sábado, 31 de agosto de 2013

الاسلام والحرية

0 comentarios
متى استعبدتم الناس وقد ولتهم أمهاتهم أحرارا

 - في كتاب "الولاية على البلدان"، أن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عندما كان واليًّا على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من الأقباط في سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطي اعتمادًا على سلطان أبيه، وأن الآخر لا يمكنه الانتقام منه؛ فقام والد الغلام القبطي المضروب بالسفر صحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة صحبة ابنه، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنينعمر، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص،فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه. ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟. 

   -  وقال علي بن أبي طالب في وصية له: لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرًا.
خلق الله الانسان ليكون حرا وجعله من حقوقه الطبيعية ، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته، يموت داخليا".  وإن كان في الظاهر يعيش ويأكل ويشرب.. ويعمل ويسعى في الأرض.

·        الانسان ليس مملوكا" لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته بل هو مملوك لله وحده ...
  

الحرية ليست علم يدرس أو مهارة تكتسب إنها نزعة وحاجة إنسانية

والحرية ليست علم يدرس أو مهارة تكتسب إنها نزعة وحاجة إنسانية هي كالطعام والشراب. فأنت لكي تعيش لا بد أن تأكل وتشرب، وكذلك لا بد أن تكون حراً لكي تعيش إنساناً لا حيواناً تقاد حيث يشاء الآخرون. وكما أنك تبحث عن الطعام والشراب وتسعى لتوفيره فالحرية كذلك يجب أن تبحث عنها وتسعى لتحصيلها. 

- هل يمكن لأسد مفترس قد حبس عنوة ومنع الطعام والشراب أن يرضى بحبسه ويستسلم في سجنه ؟!

- فكيف نطالب إنسانًا له روح وقلب وعقل، له كرامة وعزة وشهامة، كيف نطالبه أن يذل وأن يخضع وأن يستسلم للهوان !.

- إذا كان الحيوان لايرضى بالقيود، فلماذا نتصور أن إنسانًا له مشاعر وأحاسيس، له شرف ونخوة، أن يضع يده في القيد ؟ وأن يربط عنقه بالغل ؟

-  مثل انجليزي  :  أن تموت جوعا و أنت حر خير من أن تعيش عبدا و أنت سمين
-  ابراهيم لينكولن : لا أحد يحب قيوده و لو كانت من ذهب.
-  المنفلوطي : الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس
-  مثل انجليزي  : قطعة خبز في حرية خير من وليمة في عبودية
-  عنترة :
لا تسقني ماء الحياة بذلة      بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم        وجهنم بالعز أطيب منزل
-   يقول المثل : - الحرية هي ذلك التاج الذي يضعه الإنسان على رأسه ليصبح جديرا بإنسانيته.

- قال أحمد مطر في الحرية :
لا تطلـبي حُريّـةً أيّتها الرّعيـّةْ
لا تطلُبي حُريّـــةً ..
بلْ مارسـي الحُريّـةْ.
إنْ رضـيَ الرّاعـي .. فألفُ مرحَبـا
وإنْ أبـى
فحاولي إقناعَـهُ باللُطفِ والرّويّـةْ ..
قولـي لهُ أن يَشـرَبَ البحـرَ
وأنْ يبلَـعَ نصفَ الكُـرةِ الأرضيّـةْ !
ما كانتِ الحُريّـةُ اختراعَـهُ
أوْ إرثَ مَـنْ خَلّفَـهُ
                  لكـي يَضمَّها إلى أملاكـهِ الشّخْصيّـة .
ما هي الحرية ؟

الحرية هي قدرة الإنسان على فعل الشيء أوتركه بإرادته الذاتية وهي ملكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله ،بعيدا" عن سيطرة الآخرين ..

أن تكون حراً هو أن يكون لديك القدرة على الاختيار، القدرة على الابتكار و الاكتشاف. و أن تكون حراً معناه أن يكون لديك حقوق وواجبات. فلا بد لنا من حرية التفكير واكتشاف أفكارنا نحو الأشياء، و لكنها لا تعني أن نحاول إجبار الآخرين على أن يعيشوا أو يفكروا على طريقتنا نحن. أن تكون حراً معناه أن لا يراودك الخوف حين تعبر عن نفسك، فالحرية هي أن تشعر بالأمان من العقاب لأنك لديك رأي في موضوع معين.
·      المجتمع الحر لا بد أنه أكثر إنتاجاً من المجتمع غير الحر. فالإنسان في المجتمع الحر لا بد أنه أكبر شعوراً بالواجب و المسؤولية، ومجتمع الكبت و الحرمان لا بد أنه يولد الشعور بالنقمة والرغبة في ممارسة العنف.
·     الشعور بالحرية قد يشبه الشعور بالأحلام. الشعور بأنك سيد في هذا العالم و ليس بالضرورة أن تمتلك الكثير من الماديات. مشكلتنا في هذا العالم أن تعريفنا للحرية ارتبط بالرغبة في تجميع الأشياء في بيوتنا و في أماكن تواجدنا.
الاسلام والحرية :

   
الحرية في الاسلام ليست مجرد حق بل هي واجب :

الحرية في النظرة الإسلامية ضرورة من الضرورات الإنسانية، وفريضة إلهية وتكليف شرعي واجب.. وليست مجرد "حق" من الحقوق، يجوز لصاحبه أن يتنازل عنه إن هو أراد !

·        فإن الاستخلاف مشروط بتوفر شرطين في المستخلف: العقل والحرية، وهما جوهر الأمانة التي تشرّف بها الإنسان، وتهيّبتها كل المخلوقات الأخرى، «إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان»، الآية.

الاسلام والرقيق :
لقد ظهر الإسلام ونظام الرق- إن في شبه الجزيرة العربية أو فيما وراءها – نظام عام وراسخ وبالغ القسوة ويمثل ركيزة من ركائز النظامين الاقتصادي والاجتماعي لعالم ذلك التاريخ وفي كل الحضارات، حتى لا نغالي إذا قلنا: إن الرقيق كان العملة الدولية لاقتصاد ذلك التاريخ !..

وقد بلغ من قسوتها وشيوعها ما صنعته القيصرية الرومانية، والكسروية الفارسية- القوى العظمى يومئذٍ- من تحويل كل شعوب المستعمرات إلى رقيق وبرابرة وأقنان !..

لقد اعتبر الإسلام "الرق" بمثابة "الموت"، واعتبر "الحرية" إحياء "وحياة".. فعتق الرقبة، أي تحرير العبد، هو إخراج له من الموت الحكمي إلى حكم الحياة...

·      وبعبارة واحد من مفسري القرآن الكريم- الإمام النسفي (719 هـ / 1310م)-: " فإنه – أي القاتل- لما أخرج نفساً مؤمنة من جملة الأحياء، لزمه أن يدخل نفساً مثلها في جملة الأحرار، لأن إطلاقها من قيد الرق كإحيائها، من قبل أن الرقيق ملحق بالأموات، إذ الرق أثر من آثار الكفر، والكفر موت حكماً "

- وفي الآية  من سورة الأنعام: { أومن كان ميتاً فأحييناه }.

     ومن الوهلة الأولى سطر الاسلام قوانينا جازمة في التعامل مع العبيد والذين سحبت منهم البشريَّة قبل ظهور الإسلام في ظِلِّ مجتمعات وحضارات تشوبها نُظُمُ المواطنة الباغية، المستندة إلى النظرة القبليَّة الضيِّقة الأفق، والتباين الطبقي الصارخ الذي يُقَسِّم الجماعات الإنسانية إلى طبقات مُتَعَدِّدَة، يَتَرَبَّع على قِمَّتِهَا الأحرار المتمتِّعون بكافَّة حقوق السيادة والسلطان، ويُسْحَقُ العبيدُ -مسلوبو حقِّ الحرية والعيش الكريم- تحتها دون رحمة أو شفقة.

·      وجاء الإسلام يحضُّ المؤمنين على عتق العبيد، ويحسِّن إطلاقهم، ويُسَمِّيه منًّا وعفوًا، ويعتبر العتق من أَجَلِّ الأعمال، ويدعو المؤمنين إلى تحرير الأرقَّاءِ بأموالهم الخاصَّة، وجَعَلَ كَفَّارة ظلم المملوك أو ضربه إعتاقه، وندب عتق المملوك، وجعل تحريره كفَّارة لجناية القتل الخطأ، والظهار، والحنث في اليمين، والإفطار في رمضان، وأمر بمساعدة من طلب المكاتبة من الأرقَّاء، وجَعَلَ في الرقاب أَحَدَ مصارف الزكاة، وحرَّر أُمَّ الولد بعد وفاة سيِّدِهَا.

الحكام الطواغيت ومفتوهم هم وحدهم المسؤولون بعدها عما استغل من حريات باسم الدين :

  - لم يكن موقف الإسلام من "الحرية" وعداؤه "للعبودية" مجرد موقف"فكري" "نظري"، وإنما تجسد على أرض الواقع تجربة "إصلاحية - ثورية" شاملة غيرت المجتمع الذي ظهر فيه تغييراً جذرياً- وذلك هو الذي يحسب للإسلام، ولا تحسب عليه "الردة" التي حدثت عندما استشرى الاسترقاق في فترات لاحقة من التاريخ !.
-  والاسلام ليس مسؤولا كذلك عن سيادة الاستبداد في الدولة الإسلامية لفترات طويله من التاريخ، حتى اضطرت "الأمة" إلى الثورات التي غطت أغلب مساحات هذا التاريخ.


الاسلام وعقلية الجبر والقضاء والقدر:
ولقد كان تفشي عقائد الجبر بين المسلمين متخفية في عقيدة «القضاء والقدر» أحد عوامل ركود الحركة في مسيرة الإسلام، حتى إذا ظهرت الحركة الإصلاحية منذ زهاء قرنين تصدت لعقائد الجبر وللثقافة الأغنوصية الصوفية السائدة، مثبتة للإنسان إرادة حقيقية ومسؤولية عن مصيره، وذلك إحياء لمعاني القدر كما تعامل معها الجيل الأول من مؤسسي حضارة الإسلام، في النظر إلى القدر باعتباره إرادة الله عز وجل متجلية في هذا النظام الكوني العقلاني والشرعي الدقيق، القمِن إذا فقهه الناس وأحسنوا التعامل معه وفق الشرائع بضمان سعادتهم في الدنيا والأخرى. 
لذلك فالحرية تؤخذ ولا تعطى

ومما أثبت لنا التاريخ أن الحرية لا تهب أو تعطى وإنما تؤخذ. فالناس لا يمنحون الآخرين حقوقهم ما لم يطالبون هم بحقوقهم. فلم ينل الغرب حريته إلا بعد دماء الثورة الفرنسية. فالآخرون يتلذذون باستعباد غيرهم كما نستمتع نحن عندما ننظر إلى البلابل في أقفاصها، نحن لن نطلقها ما لم تزعجنا دوماً بصوتها وصفيرها. ولكن إن سكتت وسكنت سكتنا وسكنا وبقينا نتلذذ بالنظر إليها وهي في أغلالها. 
ضريبة الحرية
-  ميخائيل نعيمة : الحرية أثمن ما في الوجود ، لذلك كان ثمنها باهظا
·           إذا كان لكل شيء ضد، فللحرية أضداد متعددة؛ فالتسلط والاستبداد، والقهر والاستعباد، والاحتلال والاستغلال، والأغلال والقيود، والحواجز والحدود. وكذلك التسيب والتحلل، والفوضى والاستهتار... كلها أضداد للحرية ونقائض ونواقض لوجودها وممارستها.

أضداد الحرية هذه ونوا قضها، قد تصيب الإنسان في جسمه فيسجن أو يعذب، أو في حياته فيقتل ويعدم، أو في سيادته فيسترق ويستعبد، أو في عزته وكرامته فيذل ويهان، أو في رزقه وماله فيمنع من كسبه أو من حرية التصرف فيه، أو في حرية القول والتعبير، فيمنع من الكلام، أو يعاقب إذا تكلم...

و كل هذه أحوال مقيتة بغيضة لا يرضاها حر لنفسه ولا لغيره، بل هي محنة ووبال على الإنسان فردا وعلى الإنسان جنسا.
·        إنَّ إنسانًا تجري دماء الإنسانية في جسده ووريده لا يقبل بالاستعباد !! ولو طاوعه جسده وصبر على الحبس؛ فإنَّ روحة لن تقبل، بل ستجاهده حتى تخرج من جسده الذي رضي بالذل والمهانة !!

·        كم من معلق بالمشانق قد فاح عبير حريته على الأكوان، وانتشر عبق حريته على مر الأجيال فأصبح رمزًا للحرية وقدوة للأحرار !

·        كم من سجين خلف القضبان تسمع دوي حريته يتردد مع صلصلة السلاسل وأصداء القيود !

·        كم من قتيل رسم بدمه الأحمر أجمل منظر للحرية، وسطر بدمه الحر أجمل عبارات الحرية، ودوت حنجرته بأعذب أصوات الحرية وأصدقها !

هل الحرية مطلقة بدون تقييد؟ - نسبية الحرية -
   -  جان جاك روسو :  يولد الانسان حرا ، و لكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد
نولد أحراراً، ولكننا سرعان ما تتلقانا أياد الآخرين من حولنا، فيضعون لنا "القوانين" و يصنعون لنا القوالب لنعيش بداخلها مدى العمر، ظناً منهم أن هذا هو الأفضل لنا،فهم الذين يقررون مدى حريتنا من خلال تلك القوالب التي فصلوها لنا .
       
      -  يقول المثل : - الحرية من غير قانون ليست سوى سيل مدمر
استغلال الحرية :

أصبحت كلمة الحرية ـ لشدة فتنة الناس بها ـ مطية دهاقنة الحكم والسياسة إلى أهدافهم ومآربهم ومصالحهم الخاصة .. وليصرفوا إليهم وجوه الناس ..!

    وأصبحت الحرية ـ في كثير من الأحيان ـ ذريعة وسبباً لوأد الحرية .. والحريات .. وإعلان الحروب على كثير من الشعوب!

            والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة: هل الديمقراطية ـ كما تمارس في أرقى الدول الغربية الديمقراطية ـ فعلاً تحقق الحرية التي يحتاجها ويريدها الإنسان .. وترقى به إلى المستوى المطلوب والمنشود من الحرية ..؟!
                                              
             
·           أن مساحة الحرية في الديمقراطية تتسع أحياناً وتضيق أحياناً .. بحسب ما يرتئيه الإنسان المشرِّع في كل يوم أو ظرف .. بحسب ما يظن فيه المصلحة!
           وهذا يعني أن الشعوب تكون حقل تجارب، وهي في حالة تغيير وتقلب مستمر مع ما يجوز لهم ومالا يجوز لهم من الحرية ..! بينما الحرية في الإسلام .. الذي يقوم بتحديدها .. وتحديد المسموح منها من الممنوع .. هو الله تعالى وحده .. خالق الإنسان المنزه عن صفات النقص أو الضعف والعجز

·           الحرية في الديمقراطية .. تعبد العبيد للعبيد .. فتجعل العبيد منقادين لعبيد ربما يكونون أقل منهم شأناً .. يُشرعون ويُقننون لهم .. يُحرمون ويُحلون لهم .. وليس على الآخرين إلا الطاعة والاستسلام والانقياد، والخضوع ..! 

·           الحرية في الديمقراطية .. تُخضع الإنسان لكثير من المؤثرات والضغوط الخارجية التي تفقده كثيراً من حرية الاختيار والتفكير: ضغط الإعلام بجميع فروعه وتخصصاته ووسائله .. ضغط إثارة الشهوات ووسائل اللهو بجميع أصنافها وألوانها .. وما أضخمها .. ضغط الحاجة والسعي الدؤوب وراء الرزق والكسب .. ضغط سحرة الساسة والأحبار والرهبان ومدى تزويرهم للحقائق .. ضغط المخدرات والمسكرات المنتشرة في كل مكان .. وأخيراً التلويح باستخدام عصا الإرهاب والتهديد الجسدي والمادي لمن يستعصي على جميع تلك الوسائل والضغوطات .. ولا يستعصي عليها إلا من رحمه الله .. وما أقلهم!

            فهذه الضغوط والمؤثرات تُسلب المرء صفة حرية الاختيار، والتفكير، واتخاذ المواقف التي يريدها ويرضاها بعيداً عن تلك المؤثرات الخارجية المصطنعة ..!

            لذلك نجد طغاة القوم ومستكبريهم .. وأحبارهم ورهبانهم .. لا يحتاجون إلى مزيد عناء عندما يريدون من شعوبهم أن تسير في اتجاه دون اتجاه .. أو يريدون حملهم على استعداء جهة دون جهة .. أو على اختيار شيء دون شيء .. يكفي لتحقيق ذلك أن يُسلطوا عليهم قليلاً من  تلك المؤثرات والضغوطات الآنفة الذكر .. ولفترة وجيزة من الوقت ..!
-   هذه الضغوط والمؤثرات التي تسلب المرء حريته .. هي المعنية من قوله تعالى  :وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً ...
تقييد الحرية في الاسلام
-  جاء الاسلام بالحرية ولكنها حرية الحقوق والمصالح ، وليست حرية الكفر والفسوق.

ليست الحرية التي يزعمونها اليوم، حرية شخصية هكذا يسمونها.. أي أن تزني، وأن تشرب الخمر، وأن ترتكب الموبقات كما تشاء، ثم بالنسبة للأمور الأخرى التي تتعلق بالمصلحة "لا حرية" لا تنقد، لا تقل ما تعتقد، لا تقل للمحسن أحسنت، لا تقل للأعرج: أنت أعرج، لا.. إنما لك الحرية الشخصية..حرية إفساد نفسك، إفساد أخلاقك، إفساد ضميرك، إفساد عبادتك، إفساد أسرتك، لك الحرية في ذلك..إذا كان هذا هو معنى الحرية، فالإسلام لا يقر هذه الحرية، لأنها حرية الفسوق لا حرية الحقوق، إنما الإسلام يقر الحرية حرية التفكير، حرية العلم، حرية الرأي والقول والنقد، حرية الاعتقاد ، والتدين، هذه الحريات التي تقوم عليها الحياة، حرية التعاقد حرية التصرف بما لا يؤذي أحدًا، حرية التملك بالشروط والقيود المشروعة، بدون ضرر ولا ضرار.. فهذه هي القاعدة العامة في الإسلام: (لا ضرر ولا ضرار).

فأي حرية ترتب عليها ضرر لنفسك، أو ضرار لغيرك، يجب أن تمنع، ويجب أن تقيد في هذه الحالة فإن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية غيرك، أما أن تدعي الحرية ثم تدوس الناس، هذا لا يقول به أحد. لك حرية المرور في الطريق، ولكن على أن تلتزم آداب المرور، لا تصدم الناس، ولا تصدم السيارات، ولا تدس المشاة، ولا تخترق قوانين المرور، وهذا التقييد لحريتك، أن تقف والضوء أحمر، أو أن تمشي على الجانب الأيمن، أو غير ذلك، هذا التقييد من المصلحة العامة، وكل دين وكل نظام لا بد أن يوجد فيه مثل هذه القيود، وهذا ما جاء به الإسلام، وهذا أفضل ما يمكن أن تصل إليه البشرية.
اذا لا معنى للحرية الكاملة الا في ظل العبودية

·               للوهلة الأولى، يبدو الجمع بين الحرية والإسلام تناقضا بيّنا: فالدين قائم على العبودية لله «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، الآية؛ أما الحرية فتبدو على الضد من ذلك تماما، انطلاقا من كل قيد، وهو ما سوغ لحزب التحرير رفع شعار «لا حرية في الإسلام».

النظرة الإسلامية تحرر الإنسان من كل الطواغيت، فشهادة التوحيد " لا إله إلا الله " هي جوهر التدين بالإسلام، فإنها في مفهومه ثورة تحرير الإنسان من العبودية لكل الطواغيت، ومن كل الأغيار، فإفراد الله بالألوهية والعبودية هي جوهر تحرير الإنسان من العبودية لغير الله، إنها العبودية للذات المنزهة عن المادة.. ومن ثم فإنها هي المحققة لتحرير الإنسان من كل ألوان الطواغيت المادية التي تستلب منه الإرادة والحرية والاختيار.
أن منهاج الإسلام في الحرية والتحرير قد وضع "التربية" قبل "السياسة"، و"الأمة" قبل "الدولة"؛ لأن "الأصول" لابد أن تسبق" الفروع".

وتلك هي الحرية في الإسلام: الخضوع الواعي لنواميس الكون والشرع. إنها ليست استباحة: افعلوا ما تمليه عليكم رغائبكم، فتلك «حرية» الحيوان، وإنما افعلوا الواجب الذي أمركم الله به، تتحرروا من أهوائكم ومن تسلط بعضكم على بعض. إن الحرية والمسؤولية لا تنفصلان.   

الاسلام وتكفله بحرية الاعتقاد :
فلم يبح أبدًا أن يكره الناس على اعتناقه، أو اعتناق سواه من الأديان.

 - وأعلن في ذلك قول الله عز وجل: "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا" (يونس:69)

    - وقال: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ} [الشورى: 48].

هذا في العهد المكي، وفي العهد المدني جاء في سورة البقرة "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي" (البقرة:256 )
   *  وسبب نزول هذه الآية يبين لنا إلى أي مدى وصل الإسلام في تقديس الحرية، وفي تكريم هذا المعنى، وتأكيد هذا المبدأ، فقد كان الأوس والخزرج في الجاهلية إذا امتنعت المرأة من الحمل فنذرت إذا ولدت ولدًا هودته، أي جعلته من يهود، وهكذا نشأ بين الأوس والخزرج هاتين القبيلتين العربيتين بعض أبناء يهود، فلما جاء الإسلام وأكرمهم الله بهذا الدين وأتم عليهم نعمته، أراد بعض الآباء أن يعيدوا أبناءهم إلى الإسلام دينهم، ودين الأمة في ذلك الحين، وأن يخرجوهم من اليهودية، ورغم الظروف التي دخلوا فيها اليهودية، ورغم الحرب التي بين المسلمين وبين اليهود، لم يبح الإسلام إكراه أحد على الخروج من دينه وعلى الدخول في دين آخر ولو كان هو الإسلام. فقال:(لا إكراه في الدين)...

وقد جاء في سبب نزول الآية السابقة: عن ابن عباس قال: كانت المرأة تكون مقلاتًا (هي المرأة التي لا يعيش لها ولد) فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أُجْلِيَتْ بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا. فأنزل الله :{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256][1].

   - في وقت كانت الدولة البيزنطية تقول: إما التنصير وإما القتل. وكان المصلحون الدينيون في فارس يتهمون بأشنع التهم، وهكذا…
فالاعتقاد الصحيح نابع عن الاقتناع الكامل

فالاعتقاد الصحيح نابع عن الاقتناع الكامل والتصديق الثابت، فلا قيمة لعقيدة تأتي بالقهر والتسلط؛ فحين تزول أسباب القهر تزول العقيدة. ولذا حينما سأل هرقلُ ملكُ الروم أبا سفيان عن المسلمين: أيرتد أحد منهم سخطاً على دينه؟ قال: لا. فقال هرقل: هكذا الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.

- ولم يحدث في تاريخ الإسلام أن أكره أحدٌ أحداً أو أجبر قومٌ قوماً على اعتناق الدين.

- يقول جولدتسيهر: (سار الإسلام لكي يصبح قوة عالمية على سياسة بارعة، ففي العصور الأولى لم يكن اعتناقه أمراً محتّماً، فإنّ المؤمنين بمذاهب التوحيد أو الذين يستمدون شرائعهم من كتب منزلة كاليهود والنصارى والزرادشتية كان في وسعهم متى دفعوا ضريبة الرأس (الجزية) أن يتمتعوا بحرية الشعائر وحماية الدولة الإسلامية.. بل لقد ذهب الإسلام في هذه السياسة إلى حدود بعيدة، ففي الهند - مثلاً- كانت الشعائر القديمة تقام في الهياكل والمعابد في ظل الحكم الإسلامي).

نعم، حصل في بعض الأديان كالمسيحية واليهودية، وفي الفلسفات الأخرى كالمجوسية والبوذية والكونفوشيوسية والهندوسية، أنّها كانت تحاول نفي الآخر، وإثبات الذات، وصهر المجتمعات في بوتقتها... لكن رحمة الإسلام تعمّ الجميع بقوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة/ 256).

الإسلام كفل حرية المناقشات الدينية
إن الإسلام كفل حرية المناقشات الدينية على أساس موضوعي بعيد عن المهاترات أو السخرية من الآخرين، وفي ذلك يقول الله : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]. وعلى أساس من هذه المبادئ السمحة ينبغي أن يكون الحوار بين المسلمين وغير المسلمين، وقد وَجَّه القرآن هذه الدعوة إلى الحوار إلى أهل الكتاب فقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].

   ومعنى هذا أن الحوار إذا لم يَصِلْ إلى نتيجة فلكلٍّ دينه الذي يقتنع به، وهذا ما عَبَّرَتْ عنه أيضًا الآية الأخيرة من سورة (الكافرون) التي خُتِمَتْ بقوله تعالى للمشركين على لسان محمد : {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6][5].

حرية العقيدة جاء نتيجة مبدئ لا نتيجة تطور

لم يكن مبدأ الحرية قد جاء نتيجة تطور في المجتمع، أو ثورة طالبت به، أو نضوج وصل إليه الناس، وإنما كان مبدأ أعلى من المجتمع في ذلك الحين.. جاء مبدأ من السماء، ليرتفع به أهل الأرض، جاء الإسلام ليرقى بالبشرية، بتقرير هذا المبدأ، مبدأ حرية الاعتقاد...
حرية العقيدة تحمى ولو بالسلاح

·        بل أوجب عليهم ألا يعتنقوا إلا ما يعتقدون أنه الحق وأوجب على صاحب العقيدة أن يحمي عقيدته ولو بقوة السلاح، وأمر المسلمين أن يدافعوا عن حرية العقيدة حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، بحد السيف، وبحد السلاح تحمى الحرية، ويمنع الاضطهاد حتى لا تكون فتنة، أي لا يفتن أحد في عقيدته وفي دينه .

 - وقال الله تعالى في أول آية نزلت في شرعية القتال والجهاد في الإسلام : (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا)
*               قال فيها: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا) لولا أن قيض الله مثل المؤمنين المسلمين بسيوفهم يدافعون عن الحرية.. وعن الحريات العامة، ما استطاع أحد أن يعبد الله في الأرض، وما وجدت كنيسة، ولا بيعة ولا مسجد، ولا أي معبد يذكر فيه اسم الله كثيرًا...
حرية التفكير :
·        قول ديكارت في مقالة في المنهج :

العقل أعدل الأشياء توزعاً بين الناس، لأن كل فرد يعتقد أنه قد أوتي منه الكفاية

واختلاف آرائنا لا ينشأ عن كون بعضنا اعقل من بعض، بل ينشأ عن كوننا نوجّه أفكارنا في طرق مختلفة ولا نطالع الأشياء ذاتها. إذ لا يكفي ان يكون الفكر جيداً وإنما المهم ان يطبق تطبيقاً حسناً.

يوم جاء الإسلام، كان العرب- على سبيل المثال- يتمتعون بدرجة عالية من الحرية ومن العزة والكرامة؛ يتحركون ويتنقلون بحرية، ويتكلمون ويعبرون بحرية، ويتصرفون في مكاسبهم وممتلكاتهم بحرية، ويحاربون أو يسالمون بحرية... ولكن حرية الفكر كانت عندهم مشلولة ومعطلة، أو على الأقل معاقة ومكبلة. ولم يكن ذلك من خارجهم ومن متسلط عليهم، بل كان من ذاتهم ومن داخلهم، وبرضاهم وتمسكهم.

·        ولقد كان في مقدمة مقاصد البعثة المحمدية تحرير العقل والفكر، ورفع ما أحاط بهما من آصار وأغلال وقيود وأوهام.
 -      قال تعالى: ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم )[i].
لقد جاء الإسلام رسالة تحريرية على كافة الأصعدة، وفي مقدمتها صعيد الفكر والفهم والعلم والتدين.

    -  اما عن مفهوم الحرية فلا احد عبر عنها كما عبر فولتير حين قال: قد اختلف معك في الرأي ولكني مستعد لأن اضحي بنفسي من اجل ان يتاح لك ان تعبر عن رأيك وقناعتك.

    -  وايضا قال فولتير انه سيدافع عن رأي الآخر حتى لو كان خطأ ليس دفاعاً عن الخطأ بل دفاعاً عن التعبير لانه حينما يطلق حرية التعبير بدون حدود يخلق مناخ الحوار الذي يعدل الخطأ وينضج الصواب.


وإذا كنا لا نجد في الإسلام مصطلح " الحرية"، فإننا نجد الإسلام مليئا بمعاني الحرية وبالقواعد المؤسسة للحرية، وبالقيم والتوجيهات الداعمة للحرية من ذلك :

النظر والتفكر

·        فقد جاء الإسلام يدعو الناس إلى النظر في الكون ، وإلى التفكر...

  - قال تعالى : " إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى، ثم تتفكروا" ( سبأ:46)

  - وقال: "قل انظروا ماذا في السموات والأرض" (يونس:101)

  - وقال : "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" (الحج:46).
البحث عن الأدلة والبراهين :

·        حمل الإسلام حملة شعواء على الذين يتبعون الظنون والأوهام ..
          -  فقال:"إن الظن لا يغني من الحق شيئًا" (النجم:28 )
·        وعلى الذين يتبعون الهوى وعلى الذين يقلدون الآباء، أو يقلدون الكبراء والرؤساء، حمل على أولئك الذين  - --- يقولون يوم القيامة: "إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا" (الأحزاب:67)

·        وحمل على أولئك الذين يقولون: "إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون" (الزخرف:22)
 وجعلهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.. حمل على المقلدين والجامدين ودعا إلى حرية التفكير وإلى إعمال العقل وإعمال النظر، وصاح في الناس صيحته "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" (البقرة:111) ..

·        واعتمد في إثبات العقيدة الإسلامية على الأدلة العقلية

* ولهذا قال علماء الإسلام: "إن العقل الصريح أساس النقل الصحيح" العقل أساس النقل.. فقضية وجود الله قامت بإثبات العقل، وقضية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إنما ثبتت بإثبات العقل أولا، فالعقل هو الذي يقول: هذا رسول، قامت البينة على صدقه ودلت المعجزات على صحة نبوته، ويقول العقل: هذا كذاب وهذا دجال ليس معه بينة، وليس معه معجزة. فهذا هو احترام الإسلام للعقل، وللفكر.

وحرية القول والنقد أيضًا، أقرها الإسلام ...

بل جعل ما هو أكثر من الحرية إذ جعل القول والنقد -إذا تعلقت به مصلحة الأمة، ومصلحة الأخلاق والآداب العامة- أمرًا واجبًا.. أن تقول الحق، لا تخاف في الله لومة لائم ، أن تأمر بالمعروف، أن تنهى عن المنكر، أن تدعو إلى الخير، أن تقول للمحسن: أحسنت، وللمسيء: أسأت.

·        ليس في الإسلام أن تكتم أنفاس الناس ولا أن يلجم الناس بلجام فلا يتكلموا إلا بإذن، ولا يؤمنوا إلا بتصريح...

  - كما قال فرعون لسحرته: (آمنتم له قبل أن آذن لكم؟) يريد ألا يؤمن الناس إلا إذا أذن، وألا يتكلم الناس إلا بتصريح من السلطات العليا .. لا..

ثم إن الإسلام قد كفل لرأي الفرد عدة أدوار أو وظائف يؤديها، والتي من بينها إسداء النصيحة لمن هو في حاجة إليها، وتغيير المنكر ومقاومة الفساد، والتصويت لاختيار الحاكم ونواب الأمة من أهل الحل والعقد، بالإضافة إلى الاجتهاد في الدين وإذاعة الحقائق العملية، وإعلان العقيدة أو الدين، وممارسة الشعائر الدينية، وغير ذلك من الأدوار.

وكنتيجة للحرية الفكرية = الحرية العلمية
ومن هنا ظهر في الإسلام نتيجة للحرية الفكرية، الحرية العلمية، وجدنا العلماء يختلفون، ويخطئ بعضهم بعضا، ويرد بعضهم على بعض، ولا يجد أحد في ذلك حرجًا.

 -  نجد في الكتاب الواحد: المعتزلي، والسني، والكشاف لإمام معتزلي وهو الزمخشري. نجد أهل السنة ينتفعون به، ولا يرون حرجًا في ذلك.. كل ما يمكن أن يأتي رجل من أهل السنة وعلمائهم كابن المنير يعمل حاشية عليه باسم "الانتصاف من الكشاف" أو يأتي إمام. كالحافظ ابن حجر فيؤلف كتابه "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف". وهكذا فكان العلماء ينتفع بعضهم بكتب بعض، وبآراء بعض ورأينا اختلاف الفقهاء وسعة صدورهم في الخلاف بين بعضهم وبعض، هذا كله يدل على حرية الفكر وعلى الحرية العلمية، في داخل الأمة الإسلامية.

فالإسلام يدعو إلى احتكاك الآراء وسعة الاطلاع وتنوع الثقافات، واعتبرها إرثاً إنسانياً مشتركاً بين الأمم، وهذا ما جعل العرب في العصور الإسلامية الزاهرة يَقْبَسون من علوم الأمم السالفة والمعاصرة وثقافاتها المتنوعة ما يجدونه نافعاً وصالحاً لبناء أمتهم.

·        وأكبر شاهد على حرية الفكر في الإسلام مبدأ الشورى الذي أمر به القرآن الكريم بقوله: (وأمرهم شورى بينهم) (الشورى/ 38.

سنوات و سنوات و نحن نحارب الفكر و العقل حتى أصبح كل ما ياتي الينا الان قادم من الغرب ليس القلم و الكتاب و انما الدبابة و الكمبيوتر و حتى ملابسنا و طعامنا سنوات و سنوات من القمع الفكري و من تكرار مساوئ عصور الظلام الاوروبيه لماذا و لمصلحت من ؟ 

·         من أهم الضوابط الشرعية لممارسة حرية التعبير عن الرأي:

أ) عدم الإساءة للغير بما يمس حياته أو عرضه أو سمعته أو مكانته الأدبية مثل الانتقاص والازدراء والسخرية، ونشر ذلك بأي وسيلة كانت.
ب) الموضوعية ولزوم الصدق والنزاهة والتجرد عن الهوى.
ج) الالتزام بالمسؤولية والمحافظة على مصالح المجتمع وقيمه.
د) أن تكون وسيلة التعبير عن الرأي مشروعة، فلا يجوز التعبير عن الرأي ولو كان صواباُ بوسيلة فيها مفسدة، أو تنطوي على خدش الحياء أو المساس بالقيم، فالغاية المشروعة لا تبرر الوسيلة غير المشروعة.
و) أن تؤخذ بالاعتبار المآلات والآثار التي قد تنجم عن التعبير عن الرأي، وذلك مراعاة لقاعدة التوازن بين المصالح والمفاسد، وما يغلب منها على الآخر.






0 comentarios:

Publicar un comentario