sábado, 5 de octubre de 2013

وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ

0 comentarios
    - قال تعالى...وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) الحجرات:7.

     -  والمعنى : أنكم تطيعونه - أي الرسول عليه الصلاة والسلام - فيما يخالفكم فيه؛ لأن الله حبَّب إليكم الإيمان فلذلك تقدمون طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخالفكم فيه.
حلاوة الايمان وحدها هي التي تيسر طريق العمل وتجعل للطاعة معنى 

والمسلم عندما يذوق حلاوة الإيمان ،تراه ينشط للطاعة ويسارع بالخيرات ، وينشرح صدره لها ، يرفع شعار (وعجلت إليك رب لترضىفلا تجده كسولا ولامكرها على طاعة ولا يتعلق بالأماني الكاذبة فلسان حاله (إذا عرف الآمر سهلت الأوامر).  

     -  وهذه المحبة للإيمان والتي تحولت إلى زينة في القلب تيسر أمره داخل القلب وبالتالي تخضع له الجوارح, فيجد الإنسان ما يبذله في سبيل هذا الإيمان له حلاوته كل الحلاوة وإن كان ظاهره عند الناس عكس ذلك.

ولذت الايمان تراكمية لا تنقطع ولا تنضب :

وليست كلذات الدنيا الرخيصة .. ، والتي سرعان ما تخبو بانقضاء لحظتها...


- إن نصب القدمين في الصلاة بعد يوم عمل وكد يراه الناس مشقة ولكن الإيمان ولذة المناجاة تجعل ذلك أحب ما يكون وأغلى اللحظات وأسعدها .

           - حتى قال قائلهم:  لو لم يجد أهل قيام الليل إلا لذة المناجاة لكفتهم .


 إن نور الرحمن الساكن في القلب, والقرآن الذي مُلئت النفوس بمعانيه وحقائقه والدار الآخرة التي تشغلهم, ويشغلهم الاستعداد للرحيل إليها, كل هذا وغيره... أنساهم كل تعب وعناء .

·    إنما هو من نتاج : حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ...)الحجرات 7.


-   إن الظمأ بالصوم في اليوم الشديد الحر, يستعدون به ليوم لا يعرف مدى حره إلا الله...

-   ومع أن المال حبب إلى الإنسان, وركز في طبعه هذا الأمر(وَتُحِبُّونَ المَالَ حُباًّ جَماًّ)الفجر)

ولكن الإيمان ييسر على العبد نفقته في سبيل الله حتى ربما أدى به ذلك إلى نسيان حاجته وحاجة أهله, لقد غير الإيمان المحبب للنفس من سلوكيات الإنسان, وإن الرضا بالطعام القليل على أن يكون حلالاً أحب إلى نفوسهم من كثير ولو كان فيه شيئا حراماً, فالدنيا عندهم ساعة جعلوها طاعة, إنه الإيمان المحبب للنفس, فضل رباني يسر أمر العبادة, وأمر الطاعة وجعل المسلم في خير بفضل الله(...حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ  الحجرات .
 
 -  عبد الله بن جحش قبل أحد يرفع يديه إلى السماء يا رب أسألك أن ترزقني غدا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فسأقتله ثم أسألك أن ترزقني رجل آخر من الكفار أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم اسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فيقتلني ويبقر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني فأتيك يوم القيامة هكذا فتقول فيما حدث هذا فأقول فيك و من أجلك يا رب فيقول صدقت . 
 يقول سعد بن معاذ والله يارسول الله لقد رايته بعد المعركة قد جدع أنفه وبقر بطنه وقطعت أذنه وحوله اثنين من الكفار ، الله أكبر صدق مع الله فصدقه الله . 

من ذاق عرف ، ومن عرف اغترف :

  * ما أجملها من لحظات . ما أجمل تلك الدمعة التي انسكبت دونما إحساس أو شعور ..
  * وما أروع تلك السجدة التي نستشعرها بكل كياننا حينما نقبل بكامل جوارحنا وعواطفنا لنعيش أقرب ما نكون من المولى جل في علاه..
  * وما أبهى دعوة السر التي انطلقت من غياهب القلب ليعلن أمام خالقه فقره وحاجته وعازته ..
 إنها عالم آخر ..

          -  قال تعالى : الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28

 * ان ما نتحدث عنه ليست حركات أو سكنات أو كلمات تؤدى كطقوس دينية .. إنما هي إخلاص وتوبة وخشوع ..
 
       -  قال تعالى : أمن هو قانت آناء اليل ساجداً وقائماً يحذر الأخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )     انظر إلى حالة : ( قانت أناء الليل ساجداً وقائماً ) .

       
      -  مثلاً: إنسان فتح محلاً تجارياً ، في اليوم الأوّل، باع بعشرة آلاف، هذا، في اليوم الثاني لا يغيب أبداً !!! بل يأتي باكراً، أول من يفتح محله، لأنّه ذاق المكسب الكبير وحلاوته ، هذا الذي ذاقه من الربح الوفير حمله على المتابعة، أمّا إذا فتح المحل ولم يجد مشترٍ، ففي اليوم الثاني يقول: أنا متعب، ولا يهمه المحل، فتح أو لم يفتح، يقول: لا يوجد شغل، السوق بارد...
    -  وكل إنسان يقوم إلى الصلاة كسلاناً ويؤدي العبادات بتثاقل،... فهذا إنسان ما ذاق حلاوة الإيمان، لأن حلاوة الإيمان تعطيك قوةعجيبة، تعطيك قوة تنسى بها كل شيء .


  -   يقول أحدهم من شدة سروره بتلك النعمة : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه – يعني من النعيم – لجالدونا (لقاتلونا)عليه بالسيوف.

-  وقال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها. قيل: وما أطيب ما فيها؟
 قال: محبَّة الله تعالى ومعرفته وذكره .

- ويقول  ابن القيم -رحمه الله- عن شيخه : وعلم الله ما رأيت أحدًا أطيب عيشًا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والتنعم، وما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ومع ذلك فهو من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسرُّهم نفسًا، تلوح نظرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه؛ فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل،فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها.

من لا يستطيع الذوق فهو مريض يجب ان يعالج نفسه :

     نجد كثيرا من الناس اليوم يقول اصلي ولكن لااجد حلاوة الصلاة واصوم ولا اجد حلاوة الصوم فأين هذه الحلاوة التي تتحدثون عنها ؟
نقول انت كمثل المريض الذي يوضع عند الطعام الشهي مع ذلك لايتلذذ ولايجد حلاوة له !!! 
فعليك ان تكشف على نفسك ماالذي يمنع الحلاوة ان تصل الى قلبك...
هو ذلك المرض الذي في قلبك ..
قد يكون مرض النفاق ..مرض الشبهات ..مرض الشهوات .. مرض المعاصي ومرض النوم عن الصلاة....الخ من المعاصي فقد يكون احد هذه الامراض مانعا ان تجد حلاوة الايمان!!
 
- كما قال بعضهم : والله لو سلمت قلوبكم ماشبعتم من ذكر ربكم

    يشير هذا الشاهد إلى أن الناس يتفاوتون باختلاف هممهم, فمنهم من يريد الدنيا, ومنهم من يريد الآخرة, ومنهم من يريد الله تعالى.
 ومن ذاق حلاوة الإيمان استمرأ ما عداها

·     وفي المقابل (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) الحجرات ) وهذا الكره لهذه الأمور هون عليها تركها, ويسر عليها أمر البعد عنها, وهذا فضل من الله.

 - قال ابن الجوزي : "قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟.

-  وروي عن ذي النون المصري ؛ أنه قيل: له متى أحب ربي؟  قال: إذا كان ما يبغضه أمر عندك من الصبر

وحلاوة الإيمان لا لا تباع ولا تستجدى ..ولكن دونها التربية والتحلية بعد التخلية والتضحية :

   -  قال ثابت البناني: كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة.

-  وقال بعضهم: سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فمازلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك.

-  وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا !! ثم يصلي إلى الفجر


0 comentarios:

Publicar un comentario