sábado, 5 de octubre de 2013

علو الهمة

0 comentarios

حقيقة القوى الكامنة عند البشر :

الانسان كائن أعقد من كل المفاعلات النووية، وأن فيك من المركبات ما يتجاوز كل تصور..و الانسان لا يعرف نفسه لذلك يظلمها فتتآمر عليه
الانسان أعقد جهاز وُجد على وجه الأرض هو ، وإن كل المخترعات والمكتشفات لا تساوي شيئًا أمام الإنسان والذي أنه يستخدم من قواه مجتمعةً إلا 10% كمعدل عام للبشرية جمعاء...
 أما إنسان العالم الثالث فالمعدلات باعثة على الخجل، خاصةً إذا تعلق الأمر بقوة الروح وقوة الفكر، أما النفس والجسد (في جوانبها السلبية) فالمعدلات عالية وبغير ضوابط إنسانية ولا أخلاقية ولا حتى قانونية!! فهو بحق "إنسان سائب".
لتدرك- منذ الوهلة الأولى- أن نفسك ليست شيئًا هينًا، وإنما الذي جعلها هينةً هو أنت؛ بإهمالك لقدراتك وإمكانياتك، وسوء استخدامك لهذه القوى :
لكل إنسان أربعُ قوى لا يُسخِّر منها- في المتوسط العام- سوى 10%، وأكثر الناس يعطلون بعضها مدى الحياة، وآخرون يستخدمونها استخدامًا سيئًا، فيحدث لهم ما حدث للجهات المختصة بما يُعرف بأسلحة الدمار الشامل، فلو دقَّقَت القوى العظمى حساباتها لأمرت بتفتيش كل واحد منا؛ لأن كل واحد منا يحمل حقًا "مشروعًا" نوويًّا يمكن أن يستخدمه في أية لحظة بإمكانيات بسيطة وبطُرُق بدائية- يملك أن يطورها في ظرف قياسي- إذا صمم كل واحد منا على إعادة اكتشاف ذاته على قواعد علمية دقيـقة الحساب ...
1 - قوة الروح (الجـوهرية ) المرفرفة بأشواقـها إلى سدرة المنتهى إلا إذا قُمِعت.
  - نفترض ما يلي : هو افتراض إنسان يعيش بالروح فقط فهو كالذي يدور في الهواء هو في كل مكان، ولكنه لا يبرح مكانه، (فهو أغنى الأغنياء مع شدة فقره، وهو ملك الملوك البشرية مع أنه جالس في بيته، وهو الناظر إلى صراع الناس على المادة نظرة الرجل إلى تهاوش الأطفال على اللعب.. إلخ)..
وهو بروحانيته يرى ما لا يرى الناس، ويسمع ما لا يسمعون، ويُدرك قبل أن يدركوا، فهو جالس في غرفـة التحكم، لذلك لا يخالط الناس، ولا "يخوض" مع الخائضين، ولا يرى في دنيا الناس ما يغريه بمخالطتهم.. فعالمه داخل نفسه.
يعيش في  "جنة النفس" التي هي السعادة الحقيقية بغير أزواق، ولا ديكورات يراها الناس حقيقة، ويراها الروحاني قشورًا...
4 - قوة الطين (الجـسدية) الهابطة إلى مهـاويها الترابية من حمإ مسنون إلا إذا رُفعت.
نقيض الافتراض الأول :   إنسان يعيش بقوة طينية فقط وبشهوانيته يشطب الحواجز الثلاثة (فلا حرامَ عنده، ولا عيبَ ولا ممنوع) فلا يؤمن- أمام صراخ نزواته الشهوانية- بدين يحرم، ولا بأخلاق تعيب عليه الإسراف في الفعل، ولا بدولة تنظم نزوات الناس بقانون رادع، وهو بسوداويته لا يرى في الدنيا إلا لحظة لذة ورعشة هوان، فهو عدو وحرب على كل فضيلة تقف في طريق شهواته ونزواته ومتعه حتى لو تعلقت بالمحارم...
فكانت نهاية بعضهم رعشة، والذين هم في الانتظار ما زالوا سجناء السلوك الحيواني الجاذب باتجاه الطين. وهل تشرف "قبضة" طين بغير "نفخة" روح..؟!
2 - قوة العقل (التفكيـرية) الموغلة بإدراكها في المجردات والملموسات إذا تحررت.
3 - قوة النفس (الغريزية) الغـارقة في مخاطات الشهوات والشبهات إلا إذا صامت.
وهذه القوى الأربع لها جنودها وأشواخهـا، وسلطانها، وبأسها الشديد، وتجمعها جميعًا أربع حالات، هي: الطمع، والكبر، والشهوة، والشبهة.. وتتجاذبها أربعة نواسف، هي: المرض العصابي (الوسواس القصري، الاكتئاب الوهمي، القلق، اللغز، الخوف الغيبي)، ثم ناسف الشعور بالدونية (عقدة الإحساس بالتهميش، عقدة الانبهار بالآخر، عقدة الاستلاب الثقافي والفكري واللغوي، عقدة اليأس من اللحاق بالركب، عقدة استصغار الذات وتضخيم الآخر.. إلخ..)، ثم ناسف الإحساس بالإحباط والانفلات من قاطرة السير والدوران حول الذات، وانغلاق كل مساحات الأمل (في العمل، في الزواج، في السكن، في السفر، في كسب الاصدقاء أو نسج أي علاقة مع المحيط الخارجي.. إلخ)، وآخرها ناسف الانطوائية، والانكفاء حول الذات، والنظر إلى الحياة بمنظار السواد القاتم، والحكم على كل مناشط الحياة ومساعي الناس بأنها سراب وقبض الريح.
القوى الأساسية هي القوة الداخلية :

في الواقع إن المفهوم الحقيقي للقوة، ينبغي أن يتركز على القوة الداخلية.

فقد يبدو البعض قويا من الخارج، بينما هو ضائع تماما من الداخل. قد يسمع كلمة إهانة، فيقول من الخارج (سامحك الله).. بينما في الداخل يتقد غضبا وحقدا.. 

  - قال الامام علي رضي الله عنه : ( ميدانكم الاول انفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيره اقدر وان عجزتم عنه كنتم عن غيره اعجز) ...

- محمد علي كلاي : الابطال لا يصنعون فى صالات التدريب .. الابطال يصنعون من اشياء عميقة في داخلهم ، هي الارادة و الحلم و الرؤية .  

الهمة هي الطاقة الداخلية المخزونة عند كل إنسان والتي يجب ان يخرجها
هذه الهِمَّة العالية موجودة عند أغلب الناس، لكنَّها في حالة سُبات داخل النَّفْس البشرية، ولا تظهر إلاَّ عند الاضطرار المُلْجِئ :
 • تكون الأمُّ وديعة حانية، فإذا تعَرَّض وليدها للخطر، تحوَّلَت إلى لَبُؤة شَرِسة، تتحدَّى الصِّعاب، وتركب الأهوال، بلا تردُّد ولا وجل.
 • ويكون الرَّجل الضعيف هادئًا مُسالمًا، فإذا خُدش في عِرْضه، تفَجَّرت براكين غضبه، وأظهر من الشجاعة وقوة النفس، ما لا يتأتَّى نظيره لقوي الجسد، مفتول العضلات.
 • ويُوضَع الرجل الذي أَلِف خفْضَ العيش، وطراوة الحياة، في زنزانة مظلمة مُوحِشَة، يقع عليه فيها أصناف من الظُّلم، وألوان من الأذى في نفسه وبدنه، فإذا به يَستخرِج من أعماق مُهْجته من الصبر على الأذى، وتحمُّل المشقة، ما لم يكن يخطر له مِن قَبلُ على بال.
 • وتكون الشُّعوب راكعة خانعة، فإذا طعَنَها الطُّغاة الجبابرة في أقدس مُقَدَّساتها، الذي به قِوَام حياتها، وبهجة عيشها، انطلَقَت من قُمْقُمِها، كالنَّهر الطَّامي، والسيل الجارف.
الهِمَّة العالية موجودة إذًا داخل النفوس البشرية، متستِّرة تحت ركام من قيود التربية، وضغوط المجتمع، وجُبْن الطبائع.
وهي تَخرج إلى العلن في بعض الحالات الاستثنائية الخاصَّة...
أما أصحاب الهمم الذاتية فلا يكادون يوجدون إلا نادرا

أصحاب الأهدف الكبيرة يعملون لتغيير  مجرى التاريخ وتبديل حياة الناس إلى الأصلح والأحسن ونشرالعدل في الأرض بعد انتشار الظلم والجور ، ومع هذا فهو واحد بين الجموع ، وهم القلة في العالمين ، وهم الصفوة بين البشر ... فهل كنت منهم ... صاحب هدف كبير ؟
- يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " تجدون الناس كإبل مائة ، لا يجد الرجل فيها راحلة -
وهم في الناس ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين / وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أعز من القليل

إنَّ آفة الآفات عند شباب اليوم ضَعْفُ المُثُل العليا، وضمور جانب المبادئ التي تُثْمِر المواقفَ، والخواء الرُّوحي...
 الذي يُطغي مطالب الجسد على لذَّات الرُّوح، همُّهم اليوم اتِّباع الشهوات البهيمية، وحاديهم في عيشهم إملاءات (الهرمونات) المشتعلة.

وكل ذلك في الأفراد، يُنْتِج على الصعيد الجماعي مجتمعاتٍ تستشري فيها ثقافة الخوَر والجُبن؛ ودُولاً تشيع فيها الجبريَّة السياسية، والانحراف الفكري، والضياعُ الأخلاقي، وأُمَّةً مهزومة تستمرئ الهزيمة، وتقبل حياة الخنوع.

هذا في عموم الشباب، أمَّا في خصوص الشُّبَّان الملتزمين المستقيمين على جادَّة الشرع، فإنَّهم - وإن لم يكونوا متمرِّغين في أوحال اتِّباع الشهوات - ليسوا بمنْأى عن آفات الكسل والميل إلى حياة الخفض والدَّعة، والانكفاء على النفس، وقلَّة الانخراط الفعلي في معالجة هموم الأمة الكبرى، بل هم - في بعض الأحيان - يُعانون من انعدام الأهداف الكبرى التي تَدُور الحياة في فلَكِها.

- ولذلك نجد في صفوف المستقيمين مَن يقضي العقْد والعقدَيْن من الزمان وهو يحاول حِفْظ القرآن، فلا يجاوز سُوَرًا معدودة، مع ضعف في الإتقان.

- ونجد منهم من يعدُّ نفسه من طلبة العلم الشرعي، وهو - بعد أن تمر عليه سنوات طويلة - لا يزال يُراوح مكانه، متردِّدًا بين المناهج والطُّرق المختلفة للطلب. 

- ومنهم مَن ينتسب إلى الدعوة إلى الله، وأكثر أوقاته تضيع في "قيل وقال" على أبواب المساجد، وفي حضور الولائم والأعراس، وفي التنَقُّل بين مواقع الشَّبكة والفضائيات بغير فائدة معتبرة.

·        ليس كلُّ المستقيمين بهذه الصُّورة التي ذكَرْتُ، ولكن كثيرًا منهم يعيش سبَهْلَلاً، لا يعرف لحياته غاية عُظْمى، ولا يحمل بين ضلوعه هَمًّا من الهموم الكبرى لهذه الأمة.

العظماء وحدهم من يسخرون طاقاتهم للأهداف العظيمة
- وقال ابن الجوزي: (من علامة كمال العقل علوُّ الهمة، والراضي بالدون دني) .

من عاش لهدف كبير فإنه يعيش كبيراً ويموت كبيراً ويبقي في ذاكرة الناس كبيراً، ومن عاش بغير هدف أو لهدف حقير فإنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً.
إن التافهين في هذه الدنيا لا أحد يبالي بهم ، غاية مرادهم أن يعيشوا ، هدفهم في الحياة أن يأكلوا ويشربوا ويتمتعوا ، لا يبالى أحدهم إن عاش ذليلاً أو عزيزاً ، أهم شئ أن يعيش ، لا يعترض إن عاش حياة الهوان ، ومن يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلام !! ، هم في الحياة صفر ولكنه على الشمال ، هم رعاع لا تأثير لهم في الحياة ، وأحياناً يكونون عبئاً عليها .
إذا ما كنت في أمر مرومِ        فلا تقنع بما دون النجومِ
    فطعم الموت في أمر حقيرٍ      كطعم الموت في أمر عظيمِ

إذا لم يزد شيئاً في الدنيا فسوف يكون زائداً عليها، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة، بل لا بد أن يكون في صلبها ومتنها عضواً مؤثرا:
وما للمرء خير في حياة           إذا ما عد من سقط المتاع
إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته- بحول الله وقوته- ما يراه غيره مستحيل، وينجز- بتوفيق الله- ما ينوء به العصبة أولو القوة ويقتحم- بتوكله على الله- الصعاب والأهوال، لا يلوي على شيء
فمن ثم قيل: "ليس في علو الهمة إفراط في الحقيقة، لأن الهمم العالية طموحة وثابة، دائمة الترقي والصعود، لا تعرف الدعة والسكون.. ".
      ومن يتهيبْ صعودَ الجبال            يعش أبدَ الدهر بين الحفرْ

كُنْ كالصقور على الذُّرا *** تُصغي لوسوسة القمرْ
    لا كالغراب يُطارد الـ *** ـجيف الحقيرة في الحُفَرْ
في المثل : الإرادة الصادقة للانسان، تشبه قوة خفية تسير خلف ظهره ، و تدفعه دفعاً للأمام على طريق النجاح، و تتنامى مع الوقت حتى تمنعه من التوقف أو التراجع.

·        عندما يتوقف عطاؤك تتوقف حياتك .
* الشيء الأساسي في هذا العالم ليس إلى أي مكآن قد وصلت الآن ولكن في أي إتجآه تتقدم .

    - قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله " لوأن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله...
        *  وفي مثل هذا المعنى قيل لنابليون بونابرت يوما : ان جبال الالب شاهقة تمنع تقدمك، فقال:  يجب ان تزول من الأرض .
على قدر همتك تعطى :
- وروي أن شيخَ الإسلامِ ابنَ تيمية -رَحِمهُ اللهُ- يقولُ في بعضِ الآثارِ الإلهيةِ، يَقولُ اللهُ تعالى: إني لا أنظرُ إلى كلامِ الحكيمِ، وإنَّما أنظرُ إلى هِمَّتهِ.
 * قالَ: والعامَّةُ تقولُ: قيمةُ كُلِّ امرئٍ ما يُحسنُ، والخاصَّةُ تقولُ: قيمةُ كُلِّ امرئٍ ما يَطلبُ ...

 عَنْ سَهْل بْن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ) مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِه.

-  عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ) أَنَّ رَسُولَ اللهَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَدَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالَ:" إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؛ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ (.

- عَنْ عائشةَ -رَضِيَ اللهُ عنها- أَخْبرتْهُ أنَّ رسولَ اللِه -صلى اللهُ عليه وسلَّم- قالَ: ) مَا مِنِ امرئٍ تَكونُ له صَلاةٌ بليلٍ فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا نَومٌ، إلا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرَ صلاتِه وكانَ نَوْمُه صدقةً عليهِ (. ...

قصص في علو الهمة :
 -  قيل لبعض السلف "بم أدركت العلم؟ قال بالمصباح والجلوس إلى الصباح "

 -  وقيل لآخر فقال ((بالسفر والسهر والبكور في السحر))...

 -  روي عن الرازي ما يدهش اللب من علو همته في الرحلة لتحصيل العلم إذ قال: "أول ما رحلت أقمت سبع سنين، ومشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، ثم تركت العدد، وخرجت من البحرين إلى مصر ماشياً ثم إلى الرملة ماشياً، ثم إلى طرسوس، ولي عشرون سنة".

سأضرب في طول البلاد وعرضها         لأطلب علماً أو أموت غريبا
        فإن تلفت نفسي فلله درها          وإن سلمت كان الرجوع قريبا

  ـ  الإمام أبو الفرج ابن الجوزي يقول عن نفسه : ( كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلدة ، وتاب على يديَّ مائة ألف ، وأسلم على يديَّ عشرون ألف يهودي ونصراني ) .
        ويقول : ( ولو قلت إني قد طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب ) .

   ـ  ويحدث الإمام ابن عقيل عن همته وهو في عشر الثمانين من عمره ، فيقول : ( إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشدَّ مما كنت أجده وأنا ابن عشرين ) .

  ـ  قال رُفيع بن مهران البصري : ( كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالبصرة ، فما نرضى حتى نركب إلى المدينة فنسمعها من أفواههم ) .

  ـ  وهذا يحيى بن معين رحمه الله خلَّف له أبوه ألف ألف درهم ، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه ) .


 ـ قال القاضي إبراهيم الجراح تلميذ الإمام أبو يوسف الذي كان يقال له قاضي قضاة الدنيا : مرض أبو يوسف ـ أي مرض الموت ـ فأتيته أعوده ، فوجدته مغمىً عليه ، فلما أفاق قال لي : يا إبراهيم ، ما
في مسألة ؟ قلت : في مثل هذه الحالة ؟!! قال : ولا بأس بذلك ، ندرس لعله ينجو به ناج ، ثم قال : يا إبراهيم ، أيما أفضل في رمي الجمار ـ أي في مناسك الحج ـ أن يرميها ماشياً أو راكباً ؟ قلت : راكباً ، قال : أخطأت ، قلت : ماشياً ، قال : أخطأت ، قلت : قل فيها يرضى الله عنك ، قال : أما ما كان يوقف عنده للدعاء فالأفضل أن يرميه ماشياً ، وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكباً .
ثم قمت من عنده ، فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه ، وإذا هو قد مات رحمه الله .

    ـ  قال بكر بن حمدان المروزي : سمعت ابن خراش يقول : شربت بولي في طلب هذا الشأن ـ يعني طلب الحديث ـ خمس مرات .

    ـ  قال ابن عباس رضي الله عنه : لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار : هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير ، فقال : واعجباً لك يابن عباس ، أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم ؟!! قال : فتركت ذاك ، وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه ، يسفي الريح عليَّ من التراب ، فيخرج فيراني فيقول : يابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك ؟ هلاَّ أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث ، فعاش الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألونني ، فيقول : هذا الفتى كان أعقل مني .

   ـ  رحل يحيى بن يحيى إلى الإمام مال وهو صغير ، وسمع منه وتفقه ، وكان مالك يعجبه سمته وعقله ، وروي أنه كان يوماً عند مالك في جملة أصحابه ، إذ قال قائل : قد حضر الفيل ، فخرج أصحاب مالك لينظروا إليه غيره ـ أي : وبقي يحيى مكانه ـ فقال له مالك : لم تخرج فترى الفيل ، لأنه لا يكون بالأندلس ، فقال له يحيى : إنما جئت من بلدي لأنظر إليك واتعلم من هديك وعلمك ، ولم أجيىء لأنظر إلى الفيل ، فأعجب به مالك وسماه ( عاقل أهل الأندلس .

  ـ  قيل للإمام الشعبي : من أين لك هذا العلم كله ؟ قال : بنفي الإعتماد ، والسير في البلاد ، وصبر كصبر الحمار ، وبكور كبكور الغراب .

  ـ  رأى الإمام أحمد بعض عارفيه في إحدى رحلاته في طلب الحديث ، فقال له معترضاً مستكثراً ما حفظ وما كتب وما روى : مرة إلى الكوفة ، ومرة إلى البصرة !!! إلى متى ؟!! فقال الإمام أحمد : مع المحبرة إلى المقبرة .

  -  وعن دكين الراجز قال: (أتيت عمر بن عبد العزيز بعد ما استُخلف أستنجز منه وعدًا كان وعدنيه، وهو والي المدينة، فقال لي: يا دكين، إن لي نفسًا توَّاقة ، لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلمَّا نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة) .
كلما كبر الهدف كبرت التضحيات :
- جون تشارلز سالاك : لا يصل الناس الى حديقة النجاح ، دون ان يمروا بمحطات التعب و الفشل و اليأس ، و صاحب الارادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات . 

والإنسان في سبيل تحقيق هدفه لا بد أن يضحى ويتعب وينصب ، فكلما كان الهدف أكبر كلما كانت التضحيات أكبر ، فما قيمة الوقت في سبيل تحقيق الهدف العظيم ، وما قيمة المال من أجل الوصول لهذا الهدف ، بل إن النفوس لترخص أحياناً من أجل بعض الأهداف .
 - قال تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله )

* ومن هذا لما طعن ( حرام بن ملحان ) وسال دمه قال ( الله أكبر فزت ورب الكعبة ) !! ... كيف يفوز وقد قتل ؟! لأنه وصل إلى الهدف الذي من أجله كان يعيش .

إن الغلام الذي دل الملك على كيفية قتله ، وقتله الملك ، قد حقق هدفه الكبير الذي كان يحلم به ويصبو إليه ، من أجل هذا الهدف الكبير قتل ( عمر بن الخطاب ) وذبح ( عثمان بن عفان ) وسالت دماء الإمام ( على بن أبي طالب ) ، ومن أجل الهدف الكبير كانت تلك المذبحة العظيمة لسيد شباب أهل الجنة ( الحسين بن على ) وآل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

وما نيل المطالب بالتمني                ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
* *
وإذا كانت النفوس كباراً              تعبت في مرادها الأجسامُ

             -   وقد قيل للإمام أحمد- رحمه الله- متى يجد العبد طعم الراحة؟ فقال عند أول قدم في الجنة !!
 - أن الإرادة القوية تعني الاستعلاء على كل مظاهر الإغراء والمتع اللحظية؛ بغية الوصول إلى الهدف المرسوم..

 - ولأن الإرادة القوية تعني التصديَ لكل عوامل الضعف وبثّ اليأس والإحباط في قلوب أصحابها؛ وهو ما لا يقدر عليه إلا الكبار..

 - ولأن الإرادة القوية تعني الحرمان والمشقة أثناء السير في الطريق؛ وهو ما لا يقدر عليه إلا الكبار.

وكما قال المتنبي :
 لــولا المشــقةُ سـادَ النـاسُ كُـلَهم         الجـــودُ يُفقِــر والإقــدامُ قَتَّــالُ

 - قال ابن القيم – رحمه الله – عن روح العزيمة: "قد أجمع كل عقلاء الأمم على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وأن من آثر الراحة فاتته الراحة, وأنه بحسب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة, فلا فرحة لمن لا هم له, ولا لذة لمن لا صبر له, ولا نعيم لمن لا شقاء له, ولا راحة لمن لا تعب له".

- وكما يروي الرواة أن الحطيئة هجا الزبرقان بقصيدة قال فيها:

دعِ المكارم لا ترحل لبُغيتها      واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

 -  وعلق أحد الدعاة على هذا فقال: فانظر كيف كانت همَّة الطعام والشراب معيبة، وعارا لا يفارق صاحبه، وسُبة في جبينه تلزمه أبد الدهر حتى الموت!!  وانظر بعدها إلى همم الناس حولك، هل تجدها اليوم إلا في زوجة حسناء وحلم بقصر مشيد ونزهة ومتعة وأكلة وشربة؟! هل ترى أكثرهم إلا حافظي أموال ومضيعي دين!! في دائرة الهجاء يدورون وداخل حلقة الذمِّ مُحاصرون؟!

- قال الشاعر :
قالوا : السعادة في السكون وفي الخمول , وفي الخمود
في العيش بين الأهل لا عيش المهاجر والطريد
في لقمة تأتي إليك بغير ما جهد جهيد
في المشي خلف الركب في دعة وفي خطو وئيد
في أن تقول كما يقال فلا اعتراض ولا ردود
في أن تسير مع القطيع وأن تقاد ولا تقود
قلت: الحياة هي التحرك لا التحجر والجمود
وهي الشعور بالانتصار ولا انتصار بلا جهود
وهي التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقود
هي أن تخط مصير نفسك في التِّهَامِ وفي النِّجُود
وتقول : لا , وبملء فيك لكل جبار عنيد
أفبعد ذاك تظن أن أخا الخمول هو السعيد؟!!
·        من القصص :
    ـ  قال بكر بن حمدان المروزي : سمعت ابن خراش يقول : شربت بولي في طلب هذا الشأن ـ يعني طلب الحديث ـ خمس مرات .
  ـ  وهذا يحيى بن معين رحمه الله خلَّف له أبوه ألف ألف درهم ، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه ) .
 ـ  وقد قال ابن القاسم : ( أفضى بمالك ـ أي الإمام مالك ـ طلب الحديث إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه ) .

لن يتركك الناس تمضي نحو أهدافك وتحقق طموحاتك :

في سبيل تحقيق الهدف الكبير يتربص بك المثبطون المعوقون ، وسيحاول الكثيرون تأخرك عن الوصول ، ويشغلونك بمعارك جانبية كل هدفهم ألا تصل إلى مرادك ولا تحقق غايتك ، فلا تلتفت إليهم وامض قدماً فالعمر قصير والهدف أكبر من هؤلاء المعوقين .

وأنت ترقى إلى المجد وتتسلق إلى القمة سيرمونك بما يستطيعون من الحجارة ويقذفونك بأقسى الكلمات ، ويؤلبون ويحشدون عليك ما استطاعوا ، كل هذا حتى لا تصل إلى القمة وتحقق الغاية ، وكلما اقترب وصولك إلى الهدف الكبير تزايد المثبطون والمتربصون ، وتكاثر المعوقون ، فان رأيت الخصوم يتزايدون فاعلم أن المجد قريب والهدف قد أزف .

صاحب الهدف الكبير لا ينظر إلى رضا الناس ، فرضاهم وإن كان مهماً إلا أنه لا قيمة له إذا تعارض رضاهم وتحقق الهدف ، ولهذا جاء في الحديث ( من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ) ، ولأن الهدف كان كبيراً ، حقق الله له الغايتين ، فإن كنت مقتنعاً بهدفك ، فلا يضيرك سخط الناس ، فالأنبياء منهم من قتل ومنهم من كذب ،وكلهم عودي .

من أهم أسباب قوة الإرادة :

- الإيمان بمبدئ  : إن الإيمان يصنع المعجزات.. ويتخطى كل الحدود ، حدود السن والامكانات والقدرات والمقاييس الارضيه ..

في يومٍ من الأيام قرر جميع أهل القرية أن يصلوا صلاة الاستسقاء تجمعوا جميعهم للصلاة لكن أحدهم كان يحمل معه مظلّة هذا هو.. الإيمان
300 رجل مسلم في بدر غلبت ألف رجل كافر... ليس بقوة السلاح..ولكن بقوة الإيمان..التي تحركه نحو الأمام..
إنه قوة هادئة تجعلك تسموا وتحلق في السماء..بعيدا عن الأرض,بعيدا عن الدنيا حين تعيش حياتك كلها لله...وحين لا يهمك شيئا إلا أن ترضي مولاك.. ولما يدخل الإخلاص..ويمتزج بالأعمال..فيغلفها ويعرضها في أحلى قالب
عندها..يصنع الإيمان المعجزات..
نكافح بحرارة ونجاهد بقوة ونصمد بمرارة ولا نبالي بشيء من الحياة ..من الملذات او الشهوات.. عندها..نكون نحن المعجزة التي خلفها الإيمان..

* تأمل حال صهيب الرومي ... عندما أراد الهجرة ،،فأرادت قريش أن تمنعه ... فقالوا له : يا صهيب قدمت إلينا ولا مال لك ، وتخرج ومالك... والله لا يكون ذلك أبدا فقال صهيب : أرأيتم إن دفعت مالي تخلون عني ؟ فقالوا نعم ، يقول صهيب : فدفعت مالي فخلوا عني فخرجت حتى قدمت المدينه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ... فقال :ربح صهيب ربح صهيب ونزلت فيه : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ..)
* انظر كيف استطاع الإيمان أن يغير شخصية الخنساء المرأة التي فقدت أخاها صخرا في جاهليتها فملأت الآفاق عيه بكاء وعويلا .. وشعرا حزينا.. فقالت:
                 يذكرني طلوع الشمس صخرا      وأذكره بكل غروب شمس
                      ولولا كثرة البكين حولي       على إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن..... بعد إسلامها نراها مرة أخرى نراها تقدم فلذات كبدها إلى الموت راضيه .. مطمئنه .. بل محرضه دافعه
من عوامل ضعف الهمة :

 -   من عوامل دنو الهمة الغفلة عن حقيقة الاستخلاف، والتعلق بالمكتسبات الأرضية، وعدم الثقة بوعود النصرة الإلهية {إن تنصروا الله ينصركم..} [محمد: 7] والاستسلام للهزائم النفسية الفردية والجماعية، وعدم استشعار حقيقة التميز....
 - عدم الثقة بالنفس و إحساس الشخص بالفشل في جميع الحالات فتراه دائما هيابا يخشى اقتحام أي عمل ما خوفا من الفشل فلا يلبث أن يزدري نفسه.
 - عدم المبادرة، فهو دائما ينـتظر التكليف والإسناد حتى في الواجبات التي لا ينبغي التأخر فيها فمثلا في واجب الدعوة إلى الله تراه ينتظر من يسند إليه مهمة توزيع نشرة ما أو شريط.. رغم أن التكليف قد أسند إليه أكثر من ألف وأربعمائة سنة حين قال تعالى في محكم التنزيل {يا بنيّ أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان: 17] وقوله:{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئكم هم المفلحون }  [آل عمران: 104].
  - كثرة الانتقاد وتعليق الأخطاء على الآخرين فهو يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه!! مع أنه في أعماق قلبه يدرك أنه مقصر ولكنه يعمد إلى هذا الأسلوب كنوع من التهرب من المسؤولية الذي أصبح فنا من الفنون.
  - الاهتمام بسفاسف الأمور فلا ترى له إسهاماً جاداً ولا فكراً، وإن كانت فتاة اهتمت بالموضة وآخر صيحاتها والفنانين وآخر أخبارهم، وإن كان فتى اهتم بالمركبات الفارهة والمظاهر الفارغة، والله المستعان.
أنت في الناس تقاسُ          بالذي اخترت خليلا
فاصحب الأخيار تعلو        وتنل ذكراً جميلا
إذا أردنـا فعلاً أن نحرر أعمالنا بالإنجـآز فلآ بد من تحطيم القيود التي تمنعنا من ذلك !
قيود اليأس والإحبآط !
قيود الجمود والسكون !
قيود الكسل والعجز !
قيود الخوف وعدم الثقه !
قيود آحتكار الرأي وعدم تقبل ارآء الأخرين !
هي مجموعة من القيود مترابطه كما السلسله اكسرها جميعها وتحرر منها !



0 comentarios:

Publicar un comentario