lunes, 20 de junio de 2011

في فقه الأولويات – 5- المعاصي في سلم الأولويات 2

0 comentarios
1.    كفر الإلحاد والجحود
     - فهناك كفر الإلحاد والجحود، الذي لا يؤمن صاحبه بأن للكون ربا، ولا أن له ملائكة أو كتبا أو رسلا مبشرين ومنذرين، ولا أن هناك آخرة يجزى الناس فيها بما عملوا، خيرا أو شرا .
       فهؤلاء لا يعترفون بألوهية ولا نبوة ولا رسالة ولا جزاء أخروي، بل هم كما قال القرآن عن أسلاف لهم يقولون: (إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين).


   -   أو كما عبر بعضهم: إن هي إلا أرحام تدفع، وأرض تبلع، ولا شيء بعد ذلك.
وهذا هو كفر الماديين في كل عصر، وعليه قام الفكر الشيوعي، الذي انهارت قلاعه، والذي كان يقرر دستور دولته الأم: أن لا إله، والحياة مادة.
فالدين عند هؤلاء خرافة، والألوهية أسطورة،
 وقد اشتهر عندهم ما قاله بعض الفلاسفة الماديين المنكرين : ليس صوابا أن الله خلق الإنسان، بل الصواب أن الإنسان هو الذي خلق الله!

2. كفر الشرك

ودون هذا الكفر  كفر الجحود المطلق  كفر الشرك، مثل شرك عرب الجاهلية،
    - فقد كانوا يؤمنون بوجود الإله، وبخالقيته للسموات والأرض والناس، وبتدبيره لأمر الرزق والحياة والموت، ولكنهم  مع هذا النوع من الإقرار الذي سمى "توحيد الربوية "  أشركوا بالله فيما سمى "توحيد الإلهية"، وعبدوا معه  أو من دونه  آلهة أخرى، في الأرض أو في السماء.
    - وفي هذا يقول القرآن : (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم).
    - ويقول (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله).
3.    كفر أهل الكتاب

ودون هذا الكفر : كفر أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وكفرهم من جهة تكذيبهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه الله بالرسالة الخاتمة، وأنزل عليه الكتاب الخالد، مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل من جهة، ومصححا لها من جهة أخرى،
   - وفي هذا قال الله تعالى : (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق).

       على أن اليهود والنصارى، وإن اعتبروا كفارا بسبب تكذيبهم برسالة الإسلام، وصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن لهم وضعا خاصا، بوصفهم "أهل كتاب سماوي "، فهم يؤمنون في الجملة بالألوهية، وبالرسالات السماوية، وبالجزاء في الآخرة، ومن ثم كانوا أقرب إلى المسلمين من غيرهم . فأجاز القرآن مؤاكلتهم ومصاهرتهم :
-    قال تعالى : (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم…




   - ومن المقرر لدى علماء المسلمين : أن شر أنواع الكفر هو : الردة، وهو : أن يخرج المرء من الإسلام بعد أن هداه الله إليه.
    * فالكفر بعد الإسلام أشد من الكفر الأصلي، وهو ما لا يزال أعداء الإسلام يسعون إليه بكل ما يستطيعون،
   - قال تعالى : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )، ثم بين جزاء من يستجيب لهؤلاء المضلين ويتخلى عن دينه ليتبع أهواءهم،
   - فقال : (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار، هم فيها خالدون).
والردة تعتبر في هذه الحالة خيانة للإسلام ولأمته، لما فيها من تبديل الولاء والانتحاء،
والاتجاه من أمة إلى أمة، فهو أشبه بالخيانة للوطن، إذا بدل ولاءه لوطن آخر، وقوم آخرين، فأعطى مودته ونصرته لهم، بدل وطنه وقومه.

(موقفنا من المحاولات التي يقوم بها التنصيريون ورفضها رفضا باتا )

وبين شيخ الإسلام ابن تيمية : أن السعي في الأرض بالفساد بنشر الكفر، وإثارة الشبهات على ملة الإسلام: أشد من السعي في الفساد بأخذ الأموال، وسفك الدماء.
-         وهذا صحيح، فإن ضياع هوية الأمة، وتدمير عقائدها، أشد خطرا عليها من      ضياع المال، وتدمير المنازل، وقتل الأفراد.

5. كفر النفاق

ومن أغلظ أنواع الكفر وأشدها خطرا على الحياة الإسلامية والوجود الإسلامي : كفر النفاق:
 لأن أصحابه يعيشون بين ظهراني المسلمين، باعتبارهم منهم، يشاركونهم في أداء الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإقامة الشعائر، وهم مع ذلك أعداء لهم في باطن الأمر، يكيدون لهم، ويمكرون بهم، ويوالون أعداءهم . ولهذا عنى القرآن ببيان أخبارهم، وكشف أستارهم، والتعريف بأوصافهم وأخلاقهم.
-         وسميت سورة التوبة: "الفاضحة" لأنها تتبعت أصنافهم، وجلت أوصافهم،
-         -كما نزلت فيهم سورة خاصة بهم  "المنافقون"  وآيات كثيرة كثيرة من كتاب الله عز وجل.
-    وفي أوائل سورة البقرة تحدثت السورة عن المتقين في ثلاث آيات، أو أربع، وعن الكفار في آيتين. أما المنافقون فقد استغرق الحديث عنهم ثلاث عشرة آية.


   - وفي عصرنا يوجد كثير من المنافقين  الذين لا يوقرون الوحي الإلهي، ولا يعتبرون الشريعة مرجعا أعلى يضبط الفكر والسلوك والعلاقات، ويحقرون في قرارة أنفسهم الدين ودعاته وأهله، ولكنهم منافقون، يريدون أن يظلوا يحملون اسم الإسلام، وأن يبقوا في زمرة المسلمين، وهم شر من منافقي عصر النبوة، فقد كان أولئك يقومون إلى الصلاة كسالى، وهؤلاء لا يقومون إليها، لا كسالى ولا نشيطين، وأولئك كانوا لا يذكرون الله إلا قليلا . وهم لا يذكرون الله قليلا ولا كثيرا، وأولئك كانوا مع المسلمين في غزواتهم يجاهدون معهم أعداءهم، وهؤلاء مع أعداء الإسلام يحاربون معهم المسلمين . وأولئك كانوا مع المسلمين في مساجدهم ظاهرا، وهؤلاء مع الكفار في مواقع لهوهم وفجورهم.
ولو أنهم أعلنوا كفرهم بصراحة لتحدد موقفهم، واسترحنا، ولكنهم أمسوا،
 كما قال الله تعالى : (يخادعون الله والذين آمنوا ولا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).
.

حتى هذه الأحكام تتفاوت بين الصغر والكبر :

-         الكفر أكبر وأصغر

-  فمن المعلوم أن الكفر الأكبر هو : الكفر بالله تعالى، وبرسالاته، كما ذكرنا في كفر الشيوعيين، أو الكفر برسالة محمد، كما في كفر اليهود والنصارى به، فهؤلاء يعتبرون كفارا برسالة محمد في أحكام الدنيا.
-        أما عقابهم في الآخرة فيتوقف على مدى مشاقتهم للرسول من بعد ما تبين لهم الهدى، كما قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم، وساءت مصيرا).
   - فأما من لم يتبين له الهدى بأن لم تبلغه الدعوة أصلا، أو بلغته بلوغا مشوها لا يحمل على النظر والبحث فيها، فهو معذور، وقد قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
    * وأعتقد أن المسلمين مسؤولون  إلى حد كبير  عن ضلال أمم الأرض، وجهلهم بحقائق الإسلام، واعتناقهم لأباطيل خصومه، وعليهم أن يبذلوا جهودا أكبر وأصدق في تبليغ رسالتهم، ونشر دعوتهم لدى كل قوم بلسانهم، حتى يبينوا لهم، ويثبتوا عالمية الرسالة المحمدية حقا.
-         والكفر الأصغر هو المعاصي مهما يكن مقدارها في الدين.

**وذلك مثل تارك الصلاة كسلا،** لا جحودا لها ولا استهزاء بها، فهذا عند جمهور علماء الأمة عاص أو فاسق لاكافر، وإن أطلق عليه في بعض الأحاديث لفظة الكفر،                       - كما في حديث : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة".
      * قال ابن قدامة : وهذا قول أكثر الفقهاء، قول أبى حنيفة ومالك والشافعي واستدل بالأحاديث المتفق عليها، التي تحرم على النار من قال : لا إله إلا الله، والتي تخرج من النار من قالها، وكان في قلبه من الخير ما يزن برة (حبة قمح )، كما استدل بآثار الصحابة، وبإجماع المسلمين قائلا : "فإنا لا نعلم في عصر من الأعصار أحدا من تاركي الصلاة ترك تغسيله والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، ولا منع ورثته ميراثه ولا منع هو ميراث مورثه، ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة من أحدهما، مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافرا لثبتت هذه الأحكام كلها.
    قال: ولا نعلم بين المسلمين خلافا في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتدا لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام .
   -  وأما الأحاديث المتقدمة (يعني التي ظاهرها كفر تارك الصلاة )، فهي على سبيل التغليظ، والتشبيه به بالكفار، لا على الحقيقة، كقوله عليه السلام :
"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "، "من قال لأخيه : يا كافر، فقد باء بها أحدهما "، وأشباه هذا مما أريد به التشديد في الوعيد، وهو أصوب القولين، والله أعلم".
. الشرك أكبر وأصغر

- فالأكبر معروف وهو كما قال ابن القيم : أن يتخذ من دون الله ندا، يحبه كما يحب الله، وهو الشرك الذي يتضمن تسوية آلهة المشركين برب العالمين . ولهذا قالوا لآلهتهم في النار : (تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين).
وهذا الشرك لا يقبل المغفرة إلا بالتوبة منه، كما قال تعالى : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).

-         والأصغر كذلك :
  كما قال العلامة ابن القيم: "وأما الشرك الأصغر : فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من حلف بغير الله فقد أشرك "، وقول الرجل للرجل : "ما شاء الله وشئت "، و "هذا من الله ومنك "، و "أنا بالله وبك "، و "مالي إلى الله وأنت "، و "أنا متوكل على الله وعليك "، و "لولا أنت لم يكن كذا وكذا ". وقد يكون هذا شركا أكبر، بحسب قائله ومقصده .
ومن أنواعه : الخوف من غير الله، والتوكل على غير الله، والعمل لغير الله، والإنابة والخضوع والذل لغير الله . وابتغاء الرزق من عند غيره، وحمد غيره على ما أعطى، ...، والذم والسخط على ما لم يقسمه، ولم يجر به القدر، وإضافة نعمه إلى غيره، واعتقاد أن يكون في الكون ما لا يشاؤه".

. النفاق أكبر وأصغر

فالنفاق الأكبر هو نفاق العقيدة، وهو الذي يوجب الخلود في الدرك الأسفل من النار، وهو : أن يبطن الكفر ويظهر الإسلام .

وأما النفاق الأصغر، فهو نفاق العمل والسلوك، وهو الذي يتخلق بأخلاق المنافقين، ويسلك سلوكهم، وإن كانت عقيدته سليمة. وهو ما حذرت منه الأحاديث الصحاح.

   - مثل الحديث المتفق عليه : "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، و إذا خاصم فجر".

    - وكان عمر يحذر من المنافق العليم، فقيل له : كيف يكون منافقا وعليما؟! قال: عليم اللسان، جاهل القلب.

     - وقال بعضهم : اللهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق . قيل: وما خشوع النفاق؟ قال: أن يرى البدن خاشعا والقلب ليس بخاشع!
أمور يجب تقديرها تحت هته المفاهيم :

     1 - أن المعاصي درجات وأحوال والكفر ليس ملة واحدة .  

2 - أنه لا يحكم على الناس الا بظواهرهم وأمور الباطن موكلة الى عالم السر وأخفى .    
-         فتعامل النبي مع المنافقين كان بظاهر اسلامهم مع علمه بنفاقهم .

3- أن الحكم على الشيء بالكفر أو الشرك قد لا تنطبق على أصحابها الا بشروط .

4-  أن علاقة الكفار بالمسلمين تختلف لينا وحدة :

     - فمن المؤكد أن الكفار منهم مسالمون، فلهم منا المسالمة، ومنهم معادون محاربون . فنحن نحاربهم بمثل ما يحاربوننا به . فهناك الذين كفروا فقط، وهناك الذين "كفروا وظلمواأو "كفروا وصدوا عن سبيل الله " وكل له حكمه .

  - وقد قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون).

  **  ومن المقرر : أن أهل الذمة لهم حقوق المواطنة باعتبارهم من أهل "دار الإسلام "، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا في الجملة، إلا ما اقتضاه اختلاف الدين، فلا يفرض عليهم ما يلغي شخصيتهم الدينية كما لا يطلب ذلك من المسلمين.

  5 - أننا نتعايش مع غير المسلمين ونتعامل معهم  في اطار هذا التقسيم من باب البر والتقوى والعدل والاحسان .

0 comentarios:

Publicar un comentario