jueves, 3 de noviembre de 2011

وفي السماء رزقكم وما توعدون

0 comentarios

لا تخضعن لمخلوق على طـمع                  
   فإن ذلك وهن منك في الـــدين
واسترزق الله مما في خزائنه               
             فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي أنت ترجوه و تأمله                   
   من البرية مسكين ابن مسكين
الرازق الذي يعطي ويمنع ويعطي بعض الناس ويمنع البعض الآخر، ولكن الرزاق تتضمن الشمول فالجميع يصله الرزق.. التقي والعاصي على حد سواء.. المؤمن والكافر والمسلم والمسيحي والبوذي. ليس لكل البشر فقط بكل للكائنات جميعا، يقول
أما سيدنا إبراهيم فظن أن من يستحق الرزق هم المؤمنين فقط، فعندما دعا قال عليه السلام " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " (سورة البقرة، آية 126). فرد عليه الله الرزاق تبارك وتعالى أن الرزق للجميع في الدنيا أما الحساب يوم القيامة فقال" قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (سورة البقرة، آية 126).
وقال : هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض
وقال :  وفي السماء رزقكم وما توعدون
وقال :  " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سورة هود ، آية 6).

كلمة إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا تفيد الإلزام فالله ألزم نفسه تبارك وتعالى برزق جميع الكائنات الحية وهذا مقتصر على الله وحدة، أما البشر فيمكن لأحد أن يعطيك وينذرك ويقول لك أنها أخر مرة أو يحدد توزيع الرزق. أما الله الرزاق فكل دابة رزقُها على الله. هذه الآية تُسعد النملة في جحرها.. تُسعد الحوت في بطن الأرض، أفلا يسعد بها الإنسان وهو خليفة الله في الأرض؟!
ماذا يعني الرزق:

هل يعني الرزق أن يكون لك مال وفير وتكون غنيا:

ليس كل الرزق مال فقط فأشعة الشمس رزق، والجار الصالح رزق والروح التي في جسدك هي رزق، والزوجة الصالحة رزق والدعاء رزق وركعتين في آخر الليل رزق. فأيهما أحب إليك؟ رزق الجسد - رزق مادي - أم رزق الروح؟
إن الله عندما يغضب على عبد يمنع عنه الرزق. يقول النبي "إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه" ففي الأثر أن رجلا قد ارتكب ذنباً فظن أن الله لم يحرمه الرزق فأوحى إليه الله أنه قد عاقبه فقال له: بلى قد عاقبتك، ألم أحرمك لذة مناجاتي؟ فأرزاق الأرواح أحلى بكثير من أرزاق الأجساد.
الغنى قد يكون الكفاف

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ )) [ مسلم ]
لذلك: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))[الترمذي]

سأل ملِكٌ وزيره: مَن الملك ؟ قال له: أنت، قال: " لا، الملك رجل لا نعرفه ولا يعرفنا، له بيت يؤويه، وزوجة ترضيه، ورزق يكفيه، إنه عن إن عرفنا جهد في استرضائنا، وإن عرفناه جهدنا في إحراجه ".

الفرق بين الرزق والكسب  :
هناك موضوع دقيق وهو ما الفرق بين الرِّزق والكسب ؟

الرِّزق ما تنتفِعُ به فقط، فالطعام الذي أكلته، والقميص الذي ترتديه، والسرير الذي تنام عليه، والبيت الذي تسكنه ؛ والطعام الذي تستهلكه، هذا فقط ووحده هو الرّزق، وأما الكسب فقد يكون لك في الحِساب مئات الألوف،  لكنَّها كسب وليس رزقاً، فالكسب حجمك المالي، أما الرِّزق فهو مستهلكاتك، الكسب كلّه تُحاسب عليه ولا تنتفع به، لكنّ الرّزق تُحاسب عليه، وتنتفع به، أما انْتِفاعُكَ به فعلى ثلاثة أقسام ؛ قِسْمٌ تسْتَهلكُهُ كالطَّعام والشراب، وقِسمٌ يَبلى كالثِّياب، وقِسمٌ يبقى كالصّدقات
قال عليه الصلاة والسلام: (( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ )) [ رواه الترمذي عن أبي بزرة ألأسلمي ]
تقنين الله تعالى لأرزاق العباد

هناك في الكون ثوابت ومتغيرات

 فالأرض من الثوابت، أما نزول الأمطار فَمِن المتغيّرات، والذي يُدْهش أنَّ الله سبحانه وتعالى جعل الثوابت لِيَسْتقرّ الكون على نِظام ؛ نِظام الأيام والأسابيع والشهور والسنوات، ونِظام الليل والنهار، ونِظام الفصول هذه كلّها ثبَّتها الله عز وجل،

والذي غيَّره من أجل التربية، فالأب يُعطيك غرفة في البيت لك وحدك ً دائمةً بِشَكل ثابت، أما المصروف فقد يدفعه إليك أو لا يدفعُه تأديباً وإثابة لك، فالثوابت كي يستقرّ الكون، والمُتغيَّرات كي يُربَّى الإنسان، إذا الرِّزق متغيّر.

وأصل الرِّزق مضمون ولكنَّ كَمِّيَته تتناسب مع حِكْمة الله عز وجل،

   -  والدليل قوله تعالى﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)﴾ [ الشورى: الآية 27 ]

أن أيّ تقنين إلهي هو تقنين تأديب لا تقنين عجز، إن أي تقنين إلهي إنْ كان في الأمطار، إن كان في الأرزاق، إن كان في المحاصيل، إن كان في النبات أي تقنين إلهي هو تقنين تأديب لا تقنين عجز،
  -  لقول الله جل جلاله: ﴿ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾( سورة الحجر )
 إذاً: أي تقنين تقنينُ تأديب لا تقنين عجز، أما حينما يقنن الإنسان ففي الأعم الأغلب يقنن تقنين عجز، أما إلهنا جل جلاله إذا قنن تقنينه تقنين تأديب.
الغنى والفقر بحكمة الله
 الله وحده يعلم ما الذي سيكون لو كنت غنياً، وما الذي سيكون إن  كنت فقيراً، فلذلك هناك حكمة بالغةٌ من أن هذا الإنسان أراد الله له دخلاً محدوداً، وهذا إنسان أراد له دخلاً غير محدود، لأن من عبادي من لا يصلح له إلا الغنى، فإذا أفقرته أفسدت عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلح له إلا الفقر، فإذا أغنيته أفسدت عليه دينه.
قد خُلقت للجنة، فإن كان الدخل المحدود يمكن أن يكون سبباً أقوى في بلوغ الجنة يجعل الله هذا الإنسان ذا دخل محدود.
  - إن إنسانا كان يطوف حول الكعبة وهو يقول: " يا رب، هل أنت راضٍ عني، ورآه الإمام الشافعي قال: يا هذا، هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال: سبحان الله ! من أنت ؟ قال: أنا محمد بن إدريس، قال: كيف أرضى عن الله وأنا أتمنى رضاه ؟ فقال له: إذا  كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله ". 
 - عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )) [ مسلم ]

  -   والقاعدة اللطيفة في حكم ابن عطاء الله السكندري: " ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء "
هناك معنى آخر لقسمة الرزق
هناك منطقة مشهورة بالتفاح، لو دخلنا إلى البستان الرابع من بداية هذه المنطقة ، وتجولنا فيه، ورأينا الشجرة الثامنة، والغصن الثالث، والتفاحة العاشرة، هذه التفاحة لك، من وقت أن خلقها الله هي لك، وهذا معنى الرزق المقسوم. أما وصولها إليك فباختيارك، هذه التفاحة لك، يمكن أن تصل إليك هدية، يمكن أن تصل إليك ضيافة، يمكن أن تصل إليك صدقة، يمكن أن تصل إليك تسولاً، يمكن أن تصل إليك سرقة، يمكن أن تصل إليك شراءً، الشراء طريقة، والسرقة طريقة، والتسول طريقة، والصدقة طريقة، لذلك هي لك، ولكن طريقة وصولها إليك باختيارك،
    - من هنا ورد في الحديث الشريف: (( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، واستجملوا مهنكم ))[ أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبي أمامة ]

0 comentarios:

Publicar un comentario