miércoles, 19 de diciembre de 2012

ارادة وجه الله

0 comentarios



   * قال الامام ابن القيم رحمه الله في معنى الاخلاص العمل لله : اي لايمازج عملة ما يشوبه من شوائب ارادات النفس : اما طلب التزين في قلوب الخلق , واما طلب مدحهم , والهرب من ذمهم , او طلب تعظيمهم , او طلب أموالهم , أو خدمتهم ومحبتهم , وقضائهم حوائجه , او غير ذلك من العلل والشوائب التي عقد متفرقاتها : هو ارادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان  . 
الاخلاص يحتاج إلى مجاهدة النفس :

يظن الكثير من الناس ان الاخلاص من الامور السهلة التي يستطيع كل احد تحقيقها دون ادنى مجاهدة , والواقع خلاف ذلك و فالاخلاص يحتاج الى مجاهدة قبل العمل واثناء العمل وبعد العمل .
  - وقيل لسهل بن عبد الله : اي شيء اشد على النفس ؟ قال : الاخلاص لانه ليس لها فيه نصيب .

  قبل العمل :  بان يقصد بعمله وجه الله تعالى ويصفيه عن ملاحظة المخلوقين .
 واثناء العمل : تكون المجاهدة في الحفاظ على هذه النية الصادقة فان الانسان قد يكون مخلصا في ابتداء العمل فاذا دخل في العمل واستقر فيه جاءه الشيطان فوسوس له وزين له اطلاع الخلق على عمله وهنا تكون المجاهدة النفس على الاستمرار في العمل بنفس النية الاولى .
 وبعد العمل : تكون المجاهدة برؤية التقصير في العمل , وعدم استحسانه والعجب به واستحقاقه الثواب عليه .

    -  قال ابو يعقوب السوسي : متى شهدوا الاخلاص في اخلاصهم احتاج اخلاصهم الى اخلاص .

    -  وقال يوسف بن الحسين : اعز شيء في الدنيا الاخلاص و وكم اجتهد في اسقاط الرياء عن قلبي فكانه ينبت على لون اخر .
ما يعتبر أنه من الرياء وليس كذلك :

    1  -  ترك الطاعات خوفا من الرياء لأن ذلك من مكائد الشيطان .
 قال إبراهيم النخعي: "إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة فقال: إنك مراءٍ، فزدها طولاً".
   2  -  حمد الناس للرجل على عمل الخير:
  -  فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟! قال: تلك عاجل بشرى المؤمنين".
- نشاط العبد بالعبادة عند رؤية العابدين:
-    قال المقدسي: "يبيت الرجل مع المتهجدين فيصلون أكثر الليل وعادته قيام ساعة فيوافقهم، أو يصومون ولولاهم ما انبعث هذا النشاط، فربما ظن ظان أنّ هذا رياء وليس كذلك على الإطلاق، بل فيه تفضيل، وهو أن كل مؤمن يرغب في عبادة الله تعالى ولكن تعوقه العوائق وتستهويه الغفلة فربما كانت مشاهدة الغير سبباً لزوال الغفلة ".
4    - اكتساب العبد لشهرة من غير طلبها وترك العمل خوفا أن يكون شركا :
  قال الفضيل بن عياض: "ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منه".
   5- أن يكون قصده إخفاء الطاعة والإخلاص لله ولكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله أظهر الجميل من أحواله فيسر بحسن صنع الله وستره المعصية فيكون فرحه بذلك لا بحمد الناس ومدحهم وتعظيمهم
من ثمرات الاخلاص :
                    الإخلاص سبب لقبول العمل ونجاة من حرمان الاجر :

   - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه . (حسن رواه أبو داود والنسائي)

    - وجاء رجل من أهل  الشام قال : يارسول الله : رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضاً من عرض الدنيا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا أجر له. فأعاد السؤال مرة أخرى، فقال له الرسول : لا أجر له .
    - وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغرقالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء . رواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد وغيره صحيح )

المرء ينجو من الفتن بالإخلاص  ويجعل له حرزا من الشيطان والشهوات :

-  لقول الله عز وجل : وعزتك لأغوينهم أجمعين ، إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ[.

    - لذلك نجى الله يوسف عليه السلام من امرأة العزيز {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه، كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [

-  كما قال تعالى  : إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم ..

-  وروى أن أحد الصالحين كان يقول لنفسه: "يا نفس أخلصى تتخلصى”.

الإخلاص مفتاح البركة والنجاح في الدنيا والآخرة :

الإخلاص مهم في إنقاذنا من الوضع الذي نعيش فيه، فقد أصبح عزيزاً نادراً قليلاً، مشاريع ودعوات تلوثت بالرياء، حركات إسلامية دمرت بسبب افتقاد الإخلاص وبعد أن أريد بها الرئاسة والجاه والمال…

ألست معي أن الإخلاص يتخلّف عن قلوبنا، وإن ادعيناه، في كثير من علاقاتنا وجدالنا ومواقفنا، ليحل محلها خفية مصالح شخصية أو مآرب دنيوية، أو عصبيات انتمائية، وغيرها من الأغراض التي تحركنا بعيداً عن معنى الإخلاص!

لا يقدر أحد أن يرى الإخلاص، لأنه من عمل القلب، لكن حين نكون على أرض الواقع فنقوم بعبادة، أو ندخل في معاملة، أو نتحمل أمانة، أو نقف أمام تقاطع طرق في مصالحنا؛ حينها يمكن أحياناً مشاهدة أمارات الإخلاص، ومعرفته بعلاماته، والتفريق بينه وبين الأنانية وحب الذات والرياء والنفاق..، وحين ينزوي الإخلاص جانباً يتسع المجال لفساد الذمم، وظهور الكذب والنفاق والرياء، وفساد ذات البين، وخيانة الأمانة.

وليس هناك من طريق يجمع النجاح في الدنيا والآخرة غير طريق الإخلاص.

      *  فقد ينال غير المخلص مراده وينجح في تحقيق هدفه الدنيوي، لكنه لن يحصل على نجاح الآخرة وثوابها  : مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَـمِيعاً بَصِيراً(.
 - والله تعالى يقول : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ .
-       وفي الآخرة فهي البشارة برضى الله وثوابه، والنجاة من غضبه وعقابه، عند الموت، وفي القبر، وعند القيام إلى البعث، يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة، كما تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وهي معروفة.
     والله تعالى لن ينصر هذه الأمة إلا بالمخلصين :

... قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم رواه النسائي وغيره وهو في البخاري وغيره دون ذكر الإخلاص .
بالإخلاص يكفيك الله ما بينك وبين الناس

  -  قال عليه الصلاة والسلام : ( من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ) ( صحيح الصحيحة 2311 ).

  -  وقال عليه الصلاة والسلام:من أحسن فيما بينه و بين الله كفاه الله ما بينه و بين الناس و من أصلح سريرته أصلح الله علانيته .

الإخلاص يورث القبول بين الناس ويفجر منابع الحكمة :

      -  قال تعالى : إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ..

     -  وقد قيل: ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه

، لذلك بعض الأولياء والصالحين عندما يتكلمون بالموعظة تخرج الأنوار معهم من الفم إلى قلبك فوراً، أما نحن نتكلم فيخرج من الفم إلى الأذن لماذا؟ ..
             **  المخلصون يرزقهم الله العلم اللدني وهذا العلم غير مكتسب لا يدرك في الكتب ولا في المدارس ولا في الجامعات ولا الجوامع، وإنما الله تعالى يعطيه لمن يشاء من عباده الصالحين.
والمخلصون يكسوهم الله مهابة ونورا ووقارا :

     - قيل للحسن البصري : ما للصادقين المخلصين وجوههم مضيئة نيرة؟ قال: خلوا بنور الله في الظلام فأكسبهم نوراً من نوره.

 - وقال ابن القيم : وقد جرت عادة الله التي لا تتبدل، وسنته التي لا تتحول؛ أن يُلبس المخلِص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق، وإقبال قلوبهم إليه؛ ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه.. ويُلبس المرائي ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغض، وما هو اللائق به..

ومن ثمرات الإخلاص قوة الهمة .
وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل ..
لن تجد دواء لإصلاح العزم ورفع الهمة كالإخلاص لله _تعالى_ في العمل، فالذي يطلب رضا الله _تعالى_ لن تقف به همته عند هدف دنيوي من مال وشهرة ومكانة،  فهو يرجو رضا الله _تعالى_ . فالإخلاص هو الذي يرتفع بالهمم دون حدود، ويشحذها إذا فترت.
** حتى في طريق الدعوة فهو طريق شاق ، مليء بالأشواك والمصاعب ، وليش مفروشا بالورود والرياحين ، فالداعية فيه في أمس الحاجة إلى صبر شديد يعينه على تحمل هذه المشاق والمصاعب كجفاء الناس وغلظ معاملتهم ، وقلة تقبلهم ، وهذا الصبر لا يتأتى إلا بوجود قوة نفسية كبيرة يستمدها الداعية من الإخلاص .



والله تعالى ييسر للمخلصين  :


فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له، مسهلة عليه، ويجد نفسه محفوظًا بحفظ الله عن الأعمال التي تضره، كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن على عاقبة أمره، فإن الله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين. وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمه.
  -  قال ابن القيم : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحًا فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور.

0 comentarios:

Publicar un comentario