viernes, 17 de junio de 2011

الحياء لا يأتي إلا بخير

0 comentarios
    في البخاري حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ
فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ إِنَّ مِنْ الْحَيَاءِ وَقَارًا وَإِنَّ مِنْ الْحَيَاءِ سَكِينَةً فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صَحِيفَتِكَ
      قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ
     مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا  قال إياس : فقلت : حدثني أبي ، عن جدي قرة قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده الحياء ، فقالوا : يا رسول الله ، الحياء من الدين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بل هو الدين كله » ثم قال صلى الله عليه وسلم : « إن الحياء والعفاف والعي (1) ، عي اللسان لا عي القلب ، والعفة من الإيمان ، فإنهن يزدن في الآخرة ، وينقصن من الدنيا ، وإن الشح والعجز والبذاء (2) من النفاق ، وإنهن يزدن في الدنيا ، وينقصن من الآخرة ، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا » قال إياس : « فأمرني عمر فأمليتها عليه ، وكتبها بخطه ثم صلى بنا الظهر والعصر وإنها لفي كفه »
     عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الحياء خير كله » . فقلت : إن منه ضعفا ، وإن منه لعجزا ، فقال : « أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيء بالمعاريض لا أحدثك بحديث ما عرفتك » ، فقالوا : يا أبا نجيد ، إنه طيب الهوى ، وإنه وإنه ، فلم يزالوا به حتى سكن
الترمذي وغيره : عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا عائشة : » لو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا ، ولو كان البذاء (1) رجلا لكان رجل سوء «
المعجم الصغير للطبراني عنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ
قال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقوة :
القسوة في القلب،  وجمود في العين ،  وقلة الحياء ، والرغبة في الدنيا ، وطول الأمل.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ َانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا
وكان عثمان بن عفان-رضي الله عنه- ليكون في البيت, والباب عليه مغلق, فما يضع عنه الثوب؛ ليفيض عليه الماء؛ يمنعه الحياء أن يقيم صلبه
صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ :
إذَا قَلَّ مَاءُ الْوَجْهِ قَلَّ حَيَاؤُهُ     وَلَا خَيْرَ فِي وَجْهٍ إذَا قَلَّ مَاؤُهُ
حَيَاؤُك فَاحْفَظْهُ عَلَيْك وَإِنَّمَا       يَدُلُّ عَلَى فِعْلِ الْكَرِيمِ حَيَاؤُه
الحياء من الله :
       جاء المستدرك على الصحيحين للحاكم عن مرة الهمداني ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : « استحيوا من الله حق الحياء » فقلنا : يا نبي الله إنا لنستحيي ، قال : « ليس ذلك ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وليذكر الموت والبلى (1) ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، ومن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء » « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه »

     ولذلك لما قال أبو هريرة " كيف الحياء من الله فقال صلى الله عليه وسلم تستحي منه كما تستحي من الرجل الصالح من قومك "

       قالَ الْعُلَمَاءُ : الْحَيَاءُ مِنْ الْحَيَاةِ , وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فِيهِ قُوَّةُ خُلُقِ الْحَيَاءِ , وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ مِنْ مَوْتِ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ , وَأَوْلَى الْحَيَاءِ : الْحَيَاءُ مِنْ اللَّهِ , وَالْحَيَاءُ مِنْهُ أَلَّا يَرَاك حَيْثُ نَهَاك , وَيَكُونُ ذَلِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ وَمُرَاقَبَةٍ , وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل الطويل لمَّا سأله عن الإحسان: (الْإِحْسَانُ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك ) الطبراني
       سري السقطي للجنيد : « احفظ عني يا غلام ، » إن المعرفة ترفرف على القلب ، فإن كان فيه الحياء وإلا ارتحلت «

     عن عبادة بن نسي ، أن أبا موسى الأشعري ، رأى قوما قد خرجوا من الفرات عراة ، فقال : « لأن أموت ، ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أفعل هذا - أو قال - : مثل هذا »

     وقد ورد أنَّ أبا موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: إني لأدخل البيت المظلم أغتسل فيه من الجنابة فأحني فيه ظهري إذا أخذت ثوبي حياءً من ربي
     قال الفضيل بن عياض: (أدركت أقواماً يستحيون من الله سواد الليل من طول الهجعة, إنما هو على الجنب, فإذا تحرك قال: ليس هذا لك, قومي خذي حظك من الآخرة..
وقال ابن القيم-رحمه الله- عن الله عز وجل: (فإن العبد متى علم بنظره إليه, ومقامه عليه, وأنه بمرأى منه, ومسمع, وكان حيياً, استحيى من ربه أن يتعرض لمساخطه)

     وأنشد أحدهم عند الإمام أحمد فقال:إذا ما قال لي ربـــي أما استحيت تعصينـي     وتخفـي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيــني
             فأمر الإمام أحمد رحمه الله بإعادتهما، ثم دخل داره وجعل يرددها وهو يبكي.
الحياء مع الناس :

·        والناس شهداء على بعضهم وما اجتمعوا على تحسينه فهو حسن والا فهو قبيح ومن أظهر أحد فحشه الا بانت عيوبه وهتك ستره ولم تعد له غيبة وحرمة . ومن هتك ما بينه وبين الله هتك الله ما بينه وبين الناس ...

وَأَمَّا حَيَاؤُهُ مِنْ النَّاسِ فَيَكُونُ بِكَفِّ الْأَذَى وَتَرْكِ الْمُجَاهَرَةِ بِالْقَبِيحِ .
       قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له وقال عمر رضي الله عنه ليس لفاجر حرمة

      قال الأصمعي سمعت أعرابياً يقول: (من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه)

       قال أبو حاتم: إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه.
     قالت-رضي الله عنها-: (كنتُ أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي. فأقول: إنما هو زوجي وأبي. فلما دفن عمر معهم, فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة عليَّ ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه

·        بيان ذم الفحش
جاء في ابن بطة العكبري في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم : « الحياء شعبة من الإيمان »
ومما يشبه هذا حديث : سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن قلة الحياء كفر » ، فهذا شبيه بقوله : « الحياء شعبة من الإيمان » ، وذلك أن الرجل إذا قل حياؤه ارتكب الفواحش ، واستحسن القبائح ، وجاهر بالكبائر ، فكأنه على شعبة من الكفر ، فصار هذا تخريج على التضاد ، الحياء شعبة من الإيمان ، وقلة الحياء شعبة من الكفر نسأل الله الحياء ، والتقى ، والعفة ، والغنى
شعب الإيمان للبيهقي 

إذا رزق الفتى وجهاً وقحاَ *** تقلب في الأمور كما يشاء
ولم يك للدواء ولا لشـيء *** تعالجه به فيه غنــــاء
ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحيــاء
فكان هو الدواء لما ولكن *** إذا ذهب الحياء فـلا دواء
إذا لم تخش عاقبة الليالي    ولم تستحي فاصنع ما تشـــــــــاء
 فلا والله مافي العيش خير      ولا الدنيا إذا ذهب الحيــــــــــاء

وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ ، مُصَنِّفُ الْكِتَابِ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي : فَقَالَ : اسْتَحِ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ .
ثُمَّ قَالَ : تَغَيَّرَ النَّاسُ .
قُلْتُ : وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَنْظُرُ إلَى الصَّبِيِّ فَأَرَى مِنْ وَجْهِهِ الْبِشْرَ وَالْحَيَاءَ ، وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ الْيَوْمَ فَلَا أَرَى ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِوَصَايَا وَعِظَاتٍ تَصَوَّرْتُهَا ، وَأَذْهَلَنِي السُّرُورُ عَنْ حِفْظِهَا وَوَدِدْت أَنِّي لَوْ حَفِظْتهَا .

ثنا داود بن أبي هند ، قال : لقيت شيخا بأيلة قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة ، فسلوهما الله عز وجل »

0 comentarios:

Publicar un comentario