lunes, 20 de junio de 2011

في فقه الأولويات - 3 - الاولويات في مجال المامورات

0 comentarios

أولوية الأصول على الفروع :
·   ونعني بتقديم الأصول : تقديم ما يتصل بالإيمان بالله تعالى وتوحيده، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهي أركان الإيمان كما بينها القرآن الكريم.
    - يقول تعالى : (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين).
     - وقال تعالى : (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون، كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير).
      - وقال تعالى: (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا).



·   لهذا كان الأمر الأحق بالتقديم والأولى بالعناية من غيره، هو تصحيح العقيدة، وتجريد التوحيد، ومطاردة الشرك والخرافة، وتعميق بذور الإيمان في القلوب، حتى تؤتي أكلها بإذن ربها، وحتى تغدو كلمة التوحيد : "لا إله إلا الله " حقيقة في النفس، ونورا في الحياة، يبدد ظلمات الفكر، وظلمات السلوك.

       يقول المحقق ابن القيم: "اعلم أن أشعة : "لا إله إلا الله " تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، فلها نور. وتفاوت أهلها في ذلك  قوة وضعفا  لا يحصيه إلا الله تعالى". فمن الناس: من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس. ومنهم: من نورها في قلبه كالكوكب الدري.
ومنهم: من نورها في قلبه كالمشعل العظيم. وآخر: كالسراج المضيء. وآخر كالسراج الضعيف.
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم، وبين أيديهم، على هذا المقدار، بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة، علما وعملا، ومعرفة وحالا.

وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد : أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته . حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة، ولا ذنبا، إلا أحرقه . وهذا حال الصادق في توحيده. الذي لم يشرك بالله شيئا.  ومن عرف هذا عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله حرم على النار من قال : لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله "، وقوله : "لا يدخل النار من قال : لا إله إلا الله "

أولوية الفرائض على السنن والنوافل :
·        ومن المعلوم  في مجال الفروع  أن الأعمال تتفاوت في رتبة طلبها من جهة الشرع تفاوتا بينا.
فمنها: المأمور به على جهة الندب والاستحباب.
ومنها: المأمور به على جهة الفرض والإيجاب.

·   وفقه الأولويات يقتضي أن نقدم الأوجب على الواجب، والواجب على المستحب، وأن نتساهل في السنن والمستحبات ما لا نتساهل في الفرائض والواجبات، وأن نؤكد أمر الفرائض الأساسية أكثر من غيرها، وبخاصة الصلاة والزكاة، الفريضتان الأساسيتان، اللتان قرن بينهما القرآن في ثمانية وعشرين موضعا. وجاءت عدة أحاديث صحيحة في ذلك، منها:

     - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان".

    - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه : كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله "؟ فقال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، قال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبى بكر للقتال فعرفت أنه الحق".
·       فدل هذا الحديث: أن هذه الفرائض هي الأساس العملي للدين، وأن من أداها كاملة، ولم ينقص منها شيئا، فقد فتح أمامه باب الجنة، وإن قصر فيما وراءها من السنن، وكان المنهج النبوي في التعليم : التركيز على الأركان والأساسيات، لا على الجزئيات والتفصيلات التي لا تتناهى.
ومن ذلك يظهر خطأ المنشغلين  بالسنن عن الفرائض
·        فتجد من يشتغل من الناس بالسنن والتطوعات من الصلاة والصيام والحج عن الفرائض.
- فترى الانسان يجهد نفسه في قيام الليل ويصبح نائما في عمله خائر القوى عن أداء وظيفته .
- أو كمن يصوم الاثنين والخميس مثلا بالصيف ويضيع عمله الذي يجب عليه أن بتقن فيه ...
- أو من المرأة قد تصوم النافلة وتضيع حقوق زوجها .

-   ومثل ذلك حج التطوع، وعمرة التطوع، فمن المتدينين من يحج الحجة الخامسة أو العاشرة أو العشرين وربما الأربعين . ويعتمر كل عام في شهر رمضان، وينفق ألوف الجنيهات أو الدنانير أو الريالات، وهناك مسلمون يموتون من الجوع  حقيقة لا مجازا  في بعض الأقطار كالصومال، وآخرون يتعرضون للإبادة الجماعية، والتصفية الجسدية.

-         لقد قرر فقهاء الإسلام: أن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة.

وذكر الإمام الراغب في المقارنة بين فرائض العبادات، ونوافل المكارم فقال، وأحسن فيما قال: "واعلم أن العبادة أعم من المكرمة... ومن الفرق بينهما أن للعبادات فرائض معلومة، وحدودا مرسومة، وتاركها يصير ظالما متعديا، والمكارم بخلافها . ولن يستكمل الإنسان مكارم الشرع ما لم يقم بوظائف العبادات، فتحرى العبادات من باب العدل، وتحرى المكارم من باب الفضل والنفل، ولا يقبل تنفل من أهمل الفرض، ولا تفضل من ترك العدل... ولهذا قيل: لا يستطيع الوصول من ضيع الأصول. فمن شغله الفرض عن الفضل فمعذور، ومن شغله الفضل عن الفرض فمغرور، وقد أشار تعالى بالعدل إلى الأحكام، وبالإحسان إلى المكارم بقوله تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).

ومن ذلك أن حقوق العباد مقدمة على حق الله المجرد:
ففرض العين ، المتعلق بحق الله تعالى وحده يمكن التسامح فيه، بخلاف فرض العين المتعلق بحقوق العباد . فقد قال العلماء : إن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة، وحقوق العباد مبنية على المشاحة.

- فالحج مثلا واجب لله، وأداء الدين واجب للخلق ، فإن أداء الدين مقدم عل الحج . فلا يجوز للمسلم أن يقدم على الحج حتى يؤدي دينه . إلا إذا استأذن من صاحب الدين، أو كان الدين مؤجلا، وهو واثق من قدرته على الوفاء به.
- وكذلك الشهادة في سبيل الله  وهي أرقى ما يطلبه المسلم للتقرب إلى ربه  لا تسقط عنه الدين.
      ففي الصحيح: "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين".
     وقوله صلى الله عليه وسلم : لو أن رجلا قتل في سبيل الله، ثم أحيي، ثم قتل، ثم أحيي، ثم قتل، وعليه دين، ما دخل الجنة حتى يقضى دينه".

-         وكذلك من اخذ شيئا من متاع الناس بغير وجه حق :

        فيروى انه توفى رجل من الصحابة في خيبر، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : "صلوا على صاحبكم "، فتغيرت وجوه الناس لذلك فقال : "إن صاحبكم غل في سبيل الله " (أي وهو في الجهاد) ففتشوا متاعه فوجدوا فيه خرزا من خرز يهود لا يساوي درهمين.

وعن ابن عباس قال : حدثني عمر قال : لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا : فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا على رجل، فقالوا : فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كلا، إني رأيته في النار، في بردة غلها  أو في عباءة غلها "، ثم قال: "يا ابن الخطاب، اذهب فناد في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون".
أولوية الولاء للجماعة والأمة على القبيلة والفرد:
·      ومما يؤكد هذا المعنى : ما جاء به القرآن، وأكدته السنة من تقديم الولاء للجماعة، والشعور بمعنى الأمة، على الولاء للقبيلة والعشيرة، فلا فردية، ولا عصبية، ولا شرود عن الجماعة.
·      كانت القبيلة في المجتمع الجاهلي هي أساس الانتماء، ومحور الولاء . وكان ولاء الرجل لقبيلته في الحق وفي الباطل،

يعبر عن ذلك قول الشاعر:
لا يسألون أخاهم حين ندبهم        في النائبات على ما قال برهانا

وكان شعار كل منهم: "انصر أخاك، ظالما أو مظلوما"! على ظاهر معناها.

·                 فلما جاء الإسلام جعل الولاء لله ولرسوله، ولجماعة المؤمنين، أعني أمة الإسلام .
        وقال تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون).
·                 ومن ذلك رفض الاسلام للعصبيات


0 comentarios:

Publicar un comentario