domingo, 7 de octubre de 2012

حظوظنا من أعمال الحج

0 comentarios

لماذا فرض الحج

نقل الشعيرة من من مجرد معنى عقلي نتلوه ونشاهده ونسمع عنه نظريا إلى شعور حي وعاطفة  حارة

الحج -أساسا- سفر صالح، ورحلة إلى الأماكن التي درج فيها الأنبياء، وانبعث منها الوحي، وكانت مشرقا للإسلام، ومجتمعا أول للسلف الصالحين.

والمقصود من هذه الرحلة أمور عقلية وعاطفية معا، فإن الإنسان لا يعيش بالفكر النظري وحده، ولكن مشاعره وعواطفه شديدة السيطرة عليه.

والإسلام يجتهد في تحويل الإيمان من صورة عقلية تسكن الرأس إلى معان عاطفية تغمر القلب، وتتشبث بالفؤاد، وينفعل الإنسان بها، ويحيا طول عمره وفقها.

قد ترى عقلا أن الله موجود، ولكن هذه الرؤية العقلية لا تكمل إلا إذا تبعتها مشاعر عاطفية تسكن قلبك، وتجعلك تتجه إلى الله بقلب يحس عظمته، ويكرم نعمته.
قد ترى عقلا أن الكذب رذيلة، وأن الشرك فضيحة، ولكن تحوُّل هذا النظر العقلي إلى إحساس نفسي يجعلك تشمئز من الشرك والرذيلة كما تشمئز من الرائحة الكريهة ومن المنظر الرديء، فإن كرهك للشر قد انتقل من معنى نظري إلى حقيقة عاطفية.

والإسلام عندما شرع مناسك الحج أراد أن يحول -فعلا- الإيمان من معان نظرية درست في الكتب، وتلقاها الناس حقائق مقررة، إلى معان عاطفية تربط الإنسان بنشأة الإسلام ونشأة المكافحين من أجل ظهوره، تجعل الإنسان يرتبط بالمواطن الأولى للوحي، وبسير الدعاة والرعاة الذين حملوا هذه الأمانات، وعاشوا بها، وعاشوا من أجلها، حتى قدموها للناس ناضجة مستوية.

الارتباط بمنبع الوحي ومنطلق الدين والعقيدة

والله عز وجل أراد أن يجعل المؤمنين -على اختلاف الزمان والمكان- يرتبطون بالدين الذي اعتنقوه، وهو دين التوحيد، ويريد أن يكلف القادرين منهم على أن يجيئوا للأماكن التي بدأت فيها معالم دينه تظهر؛ كي يرتبطوا نفسيا بها.

وما من أمة من الأمم، حتى الأمم المادية التي تعبد التراب، ولا ترى وجودا لغير المادة، حتى هذه الأمم تحاول أن تستثير مشاعر المؤمنين بها، فهى تقيم "ضرائح" لطواغيتها، وتكلف الزوار الذين يجيئون إلى عواصمهم أن يترددوا على مقابر أولئك الطواغيت صفوفا منتظمة كي يؤدوا واجبا لميت يعلم الله أنه حطب لجهنم، وأنه كلب من كلاب النار، ومع ذلك فإن سدنة هؤلاء الطواغيت يريدون أن يربطوا الجماهير والأجيال الناشئة بمبادئهم وبأحزابهم، فهم يجلبونهم ليزوروا هذه الضرائح، وليتصلوا بها، ولترتبط علاقات نفسية مع أصحاب المبادئ الذين عاشوا بها، أو قدموها لغيرهم.
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          
لقد بعث فينا رسولا منا إجابة لدعوة الجد الأكبر إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- أفليس من حق الأبناء والأتباع أن يجيئوا إلى هذا المكان كي يذكروا كيف انبعثت رسالتهم منه، وكيف كان نبيهم الجليل -صلى الله عليه وسلم- استجابة لدعوة قيلت وجدرانه ترتفع، وقواعده تمهد؟ (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة:127-128].

 ثم هذا البيت هو أول مسجد بنى على ظهر الأرض لتوحيد الله، بنى على أنقاض الوثنية التي حاربها إبراهيم طول عمره، بنى ليكون علما للتوحيد، وراية للإيمان الخالص المنزه.

لذلك فهو قبلة المسلمين لأن منه انطلقت رسالته التوحيدية

أليس من حق هذا المسجد الأول أن يتبعه -بعد ذلك- كل مسجد ينشأ على ظهر الأرض؟ وأن يقف الركع السجود بساحات المساجد التي تنشأ بعد ذلك فيولوا وجوههم شطره، ويصلوا ناحيته؟ إن تكريم المسجد الأول شيء عادى، وهذا سر قوله جل شأنه: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [البقرة:149-150].إن هذه الأسباب هي التي تجعل المسلمين يرسلون وفودهم كل عام ليذهبوا إلى المسجد الأول، إلى الكعبة المشرفة: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) [المائدة:97].

هياج الذكريات الجميلة
:  ففي الحج تهيج الذكريات الجميلة العزيزة على قلب كل مسلم، وما أكثر تلك الذكريات! وما أجمل ترددها على الذهن!
 *   فالحاج – على سبيل المثال – يتذكر أبانا إبراهيم الخليل – عليه السلام- فيتذكر توحيده لربه،وهجرته في سبيله ، وكمال عبوديته، وتقديمه محبة ربه على محبة نفسه.
 *  
 ويتذكر ما جرى له من الابتلاءات العظيمة، وما حصل له من الكرامات والمقامات العالية.
 *  
 ويتذكر أذانه في الحج، ودعاءه لمكة المكرمة، وبركات تلك الدعوات التي ترى أثارها إلى يومنا الحاضر.
 * 
 ويتذكر الحاج ما كان من أمر أمنا هاجر – عليها السلام- فيتذكر سعيها بين الصفا والمروة بحثاً عن ماء تشربه، لتدر باللبن على وليدها إسماعيل، ذلك السعي الذي أصبح سنة ماضية، وركنًا من أركان الحج.
ويتذكر أبانا إسماعيل – عليه السلام- فيمر بخاطره مشاركة إسماعيل لأبيه في بناء الكعبة، ويتذكر ما كان من بر إسماعيل بأبيه؛ إذ أطاعه لما أخبره بأن الله يأمره بذبحه؛ فما كان من إسماعيل إلا أن قال: (افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) "الصافات: 102".
 *  
ويتذكر الحاج أن مكة هي موطن النبي صلى الله عليه وسلم ففيها ولد وشب عن الطوق، وفيها تنزل عليه الوحي، ومنها شع نور الإسلام الذي بدد دياجير الظلمات.
 * 
ويتذكر من سار على تلك البطاح المباركة من أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين، فيشعر بأنه امتداد لتلك السلسلة المباركة، وذلك الركب الميمون.
 * 
وتذكر الصحابة رضي الله عنهم- وما لاقوه من البلاء في سبيل نشر هذا الدين.
 * 
ويتذكر أن هذا البيت أول بيت وضع للناس، وأنه مبارك وهدى للعالمين


معاني أعمال الحج وفلسفتها
الخروج من الديار والتوجه صوب الكعبة :
   -  قد يقول قائل: " لماذا نتكبد المشاق لنذهب إلى الله في رحلة الحج؟ لماذا هذه الرحلة المضنية والله معنا، بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد؟

** الحقيقة أن الله قريب منا حقاً وصدقاً، ولكننا مشغولون على الدوام بغيره.. إنه لا يقيم دوننا الحجب، ولكننا نحن الذين نقيم هذه الحجب: نفوسنا - بشواغلها وهمومها وأهوائها ..

**  والحج في معناه "خروج".. خروج من دنيانا إلى دنيا الله.. خروج من اعتدادنا بأنفسنا إلى الاعتداد به سبحانه.. خروج من العبودية لـ "الأسباب" (من مال وولد وأرض وعقار ومنصب وسلطة ونفوذ وجاه) إلى العبودية لـ "سبب الأسباب".. خروج من حولنا وقوتنا الموهومتين إلى حوله وقوته المتيقنتين.. خروج من إرادتنا إلى إرادته، ومن رغبتنا إلى رغبته...

** يقول: يا رب تركت البيوت وأتيت إلى بيتك، وتركت الدور وأتيت إلى دارك.. ردّني الناس إلا أنت، طردني الناس إلا أنت.. من يدخلني بيته إلا أنت.. أنا ضعيف وأنت قوي.. أنا فقير وأنت غني.. فاقبلني عندك ضيفاً فأنا عبدك ببابك.. أناخ برحابك.

من التلبية والاستجابة لداعي الله  :
·        تحقيق العبودية لله:
 ** ففي الحج تذلل لله، وخضوع وانكسار بين يديه؛ فالحاج يخرج من ملاذ الدنيا مهاجراً إلى ربه، تاركاً ماله وأهله ووطنه، متجرداً من ثيابه، لابساً إحرامه، حاسراً عن رأسه، متواضعاً لربه، تاركاً الطّيب والنساء، متنقلاً بين المشاعر بقلب خاضع، وعين دامعة، ولسان ذاكر يرجو رحمة ربه، ويخشى عذابه.

 **ثم إن شعار الحاج منذ إحرامه إلى حين رمي جمرة العقبة والحلق: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.
ومعنى ذلك أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حملتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً، دونما إكراه أو تردد.
وهذه التلبية ترهف شعور الحاج، وتوحي إليه بأنه –منذ فارق أهله- مقبل على ربه، متجرد عن عاداته ونعيمه..
من الاحرام
     **  "فما الإحرام في حقيقته، وهو أول المناسك ـ إلا التجرد من شهوات النفس والهوى، وحبسها عن كل ما سوى الله، وعلى التفكير في جلاله.

 **     وهي رمز للتجرد التام أمام حضرة الخالق؛ لأننا أمام الله لا نكاد نساوي شيئاً، بل نحن بالنسبة له سبحانه: لا شيء.. فعلينا أن نخلع كل ثياب الغرور والزينة


    **  كيف نحرم في الأردية البيضاء لا الحمراء ولا في الخضراء؟  كيف نتخلى عن الزينة؟
         
السر في ذلك أن نتذكر الموت.. فهذان الرداءان الأبيضان شبيهان بالكفن (.

   - والله، وتالله، وأيم الله، لتلبسنَّ الكفن.. شئتَ أم أَبَيْتَ.. ولترتحلنّ بعمل صالح أو سيئ وليس معك إلا الطيب والكفن.


من الطواف :
   ** إن الطواف رمز للحب والتعلق الكاملين بالله: شعوراً وقولاً وفعلاً.. فأنت تطوف حول بيته سبحانه بقلبك وعقلك وقدميك.. فما الطواف –في حقيقته- إلا دوران للقلب والقالب حول قدسية الله؛ صنعَ "المحب" مع "المحبوب المنعِم"، الذي تٌرى نعمته ولا تٌدرك ذاته.

   ** ارتباط المسلمين بقبلتهم:  التي يولّون وجوههم شطرها في صلواتهم المفروضة خمس مرات في اليوم.

   ** ومعنى الطواف أيضا : أننا لا نريد إلا منهج الإسلام.. وأن قداستنا من هنا.. وتعاليمنا ورسالتنا وأدبنا وسلوكنا من هنا.. من مكة .. لا من باريس ولا من واشنطن ولاموسكو .

والطواف صلاة، لسان المرء فيها يلهج بذكر الله وشكره؛ وإذا كان بعض المغفلين يزعم أن تقبيل الحجر الأسود نوع من الوثنية، فليكن تقبيل الملوك والرؤساء لأعلام دولهم نوعا أيضا من الوثنية ومن عبادة الأقمشة! من قال هذا؟! إذا كان الأمر لا يعدو إلا ترجمة لمشاعر الولاء لله فليس في هذا شيء، ونحن في هذا نلتزم ما ورد.


من السعي :
   ** وما السعي بعد هذا الطواف إلا التردد بين علمي الرحمة التماسًا للمغفرة والرضوان.

    ** إن السعي بين الصفا والمروة – ومثله رمي الجمار، والشرب من زمزم - إعلان لارتباط الإسلام وأمته بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وعائلته؛ لتؤكد الأمة الإسلامية بهذا الارتباط أنها سائرة على درب النبوات السابقة، ومتممة لها، لا منكرة إياها، ولا شاذة عنها.

والسعي بين الصفا والمروة[1] رمز لأمر يحتاج المسلمون إليه احتياجا شديدا، فإن المعلوم من تاريخ النبوات أن أبا الأنبياء إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- جاء بامرأته هاجر، وأنه تركها وابنها الرضيع إسماعيل في هذا المكان، وكان صحراء مجدبة لا أمارة فيها على عمران، ولا دلالة فيها على حياة، وكان التصرف بهذه المثابة تصرفا مستغربا؛ حتى إن المرأة قالت لرجلها وهو يولي تاركا إياها: أين تذهب؟ ولكنه ما استطاع أن يجيب، ليس لديه شيء يقوله، إن الله أوحى اليه أن يفعل هذا، وهو ينفذ أمر الله، ولا يدرى الحكمة، فلما ألحت عليه ولم يجب قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذا لا يضيعنا!.
كانت كرجلها امرأة مؤمنة صادقة، ولكن مشاعر الأمومة هزتها عندما وجدت ابنها يتلوى، يحتاج إلى الماء، فذهبت تجرى يمينا ويسارا سبعة أشواط في هذا المكان بين الصفا والمروة حتى شاء الله أن يفجر لها الملَك نبع زمزم لتشرب منه!.
                                                                                                                                                                
ماذا نفهم من هذا؟ نفهم من هذا أن الإنسان عندما يعتمد على ربه فإنه يعتمد على مصدر القوى، ومنبع الخير، وسائق الفضل؛ وأن الإنسان إذا صدق إيمانه ربا توكله، وازدادت بالله ثقته، وضعفت علاقاته بالماديات، وليس معنى ضعف علاقاته بالماديات أن يستكين أو يتواكل، لا. إن المرأة قامت تجرى هنا وهناك حتى يسر الله لها آخر الأمر ما تحتاج إليه، لا بد من حركة، ولكن التوكل حتم، وقد سمى الله نبيه محمدا- عليه الصلاة والسلام- المتوكل. لماذا؟ لمعنىً نحن المسلمين الآن فقراء إلى إدراكه.

لقد بدأ وحيدا يدعو إلى الله، ليس في الدنيا أضعف منه، رجل يتيم مستوحش معزول عن قوى الخلق في دنيا اسودت فجاجها، وامتلأت بالظلمات وشرور الجاهلية آفاقها، كلف أن يغرس عود التوحيد ويرعاه حتى يثمر في بيئة لا تدرى شيئا عن التوحيد، وتضيق به، وتألف الشرك وتعتز به، وتقاتل دونه، ومن وراء جزيرة العرب حضارات تفسخت من الطغيان والهوى وسيادة الشهوات؛ رجل واحد هو الذي كلف أن يقاتل كل هذا الظلام حتى يبدده، ويمزق أسدافه، ويقدم للدنيا فجرها الباسم الباقي إلى الأبد!!

إنه ما جزع لأنه ضعيف القوة، أو ذليل الجانب هو وأصحابه، لا؛ لكنه توكل على الله فنصره، وجعل قوى الشر تتدحرج تحت أقدامه، واستطاع أن يقيم دعوة التوحيد، وينشر الرسالة الكبرى، ويرعى رجاله الذين رباهم على يديه، ولقنهم دروس الحق من فمه، واستطاع أن يقضى على الباطل في الدنيا.

التوكل على الله شيء خطير، ولو أن العرب أهل إيمان، ولو أنهم -فعلا- يئسوا من الخلق واعتمدوا على الخالق؛ لنصرهم كما نصر نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، ولسقاهم كما سقى امرأة في صحراء لا تجد هي ولا رضيعها شيئا!.

- وعندما تساق الأمة إلى مكانٍ نَبَعَ الماء فيه من صحراءَ، لا ماءَ فيها ولا زرعَ ولا ضرعَ، يعرف الناس أن الانقطاع عن الله جريمة، وأن الانقطاع إليه هو الاتصال كله، وهو الخير كله.


من الوقوف بعرفة :
** وما الوقوف بعد السعي إلا بذل المهج في الضراعة بقلوب مملوءة بالخشية، وأيد مرفوعة بالرجاء، وألسنة مشغولة بالدعاء، وآمال صادقة في أرحم الراحمين.


** هنا كانت كلمة "عرفة"؛ فبعد رحلة من ألوف الأميال يتيقظ القلب على "معرفة"؛ فهو "يتعرف" على ربه و "يكتشف"  قربه، كما "يتعرف" على نفسه و " يكتشف" بعدها عنه تعالى.
ولا يمكن للقلب أن يتعرف على الله إلا بعد موقف الذل وانتقاد الذات ومن عرف نفسه عرف ربه .


 ** أما يوم عرفة فله سرّ وله مقصد وهو يوم الحج.. فالحج عرفة .. ينادي الله عز وجل ملائكته: (يا ملائكتي، انظروا لعبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين.. أشهدكم أني غفرت لهم).

  - وقف سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث يوم عرفة فرفع يديه وأراد أن يدعو فبكى وقال: اللهم، إن أردت أن تغفر لأهل الموقف فاغفر لهم ولا تحرمهم المغفرة بذنوبي!.

  - والفضيل بن عياض أراد أن يستغفر فسقط من على ناقته من الذهول والدهش وقال: أخشى أن يرد الله الناس بسبب ذنوبي        !

- يقول شيخ الإسلام: "الحجيجُ عشيةَ عرفة ينزل على قلوبهم من الإيمانِ والرحمة والنور والبركة ما لا يمكن التعْبير عنه".
هذا وهم علماء عباد وزهَّاد.. فكيف بنا نحن الملطخين بالسيئات.

  ** يوم عرفة : إعلان حقوق الإنسان من محمد صلى الله عليه وسلم، فقد صف الأمراء والموالي والأغنياء والفقراء.. الكبار والصغار.. وقال: (كلكم على منهج واحد أو كما قال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ))). 
يا من افتخر بنسبه.. نسبك يمزق يوم عرفة .. ويا من افتخر بمنصبه.. منصبك يُسحق يوم عرفة .. ويا من افتخر بأولاده وماله.. كل ذلك هباء منثور يوم عرفة.
   **  وهو"تجسيد مصغر" لمشهد الحشر والوقوف بين يدي الله يوم القيامة.. يا له من موقف رهيب، ومشهد مهيب، تعجز الكلمات عن الإحاطة به، بله اكتناه أسراره !!
من الرمي
  **  وما الرمي بعد هذه الخطوات التي تشرق بها على القلوب أنوار ربها، إلا رمز مقت واحتقار لعوامل الشر، ونزغات النفس، وإلا رمز مادي لصدق العزيمة في طرد الهوى المفسد للأفراد والجماعات.


من الذبح
** وما الذبح ـ وهو الخاتمة في درج الترقي إلى مكانة الطهر والصفاء ـ إلا إراقة دم الرذيلة بيدٍ اشتد ساعدها في بناء الفضيلة، ورمز للتضحية والفداء على مشهدٍ من جند الله الأطهار الأبرار"..

** وهو رمز لتضحية والفداء؛ حيث تضحي ببعض مالك رمزاً لإزهاق شهواتك وأهوائك.
من الاحترام والتوقير والأدب المفروض .(فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج
 ** أرأيت كيف هو الحج "دورة تربوية تدريبية نادرة"..  فإذا رأيتَ وعلمتَ؛ فالزم !!
 ** فأعمالنا كلها إذا لم يتبعها الحب والاحترام والتوقير والتقدير والتسامح والعفو فلا يمكن أن تثمر دينا ولا مغفرة ولا علوا
      كالحاج قد يرجع بدون فائدة إن لغى في حجه أو أصاب فيه محرما ...

La peregrinación, al Hayy, es uno de los pilares obligatorios del Islam. Allah nos ha declarado obligatorio aquello sin lo cual nos sería muy difícil poder recobrar la conciencia de Él. Porque nos ama y nos enseña aquello que por nosotros mismos no podemos concebir.

Somos peregrinos en este mundo y Allah nos procura esa conciencia. Somos viajeros en una tierra llena de claroscuros y nuestra meta es la luz, una luz que nos atraviesa y que atravesamos casi sin darnos cuenta.

Allah mandó a Ibrahim, la paz sea con él, que construyese la Kaaba como una referencia exterior y material que nos permitiera escenificar un rito con unas profundas consecuencias espirituales. La Peregrinación al Haram de Meca nos ayuda a comprender que la verdadera peregrinación es la existencia de un ser precario que busca el áman de su Señor. Cuando vemos la Kaaba de piedra nuestros corazones se conmueven. La piedra nos enseña la forma de nuestro
corazón, vacío de todo pensamiento, de todo deseo y temor, lleno de Presencia.

En el surat 22, al Hayy, ayats 26-37, Allah nos dice:
“Pues, cuando señalamos a Ibrahim el emplazamiento de esta Casa de Adoración, le dijimos: ‘¡No atribuyas divinidad a nada junto a Mí!’ y: ‘¡Purifica Mi Casa para los que han de dar vueltas en torno a ella, los que permanecerán en retiro junto a ella, y los que se inclinarán y se postrarán en oración.”




[1]  محمد الغزالي / من بعض خطبه










































































0 comentarios:

Publicar un comentario