miércoles, 29 de enero de 2014

وتعاونوا على البر والتقوى

0 comentarios
                                                           لماذا العمل الجماعي  :

مطلب فطري طبيعي:
فالحياة كلها قائمة على الاجتماع:
  - النحل مثلا : مثال واضح لقمة الإدارة الناجحة التي تمتاز بتقسيم الأدوار والمهام والتخصصات والتنظيم المحكم من خلال فرق العمل يقوم بهذا العمل منذ نحو (150) مليون سنة دون كلل ولا ملل على أفضل وأحدث ما يمكن أن تبدعه العقلية الإدارية..
 -  والنمل مثلا : هنالك مقابل كل إنسان مليون نملة، بتفوق على البشر في تنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام. بل إن النمل يستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أو اصطدام أو خلل..."
- هذه الأمثلة من الكائنات وغيرها كثير، تؤكد أن "الجماعية" سنة كونية جعلها الله في خلقه

·        والإنسان بطبيعته يميل إلى الاجتماع والتكتل، فهو ضعيف بنفسه قوي بإخوانه.

·        من يقول هم : لا يزال في حالة من الطفول  ، من يقول أنا فهو مراهق لم يرشد بعد . العاقل الرشيد يقول نحن ..
·        إعراض الفرد عن الجماعة ورغبته في البقاء وحده يدل علي مشاكل نفسية ونوع من عدم السواء وضعف قدرة الفرد على التكيف ما لم يوجد سبب قاهر يدعو الفرد إلي مثل هذا التصرف...
مطلب شرعي :
·        كنت خير أمة ...  /  ولتكن منكم أمة    .
-   وفي الحديث : يد الله مع الجماعة

-   قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بالجماعة فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية)(رواه أبو داود وحسنه الألباني).
عنْ عُمَرَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ ، وَمَنْ أَرَادَ بُحْبُحَةَ الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ.(السنة لابن أبي عاصم )
·        المتتبع لأحكام الشرع يلاحظ إقامتها جماعة ...( الصلاة الجماعية ، الحج الجماعي ، ..)
   - ففروا إلى الله جميعا .

المقصود منه هو :
·        تحقيق التعاون :

   - قال تعالى :  وتعاونو على البر والتقوى ولا تعاونو على الإثم والعدوان .

التعاون على إقامة الدين ، والتعاون على الطاعات والعبادات ...

   - ثم يبين بن القيم  مقاصد اجتماع الناس فقال : " والمقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم هو التعاون على البر والتقوى ، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا ، فإن العبد وحده لا يستقلُّ بعلم ذلك ولا بالقدرة عليه ؛ فاقتضت حكمة الرب سبحانه أن جعل النوع الإنساني قائما بعضه ببعضه معينا بعضه لبعضه . ( زاد المهاجر 1 / 13)

- ولقد قال عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ } الصف : 14 ، أي يساعدني في الدعوة إلى الله ( البداية والنهاية 2 / 85 ) .

- ما قال الله تعالى لموسى عليه السلام : { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } ( القصص : 35 )

وقال جَابِرٍ رضي الله عنه « مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ وَفِي الْمَوَاسِمِ بِمِنًى يَقُولُ مَنْ يُؤْوِينِي ؟ مَنْ يَنْصُرُنِي ؟ حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ » رواه الإمام أحمد

     - وقال تعالى : محمد رسول الله والذين معه ...   /  ...إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض...

·        ومن أمثلة ذلك :

** التعاون على الطاعات (الصلاة ، الذكر ، القران) :
 
    - جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في خطبة خطبها في قوم : ( فانظروا رحمكم الله واعقلوا وأحكموا الصلاة واتقوا الله فيها وتعاونوا عليها وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان فإن الله عز وجل قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى والصلاة أفضل البر).

 - تعالوا نذكر الله ساعة 

- كان أهل البيت الواحد من أوائل هذه الأمة يتوزعون الليل أثلاثا يصلي هذا ثلثا ثم يوقظ الثاني فيصلي ثلثا ثم يوقظ الثالث فيصلي الثلث الأخير .

** التعاون في طلب العلم :

 فهذا عمر رضي الله عنه يقول : كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الأَمْرِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ .. الحديث رواه البخاري


** التعاون على أعمال الخيرونوائب الدهر :

بنى زياد لذكر الله مصنعة ... من الحجارة لم تعمل من الطين
لولا تعاون أيدي الإنس ترفعها ... إذا لقلنا من أعمال الشياطين
·        لأن طرق الخير ومجلاته  متعددة :
أما إذا اقتصر كل واحد منا على باب من أبواب الخير، ورأى أنه هو السبيل الوحيد للنهوض بالأمة، وقبض يده عن التعاون مع غيره ممن فتح عليهم أبواب أخرى من الخير-فإننا سنحرم خيراً كثيراً، وستُفْتَح علينا أبواب من الشر لا يعلمها إلا الله -عز وجل-.
·        وقد يحسن المسلم فعل شيء لا يحسنه آخر:
فكل ميسر لما خلق له، وقد علم كل أناس مشربهم؛ فلا غرو- إذاً - أن تتنوع الأعمال ما دامت على مقتضى الشرع؛ فهذا يُكِبُّ على العلم والبحث والتأليف، وذاك يقوم بتعليم الناس عبر الدروس، وهذا يسد ثغرة الجهاد، وذاك يقوم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يقوم على رعاية الأرامل والأيتام، ويتعاون مع جمعيات البر المعنية بهذا الشأن...(ابن تيمية).

·        إتقان العمل وسهولة القيام به :
يكون أبلغ مع التعاون والعمل الجماعي وذلك أن الاشتراك في العمل مع آخرين يجعله أخفّ مشقّة وأسهل لتوزّع الحمل على الجميع

من سيقوم بمهام التربية والتوحيد والتقريب والبناء إن ركن كل واحد منا لفردانيته وتبريراته وثقافته؟ وهل الوحدة التي ننشدها جميعا سنستيقظ يوما ما فنجدها جاهزة تامة؟ أم أنه من آكد الواجبات أن نسعى لها سعيها؟ سائلين المولى الكريم أن يؤلف بين قلوبنا وأن يجمع كلمتنا ويوحد صفوفنا.

·        من ظن أنه قادر وحده على النجاح فهو واهم خدعه الغرور .

والواقع يُرينا أن جهود الأفراد مهما توافر لها من إخلاص، لا تستطيع أن تُؤثر التأثير المطلوب لتحقيق الهدف المنشود؛ لأنها ضعيفة الطاقة، محدودة المدى، وقْتية التأثير. وقد يكون الأفراد كثيرين، ولكن تعدد الاتجاهات، واختلاف المسالك، وفقدان الربط والتنسيق بين العاملين، يُبعثر الجهود ويضعف من تأثيرها. أما العمل الجماعي، فيضم الجهود بعضها إلى بعض، وينسق بينها ويوجهها إلى خدمة الهدف المقصود، ويجعل من اللَّبنات الضعيفة بمفردها بُنيانًا مرصوصًا يشدُّ بعه بعضًا .

·        للبركة وتنقل الأجر واصابة الرحمة  :
* هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم .
- عن أبي عبد الرحمن زيد بن خالدٍ الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازياً في أهله بخيرٍ فقد غزا متفقٌ عليه.

- وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث بعثاً إلى بني لحيان من هذيلٍ فقال: لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما رواه مسلم.
مطلب واقعي :
هذا الزمن زمن العمل الجماعي :والتكتلات ...:
إن الزمن أخي زمن الإعداد الجماعي الشامل: نجتمع لنتقوى على الطاعة وعلى الحق، ونجتمع لنتحصن ضد المعصية وضد الغثائية، نحفظ أخوتنا وأمتنا ويدعوا بعضنا لبعض بظهر الغيب، ويستر الأخ أخاه، والأخت أختها...
وإذا نظرنا إلى القوى المُناوئة للإسلام ـ على اختلاف أسمائهم وأهدافها ووسائلها ـ وجدناهم يعملون في صورة جماعاتٍ وتكتُّلات وأحزاب وجبهات، ولا يُقبل ـ في ميزان الشرع لا العقل ـ أن يُقابل الجهد الجماعي المنظم، بجهود فردية مُبعثرة، وإنما يُقابل التكتل بتكتُّل مثله أو أقوى منه، ويُقابل التنظيم بالتنظيم، كما قال أبو بكر لخالد: حاربْهم بمثل ما يُحاربونك به السيف بالسيف، والرمح بالرمح، والنَّبْل بالنبل.
 -  وإلى هذا يُشير قوله ـ تعالى ـ: (والذينَ كَفَرُوا بعْضُهُمْ أولياءُ بعضٍ، إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرضِ وفَسَادٌ كَبِيرٌ). (الأنفال: 73).. أيْ: إنْ لم يُوالِ بعضكم بعضًا: وينصر بعضكم، كما يفعل الكفار، تحدث الفتْنة والفساد، لاتِّحادهم وتفرُّقكم وتناصُرهم وتَخاذُلكم.


والعلاقة الطبيعية بين مكونات الحركة الإسلامية هي التكامل والتعاون والتنافس، بمعنى أنَّها كلَّها في صفٍّ واحد، والاختلاف بينها بعد ذلك لا يفسد للتعاون سبيلا، قال الإمام الشاطبي رحمه الله: " فإن الخلاف من زمان الصحابة إلى الآن واقع في المسائل الاجتهادية وأول ما وقع الخلاف في زمان الخلفاء الراشدين المهديين ثم في سائر الصحابة ثم في التابعين"

0 comentarios:

Publicar un comentario