى. وثانيهما بذل للنفس في رباط المجاهدة والتزكية وفي الدعوة السرية والجهرية، وفي الجهاد بناء للأمة والخلافة فينال المؤمن بذلك عند الله درجة الصديقية الحائز على الحضور الشاهد بالقسط.

·        حال الجيل الأول في التضحية بالنفس :

وقد بدأت مرحلة المعاناة منذ صعد النبي عليه الصلاة والسلام الصفاة، وأنــذر عشيرته الأقربين، فوصفوه بالسحر والجنون بعد أن كان الصادق الأمين....
وأوذي وأصحابـــه أشد الأذى، وابتلوا أعظم البلاء، فصار يعرض نفسه على القبائل في الحج يطلب حمايته ليبلِّغ دين الله، وقصد الطائف لعله يجد بغيته، فرجع مُدمى القدمين طريداً، وحوصر وأصـحــابــه وأنصاره في الشعب ثلاث سنين حتى أكلوا أوراق الشجر من الجوع.

   ويعاني الصحابة من صـنـوف الــبـلاء وألــــوان الشدائد ما لا يخفى، ويواجه بعضهم الموت كآل ياسر وخباب وبلال.
    ويـخـــــرج بعض أصحابه إلى الحبشة طلباً للنصرة، ويصبرون على مفارقة الأهل والأولاد والأوطان، ويتسامعون بإسلام بعض الصناديد المشركين، فيعود بعضهم إلى مكة ليجدوا أشد مما كانــوا يعانون، ثم يعودون ثانية إلى الحبشة، ومعهم آخرون في رحلة عناء أخرى.

    ثم يأذن الله بالهـجــرة إلى المدينة، ويهاجر صلى الله عليه وسلم وسائر أصحابه، ثم يكابدون الغربة، وكثرة الأعداء، وأذى المنافقين واليهود، وقتال الأهل والعشيرة.

    وقد كان لكثير مــــن أصحابه صلى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهم ـ صفحات طويلة من البذل والتضحيات.

-   فـيـهـجر مصعب ـ رضي الله عنه ـ النعيم والدعـة ويهاجر داعية إلى الإســــلام في المدينـــــة
-   ويـعـرِّض علــي ـ رضي الله عنه ـ نفسه للهلاك بنومه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم عشية الهجرة    
-  ويرمي البراء نفسه بين الأعداء في حديقة الموت فيفتح الله للمسلمين بسببه.

- بذل الوقت: يقول الله تعالى: فإذا فرغت فانصب (الشرح: 8)، إذا فرغت من دنياك فانصب وتفرغ لآخرتك، استفرغ لها وقتا من وقتك، واغتنم فراغك قبل شغلك، تبذل وقتك في تعليم الناس الخير، في هداية رجل على يديك، في رباط في سبيل الله، في حراسة جند الله، تبذل وقتك في خدمة نفسك ما يجعلك الصورة المعبرة عن روح الإسلام، وفي خدمة أهلك الخدمة اللائقة تأسيا بخير الأنام، تبذل وقتك في المواساة والزيارات، في التواصل مع الكبار والصغار بحسن الكلام وحسن الإصغاء.
  - وفي الحديث : "إن كـانـت الأَمَــةُ من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت".

 فـكــان صلى الله عليه وسلم باذلاً لجــاهــــه ووقته وراحته وماله... في مرضاة الله ـ تعالى ـ ونفع الخلق.

     كــان يـمـكـنــه صـلـى الله عـلـيه وسلم أن يحصل غاية ما يريده من الجاه، ونيل الرئاسة والشرف، والتمتع بزهرة الدنيا مــــن النساء وسائـر الملذات، وتحصيل الراحـة والرفاهيـة ورغـد العيش، ولكنه ترك كل ذلك لله ـ عــز وجل ـ وضحى بكل ما آتاه الله ـ عز وجل ـ فبذل نفسه وماله، ووقته وجهده، وجاهه وراحــتـه، وأرخص كل ذلك في سبيل الله.

   - قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري رحمه الله: "إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا" .

   - بذل العلم: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" [4].
     -  وفي الحديث : "إِن اللَّه وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ" .[5]
 فإن كان بذل العلم فضيلة ينال بها العبد المؤمن الخيرية والصلوات فإن البخل به ومنعه مستحقيه جريمة يعاقب عليها الله تعالى. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من علمه الله علما فكتمه ألجمه الله بلجام من النار يوم القيامة" . والأمر النبوي في بذل العلم وتبليغه واضح: "بلغوا عني ولو آية" .[6]

   - بذل الجهد: أو الخدمة، ففي البلاغ النبوي أحاديث لا تُحصى في هذا الباب، منها: "وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة".[7]
 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول أي الناس أحب إلى الله، فقال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي له دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام". [8]

 - وما أحسن قول الشاعر:
    فرضت علي زكاة ما ملكت يدي       وزكاة جاهي أن أعين وأرفدا
   -  وعن أنس رضي الله عنه قال: "خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي في سفر فكان يخدمني، فقلت له: لا تفعل، فقال: إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله شيئا (أي تخدمه وتنصره) آليت ألا أصحب أحدا منهم إلا خدمته" .[9]
  - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أيضا قَالَ: "دَخَلَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ فَأَلْقَاهَا لَهُ، فَقَالَ سَلْمَانُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ عُمَرُ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ سَلْمَانُ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ فَأَلْقَاهَا إِلَيَّ، وَقَالَ: "يَا سَلْمَانُ، إِنَّهُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْخُلُ عَلَى أَخِيهِ فَيُلْقِي لَهُ وِسَادَةً إِكْرَامًا لَهُ إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ"".[10]
    يقول الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله في هذا الصدد: "وهكذا جند الله في كل عصر يسارعون لخدمة الإسلام وخدمة من يخدم الإسلام. وقديما قد أتى الله النبوة يوشع بعد أن شرفه بخدمة رسوله موسى عليه السلام" .[11]
  - ويقول الله عز وجل يحذرنا من الاستهزاء بمن يبذل جهده في سبيل الله ويخدم من يخدم دين الله لأنه لم يجد ما ينفق من المال: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (التوبة: 79).
 - بذل الخُلق: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" .[12]
وبذل الخلق عطاء تطوعي وإيتاء للمال والخدمة لوجه الله وفتوة وإيثار وأخلاق كبار.[13]

   -  يقول الله تعالى في شأن حسن الخلق: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (آل عمران: 134).

  -  وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة لك، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة" [14]

-  وعنه أيضا رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق" .[15]

لا تقوم الدعوات إلا بالبذل والتضحيات :

باستقراء الحقائق، ومعرفة الواقع يتبين للبصير ما يلي:

1. كل دعوة لا تنتشر إلا بجهود أتباعها، ودين الإسلام لم ينتشر براحة الأبدان وسلامة النفوس.
2. تـتـسـع الثـغـرات على الدعوة الإسلامية يوماً بعد يوم، وتكثر المجالات الشاغرة التي تفتقر إلى من يقوم بها.
3.  يتزامن مع هذا قلة الموارد، وجفاف المنابع، وضيق ذات الدعاة مما يُخشى أن يشكل خطراً على بعض الدعاة وكثيراً من البرامج.

4. وفي المقابل تزداد جهــود أهل الباطل قوة، وتزداد مخططاتهم دقة، وتتعدد أنشطتهم لتشمل شتى الجوانب.

   -  ونجد هنا شكوى عمر ـ رضي الله عنه ـ الـمُرَّةَ ماثلةً: "اللهم إني أشكو إليك جَلَدَ الفاجر وعجز الثقة".

 ولا يرفع هذا الواقع إلا الصدق مع الله، ودليل الصدق الاستعداد مع البذل والتضحية في كل جانب تحتاج إليه الدعـــــوة في وقت كهذا، وهو الوقت الذي يعظم فيه الأجر ويزداد فيه الفضل، وشتان بين من يضـحـي وهو يرى ثمرة الجهد وتلوح له أمارات النصر، وبين من يضحي وقد غابت عن ناظريه أمارات النصر ودلائل التمكين، قال الله ـ عز وجل ـ: ((لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَذِينَ أَنفَقُوا مِنْ بَعْدُ وقَاتَلُوا وكُلاًّ وعَدَ اللَّهُ الحُسْنَى واللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)). الحديد: 10.






[1] عبد السلام ياسين رحمه الله، الإحسان ج1، ص: 512
3 رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.
[3]  رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
[4]  رواه الإمام البخاري رحمه الله عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[5]  رواه الترمذي رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله
[6]  رواه الشيخان.
[7]  رواه الشيخان.
[8]  رواه الأصبهاني في الترغيب وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في صحيح الترغيب
[9] رواه الإمام مسلم رحمه الله
[10]  رواه الإمام الطبراني في مكارم الأخلاق.
[11] عبد السلام ياسين رحمه الله، المنهاج النبوي، ص: 195.
[12]  رواه الإمام الطبراني في مكارم الأخلاق.
[13] الإحسان ج1، ص: 472.
[14]  صحيح ابن حبان.
14  رواه الإمام مسلم رحمه الله.

0 comentarios:

Publicar un comentario