miércoles, 19 de diciembre de 2012

إكسير الأعمال

0 comentarios


       و ـ [الإخلاص هو "إكسير" الأعمال، الذي إذا وضع على أي عمل ولو كان من المباحات والعادات
حوله إلى عبادة وقُربة لله تعالى .
     وفي الحديث أن النبي e قال: "إنَّكَ لن تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغي بها وجهَ اللهِ إلا أُجِرْتَ عليها حتى ما تَجعلُ في فَمِ امرأتِكَ". [رواه البخاري]
    وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي e قال: "مَنِ احتبسَ فرسًا في سبيلِ اللهِ إيمانًا باللهِ، وتصديقًا بوعدِهِ، فإنَّ شَبعَهُ وريَّهُ، ورَوْثَهُ وبولَهُ في ميزانِهِ يومَ القيامةِ " . 
الأعمال لا تتفاضل بكثرتها وعددها وإنما بقدر حضور الاخلاص فيها :

فرب عمل صغير عظمته النية ورب عمل عظيم صغرته النية :

-  كتب بعض الأولياء إلى أخ له‏:‏ أخلص النية في أعمالك يكفك القليل من العمل‏.‏

- روي عن مطرف بن عبدالله الشخير أنه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب اليّ من أن أبيت قائما فأصبح معجبا.

ورؤي بعضهم في المنام فقيل له‏:‏ كيف وجدت أعمالك فقال‏:‏ كل شيء عملته لله وجدته حتى حبة رمان لفظتها من طريق وحتى هرة ماتت لنا رأيتها في كفة الحسنات وكان في قلنسوتي خيط من حرير فرأيته في كفة السيئات وكان قد نفق حمار لي قيمته مائة دينار فما رأيت له ثواباً فقلت‏:‏ موت سنور في كفة الحسنات وموت حمار ليس فيها فقيل لي‏:‏ إنه قد وجه حيث بعثت به فإنه لما قيل لك‏:‏ قد مات قلت‏:‏ في لعنة الله فبطل أجرك فيه ولو قلت‏:‏  في سبيل الله لوجدته في حسناتك‏.‏
-         ويروى عن بعضهم قال‏:‏ غزوت في البحر فعرض بعضنا مخلاة فقلت‏:‏ أشتريها فأنتفع بها في غزوي فإذا دخلت مدينة كذا بعتها فربحت فيها فاشتريتها فرأيت تلك الليلة في النوم كأن شخصين نزلا من السماء فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ اكتب
الغزاة فأملي عليه خرج فلان متنزهاً وفلان مرائياً وفلان تاجراً وفلان في سبيل الله ثم نظر إلي وقال‏:‏ اكتب فلان خرج تاجراً فقلت‏:‏ الله الله في أمري‏!‏ ما خرجت أتجر وما معي تجارة أتجر فيها ما خرجت إلا للغزو فقال‏:‏ يا شيخ قد اشتريت أمس مخلاة تريد أن تربح بها فبكيت وقلت‏:‏ لا تكتبوني تاجراً فنظر إلى صاحبه وقال‏:‏ ما ترى فقال‏:‏ اكتب خرج فلان غازياً إلا أنه اشترى في طريقه مخلاة ليربح فيها حتى يحكم الله عز وجل فيه بما يرى‏.‏


من علامات الإخلاص لله تعالى :

v    إخفاء العمل أثناء القيام به  خوفا من الشهرة :

     - وقل بشر بن الحارث : " لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبُ أن يَعرفهُ الناس "

    - يقول الحسن البصري : " إن كان الرجل جمع القرآن وما يشعر به الناس .. وإن كان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ..وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ..ولقد أدركت أقواماً ما كانوا على عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً ".

    - كان عبد الرحمن بن أبي ليلى:  يصلي في بيته فإذا شعر بأحد قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول : هذا لا يفتر من النوم ، غالب وقته على فراشه نائم ، وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم

    - قال الأعمش : كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقـرأ في المصحف ، فاستأذن عليه رجل فغطّى المصحف ، وقال : لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة .

   - وكان عبد الله ابن محيريز رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : يشتدُّ عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّ الزكام.. ما أشدَّ الزكام...

   - كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها ، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد .. وبقي كذلك سنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام .. فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين .

     - وهذا داوود بن أبي هند ذُكر في ترجمته أنه صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان يخرج في مهنته ، ويأخذ معه غداءه ، فيتوهمون أنه مُفطِر ، فيتصدق به في الطريق ، فيرجع آخر النهار إلى أهله فيأكل معهم .

    - اجتمع الفضيل بن عياض وسفيان الثوري يوماً ، فجلسوا يتذاكرون شيئاً من الرقائق فَرق كل واحد منهم وبكى ، فقال سفيان الثوري رحمه الله : " أرجوا أن يكون هذا لمجلس علينا رحمة وبركة " فقال الفضيل بن العياض : " ولكني أخاف يا أبا عبد الله ألا يكون أضرُ علينا .. ألست تخلصتَ من أحسن حديثك وتخلصتُ أنا إلى أحسن حديثي .. فتزينتُ لك .. وتزينتَ لي .. فبكى سفيان الثوري رحمه الله وقال " أحييتني أحياك الله " .
-     ذكر ابن الجوزي في "صيد الخاطر" أن أبا عمرو بن نجيد سمع أبا عثمان المغربي يقول يومًا على المنبر: عليّ ألف دينار، وقد ضاق صدري. فمضى أبو عمرو إليه في الليل بألف دينار، وقال: اقضِ دَيْنَك.
     فلما عاد وصعد المنبر، قال: نشكر الله لأبي عمرو؛ فإنه أراح قلبي، وقضى ديني.. فقام أبو عمرو وقال: أيها الشيخ! ذلك المال كان لوالدتي، وقد شق عليها ما فعلتُ! فإن رأيتَ أن تتقدم برده فافعل!
     فلما كان في الليل عاد إليه، وقال له: لماذا شهرتني بين الناس؟ أنا ما فعلت ذلك لأجل الخلق؛ فخذه ولا تذكرني!

·        خوف العلماء من الشهرة :
   -  وقل بشر بن الحارث : " لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبُ أن يَعرفهُ الناس "

   - كان الإمام أحمد يقول : " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف ، قد بُليتُ بالشهرة ، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً " .

    -  قال الحفاظ: رأينا الإمام أحمد نزل إلى سوق بغداد، فاشترى حزمة من الحطب، وجعلها على كتفه، فلما عرفه الناس، ترك أهل المتاجر متاجرهم، وتوقف المارة في طرقهم يسلمون عليه، ويقولون: نحمل عنك الحطب.. فهز يده، واحمر وجهه، ودمعت عيناه وقال: نحن قوم مساكين؛ لولا ستر الله لافتضحنا..!

    -  كان سفيان الثوري يقول : " وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء – عليهم أكسية غليظة – غرباء لا يعرفونني فأعيش في وسطهم لا أُعرف كأنني رجل من فقراء المسلمين وعامتهم " .

    - يقول أيوب السخيتاني لأبس مسعود الجريري : " إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة .. إني لأمر بالمجلس .. فأسلم عليهم .. وما أرى أن فيهم أحداً يعرفني ، فيردون علي السلام بقوة ، ويسألونني مسألة كأن كلهم قد عرفني ، فأي خيرٍ مع هذا "

    - روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر.
v    استواء المدح والذم :
  -        سُئل بعض السلف: ما غاية الإخلاص؟ قال: أنْ لا تُحبَّ مَحْمَدَةَ الناس.
     - وقال بعض الحكماء: ينبغي للعامل أنْ يأخذ الأدب في عمله من راعي الغنم. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأن الراعي إذا صلى عند غنمه فإنه لا يطلب بصلاته محمدة الغنم.. كذلك العامل ينبغي أنْ لا يبالي مِن نظر الناس إليه؛ فيعمل لله تعالى عند الناس وعند الخلاء بمنزلة واحدة، ولا يطلب محمدة الناس.
v    نسيان العمل بعد عمله:
ويبقى الهم همًا واحدًا؛ هل تُقُبل هذا العمل أم لم يتقبل؟
       - قال أبو الواسطي: حفظ الطاعة أشد من فعلها؛ لأن مثلها كمثل الزجاج؛ سريع الكسر، ولا يقبل الجبر. كذلك العمل إن مسه الريـاء كسـره.. إذا مسه العُجب كسره.. ] [تنبيه الغافلين]
v    اتهام النفس دوما بالتقصير :
   -وقـال أبو حفص: مَن لم يتهم نفسه على دوام الأوقـات، ولم يخالفها في جميع الأحوال، ولم يَجُرَّها إلى مكروهها في سائر أوقاته؛ كان مغرورًا.. ومَن نظر إليها باستحسان شىء منها فقد أهلكها.     
 - وهذا بكر بن عبد الله يقول: إن رأيتُ مَن هو أكبر مني سنًّا قلتُ: سبقني بالإيمان والعمل الصالح؛ فهو خير مني.. وإنْ رأيتُ مَن هو أصغر مني فأقول: سبقتُه إلى الذنوب والمعاصي؛ فهو خير مني.. وإنْ أكرمني إخوتي قلتُ: تفضلوا عليّ؛ فجزاهم ربي خيرًا.. وإنْ أهانني إخوتي قلتُ: ذاك لذنب أصبتُه، وعهد بيني وبين الله ضيعتُه..

    -  ذكر ابن أبي الدنيا عن الخلد بن أيوب قال: كان راهب في بني إسرائيل في صومعة منذ ستين سنة فأُتي في منامه فقيل له: إنّ فلانًا الإسكافي خير منك! ليلة بَعد ليلة..! فأتى الإسكافي، فسأله عن عمله، فقال: إني رجل لا يكاد يمر بي أحد إلا ظننتُ أنه في الجنة وأنا في النار! ففُضِّل على الراهب بإزرائه على نفسه.

   -  وذُكر داود الطائي عند بعض الأمراء، فأثنوا عليه، فقال: لو يعلم الناس بعض ما نحن فيه ما ذكرنا لسان بخير أبدًا.

   -  وفي كتاب الزهد للإمام أحمد أنَّ رجلاً مِن بني إسرائيل تعبد ستين سنة في طلب حاجة؛ فلم يظفر بها! فقال في نفسه: والله.. لو كان فيك خير لظفرت بحاجتك. فأُتِي في منامه فقيل له: أرأيتَ ازدراءك نفسك تلك الساعة؛ فإنه خير مِن عبادتك تلك السنين.][إغاثة اللهفان]

    -  قال الحفاظ: رأينا الإمام أحمد نزل إلى سوق بغداد، فاشترى حزمة من الحطب، وجعلها على كتفه، فلما عرفه الناس، ترك أهل المتاجر متاجرهم، وتوقف المارة في طرقهم يسلمون عليه، ويقولون: نحمل عنك الحطب.. فهز يده، واحمر وجهه، ودمعت عيناه وقال: نحن قوم مساكين؛ لولا ستر الله لافتضحنا..!

0 comentarios:

Publicar un comentario