miércoles, 11 de mayo de 2011

الاستكبار في الأرض

0 comentarios

     الإنسانَ السويّ الذي يعرف مقداره ويدرك حدوده، لايطغى، ولا يظلم، ولا يكابر  وقد  -  ينفلت الإنسان عن صراط النموّ المستقيم ويفارق الجادّة، فيقع في رذيلة التكبّر والاستكبار.. فيرى نفسه ـ وقد امتلأت غروراً ـ أكبر من سواه، وأرقى في الدرجات...


والاستكبار ـ كالتكبّر ـ نابع من «الكبْر»، وثلاثتها نابعة من الإعجاب الأجوف بالنفس ومن شدّة الخُيَلاء.. الذي يستحوذ على الإنسان حين يُحرم من الإيمان الواقعيّ بالغيب ويعيش في صحراء النفس القاحلة http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifوقالَ الذينَ لا يَرْجُون لقاءنا: لولا أُنزِلَ علينا الملائكةُ أو نرى ربَّنا، لقد استكبروا في أنفسِهم وعَتَوا عُتُوّاً كبيراً http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif

الاستكبار في أصوله إذَن: بذرةُ تمرّدٍ في داخل النفس ليست لها فضيلة الطاعة لله والانقياد أمام عَظَمة ربوبيّته. بذرة قوامها حبّ النفس والشغف بحفظ تفرّدها وذاتيّتها المظلمة، ومنعها من الذَّوبان...

وتاريخ التكبّر والاستكبار في العالم تاريخ طويل، ابتدأ خطّه على يد «إبليس» الطريد، فكان الفاتح لباب من الاستكبار هو أخطر الأبواب.

كما يستكبر الأفراد.. تستكبر الأمم. وإذا كان الفرد المستكبر نقطة من الظلام فإنّ الأمة المستكبرة هي مساحة واسعة من الظلمات. إنّها تيّار يوميّ يتحرّك، ويسعى للتنمّر والانتشار في أرض الله.
  • لذلك كان الكبر من أقبح الذنوب :  
  -    وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر " . رواه مسلم
-     وقال عليه الصلاة والسلام: " يحشر الجبارون المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يطؤهم الناس يغشاهم الذل من كل مكان " .
-  وقال صلى الله عليه وسلم: " اختصمت الجنة والنار فقالت الجنة: مالي ما يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار أوثرت بالجبارين والمتكبرين.
-    وقال صلى الله عليه وسلم " بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسى الجبار الأعلى، بئس العبد عبد تجبر واختال ونسى الكبير المتعال، بئس العبد عبد غفل وسها ونسى المقابر والبلى بئس العبد عبد عتا وبغى ونسى المبدأ والمنتهى .
وللاستكبار ميادين ثلاثة، يتحقّق كلّها أو بعضها في مختلف الأوقات وفي شتّى البيئات:
1   ـ   الاستكبار على الله:
 http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifإنّهم كانوا إذا قيل لهم: لا إله إلاّ الله، يستكبرون 
 -http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifيَسمعُ آياتِ الله تُتلى عليه، ثُمّ يُصِرُّ مُستكبراً.. كأنْ لم يَسمعها
 http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifومَن يَستنكفْ عن عبادته ويَستكبرْ فسيحشرهم إليه جميعا
 http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif  http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifإنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّمَ داخرين  http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif
%     ولكن الله تعالى لا يحتاج إلى عبادة أحد:
   ( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له باليل والنهار وهم لا يسئمون )
   -   لذلك ورد أن سلمة بن الأكوع قال: أكل رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله قال: كل بيمينك. قال لا أستطيع فقال: " لا استطعت ما منعه إلا الكبر فما رفعها إلى فيه بعد " . رواه مسلم.

%          ومن هو هذا الحقير التافه الذي يتكبر ويستكبر على الله ؟؟!!

    -    قال صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: " العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته في النار " . رواه مسلم المنازعة المجاذبة.

    -    وقال الحسن: العجب من ابن آدم، يغسل الخرء بيده كل يوم مرة أو مرتين ثم يعارض جبار السموات.

    -    وما أعجب قول الشاعر في هذها المعنى :

يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ      اُنْظُرْ خَلَاكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ
لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ       مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلَا شِيبُ
هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً     وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنْ الْأَقْذَارِ مَضْرُوبُ
أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ     وَالْعَيْنُ مُرْفَضَّةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبُ
يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا      أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ
  
 -   يقول الغزالي في هذا المعنى :  (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم تنتشرون) " فانظر إلى نعمة الله عليه كيف نقله (الانسان) من تلك الذلة والقلة والخسة والقذارة إلى هذه الرفعة والكرامة فصار موجوداً بعد العدم وحياً بعد الموت وناطقاً بعد البكم وبصيراً بعد العمى وقوياً بعد الضعف وعالماً بعد الجهل ومهدياً بعد الضلال وقادراً بعد العجز وغنياً بعد الفقر؟ ثم صار بالله شيئاً. وإنما خلقه من التراب الذليل الذي يوطأ بالأقدام والنطفة القذرة بعد العدم المحض أيضاً ليعرفه خسة ذاته فيعرف به نفسه، وإنما أكمل النعمة عليه ليعرف بها ربه ويعلم بها عظمته وجلاله وأنه لا يليق الكبرياء إلا به جل وعلا.
2. الاستكبار على حملة رسالات الله: من أنبيائه ورسله وأوليائه وأصفيائه :
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif أفكلّما جاءكم رسولٌ بما لا تَهوى أنفسُكُمُ استكبرتُم؛ ففريقاً كذَّبتم وفريقاً تَقتلون http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif(27) ؟!
 
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif قالوا: أنّى يكون له المُلكُ علينا، ونحن أحق بالملك منه ولم يُؤتَ سَعَةً من المال، ونحن أحقُّ بالمُلك منه http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif(28) ؟!
 
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif وقال الملأ الذين استكبروا من قومه: لَنُخرِجَنَّك يا شُعَيبُ والذين أمنوا معك من قريتنا أو لَتعودُنَّ في مِلَّتنا http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif(29).
 
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifقالوا: أنؤمنُ لك واتّبَعَك الأرذَلون http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif(30) ؟
!
 
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gifإنّ القوم استضعَفوني وكادوا يقتلونني http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif(31).

    -   دعوة رسول الله كانت دعوة لتحقيق الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية :
   - وروى أبو سعيد الخدرى رضي الله عنه قال :  ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يعلف البعير ، ويقمّ البيت، ويخصف النعل ويرقع الثوب ، -ويحلب الشاه ، ويأكل مع الخادم ، ويطحن معه إذا أعي ، وكان لا يمنعه الحياء أن يحمل بضاعته إلى أهله من السوق ، وكان يصافح الغنى والفقير ، ويسلم مبتديا ، ولا يحقر مادعى إليه ولو إلى حشف التمر .

0 comentarios:

Publicar un comentario