lunes, 10 de diciembre de 2012

آثار المعاصي على القلب والبدن

0 comentarios

أنواع المعاصي:
1 - الذنوب الملكية:
فالذنوب الملكيّة: أن يتعاطى العبد ما لا يصلح له من صفات الرّبوبيّة، كالعظمة، والكبرياء، والجبروت، والقهر، والعلوّ، واستعباد الخلق، ونحو ذلك.
ويدخل في هذا الشّرك بالرّبّ تعالى، وهو نوعان: شرك به في أسمائه وصفاته وجعل آلهة أخرى معه، وشرك به في معاملته، وهذا الثّاني قد لا يوجب دخول النّار، وإن أحبط العمل الّذي أشرك فيه مع اللّه غيره (وذلك هو الرّياء).
وهذا القسم أعظم أنواع الذّنوب، ويدخل فيه القول على اللّه بلا علم في خلقه وأمره، فمن كان من أهل هذه الذّنوب، فقد نازع اللّه سبحانه في ربوبيّته وملكه، وجعل له ندّا، وهذا أعظم الذنوب عند اللّه، ولا ينفع معه عمل.
2- الذنوب الشيطانية:
وأمّا الشّيطانيّة: فالتّشبّه بالشّيطان في الحسد، والبغي، والغشّ، والغلّ، والخداع، والمكر، والأمر بمعاصي اللّه، وتحسينها، والنّهي عن طاعته، وتهجينها، والابتداع في دينه، والدّعوة إلى البدع والضّلال.
وهذا النّوع يلي النّوع الأوّل في المفسدة، وإن كانت مفسدته دونه.
3- الذنوب السبعية:
وأمّا السّبعيّة: فالعدوان، والغضب، وسفك الدماء، والتوثّب على الضعفاء والعاجزين، ويتولّد منها أنواع أذى النّوع الإنسانيّ، والجرأة على الظلم والعدوان.
4- الذنوب البهيمية:
وأمّا الذنوب البهيميّة فمثل الشّره، والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج، ومنها يتولّد الزّنى، والسّرقة، وأكل أموال اليتامى، والبخل، والشّحّ، والجبن، والهلع، والجزع، وغيرذلك.
وهذا القسم أكثر ذنوب الخلق لعجزهم عن الذّنوب السّبعيّة والملكيّة، ومنه يدخلون إلى سائر الأقسام، فهو يجرّهم إليها بالزّمام، فيدخلون منه إلى الذّنوب السّبعيّة، ثمّ إلى الشّيطانيّة، ثمّ إلى منازعة الرّبوبيّة، والشّرك في الوحدانيّة « الداء والدواء».

آثار المعاصي على القلب والبدن في الدنيا والآخرة

يصاب في قلبه ونفسه  :
أما وهنها للقلب فامر ظاهر بل لايزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية ..
  
   - ومنها ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فان الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والامور المهلكة وهو لايشعر كاعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد ..

  - قال عبد الله بن عباس : ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق ..  

 -  كما قال الإمام الشافعي  : والمعصية سبب في ضيق الصدر ، وقَلَق النفس ، قال سبحانه وتعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا

- ومنها وحشية يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لايوازنها ولايقارنها لذة اصلا ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة وهذا أمر لايحس به الامن في قلبه حياة وما لجرح بميت ايلام فلو لم ترك الذنوب الا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريا بتركها .

   - شكى رجل الى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه فقال له : اذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس  .

         ** ومنها الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس ولاسيما أهل الخير منهم فانه يجد وحشة بينه وبينهم وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم وحرم بركة الانتفاع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم فتقع بينه وبين إمرأته وولده وأقاربه وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه ...

  - وقال بعض السلف : إني لأعصي الله فارى ذلك في خلق دابتي وإمرأتي .

     واذا تكاثرت الذنوب طبع على قلب صاحبها

ومنها أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين
 - كما قال بعض السلف في قوله تعالى ( كلا بل ران ! ) على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال هو الذنب بعد الذنب
  - وقال الحسن  : هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب ..
وأصل هذا أن القلب يصدي من المعصية فاذا زادت غلب الصدي حتي يصيررانا ثم يغلب حتي يصير طبعا وقفلا وختما فيصير القلب في غشاوة وغلاف فاذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفله فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد .
يصاب في دينه وايمانه :

   - لأن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا : حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها حين تصبح إلفا وعادة .

          - كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها .
 * فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى الى جنبها أعملني أيضا فاذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا ...
فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك كانت السيئات أيضا حتي تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الارض بما رحبت وأحسن من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء حتي يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه حتي يعاودها حتي أن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية اليها إلا لما يجد من الالم بمفارقتها .

   ** ولايزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه اليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه اليها ولايزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتي يرسل الله اليه الشياطين فتأزه اليها أزا فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه

  ** فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه؛ حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها، فيقول يا فلان عملت كذا وكذا، وهذا الضرب من الناس لا يُعافون، وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلّ أمتي معافى إلا المجاهرين وإنَّ من المجاهرة أن يستر الله على العبد ثمَّ يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا كذا وكذا فهتك نفسه وقد بات يستره ربه".

 ** وإن الذنوب إذا اجتَمَعتْ أهلكتْ صاحبها ، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : إياكم ومحقَّرات الذنوب ،فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه .

 -  ومنها حرمان الطاعة : فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا إنه يصد عن طاعة تكون بدله ويقطع طريق طاعة أخرى فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ..
* وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة  طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان ..

  -        وقال شابٌ للحسن البصري  : أعياني قيام الليل ، فقال : قيدتك خطاياك

يصاب في دنياه  :

  -  ومنها تعسير أموره وحرمان رزقه وقلة البركة في عمره :  فلا يتوجه لامر الا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه وهذا كما إن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا ويالله العجب كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لايعلم من أين أتى ..

   * حرمان الرزق :
   - في المسند ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ..
 وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي .
 -  قال الشافعي :
إذا كنت في نعمة فارعها ... فإنّ الذّنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة ربّ العباد ... فربّ العباد سريع النّقم
وإيّاك والظّلم مهما استطعت ... فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى ... لتبصر آثار من قد ظلم.

  *  تقصير العمر و محق البركة :

  - قالت طائفة تأثير المعاصي في محق العمر :  إنما هو بأن تفوته حقيقة الحياة وهي حياة القلب ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي   
         كما قال تعالى :  (أموات غير أحياء) فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر الانسان مدة حياته فليس عمره الا أوقات حياته بالله فتلك ساعات عمره فالبر والتقوي والطاعة تزيد في هذه الاوقات التي هي حقيقة عمره ولا عمر له سواها وبالجملة فالعبد
  - كذلك للذنوب شؤما ووبالا على البلاد والعباد:
    - قال ابن القيم :  ومن آثار الذنوب والمعاصي إنها تحدث في الارض أنواعا من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن .

 *   قال تعالى : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41] ،

فالمراد بالفساد والنقص والشر والالآم التي يُحدثها الله فى الأرض بمعاصي العباد ، فكل ما أحدثوا ذنبا أحدث لهم عقوبة ، كما
   - عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: توشك القرى أن تخرب وهي عامرة. قيل: وكيف تخرب وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجّارها أبرارها، وساد القبيلة منافقوها»)  « الجواب الكافي.».
              ** ومنها أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم ..

     - قال أبو هريرة إن الحباري لتموت في وكرها من ظلم الظالم ...
     - وقال مجاهد إن الهائم تلعن عصاة بنى آدم إذا أشتدت السنة وأمسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن ادم .
    -  وقال عكرمة دواب الارض وهوامها حتي الخنافس والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بني آدم .

                                              فلا يكفيه عقاب ذنبه حتي يبوء بلعنه من لا ذنب له
 -وقال صلى الله عليه وسلم لما مُـرَّ عليه بجنازة : مستريح ومستراح منه . قالوا : يا رسول الله ما المستـريح والمستـراح منه ؟ فقال : العبد المؤمن يستـريح من نصب الدنيا ، والعبد الفاجر يستـريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب . رواه البخاري ومسلم .
المعاصي تفسد العقل والبدن

ومنها إن المعاصي تفسد العقل فان للعقل نورا والمعصية نطفيء نور العقل . واذا طفىء نوره ضعف ونقص..
  - قال بعض السلف : ما عصي الله أحد حتي يغيب عقله .
 وهذا ظاهر فانه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى أو نجهر به هو مطلع عليه وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون اليه وواعظ القرآن نهاه ولفظ الايمان ينهاه وواعظ الموت ينهاه وواعظ النار ينهاه والذي يفوته بمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله والاستخفاف به ذو عقل سليم .

     -  ويحرم صاحبها نور العلم والحكمة والفهم  : فان العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفيء ذلك النور .

          ولما جلس الامام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه فقال إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية
- وقال الشافعي :
              شكوت الى وكيع سوء حفظي * فارشدني الى تركالمعاصي
                   
وقال اعلم بان العلم فضل * وفضل الله لايؤتاه عاصي





يصاب حتى في جسمه وبدنه :
** وأما وهن ها للبدن فان المؤمن قوته من قلبه وكلما قوى قلبه قوى بدنه وأما الفاجر فانه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه فتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانهم عند أحوج ما كانوا اليها وقهرهم أهل الايمان بقوة أبدانهم وقلوبهم ...
بينه وبين الله :

        المعاصي سبب لهوان العبد على ربه :
ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه ..

  - قال الحسن البصري : هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم .
 وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد كما قال الله تعالى : ( ومن يهن الله فماله من مكرم ) وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم اليهم أو خوفا من شرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه...

 -     قال ابن القيم – رحمه الله ] : وما الذي أخرجَ الأبوينِ من الجنّةِ دارَ النَّعيمِ والبهجَةِ والسرور إلى دارِ الآلام والأحزانِ والمصائب ؟وما الذي أخرجَ إبليسَ من ملكوتِ السماءِ وطردَه ولَعَنَه ، ومسخَ ظاهرَه وباطنَه ، فَجَعَلَ صورتَهُ أقبحَ صورةٍ وأشنَعها ، وباطِنَه أقبحَ من صورتِه وأشْنَع ، وبُدِّلَ بالقربِ بُعداً ، وبالرحمةِ لَعْنَةً ، وبالجمالِ قُبْحَاً ، وبالجنة ناراً تلظى ، وبالإيمان كفرا ، وبموالاةِ الوليِّ الحميدِ أعظمَ عداوةٍ ومُشاقّةٍ ، وبِزَجَلِ التسبيحِ والتقديسِ والتهليلِ زَجَلَ الكفرِ والشركِ والكَذِبِ والزورِ والفحش

 -   روى الإمام أحمدُ في الزُّهد وغيرُه عن جُبيرِ بنِ نُفيْر قال :  لما فُتِحَتْ قبرص فُرِّقَ بين أهلِها فبكى بعضُهم إلى بعض ، ورأيتُ أبا الدرداءِ جالساً وحدَه يبكي ، فقلتُ : يا أبا الدرداء ! ما يبكيكَ في يومٍ أعـزَّ اللهُ فيه الإسلامَ وأهلَه ؟ قال : ويحَك يا جبير ؛ ما أهونَ الخلقِ على اللهِ إذا أضاعوا أمرَه . بينا هي أمةٌ قاهرةٌ ظاهرةٌ لهم الملكُ ، تركوا أمرَ اللهِ فَصَارُوا إلى ما ترى إنه ليس هناك أحدٌ بينه وبين الله نَسب ، ولذا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه . رواه مسلم .

           ومنها ان المعصية تورث الذل ولا بد فان العز كل العزّ فى طاعة الله تعالى قال تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها الا في طاعته
  - وكان من دعاء بعض السلف اللهم أعزاني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك .
  -  قال الحسن البصري انهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين إن ذل المعصية لا تفارق قلوبهم أبى الله الان أيذل من عصاه .

0 comentarios:

Publicar un comentario