jueves, 11 de septiembre de 2014

التؤدة والرفق

0 comentarios
 التؤدة لغة الرزانة، والتريث، وما في معناهما من أخلاق الحلم، والصبر، والتحمل، والأناة، وضبط النفس، وطول النفس، وأهلية تحمل المسؤوليات، والاستمرار في الجهاد. [1]

من التؤدة الحلم والرفق :
إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف والقسوة

والرفق في الأمور ، ترك العجلة والخفة فيها، إن العَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويثني ويمدح قبل أن يجرب، ويندم بعدما يحمد ويمدح، ويعزم قبل أن يفكر، والعجل تصحبه الندامة أو تعتزله السلامة ..... وكانت العرب تكني عن العجلة "بأم الندامات" .

-   وفي رواية لمسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه. ولا ينزع من شيء إلا شانه"
-   كما قال الشاعر :
قد يدرك المتأنى بعض حاجته ...  وقد يكون مع المستعجل الزلل

-  قال النبي صلى الله عليه: من حرم الرفق فقد حرم الخير.

-  وقال صلى الله عليه لعائشة: عليك بالرفق فإن الرفق لا يخالط شيئاً إلا زانه ولا يفارق شيئاً إلا شانه.

-  وعن أبي الدرداء- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير))[2]

-   قال النووي رحمه الله: أي: يحرم كل الخير الناشئ والناتج من الرفق، وغلظ القلب كما قال العلماء: هو عبارة عن تجهم وجه، وقلة الانفعال في الرغائب، وقلة الإشفاق والرحمة.
                                                                                                                                                          

    ومن ذلك قول الشاعر:
يبكى علينا ولا نبكى على أحد     لنحن أغلظ أكباداً من الإبلِ
                 
فالذي ليس عنده رفق، ولا عنده هذا اللين، لن يبكي على المحرومين من خلق الله مطلقاً.


- عن عقبة بن عامر‏.‏ إذا تأنيت أصبت أو كدت تصيب، وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطئ‏.‏

- وفي الذكر الحكيم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}. سورة آل عمران

-  وقالت الحكماء: يدرك بالرفق ما لا يدرك بالعنف، ألا ترى أن الماء على لينه يقطع الحجر على شدّته.[3]

-  أخذ القطامي التغلبيّ هذا المعنى فقال:

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزّلل[4]

وفي الأمثال السائرة: من لانت كلمته وجبت محبته        وقيل: الكلمة اللينة تخرج الحية من جحرها[5]    

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها، وترك العجلة والخفة فيها، إذ الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها، ومن منع الرفق منع الخير، كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شي من الأشياء على حسب الذي يحب إلا بمقارفة الرفق ومفارقة العجلة [6]

-  وروى الخطيب في" تاريخ بغداد" {287/ 13}:" عن نصر بن علي انه قال:" دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق فأكثر، فقلت: يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي:
ولم أر مثل الرفق في لينه**** أخرج العذراء من خدرها
من يستعين بالرفق في أمره**** يستخرج الحية من جحرها
فقال: يا غلام الدواة و القرطاس فكتبهما".

إن الله رفيق يحب الرفق :

-   وفي رواية أخرى له: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف". وفي الحديث تقابل بين الرفق والعنف. 
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" على من حرمت النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:" على الهين اللين السهل القريب".[7]

- عن أشج عبد القيس رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: (إنَّ فِيك لَخُلقَين يُحبُهما اللَّهُ) قُلتُ ومَا هُما يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الحِلمُ والحَياءُ) قُلت قَديماً كَانَ أَوْ حَديثاً قَال: (قَديماً) قُلت الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلنِي عَلى خُلقَين أُحبَّهُما الله

·        عند بعض العلماء الرفيق في أسماء الله الحسنى، ولم يرد في القران اسماً ولا فعلاً وهو مأخوذ من الرفق .

·        فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئا فشيئا بحسب حكمته ورفقه ، مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ..

·        وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة ، بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم ، كما فعل ذلك سبحانه في فرضية الصيام وفي تحريم الخمر والربا ونحوهما ...
الرفق يقرب القلوب ويقطع المسافات :

ومعلوم أن الرفق و اللين من أسباب المحبة بين الناس، فإن الناس يحبون من يرفق بهم و يقودهم بلطف إلى الخير، ومتى شعروا منك بالرفق و اللين أحبوك، و إذا أحبوك قبلوا منك النصح و العتاب، ألم تر كيف يقبل المحب العتاب من حبيبه، وربما يجده حلوا.

أما العنف في معاملة الناس يورث العداوات والأحقاد ويدفع إلى الرغبة في الانتقام، متى سنحت الفرصة لتنفيذه ...

الرفق أعظم أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام :

يكون من صلب التربية والتعليم النظر في أمثلة حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأناته، وصبره، وتحمله، وشفقته على الخلق، ليكون ذلك لنا نموذجا يحتذى. فإننا لن نسع الناس، ولن ينفتح لنا الناس، إن تقدمنا إليهم بالوجه العابس والتشديد والتعسير. وفي السيرة المطهرة أمثلة رفيعة لرفق رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليم الناس دينهم، وتدرجه بهم، وحلمه على ذوي الطباع الخشنة وقليلي الفقه.
إن حلمه صلى الله عليه وسلم ورفقه حتى بالمنافقين يعطينا نموذج السلوك في فترة الانتقال حين يتعين علينا أن نحبب الإسلام لأقوام ألفوا التحرر من كل ضابط خلقي. [8]


وقد صح عن نبينا الأمر بالرفق بالنساء، و الرفق بالأطفال، والرفق بالبهائم، والرفق بالجاهل، و الرفق بالميت وغير ذلك...

- ولقد " كان صلى الله عليه و سلم في غاية اللين فكان إذا ذكر أصحابه الدنيا ذكرها معهم، و إذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم، و إذا ذكروا الطعام ذكره معهم".[9]
                                                                                                                                  
عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود : السام عليكم ( الموت عليكم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعليكم قالت عائشة رضي الله عنها : السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلا يا عائشة !! عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش ) فقالت عائشة رضي الله عنها : أو لم تسمع ما قالوا فقال الرسول صلى عليه وسلم : ( أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم " فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في " ) رواه البخاري ...

       وفي رواية مسلم : ( لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش )

   -عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به : مه مه ( أي أترك ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزرفوه دعوه ( لا تقطعوا بوله ) فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعوا الرسول عليه الصلاة والسلام الأعرابي فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين صبوا عليه دلوا من الماء . فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقد تحجرت واسعا ) " أي ضيقت واسعا " [10]

·       وكان إذا أتاه طالب حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول

    -  فلما تحاكم إليه علي وزيد و جعفر في ابنة حمزة، فلم يقض بها لواحد منهم،و لكن قضى بها لخالتها، ثم طيب قلب كل واحد منهم بكلمة حسنة فقال لعلي: "أنت مني و أنا منك"، وقال لجعفر:" أشبهت خلقي وخلقي"، و قال لزيد:" أنت أخونا ومولانا".
                                   
   -   وروى الإمام مسلم عن أبي رفاعة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب فدخل رجل فقال: رجل غريب يريد أن يتعلم دينه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر وجلس على كرسي وأدنى هذا الرجل وجعل يعلمه ما يلزمه من دينه، وبعد أن انتهى صعد المنبر فأكمل خطبته) ، فهذا رجل متعجل لا يدري شيئاً عن دينه

  - وثبت في مستدرك الحاكم أن زيد بن سعنة؛ أحد أحبار اليهود اشترى تمراً معلوماً من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أجل معلوم، وقبل الموعد بأيام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد فرغ من صلاة الجنازة على أحد المسلمين، ودنا إلى جدار ليجلس متعباً صلى الله عليه وسلم، فيتقدم زيد فيأخذ بمجامع قميصه وردائه، وينظر إليه بوجه غليظ متجهم، ويقول: يا محمد! ألا تقضني حقي؟ والله! إنكم لمطل يا بني عبد المطلب.
                                                                                                                                                                                                               
عند ذلك نظر إليه عمر وعيناه تدوران في وجهه من الغضب، ثم قال: يا عدو الله! أتقول لرسول الله ما أسمع، وتصنع ما أرى؟! والذي بعثه بالحق، لولا ما أُحاذر من لومه لضربت بسيفي هذا رأسك.

فيرتعد ويخاف ويضطرب إذ الكلام من عمر، وما أدراك ما عمر؟! وينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فينظر إلى عمر صلى الله عليه وسلم ويبتسم في سكون وتؤدة، ثم يقول: {يا عمر! أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك؛ أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن الطلب، اذهب يا عمر! فأعطه حقه، وزده عشرين صاعاً جزاء ما روعته} .
انطلق عمر وأعطى الرجل حقه، وزاده عشرين صاعاً.

فقال زيد: ما هذه الزيادة يا عمر؟
قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك جزاء ما روعتك، فتلألئ وجه زيد بالبشر، قال: ألا تعرفني يا عمر؟ قال: لا.
قال: أنا زيد؛ حبر اليهود، لم يكن من علامات النبوة شيء إلا عرفته في وجه رسول الله إلا علامتين؛ أنه يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً، وقد عرفتهما الآن، فأشهدك -يا عمر - أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وأشهدك يا عمر فوق ذلك أن شطر مالي صدقه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

 -  عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه يقول: (بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أميّاه، ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني، ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هوالتسبيح والتكبير، وقراءة القرآن.[11]
     - ومن ذلك الشاب الذي طلب منه أن يأذن له بالزنى، فعن أبي أمامة قال ((إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه فقال أدنه فدنا منه قريبا قال فجلس قال أتحبه لأمك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال أفتحبه لابنتك قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال أفتحبه لأختك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال أفتحبه لعمتك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لعماتهم قال أفتحبه لخالتك قال لا والله جعلني الله فداءك قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)).[12]

المجالات التي يتأكد فيها الرفق
الرفق هو الأصل في كل أمر وفي كل شيء هو العماد الأساس وهو الوسيلة التي تحقق أعظم النتائج والغايات غير أنه في موطن الدعوة والتربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبناء العلاقات آكد وأوجب .
الرفق خاصة بالضعفاء أو الخدم ومن تقلدت عليهم سلطة أو كانت لك عليهم يد .

-  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: ((للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق)) (4).

  ففي الحديث الصحيح: {اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق به}[13]

-         {ومن سهل على مسلم سهل الله عليه في الدنيا والآخرة}

 - ولما استخلف عمر بن عبد العزيز أرسل إلى سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب فقال لهما: أشيرا عليّ. فقال له سالم: اجعل الناس أبا وأخا وابنا، فبرّ أباك، واحفظ أخاك، وارحم ابنك.[14]

-  وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عديّ بن أرطأة: أما بعد، فإن أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك، واعلم أن مالك عند الله مثل ما للرعية عندك.[15]

إن شر الرعاة من الناس على الناس هو الحطمة الذي لا رفق عنده ، ولا رحمة في قلبه تليّن سياسته وقيادته، فهو يقسو ويشتد على رعيته، ويوسعهم عسفاً وتحطيماً ، ويدفعهم دائماً إلى المآزق والمحرجات، ولا يعاملهم بالرفق والحكمة في الإدارة والسياسة، ولا يجتهد في سبيل رعايتهم وخدمة مصالحهم وينصح لهم ، هذا الصنف من الحكام والولاة محرومون من رحمة الله وجنته

  - كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: "ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة " .

  - عن زيد بن وهب قال: خرج عمر رضي الله عنه ويداه في أذنيه وهو يقول يا لبيكاه يا لبيكاه قال الناس ماله قال جاءه بريد من بعض أمرائه أن نهرا حال بينهم وبين العبور ولم يجدوا سفنا فقال أميرهم اطلبوا لنا رجلا يعلم غور الماء فأتي بشيخ فقال إني أخاف البرد وذاك في البرد فأكرهه فأدخله فلم يلبثه البرد فجعل ينادي يا عمراه يا عمراه فغرق فكتب إليه فأقبل فمكث أياما معرضا عنه وكان إذا وجد على أحد منهم فعل به ذلك ثم قال ما فعل الرجل الذي قتلته قال يا أمير المؤمنين ما تعمدت قتله لم نجد شيئا يعبر فيه وأردنا أن نعلم غور الماء ففتحنا كذا وكذا وأصبنا كذا وكذا فقال عمر رضي الله عنه لرجل مسلم أحب إلي من كل شيء جئت به لولا أن تكون سنة لضربت عنقك اذهب فأعط أهله ديته واخرج فلا أراك.[16]

- وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذهب إلى العوالي كل يوم سبت فإذا وجد عبدا في عمل لا يطيقه وضع عنه .[17]

رفق الإنسان في بيته وفي تربية أبنائه :
v   مع زوجه :

وأردأ الرجال هو الرجل الذي لا تشعر المرأة بالأنس معه، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجلس لأزواجه ويستمع شكايتهن، ويحل المواقف العصيبة جداً بكل راحة واطمئنان، ولو تعلمنا من النبي عليه الصلاة والسلام صفة الزوج الصالح لانتهت مشاكل البيوت.

   - وكان صلى الله عليه وسلم رفيقاً بنسائه، فعن أنس ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه وسَوَّاق يسُوقُ بهنّ يُقال له: أَنْجَشَة، وكان يَحْدُو للإبل ببعض الشعر حتى تسرع على حِدَائه، فقال له النبي: ويحك يا أَنْجَشَة، رُوَيدًا سَوْقَك القوارير)) .[18]

-  ففي الصحيحين عن عائشة قالت: (ما رأيت صانعة طعام أجود من صفية، ففي يوم من الأيام أرسلت صفية رضي الله عنها إناء فيه طعام إلى بيت عائشة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ومعه ضيوف، فأخذت عائشة الإناء وكسرته، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابة: غارت أمكم، ثم أخذ إناءها وأرسله إلى صفية، وقال: طعام بطعام وإناء بإناء)

 فانتهت المشكلة، وحُلت بابتسام، وهكذا إذا عز أخوك فهُن، فإذا كانت المرأة متعصبة ومتصلبة فهُن، ولا يأخذ الرجل العناد والأنفة ويبادر بالطلاق، فيصرح به في وقت، ويكني في وقت آخر، كما لو كان الطلاق سيسحب منه، فيريد أن يستخدمه قبل أن يسحب منه.

v   مع أولاده :

فالتربية بالرفق والإحسان أكثر نفعا و أشد قبولا في نفوس هؤلاء الأولاد ليكون ذلك أدعى لقبولهم ومحبتهم للخير و أهله فالعنف معهم دون سبب بين وكحالة استثنائية لا يولد إلا العنف والكراهية والانفعالات...

قال عليه الصلاة والسلام : " يا عائشة أرفقي فأن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق".

ـ وكان عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ يقول:" و الله لأريدن أن أخرج لهم المرة من الحق فأخاف أن ينفروا عنها فأصبر حتى تجيء الحلوة من الدنيا فأخرجها معها فإذا نفروا لهذه سكنوا لهذه". [19]

ورب الأسرة الرفيق في توجيهه وتعامله مع أهله وأولاده يسود جو الأسرة الحب والاحترام والسكينة والهدوء والتعاون على الخير ، فتنمو في هذه الأجواء الفضائل والمكارم وتختفي النقائص والجرائم. بخلاف رب الأسرة الغليظ العنيف، الذي يملأ بيته بالكراهية والحقد ويسودها جو من القلق والتوتر والآلام.
                                    
  والدٌ يقول لولده أخطأ: يا بني! والله إنك أعز في قلبي من أن تقول هذه الكلمة التي لا ينبغي لمثلك أن يقولها، تصور يبكى الابن مباشرة، ويقول: يا أبتي! سامحني.

ووالد يقول لولده-أعاذنا الله وإياكم-: أيها السخيف! يا من لا تستحي! فنفر الابن وصد عن موعظته

  -  فعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهُا قالت: (كان رسول الله صلى الله عليهوسلم يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم ويدعو لهم). أخرجه البخاري.
  -  وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم). رواه النسائي.
     -    وكان دائماً يقبل الحسن والحسين ويلاعبهما. وحمل أمامة بنت زينب في الصلاة رفقاً بها.
     - غَضِبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ابْنِهِ ، فَهَجَرَهُ ، فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَوْلَادُنَا ثِمَارُ قُلُوبِنَا وَعِمَادُ ظُهُورِنَا ، وَنَحْنُ لَهُمْ سَمَاءٌ ظَلِيلَةٌ وَأَرْضٌ ذَلِيلَةٌ ، إِنْ غَضِبُوا ، فَأَرْضِهِمْ ، وَإِنْ سَأَلُوا ، فَأَعْطِهِمْ ، وَلَا تَكُنْ عَلَيْهِمْ قُفْلًا ، فَيَمَلُّوا حَيَاتَكَ وَيَتَمَنُّوا مَوْتَكَ " .[20]

الرفق في الدعوة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ، اتباعا لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب
                      
   - كما قال تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ".

·        وهلا تأملتم خطاب الله جل وعلا لكليمه موسى و أخيه هارون عليهما السلام

         - في قوله تعالى : " اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "


وقد فسر القول اللين في قوله تعالى : " فقل له هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى "

فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته وعدم بشاعته مالا يخفى على المتأمل فإنه أتى بـ " هل " الدالة على العرض والمشاورة والتي لا يشمئز منها أحد ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر عن الشرك , الذي يقبله عاقل سليم ولم يقل " أزكيك " بل قال " تزكى " أنت بنفسك ثم دعاه إلى سبيل ربه الذي رباه و أنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها فقال: " و أهديك إلى ربك فتخشى".

(( فإن كان أسلوب الخطاب هذا لذلك الطاغية فكيف بإخوانكم المسلمين يرحمكم الله ))

- وقال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه عمر: يا أبت، مالك لا تنفذ في الأمور، فو الله لا أبالي في الحق لو غلت بي وبك القدور. قال له عمر: لا تعجل يا بني، فإن الله تعالى ذم الخمر في القرآن مرتين وحرّمها في الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه وتكون فتنة.

-  وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال: بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا » . [21]


    ـ لقد أمر الله في كتابه بالحكمة و الموعظة الحسنة و بالجدال بالتي هي أحسن: {ادع إلى سبيل ربك
بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن}، وليس في واحدة من هذه الثلاثة الشدة و الغلظة، بل كلها تدل على اللين و الرفق و المداراة و الرحمة.

·       هذا يقتضي أن الناس ثلاثة أصناف:

    الصنف الأول : العلماء العقلاء الذين تكون دعوتهم بالحكمة و العلم و الحوار الهاديء و تبليغ الحجة.

    الصنف الثاني: أصحاب القلوب الطيبة المتذكرة، الذين أبعدهم الجهل أو الغفلة عن طريق الله، فهؤلاء يتم دعوتهم بالموعظة الحسنة التي هي التذكير بالترغيب و الترهيب و الوعظ و القصص.

    الصنف الثالث: هو من عنده شبهة و نوع علم أو جهل مركب، فهؤلاء يتم دعوتهم بالمجادلة بالتي هي أحسن، بنقض قواعدهم، و بيان عوار مذهبهم، و قرع الحجة بالحجة.

لقد نفع الحوار الهاديء كثيرا من الناس عبر التاريخ الإسلامي، فانتفعت به طائفة عظيمة من الخوارج ناظرها ابن عباس فعادت إلى الجادة، وكذلك عمر بن عبد العزيز، وهذه قصة إمام من أئمة الحديث كان على رأي يعده بدعة، نفعه الحوار العلمي الهاديء فها هو يتكلم عن قصته فلتكن لنا عبرة و مثالا في الدعوة إلى الله:
 -  جاء في " تاريخ بغداد" {68/ 6}:" وذكر جماعة من العراقيين:" ما تركنا بدعتنا حتى رأينا الشافعي"، قال أبو عثمان: و حدثنا أبو عبد الله النسوي عن أبي ثور قال: لما ورد الشافعي العراق جاءني حسين الكرابيسي و كان يختلف معي إلى أصحاب الرأي، فقال: قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر به، فقمت وذهبنا حتى دخلنا عليه فسأله الحسين عن مسألة، فلم يزل الشافعي يقول: قال الله و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اظلم علينا البيت فتركنا بدعتنا و اتبعناه".


فلا الناس كلهم يحتاجون إلى الحكمة، و لا الناس كلهم يحتاجون إلى الموعظة، ولا الناس كلهم يحتاجون على الجدال بالتي هي أحسن، و إن كان الغالب منهم بحاجة إلى الوعظ لأن الغالب هم العوام.

فليس كل الناس يخالف الحق لسوء القصد و سوء النية، ولا كلهم يخالفه لفساد التصور و عدم العلم، فلا يجب أن يخلط بين الأمرين.

 -  قال القرطبي في" تفسيره" {16/ 2}:" فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ووجه منبسطا طلقا مع البر والفاجر و السني و المبتدع، مداهنة أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون:"فقولا له قولا لينا"  (فالقائل ليس بأفضل من موسى و هارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، و قد أمرهما الله تعالى باللين معه، وقال طلحة بن عمر قلت لعطاء:" إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة و أنا رجل فيّ حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل، يقول الله تعالى:" وقولوا للناس حسنا" فدخل في هذه الآية اليهود و النصارى فكيف بالحنيفي؟ ".
  

·        والأمر بالرفق و اللين ورد في كثير من آيات القرآن مما يدل على انه الأصل في معاملة الناس، و أن الشدة و الغلظة استثناء له موضعه وشروطه الدقيقة.

-         فمنها: قوله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} "الفرقان".

 -  قال ابن القيم في "مدارج السالكين" {327/ 2}:" أي سكينة ووقارا متواضعين غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين.
 -   قال الحسن: علماء رحماء.
 -  وقال محمد بن الحنفية: أصحاب و قار و عفة لا يسفهون و إن سفه عليهم حلموا.

   وانظر إلى رفق إبراهيم عليه السلام مع أبيه قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [مريم: 47].

تغيير واقع الفتنة يحتاج إلى رجل يتحلون بالصبر والأناة وطول النفس

فمن يحاول تغيير المجتمعات المفتونة لا بد له أن يتقدم إلى الميدان وله من القدرة على مواجهة الواقع المكروه، ومن قوة ضبط النفس، وقوة الصبر والتحمل، وقوة الصمود والثبات على خط الجهاد مهما كانت القوى المعادية متألبة. إنما يستطيع أن يربي جيل الإنقاذ رجال لا تستخفهم نداءات الباطل، ولا يلعب بهم الهوى، ولا يتحركون على الظن والهواجس. [22]

 -  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي بسند صحيح: "إن لكل شيء شرة (الشرة الحماس والاندفاع)، ولكل شرة فترة. فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه".
أي إن استمر بعد الحماس الأول بخطى ثابتة فارجوا فلاحه. أما إن كان يطلب الظهور والرئاسة فلا تعدوه من الرجال.
فترة العنفوان مهب للرياح والأهوية من داخل وخارج. وتنبغي العناية بالأشبال، وحوطهم من الآفات، حتى يشتد عودهم، وتكتمل رجولتهم. [23]
-  قال الشيخ ابن باز رحمه الله: هذا العصر عصر الرفق والصبر والحكمة , وليس عصر الشدة.
الناس أكثرهم في جهل , في غفلة إيثار للدنيا , فلا بد من الصبر , ولا بد من الرفق حتى تصل الدعوة , وحتى يبلغ الناس وحتى يعلموا. ونسأل الله للجميع الهداية.[24]

فمن كان طبعه الغلظة ولا يعفو عن الناس، فإنه سرعان ما ينفض عنه الناس و أصحابه ولا يبقى معه إلا من يشبهه في خلقه، وهذا إن كان رجلا عاديا فالأمر هين، و لكن عندما يكون داعية يكون فاشلا في مهمته...
·        والمنكرات -أحياناً- إذا رآها الإنسان يفور دمه، مهما يكن من الانضباط، فيحتاج إلى قدر من الرفق والحكمة وتدريب النفس على هذا الأمر، وإلجامها بلجام مراعاة المصالح وعدم الاندفاعات العاطفية.

 - قال سفيان الثوري:" لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر عدل بما ينهى، عالم بما يأمر عالم بما ينهى".

-  وكان أصحاب ابن مسعود إذا مروا منهم ما يكرهون [أي مروا بأصحاب المنكر] يقولون:"مهلا رحمكم الله، مهلا رحمكم الله".

وإنه ليس ينفعنا أن نعظم الصراخ، وأن نجدد الهجوم على من نرى خطأه، وإنما كيف نتأتى للأمور من طرقها السليمة والصحيحة، فإن الرفق مظنة الحكمة، وإن الحكمة مع الرفق يمكن أن تكشف نوراً تكون به البصيرة

·        أمرنا في الدين بالتيسير والتبشير، فهذا رفق يقابله عنف فقيه يكفر المسلمين، وداع لا يفتح أبواب التوبة، ومشتاق لحكم الإسلام يتصوره ويصوره وجها حانقا، وسيفا مصلتا، وقلوبا لا ترحم. [25]
لا يعني الرفق أبدا الضعف والهوان كما لا يعني العنف :

ولا يعني الرفق ترك العقوبات لمن استحقها واستوجبها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا جمع بين هذا وهذا، فكان يرفق، ولكن إذا بلغت الحدود وأقيمت الشهادات أنفذ حكم الله سبحانه وتعالى،
    وقبل ذلك كان يقول: (ادرءوا الحدود فيما بينكم، فأيما حد بلغني فقد وجب)

ولذلك قال بعض السلف: لا تكن رطباً فتعصر، ولا يابساً فتكسر.

وقال بعضهم: لا تكن حلواً فتبلع، ولا مراً فتلفظ إلى الخارج

الرفق يجب أن يكون وسيلة يحقق المقصود، فإذا كان المقصود لا يتحقق بالرفق، وإنما يتحقق بالشدة والغلظة، فلا يجوز استخدام الرفق في هذه الحالة.

أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى رأى صديقه هارون بن عبد الله الحمال في يوم من الأيام يحدث الناس وهو في الظل وهم في الشمس، فلما رآه أتى عليه في الليل وقرع عليه بابه، فلما خرج عليه قال له: ما الذي جاء بك يا أبا عبد الله ؟ قال له: لقد مررت عليك وأنت تحدث الناس في الفيء وهم في الشمس، فلا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد معهم.

-  قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلَّا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ»

- وعن الشعبي قال: (غشي على مسروق في يوم صائف، وكانت عائشة قد تبنته فسمى بنته عائشة، وكان لا يعصي ابنته شيئاً، قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر واشرب، قال: ما أردت لي يا بُنية؟ قالت: الرفق، قال. يا بنية، إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)، وفي رواية: (إنما طلبت الرفق لتعبي)




[1]عبد السلام ياسين - المنهاج النبوي
[2]  رواه الترمذي (واللفظ له، وأحمد
[3] العقد الفريد
[4] العقد الفريد
[5] صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال  القاضي/حسين بن محمد المهدي
[6] روضه العقلاء
[7]  روى البيهقي في" شعب الإيمان
[8] عبد السلام ياسين - المنهاج النبوي
[9] فيض القدير
[10]    متفق عليه ...
[11]   رواه النسائي
 [12]  رواه أحمد
[13] رواه مسلم
[14]   العقد الفريد
[15]   العقد الفريد
[16] رواه البيهقي في ((السنن الكبرى))
[17] رواه مالك
[18] رواه مسلم
[19] {السياسة الشرعية} {114}.
[21] أخرجه أبو داود.
[22]  عبد السلام ياسين - المنهاج النبوي
3  عبد السلام ياسين - المنهاج النبوي
[24] أرشيف ملتقى أهل الحديث
[25]   عبد السلام ياسين - المنهاج النبوي
                    

0 comentarios:

Publicar un comentario