miércoles, 11 de mayo de 2011

الظلم ظلمات

0 comentarios
الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور؛ إذ هو انحراف عن العدل
  و الله تعالى حرم الظلم على نفسه والعباد هم الظالمون لأنفسهم ولبعضهم :


-  ففي الحديث القدسي في صحيح مسلم عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: { يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً, فلا تظالموا }

  - وقال جل وعلا: { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } [هود:101] في أكثر من موضع من القرآن الكريم,
  -  وقال: { وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } [الزخرف:76]
  -  وقال: { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } [فصلت:46]549+86
  • وكان رسول الله دائما يستعيذ بالله من الظلم :
-  وَعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ النَّبِيَّ e كَانَ يَقُولُ :«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْفَقْرِ، وَالْقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ» ([1]) .
-  وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ e مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا قال:«اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» .
أنواع الظلم
نعيش اليوم جميع أنواع الظلم والاستبداد على جميع المستويات  :
وهذه الأمور كلها يشملها قول رسول الله صلى الله عليه كما عند الذهبي في الكبائر أنه قال: " خمسة غضب الله عليهم إن شاء أمضى غضبه عليهم في الدنيا وإلا أمر بهم في الآخرة إلى النار أمير قوم يأخذ حقه من رعيته ولا ينصفهم من نفسه ولا يدفع الظلم عنهم وزعيم قوم يطيعونه ولا يساوي بين القوي والضعيف ويتكلم بالهوى ورجل لا يأمر أهله وولده بطاعة الله ولا يعلمهم أمر دينهم ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجرته ورجل ظلم امرأة صداقها "
الظلم الاجتماعي :  وله أوجه كثيرة داخل مجتمعاتنا :
·         الظلم داخل الأسرة :
لظلم ذوي القربى أشد        على المرئ من الحسام المهند
·         الظلم في المعاملات المالية والتجارية والبيع والشراء :
   -  فعَنْ أَبِي أُمَامَةَt أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ :«مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ». فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :«وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ».
·         الظلم داخل المؤسسات التعليمية وفي الشوارع ...
·         الظلم في العلاقات الخاصة :
الكذب على الناس – غيبتهم – سرقة أموالهم – ضربهم – شتمهم ...
  -  قال تعالى : ( إن الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا
  - وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: { من ظلم من الأرض قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع أرضين }.
الظلم الاقتصادي :
·         التفاوت بين الطبقات  :
         **   ترى في مجتمعاتنا غنياً يملك القصور الفارهة، والسيارات الفخمة، والأموال الطائلة، والأرصدة الهائلة، والمزارع الواسعة، وترى إلى جوار ذلك فقيراً يسكن في كوخٍ، وقد لا يجد لقمة العيش التي يقتات بها..
         **  وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، وإذا سرق الشريف تركوه، فكأن هناك أناساً يجري في عروقهم دم مقدس .
·         نهب الأموال وسلبها والمحسوبية :
      **  نهب أموال الرعية، وأخذ أراضيهم، والمحسوبية في الشركات والأعمال والوظائف وغيرها.
الظلم السياسي :
فساد السلطات التشريعية والتنفيذية . والظلم السياسي هو رأس البلية التي يتفرع منها الظلم على ما سواه ..

آثر الظلم

 ** الظلم والاستبداد يؤدي الى احتقار الناس وجعلهم كالعبيد

فالظلمون لا يرون الا أنفسهم وغيرهم كالقطيع وكلما زادت قوة الظالم الا زاد احتقاره للناس ..!
    -  قال فرعون ( ما أريكم الا ما أرى
    -   فاستخف قومه فأطاعوه ...
كيف تحتقر الدول الظالمة اليوم شعوبها ومواطنيها ...

**  الظلم خراب للقيم فهو يشيع الكذب بين الناس والنفاق والانانيات .... ولا توجد قيمة ثابتة ما بين المقموعين المضطهدين .

**  الظلم يشيع الرعب في الناس والخوف والجزع وعدم الاستقرار ...

** الظلم قمع للمواهب وقتل للطموح والابداع :

** الظلم يشيع الحقد والبغضاء ما بين  المظلومين والظالمين

**   الظلم خراب للديار، وبسببه تنهار الدول:  (الظلم موذن بخراب العمران )
-  ولذلك قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الله تعالى ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة

** الظلم يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب ويعرض الظلمين الى انتقام ، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته

       -  قال تعالى ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)
       -  وقال تعالى : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة .. )
       -   وقال تعالى عن فرعون ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين)
       -  وقال عن قوم لوط:  ( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود  مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد )
لذلك فإن الله يستجيب دعوة المظلومين ويأيدهم وينصرهم ولو كانوا ما كانوا سواء في الدنيا والآخرة:
        -  جاء في مسند الإمام أحمد وغيره بسند حسن: { اتق دعوة المظلوم ولو فاجراً -وفي رواية ولو كافراً- }-ففجوره على نفسه-

        -  وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: «إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام».

         -  ومر رجل برجل قد صلبه الحجاج، فقال: يا رب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين، فنام تلك الليلة، فرأى في منامه أن القيامة قد قامت، وكأنه قد دخل الجنة، فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين، وإذا منادٍ ينادي، حلمي على الظالمين أحلَّ المظلومين في أعلى عليين

      -  ونادى رجل سليمان بن عبد الملك ـ وهو على المنبر ـ: يا سليمان اذكر يوم الأذان، فنزل سليمان من على المنبر، ودعا بالرجل، فقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} (سورة الأعراف:44 . )

    -  وعن جابر رضي الله عنهما قال :"لما رجعت مهاجرة الحبشة  إلى رسول الله e قال : « ألا تحدثوني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة»، قال فتية منهم : يا رسول الله بينا نحن جلوس مرت علينا عجوز من عجائزهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم ، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها على ركبتيها فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت ، التفتت إليه ، ثم قالت : ستعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين ، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون ، فسوف تعلم أمري وأمرك عنده غدا ، فقال رسول الله e :«صدقت، ثم صدقت. كيف يقدس الله قوماً لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم » - ابن حبان -

-  وفي قصة عن سعيد بن زيد – وهو أحد المبشرين بالجنة -  أن امرأة تظلمته زورا وشكته  إلى مروان بن الحكم :  وقالت: غصبني أرضي، فحاكمه مروان بن الحكم ، وقال: لم غصبتها أرضها، فدمعت عيناه رضي الله عنه وهز رأسه وقال: والله ما كان لي أن أظلمها بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { من اغتصب شبر أرض طوقه من سبع أرضين } فلتأخذ أرضي إلى أرضها، وبئري إلى آبارها، ونخلي إلى نخلها، فإن كانت كاذبة فأعمى الله بصرها، وقتلها في أرضها، فاستمر بها الحال ثم عميت في آخر حياتها وذهبت إلى بئرها لتستقي الماء فتردت ميتةً على وجهها.


لا يجوز السكوت عن الظلم :
   -     في حديث البراء بن عازب يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، منها: نصرة المظلوم ،
-           وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: { لا قدست أمة لا يأخذ للضعيف فيها حقه غير متعتع }
-         وفي حديث ثالث: { انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قال: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوماً، فكيف أنصره إذا كان ظالماً؟ قال: تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره }

0 comentarios:

Publicar un comentario