miércoles, 11 de mayo de 2011

لا تغضب ولك الجنة

0 comentarios
   ** يؤكد علماء النفس جميعا : أن الغضب هو أخطر انفعالات الانسان على الاطلاق ...

  ** قال بعض الحكماء لابنه: « يا بنيّ لا يثبت العقل عند الغضب كما لا تثبت روح الحيّ في التّنانير المسجورة، فأقلّ النّاس غضبا أعقلهم، فإن كان لدنيا كان دهاء ومكرا وإن كان للآخرة كان حلما وعلما، فقد قيل: الغضب عدوّ العقل والغضب غول العقل» ) ...



  ** قال الغزاليّ- رحمه الله تعالى-: «ممّا يدلّ على أنّ الغضب من أخلاق النّاقصين: أنّ المريض أسرع غضبا من الصّحيح، والمرأة أسرع غضبا من الرّجل، والصّبيّ أسرع غضبا من الرّجل الكبير، والشّيخ الضّعيف أسرع غضبا من الكهل، وذا الخلق السّيّء والرّذائل القبيحة أسرع غضبا من صاحب الفضائل، فالرّذل يغضب لشهوته إذا فاتته اللّقمة، ولبخله إذا فاتته الحبّة، حتّى إنّه يغضب على أهله وولده وأصحابه. بل القويّ من يملك نفسه عند الغضب» ) *
أنواع الغضب :
     1 . الغضب المباح الطبيعي الغريزي :
     -  قال ابن حبان – رحمه الله تعالى - " والخلق مجبولون على الغضب ، والحلم معا ، فمن غضب وحلم في نفس الغضب فإن ذلك ليس بمذموم ما لم يخرجه غضبه إلى المكروه من القول والفعل على أن مفارقته في الأحوال كلها أحمد " ا.هـ
·    وأصناف الناس عند الغضب الطبيعي في الامور التي يقع فيها سوء التفاهم أنواع :
          **  سريع الغضب سريع الرضى :  هذا الصنف من الناس لا يحسن إدارة ذاته ونفسه، وكلمة واحدة تؤثر فيه ويتفاعل معها ثم بكلمة أخرى يهدأ ويرضى , وهذا الصنف يؤذي في التعامل ولا يعرف الطرف الآخر كيف يتعامل معه باستمرار، بل مزاجه متقلب وقد يغضب من كلمة اليوم، ولو قيلت له بعد أسبوع قد لا يغضب فهو حسب حالته النفسية يغضب ويرضى
         **  بطيء الغضب بطيء الرضى  :
وهذا صنف آخر من الناس لا يغضب، ولكنه إن غضب فلعله يقاطع الطرف الآخر أسبوعا أو أكثر، إلا أن حسنة هذا الصنف أنه بطيء الغضب.
      **  سريع الغضب بطيء الرضى: وهذا شر الناس فانه يغضب لأي شئ ولكنه لا يرضى بسرعة، ولا يقبل أي اعتذار أو تأسف على الخطأ، بل انه حتى إذا أراد أن يصفح أو يعفو يتخذ هو القرار بغض النظر عن اعتذار الطرف الآخر.
       ** بطيء الغضب سريع الرضى:
وهذا خير الناس، فالحلم والحكمة صفاتهم، ولا يمنع ذلك من غضبهم بحكم طبيعتهم البشرية، ولكنهم إذا غضبوا سريعوا الرضى عندما يعتذر إليهم..

   2 ـ الغضب المحمود (الواجب) : وهو ما كان لله ولحرماته، ولم يكن للنفس فيه نصيب، ويكون هذا النوع من الغضب بسبب اعتداء على حرمة من حرمات الله.

  -  قال تعالى في غضبة موسى : ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ ...) .
 -  وجاء في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم : « كان أشد حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفنا ه في وجهه» (صحيح البخاري، رقم 6102، ص1064.

  -  ومن ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال : خرج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم  على أصحابه وهم يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال : ( بهذا أمرتم ؟ أو لهذا خلقتم ؟ تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم ) فقال عبد الله بن عمرو : ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه ..

%               كذلك من الغضب المحمود : الغضب لما يحدث للمسلمين من سفك للدماء ، وانتهاك للأعراض ، واستباحة للأموال ، وتدمير للبلدان بلا حق .
%     والوعيد شديد للذي لا يغضب في هذه الحالات التي يجب عليه فيها أن يغضب ...
%     -  يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: « ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون أن يغيروا فلا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب»(3).
%      -  وجاء عند الشافعي : من استغضب ولم يغضب فهو حمار ، ومن استرضي ولم يرض فهو شيطان ..
%         
%        -  وإن من فضائل النّفس الشّجاعة والأنفة والحميّة والغيرة والدّفاع والأخذ بالثّأر لأنّها خصال مركّبة من الغضب، فإذا عدمها الإنسان هان بها
%         
%       لكن السؤال: ما حدود هذا الغضب؟ وهل هذا الغضب يخرج الإنسان عن القدرة على التوازن في التفكير، أو التعدي بالقول، أو العمل؟ لا شك أن المحلل لغضب النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يتصرف وهو بكامل عقله وتصرفاته
%         -  فقد يخرج الغضبان عن الحد الطبيعي ويتجاوز الحدود الشرعية كأن يتعدى في أحكامه، أو أقواله، أو تصرفاته، أو لا يدري ماذا يقول، أو لا يضبط ألفاظه، أو يزيد في الكلام عن الأمر المراد، أو يضرب ... كل هذه وأمثالها نقلت هذا الغضب من كونه محمودًا إلى أن أصبح مذمومًا.
%         
%    3 ـ الغضب المذموم :
%     وهو ما كان انتقامًا للنفس، وهذا الغضب تترتب عليه نتائج خطيرة على الإنسان ذاته وعلى مجتمعه، وهو الذي حذرنا منه الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، ومناسبات عدة..
%   أسباب الغضب:
%     أي انفعال يعتري الإنسان يكون له دوافع وأسباب، وهذه الأسباب لا يمكن عدها وحصرها، فهي كثيرة جدًا، حسب المواقف والحالات.
%          1. أسباب وراثية  جينية :
%          2 ـ  الخلافات الزوجية :
%       بيت الزوجية الدي يحرص عليه الشيطان وأتباعه حتى يخربه من الاساس فينتهي بالطلاق ...
%           3 ـ  الفقر:
%         وهو الهمّ الملاصق للإنسان الفقير في كل أحواله، فلا يفارقه ليلاً ونهارًا، ولا يجعله يذوق للحياة مذاقًا، وكيف يستمتع بالحياة وليس لديه شيء، ولا يملك مقومات هذا المتاع...
%          4ـ الظلم:
%         فيلجأ المظلوم في هذه الحالة بكل الوسائل التي يراها تصله للانتقام من الظالم والحصول على حقه مهما كلفه ذلك من تعب ومشقة ،
%         5.  العُجب والكبر  :
%      فالعجب بالرأي والمكانة والنسب والمال سبب للعداوة إن لم يُعقل بالدين ...
%           -  وجاء أن يحيى بن زكريا لقي عيسى بن مريم -صلى الله عليهما وسلم- فقال : أخبرني بما يُقرِّب من رضا الله ، وما يُبعد من سخط الله ؟ فقال : " لا تغضب " . قال : الغضب ما يبدأه وما يعيده ؟ قال : " التعزز والحمية والكبرياء والعظمة " .
  6.  المراء والجدال :
      -   قال عبد الله بن الحسين : " المراء رائد الغضب فأخزى الله عقلا يأتيك به الغضب " .
      -  لهذا فقد نهى الشارع عنه قال النبي –صلى الله عليه وآله وسلم – ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ).
7  .  بذاءة اللسان وفحشه :
    بشتم أو سب أو تعيير مما يوغل الصدور , ويثير الغضب ..
·         -  وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض الفاحش البذيء ).
8    ـ الحسد:
   هو مرض في القلب خطير، ينشأ نتيجة تفاوت الناس وتفاضلهم في الأرزاق والأعمال والمناصب والجمال وغيرها .
  و يتحول غضبه هذا إلى نوع من الاحتقان النفسي ، فيكون عرضة لأمراض نفسية، وحالات القلق والتوتر المستمر، وهزال في الجسم والبدن.
9 . حدة الشباب :
    في سن المراهقة التي يشعر فيها الشاب بالاستعلاء على غيره، والإعجاب اللامحدود بنفسه، وتزداد الحساسية في المشاعر معه، بحيث لا يقبل كلمة تجرحه، أو فعلاً يسيء إليه ، فيندفع للانتقام بلا وعي ولا تفكير، وما أكثر هذه الحالات في صالات الرياضة والملاعب الرياضية أثناء تشجيع الشباب للفرق الرياضية..

0 comentarios:

Publicar un comentario