jueves, 16 de junio de 2011

الوقت في حياة المسلم :

0 comentarios


الوقت منحة ربانية نحن مسؤولين عنها :
  نبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى غفلة الألوف من الناس عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال: «نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ»(2).
     وفي صحيح الحاكم عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [جامع العلوم والحكم: ص 336]
 
      وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟ "
      ويقول ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل".
  . يقول الحسن البصري رحمه الله: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم!.
الدنيا كلها محدودة فيجب استغلال كل لحظة فيها :
      ويروى عن وَهْب بن منبه - رحمه الله - أنه قال: "ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه ويصدقونه عن عيوبه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاته فيما يحل ويحمد، فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات، وفضل بلغة واستجمام للقلوب".
        قال حكيم: من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه ، وظلم نفسه!
  ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي.
أثر الفراغ في النفس والمجتمع
      قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شي من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة "
      يُروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا سألت عنه فقيل: لا حرفة له، سقط من عيني.
أولاً: أن الفراغ سبب أساسي في الكثير من أمراض العصر النفسية والجسمية ، لا يختلف الأطباء أبداً في أثر الفراغ في الجسم البشري أو حتى الحيواني وأنه يؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والروماتيزم والجلطات القلبية والدماغية ،وهم أيضاً لا يختلفون كذلك أن الفراغ وراء الاكتئاب والقلق النفسي والهم.
   ويشرح "ديل كارنيجي" هذا فيقول: (إننا لا نحس أثراً للقلق عندما نعكف على أعمالنا، ولكن ساعات الفراغ، التي تلي العمل هي أخطر الساعات طراً.
    فعندما يتاح لنا وقت فراغ لا تلبث شياطين القلق أن تهاجمنا... فأن مشاعر القلق والخوف والحقد والغيرة والحسد تندفع بقوة بدائية عنيفة متوارثة من عهد الغابة، وتلك المشاعر من القوة بحيث يمكنها أن تبدد السلام من نفوسنا والاستقرار من عقولنا).
            ويتساءل "ديل كارنيجي": (ما السبب في أن أمراً هيناً كالاستغراق في العمل يطرد القلق؟. السبب في ذلك هو أحد القوانين الأساسية التي اكتشفها علم النفس وهو: من المحال لأي ذهن بشري مهما كان خارقاً أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد".
     ثانياً: الفراغ يجعل الإنسان يشعر بأنه لا فائدة له، وأنه عضو مشلول في المجتمع لا ينتج ولا يفيد. ، فهو بلا هدف في الحياة وأي حياة  هذه التي لا هدف لها.
      ثالثا:   الفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية ، إذ النفس لابد لها من حركة وعمل ، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة...
- يقول الغزالي رحمه الله : وعندي أن العلة الأولى لتخلف الأمة العربية والشعوب الإسلامية ما غلب على أحوالها النفسية والاجتماعية من قعود واستكانة وتقاعس.
ويستحيل أن تحرز هذه الأجيال الغفيرة من البشر سهماً من نجاح في الدنيا أو فلاح في الأخرى إلا إذا تغير أسلوبها في الحياة، وامحت من ربوعها آثام البطالة والفراغ.
      رابعًا: الفراغ وسيلة من وسائل إبليس يوسوس فيها للإنسان فيثير فيه كوامن الغرائز ويلهبها فتحرقه وتفلت من لجامها لتحرق ما حوله. وهذه حقيقة لا مراء لها.
    ** وهو الفراغ القلبي : وأما الفراغ القلبي فأوضح الله تبارك وتعالى أن ملء الفراغ القلبي يكون بالإيمان،
وهذا ما أكده ابن مسعود - رحمه الله - حين طلب منا أن نتفقد قلوبنا في المواطن الإيمانية بقول:"اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القران، وفى مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك".
والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، فمن أطلق لنفسه العنان تهوي به ذات اليمين وذات الشمال ،و صورها لنا سيد قطب بقوله: "إنها صورة (النفوس الفارغة) التي لا تعرف الجد ، فتلهو في أخطر المواقف وتهزل في مواطن الجد ، وتستهتر في مواطن القداسة..
    قال الأستاذ محمد قطب-مبينا خطر الفراغ على الإنسان-:"إن الفراغ مفسد للنفس، إفساد الطاقة المختزنة بلا ضرورة، وأول مفاسد الفراغ، هو تبديد الطاقة الحيوية لملء الفراغ، ثم التعود على العادات الضارة التي يقوم بها الإنسان لملء هذا الفراغ،..." [منهج التربية الإسلامية (1/253)]
خامسا :  الفراغ سبب للمشاكل الأخلاقية والجريمة، ويشهد بهذا علماء الاجتماع، إذ وجد أن نسبة الجرائم والمشاكل الأخلاقية تتناسب طرداً مع نسبة البطالة في أي زمان ومكان.
وخلصت دراسات أجريت حول علاقة وقت الفراغ بالانحراف إلى النتائج التالية:
      أ- أن أغلبية الأفعال الانحرافية يرتكبها الفرد أثناء وقت الفراغ.
     ب- أن نسبة كبيرة من الانحرافات ترتكب بقصد الاستمتاع بوقت الفراغ أو الحصول على وسائل تهيئ الاستمتاع بهذا الوقت.

0 comentarios:

Publicar un comentario