miércoles, 29 de enero de 2014

الادب مع النبي وتعظيم جنابه

0 comentarios
ادب الصحابة مع الرسول وهو بينهم:

  - وعن أبي قال جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ، إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (الحجرات:1-4)

  -  رزين قال: قيل للعباس (أنت أكبرُ أو النبي صلى الله عليه وسلم؟)) قال))هو أكبر، وأنا ولدتُ قبله).

     -   لما قدم رسول الله المدينة، نزل على أبي أيوب، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم السفل، ونزل أبو أيوب العلو، فلما أمسى، وبات؛ جعل أبو أيوب يذكر أنه على ظهر بيتٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل منه، وهو بينه وبين الوحي، فجعل أبو أيوب لا ينام يحاذر أن يتناثر عليه الغبار، ويتحرك فيؤذيه، فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يارسول الله! ما جعلت الليلة فيها غمضًا أنا ولا أم أيوب))، فقال: " ومم ذاك يا أبا أيوب؟ " قال: ((ذكرت أني على ظهر بيتٍ أنت أسفل مني، فأتحرك، فيتنار عليك الغبار، ويؤذيك تحركي، وأنا بينك وبين الوحي)) الحديث.رواه أحمد

من علامات الأدب والتعظيم :
'       الادب مع ذاته وتعظيم شخصه :
استشعار هيبته ، لجلالة قدره وعظيم شأنه، واستحضاره لمحاسنه ومكانته ومنزلته، والمعاني الجالبة لحبه وإجلاله وكل ما من شأنه أن يجعل القلب ذاكرًا لحقه من التوقير والتعزير، ومعترفًا به ومذعنًا له؛ فالقلب ملك الأعضاء، وهي جند له وتبع، فمتى ما كان تعظيم النبي  مستقرًّا في القلب مسطورًا فيه على تعاقب الأحوال، فإن آثار ذلك ستظهر على الجوارح حتمًا لا محالة.
·        التأدب عند ذكره  بأن لا يذكر باسمه مجردًا، بل يوصف بالنبوة أو الرسالة، وهذا كما كان أدبًا للصحابة  في ندائه فهو أدب لهم ولغيرهم عند ذكره، فلا يقل: محمد، ولكن: نبي الله، أو الرسول، ونحو ذلك.

-   قال تعالى : (ما كان محمد ابا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئين ..)

-         ومن ذلك : الحديث عنه بإجلال وتسييده فهو سيد الأولين والآخرين .

'       توقيره في آله، ومنهم أهل بيته أجمعين ورعاية وصيته بهم :

 بمعرفة فضلهم ومنزلتهم وشرفهم بقربهم من النبي  زيادة على إيمانهم، وبحفظ حقوقهم والقيام بها، فهم أشرف آل على وجه الأرض، وأزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات،

    - قال الله تعالى: {إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]. وقد أوجب الله الصلاة عليهم تبعًا للصلاة على النبي  في التشهد في الصلاة.

  -  ومن أعجب شيء يروى في ذلك ما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى لما امتحن في فتنة خلق القرآن، وتعاقب ثلاثة من خلفاء بني العباس المأمون والمعتصم والواثق على امتحانه .. وفتح الله تعالى على قلب الخليفة ، فأمر أن يفك قيده، ففك وأخذه الإمام أحمد، فنازعه إياه السجان، فأمر الواثق أن يدفع القيد إلى الإمام فدفع إليه، فسأله الواثق عن سبب أخذه، فأخبره أنه ينوي به أن يخاصم به من ظلموه عند الله تعالى يوم القيامة وقال رحمه الله تعالى: أقول: يا رب سل عبدك هذا لم قيَّدنى وروع أهلي وولدى وإخوانى بلا حق أوجب ذلك علي، وبكى الإمام أحمد فبكى الواثق وبكى من في المجلس، ثم سأله الواثق أن يجعله في حلٍ وسعة مما ناله على يديه فقال له الإمام أحمد رحمه الله تعالى: والله يا أمير المؤمنين لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم؛ إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كنت رجلا من أهله)


'       توقيره في سائر صحبه  جميعًا:
 فإنهم خيرة الناس بعد الأنبياء، وخيرة الله لصحبة نبيه، وهم حماة المصطفى  والأمناء على دينه وسنته وأمته، وذلك بمعرفة فضلهم، ورعاية حقوقهم؛ فإنَّ الطعن فيهم أو تنقُّصهم عنوان الزندقة.

'       حفظ حرمة بلده المدينة النبوية :
 فإنها مهاجره، ودار نصرته، وبلد أنصاره، ومحل إقامة دينه، ومدفنه.

'       الأدب في مسجده، وكذا عند قبره، وترك اللغط ورفع الصوت؛

   -  كما روى السائب بن يزيد رحمه الله تعالى فقال: (كنت قائما في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، قال: من أنتما أو من أين أنتما ؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم !!)

'       الأدب مع سنته وأحاديثه وتعظيمها :

فنى المحدثون أعمارهم في جمع احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، وتبعهم الفقهاء في أن لا يقدموا بعد كتاب الله شيئا من آرائهم إلا بعد التنقيب في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

  -   قال مالك : ما وافق قول صاحب هذا القبر فاعملوا به وما خالفه فاضربوا بع عرض الحائط .

  -  وذَكَر الشافعي رحمه الله تعالى حديثا فقال له رجل: تأخذُ به يا أبا عبد الله ؟ فقال: أفي الكنيسة أنا ؟! أوَ ترى على وسطي زُنَّارا ؟! نعم أقول به، وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت به)

   -  وروى الربيع بن سليمان رحمه الله تعالى فقال:(سمعت الشافعي وسأله رجل عن مسألة فقال له: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة كذا وكذا، فقال له السائل: يا أبا عبد الله تقول به ؟ قال الربيع: فرأيت الشافعي أرعد وانتفض وقال: يا هذا، أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلم أقل به، نعم على الرأس والعينين، على الرأس والعينين)

تعظيم حديث رسول الله في مجالسهم وفي حياتهم :

     - قال حماد بن زيد رحمه الله تعالى: (كنا عند أيوب السختياني فسمع لغطا فقال: ما هذا اللغط ؟ أما بلغهم أن رفع الصوت عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرفع الصوت عليه في حياته).

     -  ويحدث أحمد بن سنان عن مجلس وكيع بن الجراح في التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: لا يُتحدث في مجلسه، ولا يُبرى قلم، ولا يَتبسم، ولا يقوم أحد قائما، كانوا في مجلسه كأنهم في صلاة فإن أنكر منهم شيئا انتعل ودخل).

     -   وكان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك وعليه دعابة فإذا جاء الحديث خشع.

وجاء عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه سئل عن حديث وهو مضطجع في مرضه فجلس وحدث به، فقيل له: وددت أنك لم تتعن فقال: كرهت أن أحدث عن رسول الله وأنا مضطجع..

روايات مالك بن أنس :

    -   رواية عبد الله بن المبارك ومجلس مالك في الحديث وقد لدغته عقرب ولم يتحرك .
    -    وسأله جرير القاضي عن حديث وهو في الطريق فأمر بسجنه .
    -    وذكر هشام بن الغازي سأل مالكا عن حديث في الطريق فضربه عشرين سوطا فأشفق عليه فحدثه عشرين حديثا

وكان من توقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يحدثون بحديثه إلا وهم على أحسن حال وهيئة ...

     -  قال أبو سلمة الخزاعي رحمه الله تعالى: (كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج ليحدث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ولبس قلنسوة، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     

-       وبرهان التعظيم الصادق هو تعظيم ما جاء به النبي  من الشريعة المتضمنة في الكتاب والسنة كما فهمها سلف الأمة، وذلك باتباعها والتزامها قلبًا وقالبًا، وتحكيمها في كل مناحي الحياة وشئونها الخاصة والعامة؛ ومحال أن يتم الإيمان بدون ذلك: {ويَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وبِالرَّسُولِ وأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ ومَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [النور: 47].




0 comentarios:

Publicar un comentario