lunes, 20 de junio de 2011

واعرض عن الجاهلين

0 comentarios
      الجاهل ليس الذي يفقد العقل ، ولكنه الذي لا يستضيء بنوره وليس معنى الجهل ، هو أن يكون الشخص اُمّياً وليس كل أمي جاهل ..
     فقد يكون هذا العنصر متعلّماً ، وحاملاً شهادات عليا ، ويملك خبرات وتجارب في الحياة . فقد يكون حاكماً أو سياسياً أو نشطاً اجتماعياً وثقافياً ، أو صاحب كفاءة واختصاص علمي ..


ومع ذلك فهو يجهل خطورة فعله الهدّام ، ويمارس الهدم والتخريب، ويعتبر فعله الضار ضرورة ومصلحة ..
      -  منطبقاً عليه قوله تعالى :  (وإذا قيلَ لَهم لا تُفسِدوا في الأرضِ قالوا إنّما نحنُ مُصْلحِون * ألاَ إنّهم هُم المُفسدونَ ولكن لا يَشعُرون ). ( البقرة / 11 ـ 12 ) .

     -  ولهذا سمى النبي عليه الصلاة والسلام أبا الحكم بأبي جهل رغم  مكانته وسيداته في قومه ...!

    -  حكاية أحد الدعاة على سجود عالم من علماء الفيزياء الهنود لفئر مر بينهم رغم نبوغه وعقله الجبار ...
        الجاهل هو الذي لا ينظر إلا من زاويته الخاصة  وهواه هو الذي يحركه لا رغبته في معرفة الحق الذي قد يكون في زاوية أخرى :
-  يقول المرحوم فضل الله في موقعه : ((العقل يعطي الحرية للعقل الآخر في أن يعرض وجهة نظره، والغريزة تتعصّب فلا تعطي فرصة للآخر كي يعرض وجهة نظره. وعندما تكون هناك غريزة تخاطب غريزة فهناك السقوط للعقل وللحقّ، ولكن عندما يخاطب العقل عقلاً فهناك التفاهم والمجادلة والوصول إلى الحقّ من أقرب طريق)).)).
-   لذلك أخبر الله تعالى عن الكفار الذين اغلقت منافذ تفكيرهم الا في حدود ما تسمح به العادة والعرف والآباء والجاهل لو سقت له مائة دليل وألف حجة ومليون برهان على  أن رأيه خطأ ، فان كان عنده منك موقف ولأنك لا تنتمي لمثل فصيلته أو أسرته الفكرية أو مدرسته المذهبية فلن تسمع منه الا أنك دجال مخرف لا تعرف الحق والحقيقة. والحقيقة هو لا غيره وقديما كان الرسول هو المجنون والنبي هو الأحمق والداعية هو السفيه والراغب في الاصلاح هو الدجال ....

    -  قال الله تعالى لنبيه : " وإن كبر عليك أعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين

   -  حتى قال الشاعر فيمن لا يهمه الا المخالفة وابتاع هواه :
أقول له زيدا فيسمع خالدا      ويكتبه عمرا ويقرؤه بشرا

   -  وجاء أمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم :" خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين" ( هود :199).

    -   وقال تعالى :  -وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا نبتغي الجاهلين"( القصص:55
    -  وقال الشاعر :
ولذلك اتفق الكثير من الحكماء على تعريف الجهل فقالوا: الجهل مطية من ركبها ضل, ومن صحبها زل . وفي الجاهل عبرة للعاقل , والحلم مع الجاهل واجب, والسكوت عنه أوسع جواب وأرجح عقاب. لا تصحب الجاهل لأنه يردي الحكيم حين يلقاه, ومرافقة الجهال تقسي القلب وتغضب الرب, والجاهل يكسب المقت ويهدم بيوت الكرم. يشقى الوطن به وعلى يديه يلقى أعظم المصائب.ــ
من أنواع الجهالات التي تجر علينا اليوم الآفات والمشاكل :
·         الجهل بالدين :
     - الجهل بطبيعة الدين نفسه ( حيث أن فيه المتشابه والمحكم والناسخ والمنسوخ والأصول والفروع والثوابت والمتغيرات =
الفوضى في إطلاق الأحكام على الناس والمذاهب والجماعات ، وفوضى ترتيب الأولويات في مجالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاء والبراء .
- يقول الشافعي :
*   لو صمت الجهال لقل الخلاف *
*  جادلت ألف عالم فغلبتهم وجادلت جاهلا فغلبني  *
*  كلما قل علمك زاد انكارك  *

       -  الجهل بمصادر الاجتهاد في الدين =  
( التحجر في الكثير من المسائل وضياع الكثير من حقوق المكلفين وخلق الانفصام ما بين الشرع  وواقع النص )

      - الجهل بمقاصد الشريعة الغراء  (المقاصد الضرورية و التكميلية والتحسينية ) =
التشدد والتزمت والسطحية والظاهرية في التعامل مع النصوص  وحمل الناس بالاكراه على أمور الدين ...

     -  جهل العوام بالمعلومات من الدين بالضرورة =
 ترك الدين وتشويهه واختراع المنكرات وضياع الآخرة (التنبيه الى بعض أخطاء العوام في مسائل العبادات )

·         الجهل بالآخر الذي هو أخوك قريبك جارك مسلم غير مسلم :
-  الجهل بلغته  =  عدم  القدرة على الفهم والتواصل
-   الجهل بحالته النفسية والاجتماعية = أن تظلمه وتخطئ في طريقة نصحه وارشاده
-   الجهل بتاريخه وثقافته وارهاصاته = الاصطدام والشك والريبة والتسرع في اطلاق الاحكام دون روية وتريث.

·           الجهل بالواقع :
      -  الجهل باختلاف الواقع بين مكان وأخر  ومن دولة لأخرى ومن  مجتمع لآخر وحضارة وأخرى وثقافة وأخرى =
 الانعزال والتقوقع على الذات والخوف من التغيير والاندماج الايجابي والتخلي عن بعض المكتسبات الثقافية والعقليات الموروثة .
-  مشكلتنا مع أبنائنا

      -  الجهل بتطور الواقع وتغيره =
العيش بأفكار قديمة وثقافة بالية وربما الاعتماد على فتاوى قديمة  تحكم على الواقع القديم واعتمادها في الواقع الجديد – من الناحية الدينية – .

0 comentarios:

Publicar un comentario