lunes, 20 de junio de 2011

في فقه الأولويات – 4 - المعاصي في سلم الأولويات

0 comentarios
 والكبائر: هي الذنوب الجسيمة الخطر، التي توجب لفاعلها غضب الله ولعنته، واستحقاق نار جهنم، وقد توجب على صاحبها حدا في الدنيا.
·   وقد اختلف العلماء في تحديدها اختلافا كبيرا، لعل أقربها : أنها كل معصية شرع الله لها حدا في الدنيا، أو أوعد عليها في الآخرة بوعيد شديد كدخول النار، أو الحرمان من الجنة، أو استحقاق غضب الله تعالى ولعنته. فهذا يدل على كبر المعصية.

·        وجاء في النصوص أمثلة منها :
- الشرك  : قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، والتولي يوم الزحف (يوم لقاء العدو في المعركة )، ومثلها : ما صحت به الأحاديث، من عقوق الوالدين، وقطع الرحم، وشهادة الزور، واليمين الغموس، وشرب الخمر، والزنى، وعمل قوم لوط، والانتحار، وقطع الطريق، والغصب، والغلول، والرشوة، والنميمة.
   - ومنها: ترك الفرائض الأساسية، مثل : ترك الصلاة، ومنع الزكاة، والإفطار بلا عذر في نهار رمضان، والإصرار على ترك الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

-         حتى الكبائر متفاوتة فيما بينها شدة وضعفا على قدر تأثيرها وعملها في النفس والحياة والمجتمع : 

  * ولهذا صح في الحديث : "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر"؟، وعدد لهم بعد الشرك: عقوق الوالدين، وشهادة الزور".
  * وصح أيضا : "إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ". قالوا: وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه".
   * وجعل الربا أشد إثما عند الله تعالى، حتى إن القرآن لم يقل في معصية ما قال في الربا من قوله تعالى : (وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله). 
  * ولعن الرسول الكريم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه،
  * وقال : "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد من ستة وثلاثين زنية "،
 وجعل الربا سبعين أو اثنين أو ثلاثة وسبعين بابا، أدناها وأيسرها: أن يأتي الرجل أمه.!

·        و المعصية الواحدة يختلف إثمها باختلاف شخص مرتكبها وظروفه . فالزنى من العزب غيره من المحصن . ومن الشاب غيره من الشيخ، والزنى بحليلة الجار أو ممن غاب عنها زوجها في الجهاد، أو بمحرم له، أو في نهار رمضان أو في الحرم . غير الزنى في الظروف المغايرة، وكل شيء له حسابه عند الله عز وجل.

      -  معاصي القلوب الكبيرة :

·        وكما أن أعمال القلوب أعظم وأفضل من أعمال الجوارح في الطاعات، نجد أعمال القلوب في جانب المعاصي أعظم وأبعد أثرا، وأكبر خطرا:

    - مثل معصية آدم ومعصية إبليس:
·        آدم عصى بجارحته فأكل (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه هو التواب الرحيم).
            * وإبليس  (أبى واستكبر وكان من الكافرين ... قال أنا خير منه ...). فقال له الله : (اخرج منها فإنك رجيم، وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين).
   - ومن كبائر معاصي القلوب : المهلكات الثلاث، التي حذر منها الحديث الشريف : "ثلاث مهلكات: شح مطاع،          وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه".
   - ومنها : البغض والحسد والرياء و حب المال والجاه والمنصب

§        . صغائر المحرّمات
        وبعد الكبائر تأتي صغائر المحرمات المقطوع بحرمتها. والشارع سماها "لمما"، و"محقرات".

وهذه لا يكاد أحد يسلم من الإلمام بها حينا من الزمن، ولهذا تفترق عن الكبائر بأنها تكفرها الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصيام رمضان وقيامه.
  - كما جاء في الحديث الصحيح : "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان : مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
  - وفي الصحيحين : "أرأيتم لو أن نهرا على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فهل يبقى من درنه شيء؟ فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا".
  - وفي الصحيحين : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "، "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
  - بل ذكر القرآن الكريم أن مجرد اجتناب الكبائر يكفر السيئات الصغائر، فقال تعالى : (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة النصوح.
    * وشأن الصغائر أن البشر عامة مبتلون بها، ولهذا حين وصف الله المحسنين والأخيار من عباده لم يصفهم إلا باجتناب كبائر الإثم والفواحش.
  - يقول تعالى في سورة الشورى : (وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون).
ويقول سبحانه في سورة النجم : (ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى، الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم، إن ربك واسع المغفرة).

·        على أن الشرع وإن سامح وخفف في اللمم أو الصغائر، فقد حذر من الاستهانة بها :

 - ولهذا روى سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب، كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
 - ورواه ابن مسعود بلفظ : "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه .

وقد قال ابن القيم : وههنا أمر ينبغي التفطن له، وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر . وقد يقترن بالصغيرة  من قلة الحياء وعدم المبالاة، وترك الخوف، والاستهانة بها  ما يلحقها بالكبائر، بل يجعلها في أعلى رتبها.

·        ومن المنهيات كذلك ما يسمى بالببدعة :
ويلحق بالمعاصي هنا: ما عرف في الشرع باسم "البدع". وهي ما أحدثه الناس واخترعوه في أمر الدين . سواء أكانت بدعا اعتقادية، وهي التي تسمى "بدع الأقوال "، أم بدعا عملية، وهي التي تسمى "بدع الأفعال".
 - وفي الحديث: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة".
 - وفي الحديث:  "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".

وهي أقبح من المعاصي لأن فاعلها يتقرب بها إلى الله تعالى، ويعتقد أنه ببدعته يطيع الله ويتعبد له، وهذا هو خطرها.  وهي أحب إلى إبليس من المعصية، لمناقضتها للدين، ولأن صاحبها لا يتوب منها، ولا يرجع عنها، بل يدعو الخلق إليها، وتضمنها اعتبار ما رده الله ورسوله، ورد ما اعتبره، وموالاة من عاداه، ومعاداة من والاه، وإثبات ما نفاه، ونفى ما أثبته.


o       والبدعة تكون:
1-    إما باعتقاد خلاف الحق، الذي بعث الله به رسوله، وأنزل به كتابه .
2-    أو تحريم ما أحل الله بغير بينة .
3-    أو بالتعبد لله تعالى بما لم يشرعه من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين.

·        على أن البدع ليست كلها في مرتبة واحدة، فهناك بدع مغلظة، وبدع مخففة، وبدع متفق عليها، وبدع مختلف فيها.( ومشكل الناس اليوم أنهم يجعلون البدع وأهلها في مرتبة واحدة )

1 -  فالبدع المغلظة : منها ما يصل بصاحبه إلى درجة الكفر، والعياذ بالله تعالى، مثل الفرق التي خرجت على أصول الملة، وانشقت من الأمة، مثل النصيرية والدروز، وغلاة الشيعة والإسماعيلية الباطنية وغيرهم.
   -  ممن قال فيهم الإمام الغزالي : ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض .
   -  وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : إنهم أشد كفرا من اليهود والنصارى، ولهذا لا تنكح نساؤهم، ولا تؤكل ذبائحهم، على حين تؤكل ذبائح أهل الكتاب، وتنكح نساؤهم.
        * وهناك بدع غليظة، ولكنها لا تصل بصاحبها إلى الكفر، وإنما تصل به إلى الفسق، وهو فسق اعتقاد لا فسق سلوك .فقد يكون هذا المبتدع من أطول الناس صلاة، وأكثرهم صياما وتلاوة ... مثل الفرق الكلامية التي ظهرت في التاريخ من  الخوارج والقدرية والمعتزلة ...

2- وهناك بدع خفيفة : أدى إليها خطأ في الاجتهاد، أو التباس في الاستدلال ، فهذه تقابل الصغائر في باب المعاصي.
3- وهناك بدع مختلف فيها:  أقرها قوم، وأنكرها آخرون، مثل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، والصالحين من عباد الله، فهذه من مسائل العمل والفروع لا من مسائل العقيدة والأصول، كما هو منقول عن الإمام محمد بن عبد الوهاب.

فليست البدع كلها في مستوى واحد ودرجة واحدة، وليس المبتدعون كلهم كذلك : بل هناك الداعية إلى البدعة، والتابع المبتدع في نفسه ولا يدعو غيره. ولكل منهما حكمه.




 

0 comentarios:

Publicar un comentario