sábado, 5 de octubre de 2013

القوة التي لا تغلب

0 comentarios
مقدمة :
            ان حاجة الناس الى الدين لا تقل عن حاجتهم الى الماء 
والطعام ،  والباحثون في دروب الحياة كدّاُ وتعبا عن لقمة تقيم أصلابهم ، لا ينتهون في الأخير إلى معنى أنه ليس لهم من الحياة الا ذاك النصيب.
وهناك فراغ في النفس البشرية لا يُملأ بالخبز والماء ، ومهما ضل الناس عن هذا المعنى لأسباب ، إلا وهم يحسون بين الفينة والأخرى أن هاتفا ما يناديهم بالعودة الى الطريق ، ويشعرون أن الحياة أعقد من أن تكون مجرد لهو عابث أو حركة  ليس من ورائها هدف .
ومما يؤكد ذلك عندهم ، بقايا من دين ورثوه ، أو ميتا عندهم دفنوه ، أو اشادة ناصح يثقون به أو منظرا من بديع الكون أدهشهم ، أو لغزا من ألغازه  حيرهم  يبحثون له عن إجابة .

الايمان بالله هو استجابة لنداء الفطرة :

فالإنسان أي إنسان  ، كبير أم صغير ، ومتعلم أم جاهل ، وغني أم فقير ، وقوي أم ضعيف ، ومدني أم ريفي ، وعبقري أم غبي . بحسب فطرته مؤمن بأنه لا إله إلا الله ، مؤمن بالله بالفطرة ، كيف يبدو هذا ؟

·        فالإنسان مؤمن بالفطرة ،  لكنه وهو في سلام ، وفي بحبوحة ، وفي غنى ، وفي أوج وقوة يكابر...

     -  لو ركب البحر إنسان ملحد وإلحاده عميق ، أي عنده ألف دليل ودليل بحسب تصوره الأخرق على أنه لا إله ، فصارت الأمواج كالجبال وأصبحت السفينة تتهاوى بين الأمواج كريشة في مهب الريح ، عندئذٍ يلتجئ هذا الملحد إلى الله عز وجل
     -  وهذه  طائرة تُقِلُّ بضعة خبراء لا يؤمنون بالله ،  ينكرون وجوده فلما وقعت في عدة جيوب هوائية  وظن هؤلاء الخبراء أن الطائرة على وشك السقوط ، دعوا الله مخلصين ، 

     -  وهناك شخص قال لي لقد نشأت في بيئة تنكر وجود الله عز وجل إنكاراً كلياً وعملت عند شخصٍ في حرفة ، وهذا الشخص أيضاً ينكر وجود الله ، أوحى إلي على أنه لا إله و افعل ما تشاء فالحياة اقتناص ملذَّات  ، وهكذا فعلت ، ولم أترك معصيةً إلا وارتكبتها وعملت في التجارة ، فربحت مئات الألوف ، وتزوجت ، وسافرت إلى بعض الدول وفعلت فيها من كل أنواع المعاصي "هكذا قال " وفجأةً  " والقصة طويلة " صودرت بضاعته ، وبقي بلا دخل وعليه دين ، وصار أصحاب الدين يطالبونه بقسوة ، مرض أولاده وزوجته وليس معه ثمن الدواء فضلاً عن ثمن الغذاء ، وضاقت عليه الدنيا فقال لي : أصابتني مصائب لو أنها نزلت على جبلٍ لهدَّته  وما شعرت في أحد الأيام إلا و أنا داخل إلى المسجد لأصلي ، فهذه هي الفطرة وصلّى ...

 -  وإنسان آخر هذا عقيدته أنه لا إله ، و له أعمال مخزية جداً ، وعنده بنت صغيرة في سن الورود ، مرضت مرضاً شديداً ، وهذا المرض جعله ينفق كل ما يملك إلى أن قال له أحد الأطباء : " لا تنتظر أن تعيش هذه الفتاة ، دعها كي تموت ". قال : " فكنت آخذها معي إلى عملي خشية أن تموت في غيابي " لشدة تعلقه بها " و هو يصر أنه لا إله " ارتفعت حرارتها وبقيت في الأربعين ولم يترك طبيب أطفال إلا وزاره ، ولم يترك دواءً إلا واستعمله ، وهذه الحرارة لا تنخفض ، إلى أن همس في أذنه أحد أطباء الأطفال إن هذا المرض نادر الوقوع وإن هذه الحرارة لن تنخفض إلا عند الموت ، قال :" في أحد الأيام قلت لزوجتي  " سخني لي الماء لأغتسل " و فيما يقول لم يغتسل في حياته ولا مرة " كان يتغسل ولا يغتسل " فاغتسل ووقف ليصلي ، و سأل زوجته ماذا تقرئين في الصلاة إنه لا يعرف الفاتحة ، وتقول زوجته " بقي واقفاً نصف ساعةٍ يبكي و يقول يا رب إما أن تأخذها أو أن تأخذني أو أن تشفيها ، ضيّق الله عليه فظهرت فطرته فأين الإلحاد؟! ، أين دعواك العريضة أنه لا إله..ما أن سلم من صلاته حتى رأى حرارتها قد انخفضت ، بعد أن تصلبت عضلاتها ، و بدأت تتحرك .

  - ما من إنسانٍ ينكر وجود الله عز و جل إلا و هذا قوله يوم   القيامة : "  ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) "(سورة الأنعام)


لا يفهم من هذا الكلام أنه ليس هناك أدلة ، بل هناك مليون دليلٍ و دليل على وجود الله ولكن قبل أن نستعرض هذه الأدلة العلمية والبراهين العقلية نود أن نلفت النظر إلى أن الإنسان مؤمن بالفطرة .

 - ولقد قال العلماء : الطفل حينما يولد يملك منعكساً اسمه منعكس المص ، ومنعكس المص عملية بالغة التعقيد ، فالآن ولِدَ هذا الطفل ، ولو أنه بعد الولادة بساعة واحدة وضعته أمه على ثديها لالتقم الثدي ولأحكم إغلاق فمه على الثدي ، ولسحب الحليب ، وهذه عملية معقدّة كيف خلقت هذه الفطرة ، إن الطفل بالفطرة يتقن المص إتقاناً كاملاً ..
  
       *  ودليل آخر : شعور الأم بعاطفةٍ جياشةٍ نحو ابنها من دون أن تعلم ما قيمة هذه العاطفة ولولا هذه العاطفة لما كنا نحن هنا  
   -  وقصة رمزية تروى : أن سيدنا موسى رأى امرأةً تخبز خبزاً في تنور وابنها على طرف التنور الأيمن وكلما وضعت رغيف خبزٍ في التنور ، تلتفت نحوه وتقبله من شدة عطفها وحنانها ، فعجب هذا النبي الكريم ، فالله سبحانه وتعالى أعطاه درساً نزع الرحمة من قلب الأم فلما بكى الطفل ألقته في التنور...!!
فأي أمٍ جاهلة ، أو متعلمة ، أو مؤمنة ، أو كافرة ، أو زنديقة  ، أو بغي ، أي أمٍ تحب ابنها بالفطرة  ، هذه فطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها .

الشعور الفطري إحساس بين جميع الخلائق المدركة على اختلاف نزعاتها ومستوياتها وثقافاتها في البيئات البدائية ، وفي المدن المتحضرة ، وفي منتديات المثقفين ، وفي قاعات العلوم والفنون والمختبرات ، إنه شعور مشترك بين جميع الناس ، يقوم في نفس الطفل الصغير  والإنسان البدائي ، والإنسان المتحضر ، والجاهل ، والعالم ، والباحث ، والفيلسوف ، والعبقري والفنان ، والخبير في المعمل ، وكل هؤلاء يشعرون أن الله حق ، وأنه القوة القابضة على ناصية كل شيء ، والعالمة بكل شيء ، والحكيمة ، المريدة التي لا شك فيها .

   - كلمةً لأكبر عالمٍ في الذرة ، "انشتاين" صاحب النسبية قال : كل إنسان لا يرى في هذا الكون قوةً هي أقوى ما تكون ، عليمةً هي أعلم ما تكون ، حكيمةً هي أحكم ما تكون ، هو إنسان حي و لكنه ميت .

لم يخل مجتمع ولا حضارة من الدين والاعتقاد

أن البشر أعتقدو فى الدين و الاله منذ أنسان العصر الحجرى البدائى فى عصور ما قبل التاريخ ...وهذا الكلام يؤكده الواقع والتاريخ، فكل الحضارات القديمة عرفت شعوبها الأديان أمثال السومريين والبابليين والأشوريين والفينيقيين والفراعنة والصينيين والهنود الإغريق..الخ وتركت تراثا كتابيا ومعماريا مليئا بالمعتقدات الدينية، مما يعني أن الدين كان عبر التاريخ أحد المكونات الأساسية في حياة المجتمعات، و لم ولن يستطع الانسان الاستغناء عنه أبدا....

     * أما الالحاد فاستنادا إلى كارين أرمسترونغ في كتابها «تاريخ الخالق الأعظم» فإنه ومنذ نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن التاسع عشر بدأت بوادر تيارات أعلنت أستقلالها من فكرة وجود الخالق الأعظم. ساهم في هذه أنتشار هذه التيارات الموقف الهش للديانة المسيحية في القرون الوسطى وماتلاها نتيجة للحروب والجرائم والأنتهاكات التي تمت في أوروبا باسم الدين نتيجة تعامل الكنيسة الكاثوليكية بما اعتبرته هرطقة أو خروجا عن مبادئ الكنيسة ...

وبالتالى نجد أن الدين هو الاساس وما الالحاد إلا أعراض طارئة و أمراض متطفلة على هامش الدين خصوصا فى أوطاننا العربية وهو نتيجة حتمية مباشر لعملية ربط العلم بالالحاد بالرغم من أن الربط تم بالتلفيق و التدليس و الغش وخير دليل هو عدم وجود ملحد عربى واحد له قيمة علمية تذكر وعدم وجود ملحد عربى واحد حصل على جائزة نوبل ...وعلى النقيض من ذلك كله نجد أن العرب الذين لهم قيمه علميه رفيعه هم المؤمنين بل هم المسلمين أمثال دكتور / أحمد زويل.

حتى المجتمعات الملحدة لم تستطع التغلب على حنين النفس البشرية قوة مطلقه عظيمة

لكنها وفي ظل الثقافة الإلحادية استبدلت الإله بالشخصيات الخارقة  كسوبرمان أو سبايدر مان -الرجل العنكبوت- الذي يظهر في وقت الشدة لينقذ الناس فيستغيثون به ويلجأوون اليه عند الشدائد والنوازل, وبالمثل في الشرق الآسيوي إستبدلوا الإله بالنماذج المصطفاه  أو المختارة (تشوزن ون) المقاتل الذي لا يقهر وإختارته الطبيعة او ارواح الأسلاف كما يزعمون لنصرة الخير والضعفاء...
    
 - قال تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَفِلِينَ سورة الاعراف127


الانسان يتشوه ويتحول الى كومة من العقد بدون استجابة لنداء فطرته :


·      أما هذه الفطرة فقد تنطمس بفعل انغماس الإنسان في الشهوات فيتحول هذا الإنسان إلى وحشٍ بشري .
-         هناك امرأة في فرنسا لها ولد ، أغلقت عليه البيت وسافرت إلى عند صديقتها فمات بعد أسبوعين ، جوعاً وعطشاً ، ويوجد حالات نادرة فهذه الأم تشوهت فطرتها .
-         وإنسان آخر دخل في بعض القرى و ذبح امرأته و أولاده الخمسة ، وهذا فطرته  مشوهة .

لكن الإنسان من دون تعقيدات في بنيته النفسية ، وبطبيعته وطريقة خلقه وبفطرته التي فطره الله عليها مؤمن بالله ، وهذا هو الأصل فإذا كفر أو إذا أنكر أو إذا ألحد اضطربت نفسه واختل توازنه وقست ردوده وأصبح مريضاً .
  
 * والإنسان مؤمن بالفطرة وحينما يؤمن ترتاح نفسه ، وهذا هو الدليل ، وحينما ينكر تضطرب نفسه ، ويختل توازنه ، ويضجر ، ويسقم ، ويسأم ، وحينما لا يؤمن ترون منه ردود فعلٍ قاسيةً جداً لأسبابٍ تافهةٍ ، وهذا دليل اضطرابه ، وإن هذا الذي لا يؤمن ينفجر لأتفه سبب ، وهذا عند علماء النفس دليل اضطرابه الداخلي لأنه خالف الفطرة .

   - فمعظم المجتمعات التي تتخذ مذاهب أو فلسفات أو أدياناً مختلفة، حينما تعصف بها الأزمات المرضية وتتدهور لتصل إلى اعمق مستوى من البدائية في السلوك الإنساني، وهو الحيوانية...

لذلك الايمان يعالج الاكتئاب والاحباط:

قوة الإيمان لدى المؤمن بالله، لا تجعله ينحدر إلى اسفل السافلين، حيث تصل حالات الاكتئاب الشديدة بالفرد إلى الانتحار، وإنهاء حياته المؤلمة ولا سيما أن الشخص المكتئب يرى الحياة بانها عديمة الجدوى، وانها كفاح طويل وعقيم، ولحظات الفرح فيها والسعادة اقل بكثير مما فيها من مشقة وجهد
 إلا أن قوة الإيمان لدى الفرد المؤمن المدعوم بثباته على دينه يستطيع أن يناضل ويجاهد تدهور حالته النفسية والعقلية في مرض الاكتئاب.
 فهو لا يتجه بعدوانه نحو الذات، كما هو معروف لدى مرضى الاكتئاب وانما يتسامى ويعلو بايمانه بالله وصلاته وقراءاته المستمرة والدائمة للقرآن الكريم، تؤدي به إلى التخفيف من شدة الضغط الداخلي فيتحول هذا إلى أسلوب من أساليب التعامل مع الضغوط النفسية المؤدية إلى التدهور.. فينتج منه مغالبة التدهور والانتصار عليه...

·        ومؤخرا بدات البحوث تثبت علميا ان قوة الايمان ممكن ان تساهم الى حد كبير في الشفاء من اخطر الامراض التي يصاب بها البشر.
·        وترى نظرية التحليل النفسي أن الدين له فعل وقاية الفرد من الحالات المرضية وذلك انه يبعده عن العزلة التي تمثل ابتعاده عن الالم، ويعطيه شعور الاطمئنان بالانتماء إلى الهوية الجماعية،
·        ومن تلك الأساليب أيضا، عمليات التطمين والزيارات والمواساة والتشجيع، وهي تخدم غرض تحقيق عدة أهداف في حياة الفرد، ومنها مساعدته على استعادة قوته الروحية، وإشعاره بأنه غير وحيد في عالمه مما يسهل عليه مواجهة مشاكله وحلها.
- وهذا ما يؤكده الاسلام من خلال حقوق المسلمين على بعضهم البعض من زيارة المرضى ومواساتم ..

الانسان دائم التقلب وغير مستقر الرغبة ولن يجد ذاته وراحته واستقراره الا إذا وجد الله وآمن به :

   - كما قال الشاعر :
   صغيرٌ يشتهي الكبرا     وشيخٌ ودَّ لو صَغُرا
     وخالٍ يبتغي عملاً     وذو عملٍ به ضَجِرا
   وَرَبُّ المالِ في تعبٍ     وفي تعبٍ من افتقرا
ويشقى المرءُ مهزوماً    ولا يرتاحُ منتصرا
وذو الأولادِ مهمومٌ     وطالبهم قد انفطرا
   - وقال آخر :
يطلب الانسان في الصيف الشتا     فإذا ما جاءه انكره
    فهو لا يرضيه حال واحد        قتل الانسان ما أكفره
الايمان هو القوة الحقيقية التي تصنع الانسان الصالح

إذا سألت ما هي أقوى قوة في الأرض ؟ قد يقول أحدهم : القنبلة الذرية أو النووية ، في ثوانٍ تبيد ملايين ، حرقاً وضغطاً ، ولا تبقي ولا تذر ، لا من البشر , ولا من الحيوان ، ولا من النبات ، ولا أي كائن حي ، من هو الأقوى منها ؟ الذي صنعها بما آتى الله الإنسان من عقل ، استطاع بهذا العقل أن يصل إلى الكواكب الأخرى ، سافر إلى القمر ، أرسل مركبة إلى المشتري ...
 الآن القوة التي تحرك هذا الإنسان وتجعله يضحي بالغالي والرخيص والنفس والنفيس ، هي قوة الإيمان ، الإيمان أقوى قوة في الأرض ، يعني هل هناك أغنى من الحياة ؟ هل هناك أغلى على الإنسان من حياته ؟ حياة المؤمن يضحى بها رخيصة في سبيل الله ، معنى ذلك أقوى قوة في الأرض قوة الإيمان ، جئناكم بأناس يحبون الموت كما تحبون الحياة
إن الإيمان يقود إلى النجاح وإلى الإخلاص الصدق وإلى الوفاء ...

   *  الناجح مؤمن بالله وبقدراته وإمكانياته التي يستطيع أن يسخرها نحو تحقيق أحلامه وأهدافه .
   *  قوة الإيمان هي نقطة الانطلاقة الحقيقية التي ينطلق منها الإنسان نحو التميز والنجاح .
   *  إن قوة الإيمان هي سر بقاءك ومفتاح وجودك ومصدر سعادتك وهي الرضا الداخلي الذي يتألق بين ضلوعك فيجعلك تمشي بنور الله وتعمل كل عمل في حياتك وأنت تنعم بهذا النور الإلهي العجيب .

   - كما قال تعالى: (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمانهم بشراكم اليوم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم) [سورة الحديد:12]
 
   * بقوة إيمانك تستطيع أن تحول الضعف على قوة والانهزام إلى تميز والتعاسة إلى سعادة واليأس إلى أمل والجبن إلى شجاعة والكسل إلى نشاط والفشل إلى نجاح والإحجام إلى إقبال على الحياة..


هل كل إيمان مهما كان يعمل نفس العمل وتكون له نفس القوة ؟

لا ننكر أن مطلق الإيمان بأي معتقد كان يعطي صاحبه قوة وصلابة، كما يظهر ذلك في الصراع بين الأفراد والجماعات، فالفرد الذي يؤمن بعقيدة ما ينتصر على الفارغ الذي لا عقيدة له، والجماعة التي ترتكز حياتها على إيمان ما  ولو لم تكن له أسس مفهومة - تنتصر في النهاية على الجماعة الخاوية من الاعتقاد.

  - ولكن الإيمان الذي أعنيه هو الإيمان بالله واهب الحياة، وخالق الكون والإنسان. الإيمان بالجزاء والخلود في حياة باقية توفى فيها كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون، الإيمان بعالم فسيح غير منظور، مليء بجند الله لا يحصى لهم عدد، إنهم الملائكة المقربون. الإيمان بالوحي الإلهي، وهو الصلة التي تربط السماء بالأرض، ومظهر هداية الخالق للخلق، الإيمان بالنماذج الإنسانية العليا، أولئك هم النبيون الذي أنزل الله عليهم وحيه، ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
  - الإيمان بأن الكون لا يسير جزافاً ولا تمضي حوادثه بغير هدى ولا تقدير، بل كل شيء فيه بقدر، وكل صغير وكبير مستطر.
  - الإيمان بالقيم العليا بكرامة الإنسان الذي استخلفه الله في الأرض واستعمره فيها، وابتلاه بالتكليف في دار الدنيا، ليصهره ويعده للخلود في الدار الآخرة.


قصص في قوة الايمان
·        والمثال واضح من قصة يوسف :
·        قصة مسيلمة وحبيب بن زيد:

خرج مسيلمة الكذاب في اليمامة .. في نجد من الجزيرة العربية ..فادعى النبوة .. وأنه رسول أنزل عليه قرآن ..
ثم تلفت رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله .. ينظر في وجوه أصحابه .. يلتمس منهم رجلاً فطناً جريئاً يحمل هذا الكتاب .. إلى مسيلمة الكذاب .. فابتدر حبيب بن زيد رضي الله عنه ..
ومضى به .. من المدينة إلى اليمامة .. فسار أكثر من ألف ميل .. حتى وصل إلى مسيلمة ..وأوقف حبيب بن زيد بين يديه .. وسأله عن هذا الكتاب ..فقال حبيب : هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فقال مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ .قال حبيب : نعم .. أشهد أن محمداً رسول الله ..قال : وتشهد أني رسول الله ؟ فقال له حبيب مستهزئاً : إن في أذني صمماً عما تقول ..( يعني أنت أقل وأذل .. من أن يُسمع كلامك )  فأعاد عليه مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ ..قال حبيب : نعم .. أشهد أن محمداً رسول الله ..قال : وتشهد أني رسول الله ؟ فقال حبيب : إني لا أسمع شيئاً !!
وأمره أن يطعن بالسيف في جسد هذا الفتى .. وهو يكرر عليه السؤال .. ولا يسمع إلا جواباً واحداً .. لا يزيده إلا غيظاً وحقداً ..فأمر مسيلمة السياف أن يفتح فم حبيب ويقطع لسانه ..فأمسك به الجنود وفتحوا فمه .. حتى قطع السياف لسانه الذاكر .. ثم أوقفوه بين يدي مسيلمة الفاجر .. والدماء تسيل من فمه الطاهر ..فصاح به مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ ..فأشار حبيب برأسه : نعم .. قال : وتشهد أني رسول الله ؟
فأشار برأسه : لا .. فأمر مسيلمة سيافه ..فقطع يده .. ثم قطع رجله .. وجدع أنفه .. واحتزّ أذنه ..
وراح يقطع جسده قطعة قطعة .. ولحمه يتساقط .. ودماؤه تسيل .. وهو ينتفض على الأرض .. ويئن من الألم .. حتى مات رضي الله عنه ..
              -    ماذا قالت أمُّ حبيب (نسيبة المازنية) حين بلغها نبأ استشهاد ابنها ؟ جواب:
 قالت:" مِن أجل مثلِ هذا الموقف أعددتُه، وعند الله احتسبتُه، لقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ العقبة صغيرًا، ووفّى له اليوم كبيرًا، ولئنْ أمكنني اللهُ من مسيلمة لأجعلنّ بناتِه يلطمن الخدود علي..

·        عبد الله بن حذافة مع الروم :
ذكر ابن كثير وغيره ان عمر بن الخطاب بعث جيشا لحرب الروم وكان من بينهم شابا من الصحابة هو عبد الله بن حذافة رضي الله عنه  وطال القتال بين المسلمين والروم وعجب قيصر من ثبات المؤمنين وجرأتهم على الموت .. فأمر ان يحظر بين يديه أسير من المسلمين .. فجاءو بعبد الله بن حذافة يجرونه والاغلال في يديه وفي قدميه  فتحدث معه قيصر فاعجب بذكاؤه وفطنته
فقال له تنصر وانا أطلقك من الاسر    قال عبدالله : لا ........  قال له تنصر وأعطيك نصف ملكي !!!؟  فقال : لا
فقال قيصر : تنصر واعطيك نصف ملكي واشركك في الحكم معي  فقال عبدالله رضي الله عنه : لا ، والله لو أعطيتني ملكك وملك آباءك وملك العرب والعجم على أن ارجع عن ديني طرفة عين ما فعلت فغضب قيصر ، وقال اذا اقتلك
فقال : اقتلني  فأمر به فسحب وعلق على خشبة وأمر الرماة ان يرموا السهام حوله .. وقيصر يعرض عليه النصرانية وهو يأبى وينتظر الموت فلما رأى قيصر اصراره أمر ان يمضوا به الى الحبس وان يمنعوا عنه الطعام والشراب
فمنوعهما عنه حتى كاد أن يموت من الظمأ ومن الجوع  فأحضروا له خمرا ولحم خنزير فلما رآهما عبد الله قال : والله اني لأعلم اني لمضطر وان ذلك يحل لي في ديني ولكن لا أريد ان يشمت بي الكفار فلم يقرب الطعام  فاخبر قيصر بذلك فامر له بطعام حسن ثم أمر ان تدخل عليه أمرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة فادخلت عليه أجمل النساء وجعلت تتعرض له وتتمايل امامه وتتغنج وهو معرض عنها فلا يلتفت اليها  فلما رأت ذلك خرجت وهي غاضبة وقالت لقد ادخلتموني على رجل لا أدري اهو بشر أو حجر .. وهو والله لايدري عني اانا انثى أم ذكر!!..؟
    فلما يأس منه قيصر أمر بقدر من نحاس ثم أغلى الزيت وأوقف عبدالله أمام القدر وأحضر أحد الاسرى المسلمين موثقا بالقيود والقوه في هذا الزيت ومات وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت
وعبدالله ينظر الى العظام فالتفت اليه قيصر وعرض عليه النصرانية فأبى .. فاشتد غضب قيصر وأمر به ان يطرح في القدر فلما جروه وشعر بحرارة النار بكى!! ودمعت عيناه !! ففرح قيصر فقال له تتنصر وأعطيك .. وأمنحك ..
قال : لا قال ماالذي أبكاك
فقال ابكي والله لانه ليس لي الا نفس واحدة تلقى في هذا القدر .. ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل الله مثل هذه الموتة..
فقال له قيصر بعد أن يأس منه : قبل رأسي وأخلي عنك
فقال عبدالله : وعن جميع اسرى المسلمين عندك
فقال أجل .. فقبل عبد الله رأسه ثم أطلق مع باقي الاسرى.. 

الايمان الجازم العميق هو الذي يصنع القوة لا الايمان المغشوش

·        يقول ربنا سبحانه و تعالى :  " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . (15) "(سورة الحجرات).

الايمان والاقتناع لا يبنى بكثرة البراهين والحجج العقلية وانما بقيادة النفس والتحكم فيها والبناء والهدم والتجربة الشخصية:

   نكون مخطئين – أفحش الخطأ – عندما نربط الاقتناع بقوة الحجة البرهان، فقوة الحجة والبرهان، والدليل، نقليا كان أو عقليا، لا تؤدي بالضرورة إلى الاقتناع، الاقتناع بالفكرة، بالموقف، بالرأي، بالسلوك، هو شيء خارج عن ذلك كله، ولا يتأثر به. أو بكلمة أخرى مكان الاقتناع ليس هو العقل، بل النفس، إن أعطت الإشارة للعقل اقتنع ورضي واستجاب، وإن لم تعطه امتنع، سواء أكانت الحجة دامغة أم قاتلة، فلا مكان للحجة في هذا السياق، ولا فعل لها في هذا السباق.

   بل إنك تلفي قائلها غير مقتنع بها، إنما قالها ولفظها لشيء في نفسه صونا لماء وجه هواه – فيقول الهوى للعقل؛ باعتباره ممحصاً للحجج والبراهين: لا تقتنع ولا تستسلم لها، وكن صلبا ...
                       
أين هو العقل الذي قلنا فيه وعنه الكثير؟ أين هو ذلك العقل الذي عقدنا عليه الآمال، وربطنا به الأحلام؟ أين هو؟
    هذه الأسئلة تشككنا في سلطة العقل، التي عادة ما نسمع بها، ونقرأ عنها؛ فنندهش للأمر ونستغرب ويخامرنا الشك في سلطانه.

والبرهان والحجة ليسا ملزمين للشخص، لقوة الدليل، ألم تر أن الأنبياء والرسل، بفضل ربهم، بسطوا الحجج والبراهين بسطا، ووضحوه إيضاحا، وألقوها بين أيدي أقواهم نجوما ساطعات، فما آمنوا ولا أسلموا، بل النفر المسلم منهم قليل والنزر يسير- كما تسجل ذلك في بدايات الدعوة- دع المعجزات الواضحات وما مَكَّنَهُم ربنا منه ليكون بين أيديهم، وبأيمانهم حججا وبراهين ودلائل.

         وليس هذا طاعنا على الحجج، بل لشيء في النفس جعلهم لا يقتنعون ودفعهم إلى الإعراض والنكران، والعتو في الأرض مفسدين.
      
والنفس في هذه الحالة طاغية على العقل تديره كما شاءت. قال تعالى في سورة الشمس: " ونفس وما سواها، فألهما فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " ( الآيات: 7 – 8 – 9 – 10 ).
        
     نقطة الانطلاق في التربية والتأديب يجب أن تكون من النفس، والتركيز كل التركيز يجب أن يكون عليها. فهي كما سبق، قطب رحى الجسم، هي المتحكمة فيه، المسيرة له، الدافعة الناهية، الزاجرة الرافضة المحبة الكارهة... والقبول الحقيقي قبول قلبي، وتهييؤه للقبول حتم لازم لمن أراد الإقناع الحقيقي. وقمة الاقتناع الانطلاق رأسا إلى الفعل.

         تزكية النفس والحرص على أدبها وصقلها قبل نعومة الأظافر، وبعدها، أصوب للسير في طريق الرشاد، فإن لم تهذبها التهمها واقعها، ينتزعها منك انتزاعا.

      اعلم أن النفس تولد صفحة بيضاء، إن لم تكتب عليها أيها الأب، وأيتها الأم، وأيها المربون... فإنها سترتمي في أحضان المجتمع لملء الفراغ وتعبئته، فهي لا تحب البَطَالة، فإذا لم تكن أنت أهلا للحفاظ عليها وصيانتها ورعايتها، في الوقت المناسب انتقلت إلى أيدي غيرك -ارتماؤها في أحضان المجتمع بعَجَره وبجره - لتملأ الفراغ.

الاسلام مورروث جماعي والايمان تجربة ذاتية
عندما نشاهد فى التليفزيون مثلاً بوذياً يتوضأ باللبن ، او السيخ يستحمون فى نهرهم المقدس ، او الشيعة يحيون يوم عشوراء بجرح انفسهم ، او اليهود و هم يبكون على حائط المبكى او يضعون الرمال و الطين على رؤسهم و هم ينوحون فى يوم ...
نشعر - كمسلمين - بالدهشة و الإنكار ربما يشعر آخرون بالإستهزاء من تلك الممارسات الدينية التى يؤديها افرادها بخشوع و إيمان تام و يقين !
هنا تسائلت وقتها - كمسلم - هل إذا كنت اوروبياً او امريكياً او جنوب إفريقياً او ارجنتينياً او يابانياً ذو فكر و ثقافة مختلفة ، ماذا كنت سأشعر وقتها من مشاهدتى فى التليفزيون نساء منتقبات او آلاف مؤلفة يدورون حول الكعبة بخشوع تام و إيمان ، ألن اشعر وقتها ايضاً بالدهشة و الإنكار و ربما السخرية من ممارسات غريبة و مغايرة لثقافتى و دينى و معتقدى ...

0 comentarios:

Publicar un comentario