lunes, 20 de junio de 2011

فرحة العيد

0 comentarios
      
 لقد أكرم الله الأمة الاسلامية بمناسبات عظيمة كلها خير وبركة وتكريم ، ومن رحمته جعل الله عز وجل الفرح في حيات المسلم سنة يؤجر عليها ، والمسلم يفرح بكل نعمة وخير يناله من الله  ولا يؤدي به هذا الفرح للغرور ‏والتعالي على الناس والفخر والخيلاء والتكبر والتجبر، بل يؤدي به فرحه بالنعمة وفضل الله عليه ‏الى شكرها والدعاء بطلب المزيد...
 
 كما قال العبد الصالح فيما حكى القرآن في قوله تعالى: (قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ‏ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ ‏أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).‏

 ومن حكمة الله تعالى أيها الاخوة الكرام  أن جعل وقت كل فرحة بعد عمل دؤوب ، وكل سرور بعد مجاهدة للنفس ، حتى لا تكون حياة المؤمن كلها لهو ولعب ومزاح.  فشرع الله عز وجل عيد الفطر بعد صوم رمضان والصبر فيه على الجوع والعطش والسهر. وجعل فرحة الأضحى بعد ما فضل قبله أيام العشر الأوائل من ذي الحجة  أيام للطاعة والمصابرة وجهاد النفس  .

وقد يعتقد بعضهم أن الاسلام دين جامد متجهم لا يحرض أصحابه الا على العبوس والتكشير وتقطيب الجبين !! .
ولنراجع معا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوة الأمة وأحرصها على الحق  :

فقد رخَّص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ باللعب في يوم العيد، فقد أَذِنَ لبعض الأحباش باللعب بالحراب والدَّرَق في المسجد في يوم عيد، بل إنه كان يُغريهم بهذا اللعب، فيقول لهم: "دونَكم يا بني أَرْفِدة" أي الزَمُوا ما أنتم فيه وعليكم به. وقد نظر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى لعبهم هذا في هذا اليوم ودعا السيدة عائشة إلى النظر إليهم،

 من ذلك ما  روت عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان يومُ عيد يلعب السودان بالدَّرَق والحراب، فإمّا سألتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإمّا قال: "تَشتهين تَنظرين؟" فقلت: نعم. فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: "دونكم يا بني أرفدة" حتى إذا مَلِلتُ قال: "حسبك؟" قلت: نعم. قال: اذهبي".

وقد رُوي أن عمر ـ رضي الله عنه ـ أراد أن يمنعهم من هذا اللعب، وذلك برميهم بالحجارة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعْهم يا عمر، حتى تَعلمَ اليهود أن في ديننا فسحةً، وأني بُعثت بحنيفية سمحة"
 ورُوي عن أنس رضي الله عنه قال: قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدلكم الله ـ تعالى ـ بهما خيرًا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى".

 وهذا كله يدل على استحباب إظهار السرور في أيام العيدين، بإتمام فريضتَي الصيام والحج، بكل ما يُظهر هذا السرورَ من وسائلَ رخَّص فيها الشارع.

       أيها الاخوة الكرام  : 
صحيح أن في الاسلام عيدين (الفطر والأضحى ) ولكنهما يزنان الدهر كله في حياة المسلم فلا يعنيان فقط الأكل والشرب وانما هما   عند المسلم أكبر من ذلك . هما شكرُ نعمةْ ، وتمام رحمة ، ودفع نقمة  ، وعلو همة ، وتغيير أمة ، وكشف هم وغُمُّة ، واصلاح ذات البين وتصاف القلوب والتحام الأخوة ، وفوز بالجنة ونيل رضى الرب الرحيم .
انظر هذا مع أعياد الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر ، أعيادهم ضنك وضجر ، وسكر ٌ وسهر ، وفساد لا يُغتَفَرْ ، والأدهى من ذلك والأمر حوادث السير تحصد في كل عيد من أعيادهم آلاف البشر ، فالحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة . والحمد لله رب العالمين .

الخطبة الثانية 

الحمد لله الكريم المنان الواهب لجزيل العطاء والاحسان وعلى سيدنا محمد خير الانس والجان وكل من خلق الله في الأكوان واله وصحبه وذريته وبعد :

       لا توجد فرحة للقلب أجمل من فرحة ينال بها العبد رضا رب العالمين، وإنّ طلاب الفضيلة لأشدّ فرحاً بثمرة أعمالهم من غيرهم مع فضل الله تعالى ورحمته، وحقٌ لأهل الإيمان أن يفرحوا ويهللوا بعد عشر مباركة كانت خير أيام الدنيا، ذاق فيها المحبون طعم السعادة والهناء، فكان بعدها هذا الفرح بالعيد.

وعندما يقبل العيد يبدو الكون في أزهى الحلل، وتشرق الشمس في أبهى الصور، سرور يعلو وجه المسلم بعد سعي وكدح، سواء في الحج أو بعد العشر، شكراً وثناء وحمداً للواحد الأحد ربّ السموات والأرض : "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"، فتلك بهجة النفس مع صفاء العقيدة، إيمان للقلب مع متعة الجوارح، تأكيد لترك الهموم والأحزان وإعلاء البشاشة والسرور، فرحة ينعم بها الغني والفقير، والكبير والصغير، المقيم والغريب، تجري في دماء الجميع روح المحبة والإخاء، تذهب عنهم الضغائن وتسودهم المودة.

تتصافى القلوب، وتتصافح الأيدي، ويختفي من الوجوه العبوس، وتعلوها البسمة ،يتطهر المؤمن خلالها من درن الأخطاء، ويعلوه بياض الألفة ونور الإيمان، فإنّ العيد ليس لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد.
 فهنيئاً لمن جمع بين فرح القلوب وسعادة النفوس وانشراح الصدور وتفريج الكروب وحجّ البيت وإخلاص في العشر وتنافس في الخير وعمل لأجل الآخرة،



0 comentarios:

Publicar un comentario