domingo, 6 de noviembre de 2011

خطبة عيد الأضحى 2011

0 comentarios
  الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر 
       الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عز ربنا سلطاناً ومجداً ، عنَتِ الوجوه لعظمته ، وخضعت الخلائق لقدرته . الله أكبر ما ذكره الذاكرون ، والله أكبر ما هلل المهللون ، وكبر المكبرون ، الله أكبر كبيراً  والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً . الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات ، وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات ...

الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً ومزدلفة وعرفات ، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات ، الله أكبر عدد من سعى بين الصفا والمروة من المرات ، والله أكبر عدد ما حلقوا الرؤوس تعظيماً لرب البريات .

       وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، طاهر المظهر والمخبر، وأنصح من دعا إلى الله وبشّر ، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر أما بعد:
أيها المسلمون
 أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإن تقواه سبحانه وصيته للأوائل والأواخر، بها تسمو الضمائر وتَرِقُّ المشاعر، وتُقبل الشَّعائر، وبها النجاة يوم تُبلى السرائر.
3
         و اشكروا الله ، جلا وعلا على جزيل نعمائه ، وعلى ترادف فضله و آلائه ، ومن ذلك ما من الله به عليكم من بلوغ هذا اليوم العظيم،  ومن حلول هذا الموسم الكريم.  ثم اعلموا رحمكم الله أن يومكم هذا مبارك ، رفع الله قدره وأعلى شأنه  ، وأظهر فضله وسماه يوم الحج الأكبر ، وجعله عيداً للمسلمين حجاجاً ومقيمين .فيه ينتظم عقد الحجيج على صعيد منى ، بعد أن وقفوا بعرفة ، وباتوا بمزدلفة ، وشرعوا في رمي جمرة العقبة .

            وتشهد الدنيا أن تلك الملايين ما ذهبت الا لتجيب داعي الله وتلبي نداء الايمان ، وتكمل شعار الاسلام .
لإعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله،  وتوصيل صوت الاسلام الى مشارق الأرض ومغاربها .
          مهرجان ليست تعرف مثله الدنيا في نظام عجيب وتآلفٍ غريب، ومحبةٍ راسخة وتضامن ليس له مثال، وصبر وتضحية تحير الألباب ، فأَظْهَرُوا للعالم أن الأمة الاسلامية يجمعا رباط شديد  وعرى وثيقة وأخوة متينة .
 هناك تُنَوَّرُ القلوب بنور السماء ، وتعمر الأنفس بالخير والصفاء، وتشحن الأجسام بالقوة والعطاء.
 هناك فقط  تلين أصحاب القلوب القاسية ، وتسمو هِمَم الأرواح الدانية ، وترجع الى الله النفوس النائية .
فما أحوجنا الى تلك المعاني العظيمة ونحن نرقب بلهفة تلك الأفواج المدوية بالتكبير، وذلك العرس القائم بفرحة الغفران .
ما أحوجنا  الى صدق مع الله تصفوا معه الأعمال ، وما أحوجنا الى أخوة صادقة صافية ما بين الاخوان ، والتفاف على الله ثابت كالبنيان ، وتحاب وتضامن قائم الأركان .
الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر 
أيها المسلمون :
         ان الأمة الاسلامية تحمل رسالة عظيمة مفادها الخير للبشرية  ، واقامة العدل في الأرض، والصبر والمصابرة على كيد الأعداء وغدر الزمان ، وتأسيس قيم العزة والكرامة والحرية  ومعاني التعارف والتعايش ما بين الجامعة البشرية بمختلف أجناسها وأعراقها وأنسابها : قال تعالى ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير ) [2].
فكلكم لآدم وآدم من تراب ، ولا فرق لعربي ولا عجمي ولا أبيض على أسود الا بالتقوى ..[3]
و(ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى أموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم .)[4]

         ان الاسلام واضاح وضوح الشمس في مَنهجه ، صريح في توجيهاته،  ثابتٌ على مبادئه ، وما ذُلَّ الناسُ اليومَ الا زللاً عن هذا المنهاج وبعدا عن هدايته ، واعراضا عن توجيهاته ونكرانا لأحكامه، وشططا في تفسير آياته ، وجهلا بمحكم قوله، واتباعا للزائغين عن معانيه .
ولقد أخبر رسول الله في آخر خطبة له وهو يوجِّهُ الآلاَفَ من الناس إلى فتنٍ قد غرق فيها زماننا اليوم،  و كأنه يوجه لنا القول دون الحاضرين معه ويحذرنا قبل أن يحذرهم :

        قال في خطبة الوداع : (( أيها الناس: اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.أيها الناس: إن دماء كم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلَّغتُ؟ اللَّهم اشهد ... وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون.. ..

.
    أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقا، ولكم عليهن حق، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيرا. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، فلا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده، كتاب الله وسنتي؟ ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد...))[5]

      ان حرمة المسلم عند الله أشد من حرمة الكعبة [6] وان سباب المسلم فسوق وقتاله كفر [7] فأين هذا اليوم مما يقع للمسلمين في بلاد المسلمين ، من تقتيل وتذبيح وتشريد وتجويع . دماء تسال وأرواح تزهق ونساء ترمل وأطفال ييتمون من أجل ماذا ؟
   من أجل مجموعة من اللصوص سرقوا أموال الأمة ونهبوا مقدراتها وتجبروا في أرضها وعتوا عتوا كبيرا ، ولكن الله بالغ في حكمته وعليم بأسبابه يختبر الصادقين من هته الامة علهم ينتفضون لدينهم ويحرروا رقابهم ويميطو الذل عن حماهم ، وينتصروا على الظالمين  المعتدين ...
ووالله إن مصارع الظالمين أكيدة ونهايتهم وشيكة فصبر جميل وجهاد وعزم وإرادة ونصر الله آت لا محالة ....
أيها المسلمون :
    ان العالم اليوم غارق في الأزمات واقتصاده قائم على أسأس من ورق ، كيف ما شاءت  تذروه الرياح.
كل ذلك لأنها أعلنت حربا على  الله وشريعته، فجعلت "الربا" أساسَ اقتصادها فسامها الله سوء العذاب ، والكثير من المسلمين اليوم سقطوا ضحايا لهذا النظام الملعون ، فترى الكثير منهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ،  وقد فرغت أيديهم من الدنيا وخرجوا منها بلا مال نسأل الله  لنا ولهم اللطف والعافية ...

         أيها المؤمنون :  لقد كرم الله ورسوله المرأة وجعل منها الأم الرحيمة والأخت الشفوقة والزوج الودودة والابنة البرة المطيعة ، وحامية الدعوة وقائدة الرجال وصانعة الأبطال فلا تدفنوها حية في بيوتكم حتى تموت همّا وكمدا ، ولا تمسوها بسوء فياخذكم عذاب اليم، هي وصية رسول الله فاحفظوا عليه وصيته . ومن عجز
على مداواة الخلاف بالمعروف فتسريح باحسان خير من ظلم تاتي به عليك يوم القيامة مخاصِمَةً فينتقم الله منك شر انتقام.

       إنه ليس لنا من سبيل  سوى الاعتصام بحبل الله والالتفاف على الله ، والفرار اليه ، فهو ملاذنا وملجأنا وغايتنا ووجهتنا ، فأصلحوا ما  بين أنفسكم وبين الله، يصلح الله أحوالكم ، ويطهر قلوبكم ويجعل لكم القبول في الأرض ، والحمد لله رب العالمين . 



الخطبة الثانية :
الله اكبر  الله اكبر  الله اكبر 
  الحمد لله حمد الشاكرين والله أكبر فوق كل المعتدين والصلاة والسلام على سيدنا محمد طه الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وبعد :
     اليوم  يتقرب المسلمون الى الله بذبح ضحاياهم إتباعاً لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد r فقد أمر الله خليله إبراهيم بذبح ولده وفلذة كبده ليسلم قلبه لله ، ولا يكون فيه شرك لسواه ، فإن العباد لذلك خلقوا وبه أمروا ،فامتثل أمر ربه طائعاً وخرج بابنه مسارعاً وقال : )يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(  فناداه الله  ) أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ` قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ( [8]   ففداه الله بذبح عظيم وضحى بعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين عن نفسه وعن  وأمته .

 وقال عليه السلام ( ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم ) [9]  وإنها لتأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وأشعارها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض  ، فطيبوا بها نفساً، وقروا بها عينا

وقدموا لله من بهيمة الأنعام ما تحبونه لأنفسكم ولا تجعلوا لله ما تكرهون ، وقدموا لله خيرا يؤتكم يوم القيامة خيرا وأجرا عظيما ، واعلموا أن ) الله كتب الإحسان على كل شيء ؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته ( [10]
و{لن ينال اللهَ لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}[11]

 يا فقراء المسلمين :
      لا تحزنوا على ما فاتكم من ذلك فلله دركم فعيدكم عند رسول الله قد ذبحه عنكم .
وانتم أيها المضحون لا تنسوا اخوانكم من أضاحيكم واحرصوا على بعث البسمة على شفاه العابسين والفرحة في أنفس البائسين وعون الفقراء والمحتاجين ، واعلموا انه لا خير في سعادة حولها تعساء ولا في غِنىً حوله فقراء ولا شِبَعٍ حوله الناس جَوْعى .

ان الأمة اليوم تحتاج الكثير من التضحيات لنهضتها تحتاج الى فداء النفس والمال والاهل في سبيل تحقيق عزتها ووحدتها . حتى يتحقق النصر المنشود والأمل المفقود  ، فهل نحن عند مستوى الامتحان،  فإما العزة واما الذل والهوان.                              
                                               

والله المستعان
الدعاء .


[1] متفق عليه
[2] الحجرات اية 13
[3] مقتطف من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
[4] مسلم وغيره عن أبي هريرة
[5] ... اجتزأت من الخطبة الكثير من الجمل لطولها وقلة ما لدينا من وقت حتى نأتي بها كلها
[6] هذا طرف من حديث رواه ابن ماجة عن عبد الله بن عمر ..
[7] أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود
[8]  الصافات: 104
[9] سنن الترمذي وابن ماجة في كتاب الأضاحي
[10] أخرجه مسلم والترمذي وأحمد وغيرهم كثير من طريق  شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ
[11]  الحج اية 37

0 comentarios:

Publicar un comentario